رغم تجربتها القصيرة في السينما المصرية إلا أن اسم النجمة ليلى الجزائرية سطع في سماء الرقص الشرقي والتمثيل في مصر بعد أن اكتشفها الفنان فريد الأطرش وقدمها في عدد من أفلامه، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها وعلاقتها بالراحل فريد الأطرش.
من هي ليلى الجزائرية؟
اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء، وهي راقصة وممثلة جزائرية ولدت في 6 أغسطس عام 1930 في مدينة الشلق القريبة من مدينة وهران الجزائرية، وتعد من أشهر نجمات الرقص الشرقي في الوطن العربي ولمع اسمها في الوسط الفني في مصر.
شاركت الفنانة ليلى في 3 أفلام مصرية فقط مع الفنان فريد الأطرش، بدأت الفن من المسرح في الجزائر ثم في باريس الذي كان بوابتها للنجاح والتألق في مصر ومن ثم أصبح اسمها راسخًا حتى يومنا هذا.
سنوات قصيرة هي مسيرتها الفنية إلا أن رقتها وجمالها ورقصها الجميل ظل راسخًا في إذهان المشاهد العربي، وقد رقص في باريس ولبنان والقاهرة وشاركت في أفلام مصرية وفرنسية وأمريكية ثم اعتزلت التمثيل والرقص بعد زواجها.
نشأتها وبدايتها الفنية
نشأت الفنانة ليلى الجزائرية في مدينة الشلف في عائلة متدينة ومحافظة اسمها بوكطاية، وقد تحدثت عن نشأتها حيث ذكرت أن عائلتها يتربطون ببعضهم البعض بعلاقات المصاهرة المغلقة حيث يتزوجون من بعضهم.
في عمر الثالثة عشرة تركت ليلى منزلها في مدينتها الشف ولجأت في بيت احد أقاربها في العاصمة الجزائر هربًا من محاولة أهلها لتزويجها بابن عمها، حيث كان اقاربها في العاصمة أقل تشددًا من عائلتها.
وفي العاصمة بدأت ليلى مسيرتها الفنية في التمثيل المسرحي، وأصبحت ممثلة في خشبة الأوبرا الجزائرية وكانت لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها فقط.
موهبتها المميزة في التمثيل، ملامحها الجميلة وعيونها الزرقاء لفتت أنظار المسرحي الجزائري محيي الدين بشتارزي الذي قرر تبني موهبتها وعرض عليها الانضمام إلى فرقته المسرحية، وهو الأمر الذي وافقت عليه فورًا.
كانت أولى المسرحيات التي شاركت فيها مسرحية "المجرم"، وقد واصلت التمثيل في المسرح لمدة 3 سنوات برفقة نجوم الفرقة آنذاك منهم الممثل رويشد ومحمد رضا والممثلة والراقصة كلثوم.
وخلال تمثيلها في الفرقة اقترح عليها الفنان محيي الدين أن تحصل على اسمًا فنيًا جديدًا بدلًا من اسمها فاطمة الزهراء واختار اسم "ليلى حكيم" لها ليصبح اسمًا فنيًا لها لازمها لسنوات.
رحلة فرنسا ودخول عالم الرقص
أما حكاية دخول الفنانة ليلى الجزائرية عالم الرقص فقد جاءت عن طريق الصدفة، فقد سافرت في رحلة صيفية إلى فرنسا مع فرقتها، وفي إحدى الحفلات بدأ أعضاء الفرقة الرقص وعزف الموسيقى، فبدأت الراقصة كلثوم ترقص وجذبت ليلى للرقص إلا أنها رفضت في البداية.
روت ليلى أن فعلة كلثوم كان بهدف توريطها في فن لم تكن تجيده، حيث حصلت ليلى على أدوارها في الفرقة بعد انضمامها إليها، وكان هناك إحدى لراقصات المحترفات في الملهى اسمها بديعة التي لاحظت الموقف وعرضت عليها تعليمه الرقص، وكانت هذه قصة بدايتها في عالم الرقص.
عرضت الراقصة بديعة على ليلى رافقتها في ملهى اسمها "الكتبية" وهناك تلقت دروسًا في الرقص، كما أنها تلقت دروسًا في فن الرقص الكلاسيكي. ظلت ليلى ترقص في الملهى الليل ثم انتقلت إلى ملهى آخر اسمه "الجزاير" يملكه شخص يدعى عزيز الشاذلي، وفي هذا الملهى قابلت الفنان محمد عبد الوهاب وزوجته الأولى إقبال نصار.
ليلى الجزائرية وفريد الأطرش
كان الفنان فريد الأطرش سببًا في دخول الفنانة ليلى الجزائرية الفن، إلا أنه ليس أول فنان مصري قابلته، بل سبق أن قابلت الفنانة محمد عبد الوهاب في ملهى الجزاير الذي كانت تعمل فيه، وقد تعرف عليها عبد الوهاب وعرض عليها أن تعرّفه على باريس.
استمرت ليلى في مقابلة عبد الوهاب لمدة 10 أيام، ثم سافرت إلى باريس متجهة إلى مصر، وهناك قرأت في الجرائد المصرية أن عبد الوهاب على علاقة براقصة جزائرية، وقد أوضحت ليلى أن عبد الوهاب عرض عليها السفر معه إلى مصر والتمثيل هناك ولكنها لم توافق.
بعد انتشار الأخبار في الجرائد سمع عنها فريد الأطرش وسافر إلى باريس لمقابلتها، وهناك عرض عليها العمل معه لمدة 8 سنوات، وكان وقتها يريد تعويض غياب الراقصة سامية جمال بعد خلافها معه وزواجها.
ترددت ليلى في البداية إلا أنها وافقت فيما بعد، وكان فريد يعامل ليلى معاملة خاصة، إذ أخذها معه إلى قريته في جبل الدروز وتعرفت على والدته، وهو أمر لم يفعله على سامية جمال.
اتهامها بأنها جاسوسة
تحدثت الفنانة ليلى الجزائرية عن مراقبة السلطات المصرية لها خلال تصوير فيلمها الأول مع فريد الأطرش "عايزة أتجوز"، حيث حصلت على تأشيرة لمدة 3 أشهر من أجل تصوير الفيلم، وقد انتهت المدة ولم ينته بعد تصوير الفيلم.
وقد عرفت ليلى فيما بعد أن السلطات المصرية كلفت شريطًا لمراقبتها ظنًا منها أنها جاسوسة. أوضحت ليلى إنها كانت في هذا الوقت تعيش مع فريد في منزله برفقة أسرته في منزله في الزمالك. وقد حصلت ليلى على مساعدة من عبد الوهاب والفنانة أم كلثوم بشأن إقامتها.
أفلام ليلى الجزائرية
شاركت ليلى في 3 أفلام مصرية مع فريد الأطرش، الأول فيلم "عايزة أتجوز" عام 1952، ووالثاني فيلم "لحن حبي" عام 1953، والثالث فيلم "دكتور بالعافية" عام 1953، وفي أفلامها الثالثة قدمت دور راقصة. شاركت ليلى كذلك في 3 أفلام فرنسية وفيلم أمريكي واحد.
وبشأن اللهجة المصرية أوضحت ليلى الجزائرية أنها واجهت صعوبة في نطق اللهجة المصرية، خاصة أنها كانت تتحدث الفرنسية ولغتها العربية كانت ضعيفة جدًا.
اقترحت ليلى على فريد اللجوء إلى الدبلجة، إلا أنه رفض هذا الأمر وقرر إعطائها دروسًا في اللهجة المصرية على يد الشاعر مأمون الشناوي.
قصة لقب "الجزائرية"
عندما بدأت ليلى التمثيل في الجزائر غيّرت اسمها من فاطمة الزهراء إلى ليلى حكيم، واشتهرت بهذا الاسم في ملاهي فرنسا، إلا أن هذا الاسم لم يعجب فريد الأطرش، خاصة أن اسم "حكيم" تعني طبيب في لهجات المشارقة.
اقترح فريد على ليلى أن يصبح اسمها "سلطانة" ولكنها أوضحت أن هذا الاسم يطلق على الخدم في الجزائر، فتقرر في النهاية أن يصبح اسمها "ليلى الجزائرية".
من هو زوج ليلى الجزائرية؟
تزوجت الفنانة ليلى الجزائرية من لاعب كرة القدم المغربي، الذي لعب لصالح المنتخب الفرنسي، عبد الرحمن بلمحجوب، عام 1954، وبعد زواجها منه تركت التمثيل واستقرت معه في باريس واقتنيا مطعمًا هناك.
بداية تعارف ليلى الجزائرية وزوجها كانت في المغرب، حيث سجلت حوارًا تلفزيونيًا مغربيًا مع الإعلامي عزيز جسوس، وكان اللاعب عبد الحمن المحجوب من ضمن الضيوف، ولكنها لم تكن تعرفه.
بعد الانتهاء من تسجيل الحلقة دعته لحضور فيلمها "لحن حبي" في سينما شهرزاد في الدار البيضاء، وبدأت علاقتهما، حيث كانا يتقابلان في باريس، كما أنها حضرت مباراة له في فرنسا أمام منتخب ألمانيا عام 1954.
أوضحت ليلى أن زوجها كان يغار عليها غيرة شديدة ولكنه كان ودودًا ولطيفًا، وقد روت موقفًا طريفًا حدث بسبب غيرته، حيث قدمها لزملائه في النادي ومنهم رئيس النادي الذي ظل ممسكًا بيد ليلى.
غار بلمحجوب بشدة ونزع يد رئيسه في النادي من يد ليلى، التي كانت خطيبته وقتها. رغم غيرته إلا أنه كان صديقًا مقربًا لفريد الأطرش.
مشوار زوجها الكروي
زوج ليلى الجزائرية عبد الرحمن بلمحجوب لعب لصالح المنتخب الفرنسي ومنتخب إفريقيا الشمالية والمنتخب المغربي أيضًا، كما أنه قضى فترة الخمسينيات مع فريق الراسينغ البارسي، وفي موسم 1954 انتقل إلى فريق نيس وفاز معه بكأس فرنسا.
تم اختياره بعدها للانضمام على المنتخب الفرنسي، ثم عاد إلى نادي الراسينغ ولعب مع نادي مونبولي. كان بلمحجوب يتمنى اللعب مع فريق الوداد لاعبًا ومدربًا ولكن أصيب في ركبته في منتصف الستينيات وقرر الاعتزال.
عمر ليلى الجزائرية
ولدت في عام 1930 وسن ليلى الجزائرية الآن هو 94 عامًا.
حقيقة زواجها من فريد الأطرش
لم تتزوج ليلى الجزائرية من فريد الأطرش، إلا أنه عرض عليها الزواج عرفي، وذلك لإخراس الصحافة التي اتهمتها بأنها تعيش في منزل فريد الأطرش دون زواج.
رفضت ليلى عرض فريد الأطرش، وقد أوضحت أن مشاعر الغيرة من لاعب الكرة عبد الرحمن بلمحجوب بدت عليه حينما رفضت طلبه وقال لها "إنت بتحبي اللاعب".