تعد النجمة اللبنانية الراحلة ليلى حكيم من أعمدة الدراما اللبنانية صاحبة المسيرة الفنية الناجحة والمتألقة. شاركت الفنانة الراحلة في عدد من الأعمال السينمائية اللبنانية والعربية كما لها عدد من المشاركات التلفزيونية البارزة، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي ليلى حكيم؟
اسمها الحقيقي ليلى ضو، هي ممثلة لبنانية ولدت في 1933 في العاصمة اللبنانية بيروت وهي من أبرز نجمات لبنان التي اتسمت موهبتها بالهدوء والتميز وتقديم الأعمال الراقية.
شاركت الفنانة ليلى في العديد من الأفلام والمسلسلات اللبنانية منها والعربية، وقد شاركت في عدد من الأفلام والمسلسلات المصرية وبرزت فيها بشكل كبير، ولعل أهمها فيلم "الحب الكبير" مع المخرج هنري بركات في عام 1968.
بدأت الفنانة ليلى مسيرتها الفنية في الستينيات، وقد بدأت بأدوار صغيرة ثم أسند إليها أدوار البطولة واستمرت مسيرته الفنية لأكثر من 50 عامًا قدمت فيها ما يصل إلى 100 عمل فني ما بين التلفزيون والسينما وآخرهم مسلسل لبناني عرض قبل وفاتها عام 2014.
استمت الفنانة ليلى بالهدوء والرزانة، وقد أبدعت في الأدوار المركبة والصعبة وتميزت مسيرتها الفنية بالتنوع فقد قدمت الشخصية الطيبة والشريرة العانس والأم المجنونة والمتسلطة كما قدمت الكوميديا والتراجيديا في أدوار وشخصيات راقية ورفيعة.
لمع اسم ليلى مع الفنان أبو ملحم في بداية الستينيات، ورغم صغر سنها وقتها قدمت دور الجدة، وقد استمرت في تقديم هذا الدور حتى وفاتها.
رغم مشواره الطويل الذي وصل إلى 50 عامًا لم تحصل ليلى مطلقًا على البطولة، وقد تنوعت أعمالها ما بين التلفزيون والسينما والمسرح وغيرها.
علاقتها بوالدها
لم تتحدث الفنانة ليلى حكيم عن طفولتها كثيرًا، ولكنها ذكرت في أحد الحوارات الصحفية أنها عاشت طفولة صعبة بسبب المشكلات بين والديها في الصغر، حيث كان والدها قاسيًا وصعب المزاج.
لم تكن علاقة ليلى بوالدها جيدة، فقد ذكرت أنها لم تتمكن من دخول التمثيل إلا بعد وفاة والدها، كما كان يجبرها على البقاء بجانب والدتها ولا يريدها أن تتعلم أو تعمل حتى لا تصبح مغرورة على أقاربها وأصدقائها.
ذكرت ليلى كذلك أن والدها كان يتمنى أن يرزق بولد حتى يساعده بعمل النجارة ولكنه رزق بليلى، كما ذكرت أن والدها كاد يضربها مرة عندما رآها ترقص التانغو مع بنت الجيران.
تعليمها
أوضحت الممثلة ليلى حكيم أن والدها لم يرغب في أن تتعلم، وقد حرمها من الذهاب إلى المدرسة، إلا أن رغبتها في التعلم وحبها للتعليم دفع والدتها إلى تسجيلها في أحد المعاهد لإكمال دراسته وقد درست العلوم السياسية في الجامعة وعملت مدرسة للغة الفرنسية.
عمر ليلى حكيم
ولدت في عام 1939 وتوفيت عام 2014 عن عمر 83 عامًا.
ديانة ليلى حكيم
ديانتها المسيحية.
بدايتها الفنية
بدأت اللبنانية ليلى حكيم التمثيل في سن متأخر، حيث كان عمرها 30 عامًا وقتها، وقد ذكرت أن ما دفعها لدخول التمثيل هو أن مرتبها لم يكن يكفيها، حيث كانت تعمل كمدرسة بعد انفصالها فقررت دخول التمثيل.
أوضحت ليلى أنها لم تتمكن من أن تصبح ممثلة إلا بعد وفاة والدها، وقد دعمتها شقيقتها ميشيلين ضو، التي كانت ممثلة مشهورة ومعروفة وقتها وشاركت في عدد من الأعمال الفنية قبلها.
بدأت ليلى بأعمال صغيرة في التلفزيون والسينما في الستينيات من القرن الماضي والسينما ثم حصلت على أدوار أكبر بمرور الوقت إلا أنها لم تحصل على البطولة المطلقة طوال حياتها.
مسلسلات ليلى حكيم
شاركت ليلى حكيم في العديد من المسلسلات الناجحة، وقد وصل عدد أعمالها الدرامية إلى أكثر من 33 عملًا دراميًا مميزًا. كانت بدايتها في التلفزيون بأدوار صغيرة ثم تمكن من الحصول على دور البطولة في مسلسل "عمر الأحلام" مع فيليب عقيقي وقد تعرف عليها الجمهور أكثر بعد هذا الدور وبدأت الصحافة تكتب عن موهبتها الفنية.
من المسلسلات الأخرى التي شاركت فيها ليلى "كانت أيام"، و"قصص حب"، و"شارع العز"، و"العقرب"، و"وداعا يا أفاميا"، و"محكامات أدبية"، و"الضيعة بألف خير"، و"المفتش"، و"القناع الأبيض"، و"يسعد مساكم"، و"أنا أنت"، و"رماد السنين"، و"الهاجس".
شاركت كذلك في مسلسلات "حكايتي"، و"بنت الكبا"، و"زوج الآنسة"، و"مدى العمر"، و"طالبين القرب"، و"نادى اللغة العربية"، و"دويك 2000"، و"فاميليا"، و"حكايا أمل"، و"بنت الحي"، و"صدفة"، و"صارت معي"، و"خطايا صغيرة".
من مسلسلاتها الأخرى "مش ظابطة"، و"دقة قلب"، و"البرج 13"، و"لونا"، و"الغالبون"، و"مراهقون"، وآخر عمل درامي شاركت فيه كان مسلسل "غزل البنات" الذي عرض عام 2014.
أفلام ليلى حكيم
شاركت الممثلة اللبنانية ليلى حكيم في العديد من الأفلام السينمائية اللبنانية والمصرية، ومن أفلامها المصرية فيلم "الحب الكبير" الذي عرض عام 1968 للمخرج هنري بركات ومن بطولة فريد الأطرش وفاتن حمامة ويوسف وهبي وعبد السلام النابلسي.
من أفلامها الناجحة فيلم "دخان بلا نار" وهو فيلم لبناني مصري من بطولة سيرين عبد النور وخالد النبوي، ويحكي الفيلم عن مخرج مصري يصور فيلمًا عن القمع في العالم العربي في بيروت فيقع ضحية للقمع في المدينة.
شاركت كذلك في الفيلم الفلسطيني "ليلى والذئاب" من بطولتها، وشاركت أيضًا في أفلام "شال الربيع"، و"الفجر"، و"هلأ لوين" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي وقدمت دور الأم عفاف، وقد ترشح الفيلم لجائزة في مهرجان كان السينمائي الدولي.
في عام 2012 شاركت الفنانة ليلى حكيم في فيلم The Valley of Tears وهو فيلم كندي يتحدث عن صحفية كندية تصنع تقريرًا عن شهادات الناجين من الإبادة الجماعية وتصلها عدد من الرسائل المجهولة من شخص لبناني.
آخر فيلم شاركت فيه الفنانة ليلى كان عام 2012 وهو فيلم "قصة ثواني" من بطولة طوني أبو جودة وإخراج لارا سابا ويتناول الفيلم عددًا من القضايا في المجتمع اللبناني من خلال قصة 3 شخصيات في بيروت.
وفاة ليلى حكيم
توفيت الفنانة ليلى حكيم في 25 أبريل عام 2014 عن عمر 83 عامًا، وقد دفنت في كنيسة قلب يسوع في بدارو. بعد وفاتها نعاها نجوم الفن والمسؤولين في بنان ومنهم وزير الثقافة روني عريجي.
وقد نشر عريجي بيانًا قال فيه: "برحيل الممثلة القديرة ليلى حكيم يخسر لبنان فنانة مثقفة وأستاذة اللغة الفرنسية في المدارس الرسمية اللبنانية، حيث كانت مشاركتها في الأعمال الدرامية والمسلسلات والأفلام السينمائية فنا قائماً بذاته إضافة إلى الأداء المميز بشهادة كل المخرجين الذين تعاونت معهم".