مارتن لورينتزون.. رائد الأعمال الذي غيّر صناعة الموسيقي

يعرف رجل الأعمال السويدي مارتن لورينتزون بأنه أحد المؤسسين لشركة سبوتيفاي، التي أحدثت ثورة في عالم صناعة الموسيقى الرقمية، واستطاعت الشركة تغيير شكل صناعة الموسيقى، لتصبح أضخم منصة بث موسيقي في العالم يستخدمها الملايين يوميًا، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وإنجازاته.

من هو مارتن لورينتزون؟

سفين هانز مارتن لورينتزون، هو رجل أعمال وملياردير سويدي، ولد في 1 أبريل عام 1969 في مدينة سمولاند في السويد، وهو المؤسس المشاركة لشركة سبوتيفاي، وعضو مجلس إدارة في عدد من الشركات.

بدأ مارتن مسيرته المهنية في مجال التكنولوجيا بعد دراسته الهندسة الصناعية في السويد، حيث دفعه شغفه بريادة الأعمال للعمل في مجال الإعلانات الرقمية، وكان من أوائل المستثمرين في شركة Tradedoubler، وهي منصة للإعلانات عبر الإنترنت حققت نجاحًا كبيرًا.

في عام 2006، التقى مارتن لورينتزون برجل الأعمال الشاب دانيال إك، وقررا معًا تأسيس منصة سبوتيفاي بهدف توفير منصة قانونية ومرنة لبث الموسيقى عبر الإنترنت. نجح مارتن وإك معًا في مواجهة التحديات التي واجهت المنصة، لتصبح منصة رائدة في مجالها، وشركة عالمية تقدر قيمتها بالمليارات، وملايين المستخدمين سنويًا.

شغل مارتن عدة مناصب في الشركة، منها الرئيس التنفيذي، ثم منصب رئيس مجلس الإدارة، وإلى جانب سبوتيفاي، استثمر في العديد من الشركات الناشئة، وهو ما جعله شخصية بارزة في عالم ريادة الأعمال.

حياته الشخصية

ولد رجل الأعمال مارتن لورينتزون في مدينة سمولاند جنوب السويد، وقد انتقلت العائلة إلى مدينة بوروس بعد ولادته بعام، حيث نشأ هناك. كانت والدته معلمة، أما والده، فقد كان خبيرًا اقتصاديًا. درس مارتن الهندسة الصناعية في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في مدينة جوتنبرج.

يعيش مارتن في مدينة ستوكهولم منذ عام 2005، ويملك عدد من الشقق الفاخرة.

خلال طفولته، كان مارتن دائمًا شغوفًا بكسب الأموال وتحقيق الأرباح، فعندما كان طالبًا في المدرسة الابتدائية، كان من ضمن أحلامه أن يبيع علبة كبريت لكل شخص في الصين حتى يصبح مليارديرًا.

ولم يتوقف طموح مارتن على التفكير في الثراء فحسب، بل منذ سنوات طفولته ومراهقته، كان حريصًا على الدراسة والتعلم، لتأسيس قاعدة مهمة لبدء مسيرته في ريادة الأعمال، فرغم حبه للحفلات، لكنه كان يضع التعليم دائمًا في المقام الأول، وكان أحيانًا يكذب على أصدقائه أنه مريض، حتى يمكث في البيت للدراسة.

دراسته الأكاديمية

في عام 1990، التحق مارتن لورينتزون بجامعة تشالمرز للتكنولوجيا، ودرس الاقتصاد الصناعي. حصل بعدها على درجة الماجستير في العلوم والهندسة. بعد الماجستير، بدأ عدة دورات في الاقتصاد والبلاغة والمناظرة من مدرسة ستوكهولم للاقتصاد، وجامعة ستوكهولم.

بداية مسيرته المهنية

بدأ مارتن لورينتزون مسيرته المهنية في منتصف التسعينات، حيث عمل كمتدرب في شركة تيليا السويدية للاتصالات. انتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة، حيث عمل في شركة ألتا فيستا في سان فرانسيسكو.

خلال تواجده في الولايات المتحدة، أدرك مارتن أهمية التكنولوجيا، وأنها استثمار العصر، والتقى برواد أعمال بارعين في مجال الويب. عمل مارتن في شركة استثمارية اسمها Cell Ventures، وخلال عمله في الشركة، التقى برجل الأعمال فيليكس هاغنو، ابن مالك علامة تجارية سويدية شهيرة اسمها "جوي"، وبدأ معه أول مشروع استثماري له.

تأسيس شركة Tradedoubler

في عام 1999، بدأ مارتن لورينتزون مسيرته في ريادة الأعمال بالمشاركة في تأسيس شركة Netstrategy مع هاغنو، والتي تحول اسمها فيما بعد إلى شركة Tradedoubler. تخصصت الشركة في الإعلانات الرقمية، وسرعان ما أصبحت سوقًا رائدًا في أوروبا، وحققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا.

حازت شركة مارتن على عدة جوائز، ففي عام 2001، حصلت على جائزة Guldmusen السويدية كأفضل شركة تقنية، كما حصلت على جائزة الإنجاز من مجلس التجارة السويدي في المملكة المتحدة عام 2002. في عام 2004، حصلت الشركة على جائزة Export Hermes السويدية لأفضل شركة تصدير.

انتقل مارتن لفترة وجيزة إلى ألمانيا، لتوسيع أعمال الشركة هناك، حيث نجحت مبيعات الويب إلى ذروتها في ذلك الوقت. في عام 2005، قرر مارتن بيع حصته في الشركة مقابل 70 مليون دولار أمريكية، وعاد بعدها إلى السويد بعد 10 سنوات من العيش في الخارج.

تأسيس شركة سبوتيفاي

في عام 2006، تعرف رجل الأعمال مارتن لورينتزون على رجل الأعمال الشاب دانيال إك، فقد اشترت شركته Tradedoubler، التي باع حصته فيها عام 2005، شركة Advertigo، التي أسسها رجل الأعمال دانيال.

بدأت علاقة صداقة بين الاثنين، وتقربا من بعضهما، وخاصة أنهما واجها تحديات نفسية مشابهة، كونهما حققا ثروة ضخمة وغير متوقعة بشكل مفاجئ، بسبب بيع أسهم شركتهما.

شعر مارتن ودانيال بأهمية وجود هدف جديد للسعي إليه، فقررا معًا إنشاء شركة جديدة. في عام 2006، ترك مارتن منصة في مجلس إدارة شركة Tradedoubler، وقدم استثمارًا ماليًا بقيمة مليون يورو لدانيال، لبدء مشروعهما الرائد آنذاك سبوتيفاي.

في يونيو 2006، تم الإعلان عن شركة سبوتيفاي كشركة تهدف إلى تقديم خدمة بث موسيقي مدعومة بالإعلانات، وقد واجهت الشركة في البداية تحديات منها عدم ثقة شركات الإنتاج في جودة المنصة، وأنها لن تتمكن من تحقيق ربح مثل منصات البث المعروفة في ذلك الوقت.

من يملك أكبر عدد من أسهم Spotify؟

ساهم مارتن لورينتزون بمبالغ مالية طائلة لإنشاء الشركة، فقد أنفق في البداية من أمواله الخاصة لدفع رواتب المطورين والمكاتب، واستئجار تراخيص الموسيقى، وقام بدور مهم في جذب المستثمرين إلى شركته، وتحمل تكاليف غير متوقعة كثيرة.

وبسبب التكاليف الضخمة التي دفعها من أجل الشركة، أصبح يملك أكبر حصة فيها، حيث يمتلك 12.7% من الأسهم، و43.3% من حقوق التصويت، وبغت قيمة حصته في الشركة أكثر من 4 مليارات دولار.

انضم زميله هاغنو إلى المشروع فيها بعد، وامتلك 6.6% من أسهم الشركة، وقدرت قيمتها 1.5 مليار دولار. شغل مارتن منصب الرئيس التنفيذي لشركة سبوتيفاي من 2006 إلى 2013، وبعدها تولى منصب رئيس مجلس الإدارة من 2008 إلى 2016، قبل أن يتولى إك هذه المناصب.

هل دانيال إيك ومارتن لورينتزون أصدقاء؟

نعم، تحدث مارتن لورينتزون عن علاقته الوطيدة بصديقه وشريكه دانيال إيك، حيث صرح بأنهما أصدقاء منذ عا 2006، ولم يمر يومًا دون أن يتحدثا على الأقل مرة واحدة.

جوائز وتكريمات

حصل مارتن لورينتزون على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، ففي عام 2014، حصل على جائزة السويدي الدولي العام. حصل كذلك على الدكتوراه الفخرية من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا. في عام 2020، حصل على ميدالية جلالة الملك، وفي عام 2021، حصل على وسام غوستاف دالين.

ثروة مارتن لورينتزون

في عام 2025، قدرت فوربس ثروة مارتن لورينتزون ب12.3 مليار دولار.