ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 يوليو 2024
ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

ما هو الاحتراق الوظيفي؟ هل تعاني من تلك الحالة التي تتركك غير قادر على العمل وتكافح من أجل الاستمرار؟ قد تظن أنك تعاني من الكسل، لكن الحقيقة أنك تعاني من الإنهاك الوظيفي الذي في مقدوره أن يوقف حياتك بالكامل، فما هي أسبابه وكيف تتخلص منه؟

ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

ما هو الاحتراق الوظيفي

لا يمكنك اعتبار الاحتراق الوظيفي مرض نفسي أو عضوي، لكنه من الأشياء التي تعرقل سيرك في حياتك المهنية وتجعل من الصعب تدارك المواقف بسهولة، كما إنها تجعلك غير قادر على تطوير ذاتك بالشكل المناسب للعمل.

يصاب الفرد بالاحتراق الوظيفي بدون أي تنبيه مسبق، فتجد نفسك بداخل تلك الحالة التي تستنزفك كليًا، وهو الحالة التي تنتج عن الإجهاد الكلي من العمل والرغبة في الانغلاق على الذات والتقوقع دون مجاراة الأحداث من حولك.

يطلق على الاحتراق الوظيفي أيضًا اسم الانتهاك الوظيفي وهو اسم من أسمائه العلمية لكونه متعلقًا بما يحدث في العمل من مشكلات وضغوطات، ويتخلل جسد الموظف الكثير من التعب الجسدي والنفسي، مما يطور لديه الإحساس بالعجز الكامل أو عدم القدرة على الإنجاز.

قد تتشابه تلك الحالة مع حالات الاكتئاب، إلا أن الطبيب النفسي لا يمكنه تشخيصها بالشكل المطلوب كحالة منفردة، لذلك غالبًا ما تجد البعض يعدها من أعراض الاكتئاب والقلق الحاد وما إلى ذلك، وعلى الرغم من ذلك لا يمكنك تعاطي الأدوية الخاصة بالاكتئاب لعلاج تلك الحالة.

تؤثر المواصفات الشخصية الخاصة بالموظف على قدرته على تحمل الضغوطات وأعبائها أم لا، وهو ما يزيد الإصابة بالإنهاك لدى البعض ويقللها لدى البعض الآخر، ولكن تبقى نتائج هذا الإنهاك واضحة يجب التخلص منها لاستعادة حياتك الطبيعية.

ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

مراحل الاحتراق الوظيفي

قد يسقط الإنسان فجأة في بئر الاحتراق الوظيفي، لكن هذا لا يعني أن الأمر حدث مرة واحدة، لكنه يمر بعدة مراحل قد لا يعرف الفرد عنها شيء حتى يصل إلى الانتهاك الكامل، وتلك المراحل تتمثل في التالي:

تقبل المسؤولية

لن تصاب بالاحتراق الوظيفي في تلك المرحلة، ولكنها المرحلة البدائية التي يشعر خلالها الفرد بالرغبة في العمل والإنتاج ويملأه التفاؤل خاصة في بداية عملك في وظيفة جديدة، وبعد تلك المرحلة تتدرج مراحل التوتر والقلق.

خلال هذه المرحلة تكثر الإنتاجية ويبدأ الشخص بمحاولات مستمرة في الإبداع في العمل ويقدم أقصى ما لديه من خبرات ومع الوقت يبدأ الشعور بالاندفاع والرغبة في الانطلاق بالتراجع.

على الرغم من أن هذا الشعور قد يكون طبيعيًا في بداية أي عمل كنت تحلم بالحصول عليه، إلا أن بعض الدراسات أثبتت أن كل من عانى من الإنهاك الوظيفي كانت بدايته ذات حماس كبير.

بداية التعب

في هذه المرحلة يبدأ التعب في التسرب إلى عقلك وجسدك، فتجد صعوبة في إنجاز ما يطلب منك وقد تستغرق ضعف الوقت للقيام بمهمة ما، إلى جانب الوقوع في الكثير من الأخطاء والسعي لتصحيحها في كل مرة، ثم تعود إلى الوقوع فيها ثانية وهو أمر محبط.

تبدأ التأثيرات في الزحف نحوك فلا تتأثر إنتاجيتك فقط، بل جسدك وروحك كذلك فتشعر بالصداع وقلة النوم أو النوم المتقطع وتصاب بعدم القدرة على التركيز والانتباه.

ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

الشعور بالإحباط

لن تكون ذلك الشخص النشيط المستمر في العمل بكل ما أوتي من قوة، لكنك ستتبدل على الشخص النمطي الذي لا يبالي بما يحدث حوله، وستتفاجأ بقدرتك على تأجيل المهام والتسويف دون أن تشعر بتأنيب الضمير.

لن يكون دافعك الأول هو الوصول إلى مكانة متقدمة أو إثبات ذاتك في العمل، بل ستسعى إلى التخلص من العمل على الفور وإنهائه مهما كانت جودته.

يرجع ذلك لعدم الشعور بقوة تأثيرك في العمل واعتقادك أن كل ما تفعله لا جدوى منه، ثم تتغير نظرتك لمن حولك وتشعر بالنفور أو الاستياء منهم.

التدهورات النفسية

لا يتوقف الأمر عند مجرد اللامبالاة، بل يبدأ الفرد في الشعور بعدم الثقة بالنفس والانتقاص، إلى جانب الإحساس بالتشاؤم الشديد وعدم تقدير النفس بصورة صحيحة، فترى أن على الجميع أن يسبقونك لامتلاكهم مهارات أفضل.

يميل الفرد في هذه المرحلة إلى التواجد وحيدًا مع نفسه وتزداد حالته سوء في هذه المرحلة.

الإرهاق المُزمن

لا يستطيع الفرد الخروج من تلك الحالة بسهولة، بل يقع فريسة لأفكاره ويبدأ الإرهاق في الاستمرار والشعور المزمن بالتعب الذي لا ينتهي مع الإحساس بالاكتئاب والتعب البدني.

ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

علامات الاحتراق الوظيفي

إذا كنت من الموظفين الذين يسعون إلى الحصول على كل شيء والفوز بالمركز الأول دائمًا، ستكون أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي، لذلك لا تؤذي المثالية سوى أصحابها، فتجعلهم يظنون أن العالم من الممكن أن يسير كما يريدون دائمًا بسبب مساعيهم وجهودهم، لكن الحقيقة تكون عكس ذلك، ولأنهم لا يعيشون وحدهم في الحياة.

أكدت بعض الدراسات كذلك أن الأشخاص الذين يقدمون المساعدة للآخرين دائمًا من خلال وظائفهم كالأطباء، عرضة للاحتراق الوظيفي نظرًا لسعيهم الدائم للبذل والعطاء دون وجود من يساندهم.

وأخيرًا تظهر الأعراض كذلك على الأشخاص الذين لا يحصلون على الدعم من أسرهم أو أصدقائهم أو زملائهم في العمل فيصابون بالإحباط.

ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

أعراض الاحتراق الوظيفي

تتعدد الأعراض التي تظهر على الفرد وتؤكد له إصابته بالاحتراق الوظيفي ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • الشعور الدائم بالخوف من نتائج الأشياء التي تقوم بها بالعمل.
  • الإحساس بالإرهاق مهما حصلت على الراحة.
  • كيف أعرف عندي احتراق وظيفي؟سوف تشعر بالخوف من الذهاب إلى العمل.
  • النوم بجودة منخفضة.
  • الرغبة في العزلة.
  • الانزعاج من كل شيء مهما كان صغيرًا.
  • الشعور بالشك في قيمة ما يقدمه.
  • الذهاب إلى العمل بصعوبة.
  • عدم الصبر خلال التعامل مع الزملاء.
  • الصعوبة فب التركيز على المهام وقلة الإنتاجية، وعدم الرضا عما أنجزته.
  • الرغبة في الهرب من المكان.
  • بعض الأعراض الجسدية مثل تعب المعدة والصداع المزمن.

أسباب الاحتراق الوظيفي

لماذا يحدث الاحتراق الوظيفي؟ يحدث الاحتراق الوظيفي لعدة أسباب ولكن ليس هناك سبب موحد لحدوثه، ومن هذه الأسباب التي يمكنك أن تتجنبها ما يلي:

  • عدم القدرة على فرض سيطرتك على العمل واتخاذ القرارات في وقتها المناسب.
  • لا يستطيع البعض ترتيب جدول أعمالهم بما يتناسب مع أوقاتهم مما يؤدي إلى الإنهاك المستمر الذي يتحول إلى احتراق في النهاية.
  • يشعر البعض بالارتباك وعدم السيطرة على النفس عندما لا يكون واضحًا ما هو مطلوب منه مما يؤدي إلى كثرة التفكير وعدم التنظيم.
  • وجود الكثير من المشكلات بين الزملاء في العمل أو معاناة الموظف من التنمر أو وجود مجموعات استقصائية في العمل تتعمد إخراجك من دائرة التواجد والظهور.
  • الحصول على أعباء أكثر من المتوقع أو أقل أيضًا لأن الأول يؤدي إلى الكثير من الإرهاق والتعب، والأخير يشعرك بالملل والفراغ.
  • عدم وجود الدعم المناسب سواء في بيئة العمل أو خارجها وهو ما يشعر الفرد بالوحدة والتراجع مهما كان ما يقدمهلأنه لا يوجد من يشاركه فرحته بالإنجاز أو يشد على يديه للمزيد منه.
  • طغيان العمل بعدد ساعاته وكميته على حياتك الاجتماعية مما يؤدي إلى وقوع العديد من المشكلات التي تعكر صفوك وتجعلك غير قادر على مواكبة الأمور.
  • زيادة عدد ساعات العمل عن المسموح به أو التعرض إلى عمل مرهق بدنيًا دون راحة.
  • العمل في المجالات التي تتطلب العطاء المستمر مثل المنظومات التعليمية والطبية.

نتائج عدم علاج الاحتراق الوظيفي

إذا لم تتمكن من معالجة الاحتراق الوظيفي في أسرع وقت ممكن سوف تتعرض إلى النتائج التالية:

  • الإحساس بالاستنزاف المستمر.
  • عدم القدرة على التماشي مع أمور الحياة والشعور بالنفور والعزلة.
  • صعوبات النوم المستمرة.
  • زيادة الإحساس بالغضب من أقل الأشياء.
  • اللجوء إلى المهدئات أو الممنوعات.
  • ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب.

كيف أعالج نفسي من الاحتراق الوظيفي؟

يجب أن تسعى جاهدًا إلى التخلص من هذه الحالة التي من الممكن أن تقضي على حياتك المهنية وذلك من خلال الخطوات التالية:

ترتيب الأولويات

حدد الأشياء المهمة لديك وهل يمكنك أن تستقطع من وقت العائلة للعمل أم العكس وما هي الأشياء التي تستمتع بالقيام بها بعيدًا عن العمل.

يجب ألا تربط حياتك وإحساسك بالسعادة بالماديات أو مقدار ما تنفقه، لأن ذلك من شأنه أن يضعك تحت مقصلة الضغط طوال حياتك، لذلك اختر تقليل العمل مقابل تقليل الإنفاق والشعور ببعض الفسحة في حياتك.

بعد ترتيب أولوياتك في الحياة ستصل إلى نتيجة حتمية وهي أنه لا يوجد ما يستحق أن تصاب بالضغوطات من أجله.

قل لا

يجب أن تتعلم الرفض فهو من أساسيات الحياة وليس أساسيات تجنب الإنهاك الوظيفي، فلا تسمح للآخرين بتعدي الحدود معك بل تعلم كيفية صدهم.

لا تجهد نفسك بالكثير من الأمور وتضاعف قلقك فإذا لاحظت أن الأعمال كثيرة عليك، يجب أن تطالب بتقليلها، والالتزام بما يتناسب مع قدراتك.

لا تخجل من إخبار مديرك بعدم قدرتك على استكمال بعض المهام أو عدم وجود الوقت الكافي لها، ولا تُكمل في الأعمال التي تؤذيك جسديًا وتلاحظ استنزاف صحتك خلالها.

الانفصال عن الوظيفة

لا يمكنك أن تشعر بأن وظيفتك جزء لا يتجزأ منك، لأن تلك الشعارات اضطرت الكثيرين إلى الاحتراق الداخلي دون أي عائد، بل مع الوقت يشعر الفرد بأنه يبتعد عن مساره الصحيح ويبدأ في كره وظيفته والنفور منها.

تكمن خطورة هذه الفكرة في عدم القدرة على التعامل معها في المستقبل وإخراجها من ذهنك، مما يترتب عليه تدهور حياتك بكل جوانبها الأخرى.

لا يجب أن يخرج دور الوظيفة عن المانح الجيد للمال، والمكان الذي تقدم به خدمتك بضمير يقظ وتسعى إلى التطور بها لا الانغماس فيها.

التواصل مع مختص

إذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي أو تشك في ذلك، يجب أن تلجأ على الطبيب النفسي لمساعدتك على تخطي الأمر، وذلك من خلال مساعدتك على ترتيب يومك بالشكل الصحيح والتخلص من الأشياء التي تمثل عبأ حقيقي.

تغيير الوظيفة

يعتبر تبديل الوظيفة التي تعمل بها من الخيارات المهمة التي يجب أن تضعها في الحسبان إذا كنت قادرًا على ذلك، وهذا للتخلص من المصدر الأساسي للشكوى.

الأنشطة المساعدة على الاسترخاء

يجب أن تمارس الرياضة من حين لآخر، فإن لم تتمكن من ذلك مارس على الأقل واحدًا من تمارين الاسترخاء وأبسطها التنفس ببطء وإخراج الأنفاس بشكل متتالي بهدوء مما يساعدك على تصفية ذهنك.

تساعد تمارين التنفس على إزالة التوتر والتمتع بالهدوء النفسي وإذا كنت قادرًا على القيام بها باستمرار ستكون حل رائع ووقاية من أي ضغوطات أخرى قد تعاني منها.

الحصول على النوم الصحي

لا يقتصر النوم على عدد الساعات الصحيحة فقط، بل يجب عليك أن تلتزم بالأمور التي تجعلك تحصل على نوم ذو جودة عالية مثل الاهتمام بدورات النوم الكاملة والاستمتاع بالنوم في مكان هادئ ومظلم وممارسة بعض تمارين التنفس قبل النوم والابتعاد عن شاشة الهاتف قبل النوم مباشرة.

ممارسة الذهن الحاضر

لا تشتت نفسك بالتفكير في المستقبل، فيجب أن تمارس تمارين الحضور الذهني وهي إقناع العقل بأنك هنا ولا زلت هنا وتريد إتمام مهمتك التي بيدك بدلًا من اللجوء إلى التسويف وغيره من المشكلات التي تعرقل سير العمل.

الاحتراق الوظيفي قد يكون مرض العصر، حيث تتسارع الأحداث من حولنا ولا نستطيع التعامل معها بالقدر الكافي، لكن نظرًا لخطورته على الصحة والفرد بشكل عام ومن ثم المجتمع ككل، يجب أن تكون هناك وسيلة للتراجع عنه وعلاجه.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة