برزت الكاتبة الفرنسية من أصول مغربية ليلى سليماني بشكل كبير في الفضاء الفرنكوفوني، حيث تعد من أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة، وقد حققت شهرة كبيرة بسبب أعمالها الأدبية التي تناولت فيها موضوعات شائكة وجريئة استطاعت ن خلالها أن تكسر التابوهات، وتعيد طرح قضايا الحرية الفردية والهوية والمرأة والجنس في المجتمع الفرنسي والمغاربي معًا، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الأدبية وحياتها.
من هي ليلى سليماني؟
هي كاتبة وصحفية وأديبة فرنسية من أصول مغربية، ولدت في 3 أكتوبر عام 1981 في الرباط، وتحمل الجنسية المغربية والفرنسية معًا، وتعد واحدة من أبرز الأديبات في الدولة الفرنكوفونية.
تنحر ليلى من عائلة محبة للثقافة والفنون، وقد انتقلت إلى باريس لتكمل دراستها الجامعية، وبدأت مسيرتها كصحيفة، وتعمقت في الشؤون السياسية والاجتماعية في العالم العربي، وقد مهد عملها في الصحافة الطريق لها لكتابة أعمالها الأدبية اللاحقة بأسلوب واقعي وحاد، وتناولها موضوعات حساسة.
في عام 2014، نشرت ليلى سليماني أول رواية لها أثارت ضجة كبيرة في فرنسا والعالم العربي بسبب جرأتها، حيث تحكي عن قضية "إدمان الجنس". في عام 2016، نشرت ورايتها القانية، وفازت بفضله على جائزة غونكور، التي تعد أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا.
وبجانب نشاطها الأدب، برز اسم سليماني في النشاط الثقافي والسياسي، حيث م اختيارها مبعوثة لشخصية لتعزيز الفرنكوفونية حول العالم من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
عائلة ليلى سليماني
ولدت ليلى سليماني في عائلة فرنسية مغربية. فجدت سليمان لوالدتها اسمها آن دوب، وقد ولدت في الألزاس، وانتقلت إلى المغرب بعد زواجها من العقيد المغربي في الجيش الاستعماري الفرنسي لخضر دوب، وعاشت معه في مكناس.
كانت جدتها لوالدتها أديبة، وأصبحت أول كاتبة في العائلة. أما والدتها، فهي بياتريس نجاة دوب سليماني، وهي طبيبة أخصائية الأنف والأذن والحنجرة. والدها هو الاقتصادي والمصرفي المغربي عثمان سليماني، الذي شغل منصب وزير الاقتصادية في الحكومة المغربية بين عام 1977، و1979.
![ليلى سليماني.. الكاتبة التي ناقشت موضوعات جريئة في أعمالها]()
نشأتها وتعليمها
ولدت ليلى سليماني في الرباط، ونشأت وسط أسرة ليبرالية ناطقة باللغة الفرنسية، وتلقت تعليمها حتى المرحلة الثانوية في مدارس فرنسية في المغرب. في سن السابعة عشر، غادرت ليلى المغرب متجهة إلى باريس لإكمال دراستها الجامعية، حيث التحقت بمعهد العلوم السياسية والمدرسة العليا للفنون التطبيقية في أوروبا، ودرست العلوم السياسية والإعلام.
بعد تخرجها، فكرت ليلى أن تصبح ممثلة، لذا شاركت في دورات للتمثيل، وظهرت في أدوار مساعدة في فيلمين فقط، إلا أنها ركزت فيما بعد على مهنة الصحافة والكتابة.
زوجها وعائلتها
تزوجت ليلى سليماني من المصرفي الفرنسي أنطوان دينغريمونت، وأنجبت منه ابنًا واحدًا.
مسيرتها كصحفية
بدأت الكاتبة ليلى سليمان مسيرتها كصحفية بداية من عام 2008، حيث بدأت العمل في مجلة جن أفريك، وتطلب العمل في الصحيفة السفر حول العالم لتغطية الأحداث. من بين الأحداث التي غطتها ليلى الثورة التونسية والربيع العربي، وقد ألقي القبض عليها في تونس خلال تغطية المظاهرات.
بعد أحداث الربيع العربي، قررت ليلى ترك وظيفتها في الجريدة للتركيز على الكتابة الحرة وكتابة الروايات بدلًا من ذلك، وخلال تلك الفترة، حضرت ورشات عمل للكتابة مع مؤلفين ومحررين في فرنسا، منهم جان ماري لاكلافتين، وحاولت أيضًا نشر روايتها الأولى التي رفضت أكثر من مرة من قبل الناشرين.
![ليلى سليماني.. الكاتبة التي ناقشت موضوعات جريئة في أعمالها]()
كتب ليلى سليماني
نشرت الكاتبة ليلى سليمان روايتها الأولى عام 2014، بعد أن رفضت أكثر من مرة من الناشرين، وروايتها الأولى حملت اسم "حديقة الغول"، وهي رواية جريئة من حيث القضية والطرح.
تناولت القصة حياة امرأة اسماه أديل تعاني من إدمان الجنس، وفي الرواية ركزت ليلى على شخصية المرأة الممزقة بين رغباتها والحياة الاجتماعية التي تعيشها. أثارت الرواية جدلًا واسعًا، غلا أنها نالت إشادة نقدية في فرنسا كوننا نصًا جريئًا ونادرًا في الأدب النسائي.
في عام 2016، نشرت روايتها الثانية "أغنية هادئة"، وهي مبنية على قصة حقيقية في فرنسا، حيث تحكي الرواية قصة مربية أطفال اسمها لويز لديها جانب مظلم، حيث قتلت الطفلين اللذين كانت تعتني بهما.
حصدت روايتها الثانية على جائزة جونكور، والتي تعد أرقى جائزة أدبية في فرنسا، وترجمت الرواية إلى أكثر من 40 لغة، وحققت مبيعات ضخمة في أوروبا وأمريكا، وتحولت إلى فيلم سينمائي لاحقًا.
في عام 2017، أصدرت روايتها الثالثة "الجنس والأكاذيب"، وهو كتاب وثائقي، وثقت فيه شهادات واقعية لنساء من المغرب يتحدثن عن علاقتهن بالجنس والمجتمع، وناقشت في الكتاب ازدواجية الخطاب الديني والاجتماعي في المغرب.
أثار الكتاب نقاشًا واسعًا في المغرب والعالم العربي، ومنع من التداول في بعض المكتبات المغربية، ووصف بأنها كتاب نسوي جريء.
![ليلى سليماني.. الكاتبة التي ناقشت موضوعات جريئة في أعمالها]()
في عام 2020، بدأت ليلى كتابة أولى روايات ثلاثيتها "البلد الآخر" وفي الكتاب تحكي عن قصة حب جديها الحقيقين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تحكي عن قصة فتاة فرنسية تقع في حب جندي مغربي، وتنتقل للعيش معه في المغرب.
في الكتاب، ناقشت ليلى سليماني قضية الزواج المختلط والاستعمار الفرنسي والتوترات العرقية. في عام 2022، نشرت كتاب "نظرة الأسد"، وهي مجموعة من المقالات التي كتبتها عن الأدب والمرأة والمغرب، وتقديم فيها نظرتها للواقع الثقافي والسياسي الاجتماعي الذي تعيشه.
وبجانب أعمالها الأدبية، نشرت ليلى سليماني مجموعة من الأعمال غير الأدبية، منها "مذكرات مبعوثة فرنكوفونية" وتحدثت فيه عن عملها الدبلوماسي لصالح اللغة الفرنسية. تكتب سليماني أيضًا مقالات دورية في الصحف الفرنسية ناقشت فيها قضايا الأدب والسياسة والمرأة.