ما هي صفات القائد الفاشل؟ عيوب يجب التخلص منها

صفات القائد الفاشل هي أول إشارة إلى غرق سفينة العمل، فهل يعلم كل مدير بنقاط ضعفه أم الإنكار سيد الموقف؟ هناك الكثير من العيوب التي يكتسبها المديرين دون وعي منهم، أو ظنًا منهم أنها في مصلحة العمل، لكنها تكون كالقنبلة الموقوتة التي سيأتي وقت انفجارها عاجلًا أو آجلًا، لذلك احذر منها وتعرف على تلك العيوب وكيفية التخلص منها.

صفات القائد الفاشل

يسعى الجميع إلى التعرف على الصفات التي يجب أن تكون لديهم ليكونوا من القادة والمديرين الجيدين في نظر أنفسهم وموظفيهم، لكن الأصعب هو التعرف على الصفات السلبية للمديرين والقادة والتي يجب محاربتها والتخلص منها، فبعض الصفات قد تكون لديك لكنك تجهل وجودها ومن صفات القائد الفاشل ما يلي:

الاستغلال السيئ للمناصب

لا يجب ان يعمل المدير الجيد على استغلال منصبه في أي عمل مضاد لأفراد الفريق عندما يوجهون له بعض الانتقادات أو يقوموا بشيء ضده كالاعتراض على قرار اتخذه وما إلى ذلك.

يجب ان تسير الأمور بين أعضاء الفريق وفيما بينهم المدير على التفاهم والتراضي حتى يخرج العمل بأفضل صورة ممكنة، فلا يصح طلب بعض الأوامر بدون إبداء أسباب فقط لكون من يطلبها هو المدير، ففي البداية قد تربح المعركة وتصل إلى تنفيذ ما تريده، لكنك ستخسر عضو من أعضاء فريقك ولن تتمكن من استعادة ثقته مرة أخرى أو تحسين أدائه بالشكل الذي توقعته.

إنكار الأخطاء

يتنصل الكثير من المديرين من أخطائهم التي تسببوا بها، وهو ما يعود بالضرر على الموظف الذي يتحمل نتيجة الخطأ كاملة، لكن الحقيقة أن منظومة العمل المتكاملة يجب أن تتحمل كافة الأخطاء خاصة التي تتعلق بالإدارة أو التوجيهات، فأسطورة أن المدير لا يخطئ يجب أن تنتهي.

من الطبيعي أن تحدث بعض العقبات في العمل فلا يوجد من لا يخطئ أبدًا، ولكن يجب تقييم الأخطاء بالشكل المطلوب والمناسب ومعاقبة المخطئ مهما كان منصبه، لأنه عليه تحمل مسؤولية أفعاله.

سياسة العقاب الدائم

يعتقد بعض المديرين أن العقاب من السمات التي يجب أن يتسموا بها للسيطرة على الفريق ودفعه إلى الإنتاج بشكل أفضل، لكنه أمر خاطئ، فالانتباه إلى المشكلة وحلها أفضل من العقاب، لكن البعض يخطئ تعريف الحزم ويظن أن العقاب هو الحل.

يجب أن يكون المدير هو أول من يعي وجود مشكلة ويعمل على التوصل إلى حل لها مع صاحبها من فريقه، وهنا لا نقول إن العقاب أمر يجب أن يمحى من قاموس المدير ولكن يجب أن يتم الأمر بحكمة وتوازن مع المكافأة للآخرين على أعمالهم.

فإذا كنت ستعاقب فيجب أن تُثيب، كفة واحدة يعني ميزان مختل وقريبًا ستكون القائد السلبي الذي يكرهه الجميع. القائد الجيد هو من ينتبه لجهود موظفيه ومن هم مسؤولون أمامه، ويشجعهم على الدوام ويشعرهم أن ما يؤدون ذا قيمة وتأثير حقيقي بالشركة.

تجنب المواجهة

من صفات القائد الفاشل أيضًا عدم التحلي بالشجاعة والعمل على التهرب من المواجهات، فهو يسعى إلى حل الخلافات بإنهائها لا بالوقوف على الأسباب ومراجعتها والوصول إلى حلول مناسبة وهو أمر يثير غضب الجميع لان المشكلة تظل قائمة، ومن الممكن أن يتسبب له الأمر لاحقًا في مشكلات مع من يرأسه.

يجب مواجهة النزاعات القائمة بين أفراد الفريق واحتوائها سريعًا حتى لا تتحول إلى ضغائن أو مشكلات لا يمكن حلها مع مرور الوقت.

تأثر العمل بحالته النفسية

يبدأ المدير الفاشل يومه متأثرًا بحالته المزاجية لهذا اليوم، فإن كان فرحًا أصبحت كل قراراته إيجابية، أما إذا كان حزينًا يتحول الأمر إلى مأساة، ولن نتحدث عن الغضب لأن بالتأكيد العمل في أجواء غاضبة ليس سوى بيئة سامة للعمل.

لا يستطيع هنا المدير التحكم في مشاعره في العمل وفصلها عن حياته الشخصية بحيث لا يتأثر كل منهما بالآخر، وهو أمر خطير لأن التعاملات في العمل يجب أن تدار بحكمة وموضوعية لا بناء على المشاعر التي لا تتعلق بالعمل أو حتى تلك التي تتأثر بالكلمات.

عدم المرونة في التعامل

يظن البعض أن الصلابة تكفي في العمال، لكن تحطيم الشيء الصلب دائمًا ما يكون أسهل من التصرف مع الشيء المرن، لذلك لا يجب أن يعرض المدير نفسه إلى الكسر.

تؤدي عدم المرونة في التعامل إلى فقدان المرونة داخل الفريق مما يؤدي إلى نفور الجميع من العمل، أو التعامل الجاف الذي لا يتطرق إلى الحلول الإبداعية أو التنازلات المطلوبة في بعض الأحيان في بيئة العمل، لذلك لا تمارس التسلط على أفراد فريقك وتوصل إلى الحلول المرنة التي تناسب الجميع.

عدم الوفاء بالوعود

يرتبط الموظفين بمديرهم ارتباطًا كبيرًا، حيث يرونه ممثلهم في المحافل الأكبر، لذلك يجب أن يكون على قدر كلمته ويفي بوعوده على الدوام، لذلك لا تستخدم المماطلة أو الوعود الزائفة، فحتى تلك الطرق لم تعد تصلح للتعامل مع الأطفال، لذلك يجب ا، تكون من أكثر الأفراد حرصًا على كلمتك أمام فريقك لبناء جسر من الثقة المتبادلة بينكما.

يمكنك التحكم في هذا الأمر عن طريق عدم الإفصاح عن أي أمر بدون وجود دلائل أو قرارات نهائية بشأنه.

ضعف مهارات الاتصال

تعتبر مهارات التواصل من أهم الأشياء التي يجب أن يمتلكها القائد وذلك كي يتمكن من الاتصال بفريقه بالطرق التي تناسب كل فرد منهم، وتوجيههم للانتهاء من المهام بالشكل المطلوب، لكن من صفات القائد الفاشل عدم فهم لغات التواصل والابتعاد عن فريقه مما يؤدي إلى ابتعاده عن ساحة العمل نفسها.

أسباب فشل المدير

يعود السبب في فشل المديرين في أداء مهامهم إلى الصفات التي ذكرناها والتي تتواجد في الكثير من الأفراد، إلى جانب فشل الإدارة كنظام عام داخل المؤسسة ومن أهم أسباب هذا الفشل ما يلي:

الثقة في غير محلها

تفشل بعض الإدارات في الاستمرار على وتيرة النجاح بسبب الثقة الزائدة والمفرطة في المنتجات أو في الأداء، ظنًا منهم أن الأشياء لا تتأثر بالتغيرات الخارجية، مما يجعل الفشل يبدأ من الأعلى مارًا بالوظائف الأقل.

الفشل في التخطيط

إذا لم يتمكن المديرين في الشركات من التخطيط الجيد للمشروعات أو للعمل كنظام، فلن يتمكنوا من وضع الموظف على الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير من خلاله لينجح محققًا ما تريده الشركة من أهداف وسياسات.

يجب أن تشمل الخطط الموضوعة كافة النقاط المتعلقة بعدد الموظفين وطرق عملهم والموارد المتاحة لهم ووضع هذا كله في إطار زمني محدد.

انقطاع التحفيز

يصبح الموظف هنا عاملًا بدون أي تحفيز أو فرصة للتقدم، وهو ما يجعله يقدم أسوأ ما لديه يزمًا بعد يوم، وتخطئ بعد الإدارات العليا بالمؤسسات في تقدير الحجم المهم للحوافز والمكافآت وتأثيرها على الإنتاجية مما يؤدي إلى فقدان الموظف لطاقته.

إغفال التقييم الوظيفي

لا يتم التقييم الوظيفي في الكثير من الشركات بشكل دوري، فيعمل الموظف دون أن يدري هل ما يقوم به صحيحًا أم لا وهل يتابع ما يفعله أم أنه يقدم أسوأ ما لديه وهكذا، لذلك يجب على المؤسسة تقييم الأفراد من خلال المدير بشكل يومي وفعال.

يفيد هذا التقييم في تقديم التقدير اللازم للموظفين من حيث المكافآت أو الجزاءات أيضًا.

ارتفاع معدل الدوران في العاملين

تشير عملية ارتفاع معدل الدوران الوظيفي إلى فشل الإدارة في العمل، مما يؤدي إلى فرار الموظفين دون عودة وعدم القدرة على التمسك بموظف واحد لفترة طويلة.

يعد هذا العامل من عوامل انهيار وتراجع الشركات، وله الكثير من الأسباب ومنها الامتناع عن منح الموظفين فرصتهم للإبداع والتشكيك في قدراتهم وآرائهم، وعدم منحهم الوقت أو الموارد اللازمة للتطور.

الأساليب الخاطئة في الإدارة

بعض الإدارات تتعامل مع أساليب الإدارة المتنوعة على إنها شيء غير مهم، مما يؤدي إلى اتباع نظام واحد للعمل به على الرغم من الاختلافات المتواجدة بين الموظفين بعضهم البعض من اختلافات مهارية وشخصية.

عدم مشاركة الأفكار معالموظفين

هل تعلم أنه على المديرين إطلاع الموظفين على موقع الشركة وخطتها وأهدافها بشكل مستمر، ولذلك يجب أن توضع رؤية واضحة تقدم كل فترة للموظف ليعرف ما تسعى له الشركة ويتحول إلى ترس في تلك الآلة الكبيرة ويمنحون الشركة اللعبة المناسبة.

يعتبر احتكار القرارات على الإدارة فقط من الأمور التي تؤد إلى فشل العمل ككل، فالهدف هنا ليس إنجاح مشروع أو ما شابه، ولكن استمرار هذا النجاح على المدى البعيد أيضًا.

كيف تتعامل مع المدير الفاشل

يقع الموظف الذي يعمل تحت قيادة المدير الفاشل في حيرة كبيرة، فهو لا يعرف ما علبيه فعله لمواجهته أو للعمل تحت قيادته، لذلك يجب أن تتعرف على تلك النصائح التي ستفيدك في التعامل مع المدير الفاشل وستجعل أمور العمل تسير على ما يرام.

• لا تجعل إرضاء المدير هو غايتك، بل اعمل من أجل النهوض بالمؤسسة نفسها ولإثبات خبراتك وقدراتك العملية على أرض العمل، لا تواجه مديرك أو تصطدم معه لأن ذلك سيتسبب في تصاعد المشكلات بينكما والضرر العام للمؤسسة.
• كن يقظًا وحاول لفت انتباه مديرك إلى المشكلات الموجودة لديك أو المتوقع حدوثها بأسلوب لطيف حتى يأخذ وقته في العمل عليها وتتبعها والوصول إلى أفضل حل، ولا تعرض الأمر بأسلوب يسبب الحرج له أو بشكل غير مهني.
• إذا أردت الانتقاد فيجب أن يكون انتقادًا بناء، أو تجاهل نقاط الضعف الخاصة به وركز على إظهار نقاط قوته والتحدث بها حتى يستمر ف رحلة تطوره ضد نقاط الضعف.
• سجل المهام المطلوبة منك وخطواتها وما قدمته واجعل لك مرجع جيد للعودة إليه في أي وقت من العام، لمواجهة مديرك بما قدمته للعمل والتطورات التي عملت عليها.
• بعض المديرين يكون لديهم نقاط يمكنك استخدامها للتعامل معهم بسلاسة، فاسعى للتعرف على تلك النقاط واستغلها دون تملق زائد أو دعم في الخطأ.
• إذا كنت بصدد مناقشة بعض الأشياء معه يجب أن تستعد جيدًا لطرح أفكارك بوضوح مع تسجيل النقاط التي تود التحدث خلالها قبل الاجتماع، مع تقبل وجهة نظره في بعض الأشياء والعمل على سد النواقص ومعالجة ما تم من أخطاء.
• لا تبدأ في أي مهمة تتسلمها من مديرك إذا كانت المعلومات التي حصلت عليها ناقصة، لأن ذلك سيتسبب في تراجع مستوى العمل أو ارتكاب الأخطاء، لذلك كن مصرًا على عدم البدء في العمل سوى بعد اكتمال الصورة أمامك وتعرفك على ما يجب أن تقوم به مع ذكر الإطار الزمني للمهمة.
• إذا فشلت في حل الأمور وحدك يمكنك طلب المساعدة من الإدارة العليا للتحدث مع المدير أو الاجتماع بكما لحل المشكلة التي تجمعكما معًا، فمن الممكن أن تقوم وجهة النظر الخارجية بحل تلك المشكلة مع الالتزام بتحقيق أهداف الشركة وعدم الإضرار بك بأي شكل ممكن.
• إذا لم تجد أي تقدم وشعرت بأنك لا بد أن ترحل، يمكنك التقدم بطلب انتقال إلى إحدى الإدارات الأخرى الموجودة في المؤسسة، وذلك للتعبير عن تمسكك بالمؤسسة وأن مشكلتك لا تتعلق سوى بالمدير الذي ترفض العمل معه، ويمكنك توضيح الأمر دون التحدث بسوء عنه فقط أظهر أن وجهات نظركما لم تتماشى معًا.

في الختام تعرفنا على صفات القائد الفاشلوطريقة التعامل معه والتي تتناسب مع العمل ولا تتسبب في زيادة الأمر سوء، لذلك يجب أن تتوخى الحذر عند العمل كمدير أيضًا، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقك لن تكون سهلة.