من عامل نشأ في ظروف بسيطة ومتواضعة إلى مؤسس واحدة من أكبر وأهم شركات تصنيع وتوزيع النظارات في العالم، إنه رجل الأعمال الإيطالي ليوناردو ديل فيكيو، الذي صنع لنفسه اسمًا كواحد من أكثر رجال الأعمال تأثيرا في العالم، وبفضل رؤيته الطموحة، أصبحت شركة Luxottica قوة اقتصادية عالمية تملك العديد من العلامات التجارية في قطاع النظارات، في السطور التالية تعرف على قصة نجاحه وحياته.
من هو ليوناردو ديل فيكيو؟
هو رجل أعمال وملياردير إيطالي، ولد في 22 مايو عام 1935 في ميلانو بإيطاليا، وهو مؤسس ورئيس شركة لوكسوتيكا، أكبر منتج وتاجر تجزئة للنظارات في العالم.
نشأ ليوناردو في أسرة فقيرة، وقد بدأ مسيرته المهنية كمتدرب في ورشة لصناعة المعادن، واكتسب فيها خبرات ومهارات في العمل اليدوي، وكانت انطلاقته نحو عالم الريادة والأعمال.
أسس شركة الخاصة في الستينات في قرية صغيرة شمال إيطاليا، وسرعان ما أصبحت واحدة من أهم شركات النظارات في العالم، وذلك بفضل استراتيجياته الذكية في الابتكار والاستحواذ، وامتلاكه نهجاً تكامليا عزز من سيطرة الشركة في السوق العالمية.
استحوذت شركته على العديد من العلامات الشهيرة في مجال النظارات، وقد كان لديه قدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية والسوقية، وهو ما ساهم في استمرار نمو الشركة.
قصة حياة ليوناردو ديل فيكيو
ولد ليوناردو ديل فيكيو في أسرة فقيرة مكونة من 5 أطفال في مدينة ميلانو الإيطالية، وقد توفي والده، ولم يكن يبلغ عامه الأول بعد، ووقعت مسؤولية العائلة على والدته.
في سن السابعة من عمره، اضطرت والدته إلى إيداعه لدار الأيتام، حيث لم تكن قادرة على إعالته، كما أنه كان طفلًا عنيدًا ومشاكسًا. عاش ليونارديو باقي طفولته في دار الأيتام، إلا أنه كان محظوظًا برعايته جيدًا من مسؤولة دار الأيتام، التي منحته الدافع لكي يصبح إنسانًا جيدًا، ويفكر في مستقبله.
في سن الـ14 من عمره، قرر ليوناردو الاعتماد على نفسه والعمل في مهن مختلفة، فترك الدار، وبدأ قصة الكفاح والاجتهاد، فعمل في البداية في مصنع للسيارات، وبعدها انتقل للعمل في ورشة لإنتاج المكونات المعدنية للنظارات.
لم تكن فترة عمله في تلك الورشة سهلة، فرغم أنه تعلم الكثير من المهارات، وكان عمله في الورشة أساسًا لبناء إمبراطوريته لاحقًا، لكنه واجه العديد من الصعوبات، ومنها أنه فقد طرف إصبعه على آلة تقطيع أجزاء النظارة، كما أنه تمت معاملته باحتقار لصغر سنه.
في الورشة، كانت توكل إليه المهام البسيطة التي لا تحتاج إلى الخبرة، مثل خدمتهم في صنع المشروبات، ورغم ساعات العمل الطويلة، إلا أنه كان يدرس في المعهد الصناعي للتصميمات بجانب العمل، وكان يمضي حوالي 14 ساعة من يومه بين العمل والدراسة.
حصل ليوناردو ديل فيكيو بعدها على دبلومة أكاديمية بريرا الفنية، وأتقن صناعة النظارات، بداية من التصميم، وصولًا إلى تصنيع أجزاء النظارة، ومن ثم التسويق.
حياته الشخصية
تزوج رجل الأعمال الإيطالي ليونارد ديل فيكيو 2 مرات، ولديه 6 أطفال من زوجاته، وهم ابنه كلاوديو ديل فيكيو، وابنتاه ماريسا وباولا من زوجته الثانية. تقدر ثروة ابنه كلاوديو 3.9 مليار دولار وفقًا لفوربس.
رزق من زوجته الثانية ابن اسمه ليوناردو ماريا. رزق من زوجته الثالثة ولدين وهما لوكا، وكليمنتي، الذي أصبح أصغر ملياردير في العالم في شهر سبتمبر 2023 بعمر 19 عامًا، وثروة تقدر ب3.9 مليار دولار.
تأسيس شركة لوكسوتيكا
بدأت قصة ليوناردو ديل فيكيو في عالم الأعمال في عام 1961، حينما انتقل إلى بلدة أغوردو في مقاطعة بيلونو، وأسس شركته لوكسوتيكا لتصنيع النظارات بمساعدة زوجته، واستطاع في البداية توظيف 14 عامًا، وقد بلغت ساعات عمل المصنع 20 ساعة يوميًا.
اختار ليوناردو هذه البلدة الصغيرة؛ لأن الحكومة في ذلك الوقت كانت تمنح قطعة أرض لكل من يؤسس عمله فيه، كما أن الشركة كانت قريبة من الشركات المهتمة بصناعة السيارات والعدسات، فأسس شركته بجانب منزله، وكان يبدأ عمله عند الثالثة فجرًا.
بعد 6 سنوات من العمل الدؤوب، تمكن ليوناردو من تأسيس مصنع لشركته لوكسوتيكا، التي أصبحت فيما بعد اسمًا عالميًا في عالم النظارات، وفي عام 1971، أسس علامته التجارية الخاصة.
التوسع والاستحواذ
في عام 1974، تمكنت شركة ليوناردو ديل فيكيو من الاستحواذ على شركة توزيع "سكاروني"، وفي عام 1981، أسس أول فرع للشركة في ألمانيا، كما تعاون مع المصمم جورجيو أرماني لتصميم نظارات للشركة في نهاية الثمانينات.
في عام 1990، تم إدراج شركته في بورصة نيويورك، ثم في بورصة ميلانو عام 2000، وقد عزز الإدراج من عمليات الاستحواذ، فقد استحوذت شركته على مجموعة من الشركات، منها العلامة التجارية الإيطالية فوج، وعلامات Persol وUS Shoe Corporation في عام 1995. استحوذت الشركة كذلك على علامة Ray-Ban في عام 1999 وعلامة Sunglass Hut في عام 2001.
استحوذت شركته كذلك على المزيد من شركات التجزئة في مجال صناعة النظارات، منها شركة OPSM في سيدني عام 2003، وشركة بيرل فيجين عام 2004، وشركة Surfeyes في عام 2006، وشركة Cole National في عام 2004، وشركة Oakley، وقدرت قيمة الصفقة حينها 2.1 مليار دولار.
بفضل عمليات الاستحواذ الناجحة، أصبحت شركة لوكسوتيكا تلقب ب"أمازون صناعة النظارات"، وقد زادت أسعار النظارات التي تبيعها الشركة لأكثر من 10 أضعاف أسعارها منذ بداية تأسيس شركته.
وفاة ليوناردو ديل فيكيو
توفي الملياردير الإيطالي ليوناردو ديل فيكيو في يونيو عام 2022 عن عمر 87 عامًا في مستشفى سان رافاييل في ميلانو بسبب الالتهاب الرئوي.
كم ثروة ليوناردو ديل فيكيو؟
بلغت ثروة ليوناردو ديل فيكيو عند وفاته 24.8 مليار دولار وفقًا لقائمة فوربس، وهو ما جعله في المرتبة 60 على قائمة أثرياء العالم عند وفاته عام 2022.
امتلك ديل فيكيو العديد من الأصول والحصص في الشركات المختلفة، وأكثرها قيمة حصة 10% في شركة التأمين الإيطالية Generali بقيمة 2.6 مليار دولار، وحصة أقلية في البنك الإيطالي Mediobanca، وحصة 27% من شركة الاستثمار العقاري الفرنسي Covivio، كما امتلك حصة 2% من البنك الإيطالي Unicredit.
امتلك ديل فيكيو يختًا بقيمة 26 مليون دولار، كما كان لديه نحو 80 مليون دولار من الأصول متمثلة في عقارات في موناكو وفرنسا ولوكسمبورغ، ومرسى لليخوت في شمال إيطاليا، وطائرة خاصة، وحصة 13 في الخطوط الجوية الوطنية.
بعد وفاته، قسمت ثروته على 6 من أبنائه، تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، وحصلت زوجته الثانية، نيكوليتا زامبيلو على نصيبها من ثروته، حيث تزوجها مرة أخرى في عام 2010. وأصبح الورثة السبعة من المليارديرات بعد الحصول على نصيبهم من التركة.