لينين الرملي.. المبدع الساخر عبقري المسرح المصري

واحد من أبرز الكتاب المسرحيين والسينمائيين في مصر والعالم العربي، وأبرز الكتاب الذين جمعوا بين الكوميديا العميقة والنقد الاجتماعي الحاد، إنه الكاتب المصري لينين الرملي صاحب الأعمال الفنية الإبداعية، والذي طرح فيها قضايا هامة تتعلق بالمجتمع والإنسان والسياسية، في السطور التالية تعرف على مسيرته وإنجازاته.

من هو  لينين الرملي؟

لينين فتحي عبدالله فكري الرملي، هو كاتب مسرحي وسينمائي مصري، ولد في 18 أغسطس عام 1945 في محافظة القاهرة، وهو واحد من أبرز الكتاب المسرحيين والسينمائيين في مصر والوطن العربي.

نشأ لينين في بيئة ثقافية ساعدته في صقل موهبته الأدبية في سن مبكرة، وخلال دراسته في معهد الفنون المسرحية، طور أسلوبه الفريد في الكتابة، حيث تميز بالجمع بين الكوميديا السوداء والنقد الاجتماعي.

حقق لينين الرملي شهرته الحقيقية في السبعينات والثمانينات، حيث قدم مجموعة من الأعمال المسرحية الكوميدية والتي تعاون فيها مع النجم محمد صبحي، واستطاع من خلال تلك الأعمال تقديم كوميديا راقية تعكس تناقضات المجتمع المصري.

ولم تقتصر إبداعات لينين على المسرح فحسب، بل امتدت إلى السينما والتلفزيون، حيث قدم أعمال تركت بصمة هامة في السينما، منها الإرهاب والكباب، وفي التلفزيون مثل هند والدكتور نعمان.

على الرغم من رحيل لينين الرملي عن حياتنا، إلا أن أعماله الفنية والأدبية لا تزال خالدة، حيث ترك خلفه إرثًا فنيًا لا ينسى.

دراسته

ولد لينين الرملي في محافظة القاهرة، وقد حصل على درجة البكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد وأدب المسرح عام 1970.

نشأ لينين في أسرة مثقفة محبة للأدب والفنون، وقد ساعدته تلك النشأة على تطوير شغفه بالقراءة ومن ثم الكتابة. والده هو الكاتب والصحفي الشيوعي فتحي الرملي، أما والدته فهي الكاتبة الصحفية سعاد زهير، التي عملت لسنوات في مجلة روز اليوسف. لدى لينين أشقاء أصغر منه، وهم عادل الرملي، وجهاد الرملي وستالين الرملي.

لينين الرملي وزوجته

تزوج لينين الرملي من الكاتبة ومخرجة الأطفال فاطمة المعدول التي كانت زميلته في المعهد. رزق لينين من زوجته بطفلين، وهما شادي الرملي، وهند الرملي.

ما هي ديانة لينين الرملي؟

الكاتب لينين الرملي مسلم الديانة.

مسيرته المهنية في التلفزيون

بدأ الكاتب لينين الرملي مسيرته المهنية في عام 1956 من خلال كتابة القصص القصيرة، وكانت أول قصة قصيرة ينشرها في مجلة صباح الخير، وفي عام 1958 نشر أول قصة له في كتاب، وكان يبلغ من العمر 12 عامًا فقط.

قبل تخرجه من المعهد، عمل لينين كمحرر في عدد من المجلات، كما كان مشرفًا على صفحة الأدب في جريدة العمال التي كان يكتب فيها لمدة عام ونصف.

في عام 1967، وخلال النكسة، بدأ لينين الرملي يكتب للتلفزيون، وعرض له منذ هذا التاريخ نحو  30 عملًا تلفزيونيًا بين المسلسلات والتمثيليات القصيرة، والتي نالت شهرة واسعة، وأثبت مكانته ككاتب مميز.

ومن مؤلفات لينين الرملي مسلسلات "فرصة العمر"، و"حكاية ميزو"، و"هند والدكتور نعمان"، و"دعوة للزواج"، و"برج الحظ"، و"مبروك جالك ولد"، فضلًا عن عدد من المسلسلات الإذاعية التي فاز اثنان منها بجائزة أفضل تأليف.

مؤلفات لينين الرملي في السينما

برز اسم الكاتب لينين الرملي في السينما من خلال 12 عملًا سينمائيًا بارزًا لعب بطولته العديد من نجوم التمثيل في مصر. كان أول أفلامه فيلم "مدرسة الجنز" إلا أن الرقابة رفضت هذا الاسم، وعرض الفيلم بعد تصويره ب20 عامًا تحت اسم "النعامة والطاووس".

من أعماله السينمائية المهمة فيلم "السيد كاف" والذي حصد عدة جوائز، منها عصا شارلي شابلن، وعدد من الجوائز أخرى داخل وخارج مصر. أما فيلم "الإرهابي" كانت من تجاربه السينمائية البارزة، ويعد الفيلم من أعظم أفلام السينما في مصر.

كتب كذلك العديد من الأفلام الأخرى، منها بخيت وعديلة، وهاللو أمريكا، والجردل والكنكة. تميزت أعمال لينين الرملي السينمائية بمناقشتها قضايا اجتماعية جريئة ومتنوعة بأسلوب كوميدي وساخر.

مسرحيات لينين الرملي

بدأ لينين الرملي مسيرته المهنية في المسرح منذ السبعينات، حيث قدم العديد من المسرحيات في القطاع الخاص، وقد نجح لينين من خلال أعماله المسرحية أن يجمع بين المتعة ومناقشة القضايا الاجتماعية.

قدم لينين أكثر من 60 عملًا مسرحيًا مميزًا، وقد أخرج بعضًا من مسرحياته كذلك، وقدمت مسرحياته في المسارح المصرية والمراكز الفنية والثقافية والجامعات، كما عرض بعضها في مسارح الهواة.

من مسرحيات لينين الرملي "أهلا يا بكوات"، و"وداعا يا بكوات"، و"تحب تشوف المأساة"، و"اخلعوا الأقنعة"، و"كلنا عايزين صورة"، و"ذكي في الوزارة"، و"في بيتنا شبح"، و"اضحك لما تموت".

كانت مسرحياته "أهلا يا بكوات" أعلى المسرحيات من حيث الإيرادات في تاريخ مسرح الدولة، وقد تم تقديمها لمدة 5 مواسم، كما مثلت مصر في مهرجان بغداد ومهرجان قرطاج بتونس.

كتب الرملي نحو 30 مسرحية نشرت في عدة طبعات، منها 10 مسرحيات قصيرة نشرت في المجلات، وقد ترجمت العديد من مسرحياته إلى لغات مختلفة مها الألمانية واليونانية والإنجليزية والفرنسية والدنماركية.

لينين الرملي ومحمد صبحي

شكل لينين الرملي ومحمد صبحي ثنائي فني مميز، فقد قدما معًا عشرات المسرحيات المميزة بداية من الثمانينات حتى 1993. شكل الرملي فرقة مسرحية اسمها "استوديو 80" مع محمد صبحي، وقدما معًا عدداً من المسرحيات الناجحة، ومنها أنت حر، والهمجي، ووجهة نظر، وتخاريف وغيرها.

على الرغم من التعاون الفني البارز، انتهت علاقة الرملي وصبحي بسبب اختلاف الآراء. وقد رفض صبحي الحديث عن أسباب انفصاله عن الرملي، وأكد أن مسيرته معه كانت مميزة، وجمعتهما صداقة مميزة لسنوات.

جنازة لينين الرملي

توفي الكاتب لينين الرملي في 7 فبراير عام 2020 عن عمر 74 عامًا. وبعد وفاته نعاه العديد من الفنانين، ومنهم الفنان محمد صبحي، حيث كتب بيانًا قال فيه: "البقاء لله. رحل اليوم زميل الدراسة وصديقي الغالي لينين الرملي، الذي كان ضلعاً مهماً في مسرحي، والأعمال الفنية التي قدمناها سوياً. أنت باقٍ بأعمالك وفنك وفكرك. نسأل الله المغفرة والرحمة. وعزائي للأسرة وكل محبي لينين الرملي".

نعته كذلك الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وكتبت نعيًا قالت فيه: "برحيل لينين الرملي، ودَّع فن التأليف المسرحي أحد العباقرة، من أكثر الأقلام تحضراً وتدفقاً بالمُثل والقيم الإنسانية السامية".

تم تنظيم جنازة لينين الرملي مسجد عمر مكرم بمنطقة وسط البلد، بعد الصلاة عليه في مسجد السيدة نفيسة، وقد دفن في مقبرة العائلة بالبساتين.