ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 يوليو 2024
ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

ما هي عقدة النقص؟ يسمع الكثيرين منا هذا التعريف، لكنهم لا يعرفون مدلوله، فهل الإنسان الذي يشعر بالدونية هو ذاته الذي يشعر بالنقص، وكيف يؤثر هذا الشعور على الفرد، وهل التخلص منه مشكلة كبيرة لا يمكن حلها؟ أم هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تساعدك على الفرار من مقصلة الشعور بالانتقاص، والمضي نحو أحلامك بسلام؟ كل تلك الإجابات يجب أن تتعرف على إجاباتها إذا كنت تريد تطوير ذاتك ونفعها.

ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

ما هي عقدة النقص

تتساوى عقدة النقص مع الشعور بالدونية، فهي أن يشعر الفرد بأنه أقل قيمة من الآخرين ولا يستحق أن يكون في المكانة التي يتمتع بها، ولا يقتصر الأمر على الإحساس هذا في العمل، أو في الأمور العاطفية، ولكنه يصبح أسلوب حياة بالنسبة للفرد الذي يسعى إلى النهوض بنفسه، لكن عادة ما تغلبه أفكاره وتسيطر عليه.

لا يجب أن تكون تلك الأفكار حقيقية ليشعر بها الفرد، لكنها في بعض الأحيان، وغالباً ما تكون ناتجة عن بعض العيوب التي تراها ولا يشعر بها غيرك، لذلك لا تترك نفسك ضحية لها؛ لأنك في النهاية سوف تعاني من تبعاتها التي لا تنتهي.

إن صدق الفرد النسخة المشوهة عن نفسه والتي يراها في المرآة، لن يستطيع أن يتخطاها بأي شكل من الأشكال، لذلك قد لا تعتبر الدونية حقيقية، لكنها شبح قد أعماك عن الحقيقة، وجعلك لا ترى سواه، لذلك أسعى للوصول إلى أفضل صورة عنك سواء على المستوى الجسدي أو المهني، ولا تصدق كل ما تراه في أعين الآخرين، فهذا ليس الهدف الآن، بل عليك أن تحسن صورة ذاتك بداخلك.

يؤدي الإحساس بالدونية وعقد النقص إلى العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الآخرين وهي من الأمور التي تفسد حياة المرء وتطلعاته، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب والإقدام على التخلص من النفس.

يعتبر الإحساس بالنقص نوع من العقد التي تعيق تقدم الفرد، ولكن يجب أن تعلم أن قدرتك على الإيمان بنفسك من الممكن أن تجعلك تتقدم في حياتك متخطيًا تلك الأفكار، ولكن إن أصررت على التفكير في الأمر بشكل سلبي لن تحصل سوى على الخداع، وستقنع ذاتك بالأفكار السلبية المستمرة حتى تدمرك بالكامل.

أعراض عقدة النقص

كيف تعرف أنك مصاب بـعقدة النقص؟ إذا كنت من المصابين بعقدة النقص، فسوف تعاني من الأعراض التالية:

  • عدم القدرة على احترام النفس وتقديرها.
  • عدم الرضا بالحال حتى مع إشادة الآخرين بأعمالك، لكنك ترى عكس ذلك.
  • السقوط من نظر نفسك كلما انتقدك أحدهم، سواء كان هذا النقد كاذبًا، أو من النوع البناء.
  • السعي للوصول إلى الأفضل في أعين الآخرين لا في عين نفسك.

ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

ما هي أسباب عقدة النقص؟

تقف الكثير من الأسباب خلف الشعور بالدونية والنقص، وذلك لعدم قدرة الفرد على مواجهة نفسه والشعور بقيمتها، لذلك إليك بعض الأسباب التي ربما تكون وراء هذا الشعور البغيض.

تجارب الماضي

تؤثر الطفولة الصعبة على الفرد بشكل لا يتوقعه، فهي المحرك الأساسي له على كافة الأصعدة، ولذلك إذا مرة الطفل بتجارب قاسية ومؤلمة في صغره، سيكون من المتوقع أن ينعكس ذلك عليه في الكبر، ويشعره بالدونية والنقص.

كثرة التعرض للعقاب في الماضي، يشعر الفرد بأنه لا حيلة له، وأن الآخرين أفضل منه، وفي النهاية ينتهي الأمر بتذكره الكثير من المشاعر المؤلمة المرتبطة بالنقص، وسيسعى إلى إرضاء الآخرين والحصول على استحسانهم.

الفقر

يمكن أن يكون الفقر من علامات الافتقار للإحساس بالقوة أو الرضا عن النفس، لأنه عندما يعيش الفرد في أسرة فقيرة لا يتمكن من التخلص من الحرمان الذي يصاحبه لليالي طويلة.

يرى البعض أنفسهم أقل من الآخرين؛ لأنهم ولدوا فقراء، وعلى الرغم من أن الكثير من الفقراء لا يشعرون بهذا الإحساس، إلا أن التجارب أثبتت أن الفقر هو أحد العوامل مسببة لـعقدة النقص.

ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

الشكل الخارجي

إذا كنت تعيش في وسط بيئي يحكم على الفرد من شكله الخارجي، ويضع مواصفات خاصة للجمال، من الممكن أن تشعر بالدونية لهذا السبب خاصة إذا لم تكن تتماشى مع تلك المعايير.

بعض الأشخاص الذين يمتلكون صفات جمالية مختلفة عن البيئة المتواجدين بها وحتى وإن كانت تصنف من علامات الجمال العالمية يشعرون بالنقص لذلك.

تجارب الانفصال

يعني الانفصال لدى البعض أنهم لا يستحقون العيش في حياة مستقرة، أو أنهم غير جديرين بالاحترام، خاصة تلك التجارب التي يقوم خلالها الشريك بالارتباط بشخص آخر فور انتهاء العلاقة أو أن يكون هذا السبب في الانفصال، مما يشعر الطرف الآخر بالنقص وعدم الثقة بالنفس.

من الممكن أن تؤدي بعض الضغوطات الاجتماعية أيضًا إلى الشعور بالنقص وبما في ذلك التعرض للتنمر المستمر.

ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

هل الشعور بالنقص مرض نفسي؟ وكيف تتخلص منه

لا يعتبر الشعور بالنقص من الأمراض النفسية، لكنه من أعراض عدم الثقة بالنفس وناتج عن بعض العقد النفسية، لذلك يجب أن تركز على التخلص منه، لأنه كلما حاولت التركيز على تطوير ذاتك لن تصل إلى مكان مميز، إلا وقد ظهر الشعور بالنقص أمامك كتهديد؛ مما يجعلك تتراجع عما تقوم به.

لذلك إليك أهم النصائح التي عليك القيام بها للتخلص من هذا الأمر تمامًا.

تخلص من آثار الماضي

عادة ما يشعر الفرد بالنقص؛ لأنه عانى خلال طفولته من الكثير من المآسي، وهو ما عليه معالجته أو التخلص منه، لذلك توجه إلى أحد الأطباء النفسيين واحصل على المساعدة من خلالهم، وهناك ستحصل على إجابة لماذا تشعر بالدونية وما هي الأشياء التي تحدث وتشعرك بهذا الأمر.

يمكنك الوقوف هنا على الأسباب المنطقية وتنحية العواطف جانبًا، ثم العمل على علاج صدمات الماضي، وينصح باستخدام الكتابة كوسيلة لتفريغ المشاعر والوصول إلى أعماق التجارب التي تمر بها، وسوف يفيدك الأمر في تقييم المواقف التي تمر بها.

ما هي عقدة النقص وكيف تتخلص منها؟ الدونية وآثارها السلبية

تحدى أفكارك واستبدلها

يجب أن تتوقف عن التفكير بصورة سلبية عن ذاتك، بل عليك كذلك تحدي تلك الأحاديث السلبية التي تدور في رأسك واستبدالها بأخرى أكثر تقبلًا ومع الوقت ستنجح في القيام بالأمر على أكمل وجه.

تؤدي الأفكار السلبية إلى الشعور بالإحباط المستمر، وتجعلك في حالة مقارنة مع الآخرين حتى وإن لم يستدع الأمر ذلك، وفي هذه الحالة ستحتاج إلى بناء دفاعات قوية يمكنك من خلالها الدفاع عن ذاتك.

لا تتحدث لنفسك عن الأمور التي تفشل في القيام بها، واجعل كلماتك رقيقة وصادقة وقادمة من القلب، وأعد صياغة أفكارك السلبية، وذلك من خلال التحدث عن تلك الأفكار وكأنها لا تخصك، ومن هذا الجانب ستتمكن من رؤيتها بمنظور جديد، ومختلف يساعدك على الفوز بالمعركة ضدها.

أذكر الأسباب التي تدفعك للتفكير بنفسك بصورة سلبية، واعمل على تعديلها، ولا تنسى أن تصقل مهاراتك التي تمتلكها كي تشعر بالمزيد من الإنجاز.

لا تركز على إيجابيات الغير، ولكن استخدم المعتقدات الإيجابية التي لديك، فبدلًا من ذكر مميزات غيرك في العمل أشر إلى مميزاتك، وتحدث عنها بصوت مرتفع، ولا تتراجع عن موقفك مهما حدثتك نفسك بغير ذلك، وإن استمرت الأفكار السلبية بالتدفق إليك، قم بالابتعاد عنها وبالتحدث في أمور مختلفة.

تقبُل العيوب وحب الذات

يجب أن تصل إلى مرحلة حب الذات، وللوصول إليها يجب أن تمر بتقبل العيوب، فاعترف أمام ذاتك بأنك لست مثاليًا فلا أحد في كون كله يمكن أن يكون مثاليًا، لأننا نتعلم من أخطائنا القيم التي نحتاجها لمواصلة الحياة، فإذا كنت لا تخطئ يعني ذلك أنك لا تعيش.

يعتبر هذا الاعتراف من أكثر النصائح فائدة لمن يريد التخلص تمامًا من عقدة النقص والثقة بالنفس إلى جانب الإحساس بالأمان والتطلع إلى المستقبل.

إن تقَبل ذاتك سيجعلك تضع يديك على العيوب بدلًا من تغطيتها والعمل على إصلاحها على الفور، لذلك قم بكتابة العيوب التي لديك ومميزات كل عيب وما تعلمته من تلك العيوب وأثرها على شخصيتك.

ركز على مميزاتك

من الضروري أن تعيد اكتشاف نفسك من جديد من خلال التركيز على الإيجابيات التي تتمتع بها، ومن خلال تلك الإيجابيات ستصنع سلمًا ينقلك إلى مرحلة أخرى أعلى، وهكذا حتى تصل إلى أعلى مراحل الثقة بالنفس وتقبل الذات.

إذا لم تكن تعرف الطريقة الصحيحة للقيام بالأمر، عليك أن تعمل على ما يلي:

  • اسأل نفسك عما تجيد القيام به.
  • ركز على كافة الإيجابيات التي تتمتع بها، وهل يمكنك تطويرها أم لا.
  • لا تحقر من أي شيء تفعله وإن كان النهوض من السرير وترتيبه.
  • ركز على أهدافك وما حققته بالفعل منها.
  • تحدث عن المشاعر الإيجابية التي تشعر بها.
  • اشترك في العديد من الهوايات والأنشطة التي تساعدك على التقدم في حياتك.

لا تقارن نفسك بالآخرين

لا يستطيع بعض الأشخاص التوقف عن مقارنة أنفسهم بالآخرين، وهو أمر غير جيد ويزيد من إحساسك بالنقص، لذلك لا تنجذب إلى تلك المقارنات التي لن تفيدك بأي شيء سوى الشعور بجوانب النقص لديك مهما كانت قليلة، ولذلك إليك بعض الطرق التي يمكنك الاعتماد عليها للتخلص من عادة المقارنة بالآخرين.

  • لا تتابع الكثير من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة هؤلاء الذين يسعون إلى استعراض حياتهم بشكل مبالغ فيه، أو يريدون إيصال صورة مثالية عن أنفسهم، أو يريدون أن يصدروا جوانب غير واقعية للحياة.
  • مارس الامتنان اليومي للأشياء التي توجد في حياتك، وهذا حتى تكون لديك القدرة على التصدي للمقارنات التي تحدث رغمًا عنك عندما ترى البعض وما لديهم من نعم تفوقك.
  • حاول أن تسعد بسعادة الآخرين، ولا تنظر لهم على أنهم اقتنصوا فرصة منك، بل اعمل على الاجتهاد، حتى تصل مثلما وصلوا إلى أهدافهم، ولا تترك نفسك ضحية للشعور بالحقد والحسد.
  • لا تبادل الآخرين النظر بدونية، لأنه عادة ما يجعلك ذلك تشعر بالقوة أو الانتصار، لكنه من الانتصارات الوهمية التي لا يريد أحد الحصول عليها.
  • لا تركز على سلبيات الآخرين وركز على إيجابياتك الانتصار إيجابياتهم، حتى تحيط نفسك بجو إيجابي ودافع للعمل على الذات.
  • لا تحطم معنويات الآخرين، أو تسخر منهم، أو تحاول إفساد فرحتهم بالإنجازات التي وصلوا إليها.

الحصول على الدعم

يجب أن تعلم أن الأفكار السلبية تعتبر كالفجوة التي تبتلع كل ما حولها، ولذلك يجب ان تحصل على بعض الدعم للتصدي لها عن طريق إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يحبونك ويريدون التواجد بالقرب منك، لأن ذلك يسهل عليك عملية تقبل النفس وعلاج عقدة النقص.

يتميز الدعم بمنحك الأمان والقدرة على التقبل والسلاسة في التعامل، لأن الأفراد الذين يحصلون على الدعم النفسي يتميزون بحالة نفسية أفضل من غيرهم، وتقبل فرص إصابتهم بالأمراض النفسية.

ستجد بينهم فرصة للاحتفال بالإنجازات، وأخرى للمواساة في الإخفاقات، لأن الحب الذي يمنحونك إياه حب غير مشروط.

الانضمام لبيئة إيجابية

لا تقضي أوقاتك في بيئة سامة، سواء كانت بيئة عمل أو بيئة اجتماعية، وذلك لأن تغيير البيئة التي تجعلك تشعر بالدونية يساعدك على الحصول على الكثير من الفوائد المتعلقة بالحالة النفسية.

إذا أصبحت متواجدًا في بيئة جيدة، فسوف تحصل على فرصة للتعرف على قدراتك والتعامل مع أفراد يثقون بك، ويرون ما يمكنك القيام به، مما يساعدك على تجاوز شعورك بالنقص، والابتعاد عن الأفكار السلبية التي تحيطك حول ذاتك.

في الختام توصلنا إلى كل ما تدور حوله عقدة النقص من تعريف وأسباب وحتى كيف يتخلص الإنسان منها، لذلك يجب أن تتعرف على كل تلك المعلومات التي ستساعدك في الوصول إلى أعلى مراحل التصالح مع الذات والاقتراب منها، كما ستخلصك من المقارنة مع الآخرين.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة