جميلة من جميلات الفن في مصر، وبجانب جمالها الساحر تمتلك عقلًا ذكيا، وتفكيرًا متفتحًا وروحًا طيبة ومرحة، تأثرنا الفنانة ليلى علوي بجمالها ولطافتها لأكثر من 30 عامًا في السينما والتلفزيون، قدمت أدوارًا مختلفة ومتنوعة ولكن يجمعها شيء واحد ألا وهي البساطة المغلفة بالرقة والمرح.
ليلى أحمد علوي هي ممثلة مصرية ولدت في 4 يناير عام 1962 في مدينة القاهرة من أب مصري يعمل موظفاً في شركة مصر للسياحة، وأم يونانية اسمها ستيلا كانت مقدمة البرنامج الأوروبي في الإذاعة المصري، وانفصل والداها وهي بعمر التاسعة.
بدأت ليلى مشوارها الفني وهي في السابعة من عمرها مع شقيقتها لمياء، حيث شاركت في برامج الأطفال، وكانت والدتها هي السبب وراء دخولها المجال الفني، فوالدتها ستيلا- وغيرت اسمها فيما بعد ليصبح نيفين- كانت تعمل في الإذاعة المصرية، التي شجعت ابنتيها على الظهور في التلفزيون.
درست الفنانة ليلى إدارة الأعمال في جامعة عين شمس وحصلت على البكالوريوس فيها، وقبلها كانت تشارك في بعض الأعمال الفنية بأدوار صغيرة حينما اكتشفها الفنان نور الشريف وهي بعمر 16 عامًا وقدم لها فرصًا للمشاركة في بعض الأعمال الفنية.
تزوجت ليلى من رجل الأعمال منصور جمال عم السيدة خديجة الجمال زوجة جمال مبارك ابن رئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك، ولم تنجب منه أبناء، وإنما لديها ابن بالتبني يُدعى خالد.
بحكم عمل والدة ليلى علوي في الإذاعة المصرية كانت تصحب ابنتها معها في أثناء عمها، وسرعان ما شاركت ليلى في برنامج "حواديت" وهو برنامج إذاعي في إذاعة الشرق الأوسط، ثم شاركت في برنامج "مع أبلة فضيلة"، وبعدها برنامج "عصافير الجنة" مع المذيعة نجوى إبراهيم.
كما شاركت وهي طفلة في عدة أفلام ومسلسلات، مثل فيلم "أنا وابنتي والحب" عام 1974، ومسلسل "هذا المصير" عام 1977، وفيلم "من أجل الحياة".
وفي مدرستها "الفرنسيسكان" للراهبات كانت تشارك في الحفلات والعروض المسرحية وفي إحدى الحفلات المدرسة رآها المخرج محمد كامل ورشحها للعمل في مسلسل "دمعة ألم" لتلعب دور ابنة محمود مرسي ولكنها فشلت في أول تجربة تمثيلية لها بسبب خوفها من التمثيل.
ولكن تعهدها الفنان محمود مرسي وعلمها التمثيل بنفسه وأشرف على أدائها لتشتهر الفنانة الصغيرة في عام 1978 من خلال هذا المسلسل وتتوالى عليها العروض الفنية.
وبعد هذا المسلسل اختارها الفنان جلال الشرقاوي فيما بعد وقدمها للعمل في مسرحية "بكالوريوس في حكم الشعوب" ومسرحية "8 ستات" بطولة الفنانة هدى سلطان، وبعدها شاركت في فيلم "البؤساء" مع فريد شوقي عام 1978.
وبعد هذا الفيلم تضاعفت شهرتها فشاركت في العامين التاليين في بطولة أكثر من 20 عملًا فنيًا منها فيلم "مخيمر دايمًا جاهز"، وفيلم "تجيبها كده تجيلها كده هي كدة"، وفيلم "الحل اسمه نظيرة"، وفيلم غريب ولد عجيب"، و"يوسف وزينب"، و"مطلوب حيًا أو ميتًا"، و"قمر الليل"، وغيرها.
كما شاركت من عام 1978 إلى عام 1985 في العديد من المسلسلات، والمسرحيات، والفوازير، والسهرات التلفزيونية، ومنها مسلسل "اللقاء الأخير"، و"رجل بلا ماض"، و"كان يا ما كان"، و"بين السرايات"، و"زهرة المجهول"، و"حواديت زمان"، وأخو البنات"، و"الجدران الدافئة".
أما المسرحيات فمنها "البرنسيسة"، و"حضرات السادة العيال"، و"واحد في المليون"، و"الدنيا مقلوبة"، و"عش المجانين"، فضلًا عن السهرات الفنية مثل "اللعب على المكشوف".
وفي عام 1985 أظهرها المخرج محمد خان بمظهر مختلف في فيلم "خرج ولم يعد" فظهرت بدون مكياج ومثلت دور الفلاحة التي ترتدي جلبابًا، وتغسل الحمار، وتحلب البقر، وتمكنت من إظهار موهبتها الحقيقية التي لا تعتمد على جمال الوجه.
عُرض الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية منها مهرجان قرطاج السينمائي وحصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة، ومن بعدها أصبحت أيقونة التمثيل ونجمة شباك التذاكر، لتشارك بعدها في أفلام خالدة.
ففي عام 1989 شاركت في فيلم "المغتصبون" للمخرج سعيد مرزوق وهو الفيلم الذي يصور قصة حقيقية هزت الرأي العام وهي قصة اغتصاب فتاة المعادة التي اغتصبها 6 أشخاص أمام خطيبها، وحقق الفيلم نجاحًا ضخمًا.
وبعد هذا الفيلم تجاوزت شهرتها العالم العربي وأصبحت من أهم الفنانات وأنجحهن في شباك التذاكر، لتشارك بعد ذلك مع العبقري يوسف شاهين في فيلم "المصير" عام 1997 وفيها أظهرت ليلى مهنية واحترافية في التمثيل.
ففي أثناء تصوير بعض مشاهد الفيلم في سوريا علمت بوفاة والدها إثر حادث سيارة فسافرت متجهة إلى القاهرة وحضرت جنازة والدها وعادت في اليوم التالي لسوريا لاستكمال التصوير، لتسير في النهاية على السجاد الحمراء في مهرجان كان السينمائي حيث نافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية.
وبجانب هذا الفيلم قدمت ليلى علوي العديد من الأعمال السينمائية الخالدة التي تُحسب لها، ومثلت أمام نخبة من أهم وأشهر الفنانين في مصر، ومن هذه الأفلام "من خاف سلم"، و"خليل بعد التعديل"، و"المخطوفة"، و"الرجل يحب مرتين"، و"غرام الأفاعي"، و"الذل"، و"قليل من الحب كثير من العنف"، وغيرها.
أما في التلفزيون فشاركت ليلى في العديد من الأعمال الفنية التي ارتبطت بشهر رمضان، ومنها مسلسل "حديث الصباح والمساء"، و"أنف وثلاثة عيون"، و"صيام صيام"، و"التوأم"، و"تعالى نحلم ببكرة"، و"بنت من شبرا"، و"2003".
وتعرضت ليلى لأزمة فنية كبيرة بسبب مسلسل "بنت من شبرا" حينما أمر وزير الإعلام المصري ممدوح البلتاجي بمنع عرضه في التلفزيون المصري وعرضه على لجنتين من الأزهر والكنيسة للموافقة عليه لأنه يتعرض للعلاقة بين المسلمين والأقباط.
وبسبب هذه الأزمة اختفت ليلى عن الدراما لعامين، وبعد رحيل الوزير عادت مرة أخرى للتلفزيوين من خلال مسلسل "نور الصباح" وهو الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وتبعتها بأعمال تلفزيونية ناجحة في الألفينات، ومنها "حكايات وبنعيشها"، و"هالة والمستخبي"، و"مجنون ليلى"، و"فتاة الليل".
أيضًا شاركت في مسلسلات أخرى منها "كابتن عفت"، و"الشوارع الخلفية"، و"فرح ليلى"، و"شمس"، و"هي ودافنشي"، ونابليون والمحروسة".
وتواصل ليلى إبداعها حتى الآن من خلال السينما والتلفزيون، ففي عام 2021 تألقت في فيلم "200 جنيه" الذي جمّع نخبة من الفنانين في مصر، كما شاركت في مسلسل "منورة بأهلها".
أما في رمضان 2022 فستشارك في مسلسل "دنيا تانية"، كما ستشارك في فيلم "العصابة"، وفيلم "التاريخ السري لكوثر".
