يعد الناشط البريطاني من أصول باكستانية ماجد نواز من الشخصيات البارزة في أوروبا التي عملت جاهدة لمكافحة التطرف وتعزيز الحوار السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة، وقد تحول من كونه عضواً في جماعة إسلامية مشددة إلى أبرز المدافعين عن الإسلام العلماني، وأسس منظمة "كويليام" لمكافحة التطرف، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو ماجد نواز؟
ماجد عثمان نواز، هو ناشط بريطاني ومقدم برامج إذاعية سابق من أصول باكستانية، ولد في 2 نوفمبر عام 1977 في ساوثيند أون سي في إنجلترا، وهو من الشخصيات البارزة في مجال السلام ونبذ التطرف.
نواز هو الرئيس المؤسس لمركز أبحاث كويليام، وقدم خلال برنامج إذاعي سابق. بدأ نواز حياته كعضو في جماعة إسلامية متطرفة منغمسة في الشعارات الراديكالية، وقد كان شابًا متحمسًا لأفكار الحزب، إلا أ،ه مع مرور الوقت أدرك أن أفكار الحزب لا تخدم الإنسانية والسلام كما كان يعتقد.
تحول نواز بعدما من الفكر المتطرف إلى ناشط في مجال مكافحة التطرف، ومن أشهر الداعين إلى إسلام علماني، وقد كانت لحظة التحول بالنسبة له عندما تم اعتقاله في مصر بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة.
ينشر نواز أفكاره وآرائه في البرامج التي يظهر فيها، فضلًا عن الندوات والمؤتمرات التي يشارك فيها، كما أنه يكتب مقالات الرأي في مجلات بريطانية وعالمية.
نشأته وتعليمه
ولد الناشط ماجد نواز في بريطانيا لعائلة باكستانية، حيث كان والده يعمل مهندس كهرباء، أما والدته فقد انتقلت للعيش في إنجلترا في التاسعة من عمرها. عمل والده في البحرية الباكستانية لفترة، ثم غادر إلى بريطانيا، وقد عمل ما بين بريطانيا وليبيا، حيث كان مهندسًا في شركة نفط في ليبيا.
عاش نواز طفولته بين المملكة المتحدة وليبيا، ولديه أخ أكبر منه، وأخت أصغر منه. تلقى نواز تعليمه في مدرسة ويستكليف الثانوية للبنين، وقد درس القانون واللغة العربية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، ثم حصل على درجة الماجستير في النظرية السياسية من كلية لندن للاقتصاد.
زوجته وحياته الشخصية
تزوج ماجد نواز أول مرة في سن مبكرة في سن 21 عامًا، من زميلة له في حزب التحرير كان تدرس علم الأحياء في الجامعة، وقد رزق منها بابن واحد، وانفصل عنها بعدما قرر مغادرة حزب التحرير.
في عام 2014، تزوج من راشيل ماجارت، وهي فنانة وكاتبة أمريكية تعمل في لندن، وفي عام 2017 رزق منها بطفله الثاني.
بداية نشاطه الإسلامي
في بداية حياته، كافح ماجد نواز من أجل معرفته هويته الخاصة، فقد نشأ في أسرة باكستانية، وفي وسط بريطاني، وعانى من العنصرية والتنمر من زملائه في المدرسة. تعرف نواز بعدها على نسيم غني، وهو رئيس حزب التحرير في بريطانيا، والذي أقنعه بحضور اجتماعات الحزب، وقرر نواز فيما بعد الانضمام إلى الحزب بعد مشاهدة مقاطع فيديو لمذبحة المسلمين في بوسنا والهرسك.
واصل انتماء نواز للحزب حلال الجامعة، وقد تدرج في الرتب سريعًا، وأصبح يقنع المزيد من الطلاب في الجامعة للانضمام إلى الحزب، وبحلول سن التاسعة عشر، أصبح في القيادة الوطنية لحزب التحرير في المملكة المتحدة، كام أصبح متحدثًا باسم الحزب، وسافر إلى باكستان والدنمارك لتعزيز أيدولوجية الحزب.
الاعتقال في مصر نقطة التحول
سافر ماجد نواز إلى مصر كجزء من درجة البكالوريوس في القانون واللغة العربية، وقد وصل إلى مصر بعد يوم واحد فقط من هجمات 11 سبتمبر، وبسبب الحظر الذي فرض على الجماعات الإسلامية في ذلك الوقت، اعتقل نواز وتم استجوابه في الإسكندرية في أمن الدولة في مصر.
لم يتعرض نواز إلى التعذيب، ولكنه واجه خطر التعذيب أثناء الاستجواب، كما أنه كان شاهدًا على تعذيب سجناء آخرين. نقل نواز إلى سجن طره، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وخلال اعتقاله تبنت قضيته منظمة العفو الدولية، واعتبرته سجين رأي، وساعده ذلك على تأمين عودته إلى لندن مرة أخرى.
خلال تواجده في السجن في مصر، التقى نواز بالعديد من المسلمين من ذوي الميول الأيدولوجية المختلفة، مثل الجهاديين، والمسلمين الليبراليين، والعلماء المسلمين وغيرهم، ومنهم عصام العريان، وأعضاء منظمة الجماعة الإسلامية، وقاتلي الرئيس المصري أنور السادات، ومحمد بديع وغيرهم.
قضى نواز فترة سجنه لدراسة اللغة العربية والدين الإسلامي والقرآن الكريم، كما صادق أيمن نور وعالم الاجتماع سعد الدين إبراهيم، وخلال فترة سجنه نبذ ماضيه الإسلامي، ودعى إلى إسلام علماني.
من الفكر المتطرف إلى نبذ التطرف
خرج ماجد نواز من السجن في مصر عام 2006، ثم عاد إلى المملكة المتحدة، وأعلن استقالته من حزب التحرير عام 2007، وواصل دراسته في الجامعة، وخلال تلك الفترة أسس مؤسسة كويليام، وهي مؤسسة بحثية لمكافحة التطرف، وتحول نشاطه إلى مكافحة ونبذ التطرف.
في عام 2012، نشر نواز سيرته الذاتية بعنوان "راديكال"، وقد تم حل مؤسسة كويليام عام 2021. شارك نواز كذلك في تأسيس مجموعة ناشطة في باكستان لمكافحة التطرف اسمها "خودي"، كما ألقى محاضرات في جامعات باكستانية لنشر أفكاره.
في عام 2013 انضم إلى الحزب الديمقراطي الليبرالي، إلا أنه غادر الحزب في يوليو 2020. وخلال فترة عمله مع الحزب، سافر إلى إسرائيل، وانضم إلى وفد أصدقاء إسرائيل من الحزب الديمقراطي الليبرالي، كما أنه نشر صورًا كاريكاتورية لسيدنا عيسى وسيدنا محمد، وقد واجه تهديدات للقتل بسبب ذلك.
آراء ماجد نواز
اتسمت آراء ماجد نواز بالتحول الكبير من الفكر المتطرف إلى الدعوة إلى الاعتدال والتسامح والإسلام العلماني، فبعد مغادرته حزب التحرير الإسلام، دعى نواز إلى مكافحة التطرف الذي رآه بأنه تهديد للمجتمعات، وآمن بضرورة مواجهة الأفكار المتشددة من خلال نشر التعليم والفكر النقدي بدلًا من اللجوء إلى القوة الأمنية.
دعا نواز كذلك إلى تعزيز قيم التعددية وقبول الاختلاف في المجتمعات، وخلال حياته، انتقد التيارات الإسلاموية التي تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية تحت ستار الدين، حيث رفض تمامًا استخدام الدين كأداة لتحقيق مكاسب سياسية.
يرى نواز أن هناك حاجة ملحة للإصلاح داخل المجتمعات الإسلامية، وذلك من خلال إعادة تفسير النصوص الدينية بشكل يتوافق مع القيم الإسلامية، وهو يؤمن بالحرية وحقوق الإسلام.
بجانب موقفه المعارض للتطرف الإسلامي، يعرف نواز بانتقاده لتيارات اليمن المتطرف التي تستغل الخوف من الإسلام والمسلمين لتحقيق مكاسب سياسية.