تولى رجل الأعمال والمصرفي الأمريكي لويد بلانكفين رئاسة مجلس إدارة بنك جولدمان ساكس، الذي يعد ثاني أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، وهو يعد من أكثر الشخصيات نفوذًا في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو لويد بلانكفين؟
لويد كريج يلانكفين هو مصرفي واستثماري أمريكي ولد في 20 سبتمبر عام 1954 في مدينة نيويورك، وشغل سابقًا منصب رئيس مجلس إدارة بنك جولدمان ساكس، وتولى قبلها عدة مناصب في البنك نفسه بداية منذ السبعينات.
يعد بلانكفين واحد من أكثر الشخصيات نفوذَا في العالم، وقد حقق نجاحات كبيرة مع بنك جولدمان ساكس، الذي يعد من أكبر البنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة، إذ نجح من حماية البنك من الإفلاس أو الاستحواذ مثل بعض البنوك الأخرى.
قام بلانكفين بدور هام في حماية بنك جولدمان خلال الأزمة المالية عام 2007- 2008 وقد حظي دوره بإشادة واسعة النطاق في الإعلام، وأصبح بعدها شخصية عامة.
بلانكفين هو عضو في الحزب الديمقراطي وقد قدم العديد من التبرعات السياسية لمرشحين سياسيين.
نشأته ودراسته
ولد لويد بلانكفين في مدينة نيويورك لعائلة يهودية متوسطة الدخل، وكان والده سيمور يعمل كاتبًا في خدمة البريد في مانهاتن، أما والدته فقد كانت تعمل موظفة استقبال.
نشأ بلانكفين في منزل صغير في ليندن وهو مشروع سكني في شرق نيويورك، وقد تلقى تعليمه المدرس في المدارس العامة في مدينة نيويورك، وتخرج في مدرسة توماس جيفرسون الثانوية عام 1971.
التحق بلانكفين بكلية هارفارد وتخرج بدرجة البكالوريوس في التاريخ عام 1975، وبعد تخرجه في الكلية التحق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد وحصل على درجة الدكتوراه عام 1978.
عمل بلانكفين في بدايته في مكاتب محاماة مختلفة، وفي بداية الثمانينات تنضم إلى شركة J. Aron & Co، ثم انتقل للعمل في شركة بنك جولدمان ساكس.
زوجة لويد بلانكفين وأولاده
تزوج لويد بلانكفين من لورا جاكوبس بلانكفين، وهي محامية أمريكية وابنة نورمان س. جاكوبس، وقد تزوجها في عام 1983.
رزق لويد من زوجته ب3 أبناء وهم راشيل ويوناثان وألكسندر. التقى لويد بزوجته حينما كانت تعمل كمساعدة في مكتب محاماة فيليبس ونيزر الذي كان يعمل فيه أيضًا. ابنته راشيل طالبة في جامعة هارفارد.
ثروة لويد بلانكفين
في عام 2023 قدرت فوربس ثروة المصرفي الأمريكي لويد بلانكفين 1.1 مليار دولار، وقد حصل على ثروته بفضل حياته المهنية في بنك جولدمان ساكس، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة من عام 2006 إلى 2018.
العمل في جولدمان ساكس
في عام 1982 بدأ لويد بلانكفين العمل في شركة بنك جولدمان ساكس، وتولى إدارة أقسام العملة والسلع في الشركة من عام 1994 حتى عام 1997 تحت إدارة رئيس مجلس إدارة البنك آنذاك هنري بولسون.
بعد أن سيطر بولسون على البنك أصبح بلانكفين هو الوريث الواضح لإدارة البنك، رغم أنه وقتها كان يحتل المركز الثالث في التسلسل الهرم للشركة، وبالفعل في عام 2004 تمت ترقيته إلى منصب الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 2006.
خلال توليه هذا المنصب أشرف على ازدهار السلع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد جعل البنك يستفيد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
في عام 2006 رشحه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن يكون وزير الخزانة في الولايات المتحدة، ولكن بعدها شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في بنك جولدمان ساكس في يوليو من العام نفسه.
لويد بلانكفين وإدارة الأزمة المالية 2007- 2008
خلال الأزمة المالية العالمية 2007- 2008 واجهت العديد من المؤسسات المالية مخاطر كبيرة، وخاصة تلك التي تتعامل مع الرهون العقارية، وكان بنك جولدمان ساكس يتعامل مع المنتجات المالية التي تحمل قروضًا عقارية عالية الخاطر.
تمكن بلانكفين من استغلال الأزمة المالية لصالحه، حيث استقل أسعار الفائدة المنخفضة وتقلص المنافسة الناتجة عن الأزمة المالية لتحقيق أرباح تجارية كبيرة، وقد حصل بلانكفين في هذا العام على لقب شخصية العام من صحيفة فايننشال تايمز.
رغم إدارته الجيدة للبنك خلال الأزمة إلى أنه أدلى بشهادته أمام الكونجرس مرتين في عام 2010، ولم يتم توجيه له أي اتهامات، حيث أوضح أن البنك ليده لديه إلتزام أخلاقي أو قانوني بإبلاغ العملاء بأنهم يراهنون ضد المنتجات كانوا يبيعونها.
ساعدت هذه الأزمة في زيادة مكانته العامة، وقد أدرجته مجلس فوربس في المرتبة رقم 43 ضمن أقوى الشخصيات في العالم في عام 2011.
خلال توليه إدارة البنك وضع بلانكفين أولويات توظيف جديدة وذلك في عام 2018، كما أصدر مذكرة داخلية دعي فيها إلى المساواة بين الجنسين.
مغادرة جولدمان ساكس
في مارس 2018 قرر لويد بلانكفين التنحي عن منصبه في بنك جولدمان ساكس وتولى بعده ديفيد سولمون المنصب.
راتب لويد بلانكفين
يعد بلانكفين واحد من المديرين التنفيذيين الأعلى أجرًا في وول ستريت، حيث قدرت الصحف العالمية راتبه السنوي بحوالي 50 مليون دولار سنويًا. في عام 2018 قدر راتبه في جولدمان ساكس بنحو 24 مليون دولار.
حصل بلانكفين على راتب أساسي قدره ألف دولار، وفي عام 2006 كان يعتبر الرئيس التنفيذي الأعلى أجرًا في وول ستريت. حصل بلانكفين أيضًا مكافآت عدة من البنك، منها مكافأة قدرها 26.9 مليون دولار، وأسهم ممنوحة بقيمة 15.5 مليون دولار.
في عام 2015 حصل على 23 مليون دولار أمريكي من الرواتب والمكافآت، وهو أقل من العام الذي سبقه، حيث حصل على 24 مليون دولار من بنك جولدمان ساكس عام 2014.
وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز فإن بلانكفين حصل على ما يقرب من 22.3 مليون دولار من بنك جولدن ساكس في عام 2016.
الأنشطة الخيرية
يشارك لويد بلانكفين في العديد من الأنشطة الخيرية، فقد أسس مع زوجته مؤسسة خيرية تبرع من خلالها بملايين الدولارات لمنظمات خيرية مختلفة. في عام 2010 تبرع بمبلغ ألف دولار لكلية الحقوق في جامعة هارفارد.
تبرع أيضًا ب 500 ألف دولار لمدرسة فيلدستون للثقافة الأخلاقية، و50 ألف دولار لكلية بارنارد، و46500 دولار لمؤسسة روبن هود، و10000 دولار لقاعة كارنيجي.
في عام 2009 منحت مؤسسته الخيرية أكثر من 1.7 مليون دولار لأكثر من 30 منظمة، منها كما زادت المؤسسة مساهمتها السنوية لمؤسسة روبن هود من 5000 دولار إلى 46500 دولار.