يعتبر المدرب الهولندي لويس فان جال أحد أكثر المدربين تتويجًا في كرة القدم، حيث حصل طوال مسيرته الإدارية على 20 تكريمًا، وتحت قيادته فازت الأندية التي قام بتدريبها العديد من البطولات، وهو الآن يشرف على تدريب منتخب هولندا للمشاركة في مونديال قطر 2022 على الرغم من تشخيصه بسرطان البروستاتا، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة لويس فان جال ونشأته
الويسيوس بولس ماريا فان جال هو مدرب كرة قدم هولندي ولاعب سابق وهو المدير الفني الحالي للمنتخب الهولندي ولد في 8 أغسطس عام 1951 في أمستردام هولندا.
هو الابن الأصغر بين تسعة إخوة وأخوات، ونشأ ككاثوليكي. توفي والده حينما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، وعندما بلغ سن الـ18 التقى بحبيبته فرناندا أوبيس في مجموعة شبابية كاثوليكية، وتزوجا بعد 3 سنوات.
لدى لويس ابنتان وهما بريندا ورينات، وفي عام 1994 توفيت زوجته بسبب سرطان الكبد والبنكرياس. في عام 2008 تزوج من زوجته الحالية ترووس.
عندما كان شابًا بدأ لويس لعب كرة القدم مع فريق أمستردام للهواة في سن العشرين، في مركز لاعب وسط، وبعدها انضم إلى الفريق الثاني لأياكس، لكن لم يتم اختياره للعب في الفريق الأول.
بعد فترة أعير إلى نادي أنتويرب البلجيكي من الدرجة الأولى ولعب تحت قيادة المدرب جاي ثيس الذي كان معه في المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى البلجيكي في عامي 1974، و1975.
خلال الفترة التي قضاها مع ناي أنتويرب تعرض إلى كسر أنفه في مباراة ودية، وبعدها عاد إلى هولندا بعد 4 سنوات في بلجيكا وانضم إلى نادي تيلستار في الدوري الهولندي تحت إشراف المدرب ميرسيا بيتيسكو، كما أصبح مساعدًا للمدرب في عام 1986.
بعدها انضم إلى نادي سبارتا روتردام، وبعد مسيرة طويلة أصبح مساعد المدرب ليو بينهاكر، ثم تولى منصب مدير الفني لفريق أياكس في عام 1991 لتبدأ مسيرته التدريبية.
مشواره التدريبي
بدأ لويس فان جال مشواره التدريبي بداية من عام 1991 مع نادي أياكس وشغل هذا المنصب حتى عام 1997 وكانت فترة ناجحة للغاية بالنسبة له، فتحت قيادته أصبح أياكس بطل الدوري الهولندي 3 مرات، ومنهم موسم كامل بدون هزيمة.
قاد لويس نادي أياكس إلى الحصول على كأس KNVB ودرع يوهان كرويف عام 1993، وحصل أياكس كذلك على كأس الاتحاد الأوروبي عام 1992.
كذلك حصل النادي على دوري أبطال أوروبا عام 1995، وكأس السوبر عام 1995، وكأس الإنتركونتيننتال، كما كان الفريق وصيفاً بدوري أبطال أوروبا عام 1996 أمام يوفنتوس بعد الخسارة بركلات الترجيح.
سيطر النادي الهولندي تحت قيادة لويس خلال التسعينيات على المنتخب الهولندي حيث تواجد 10 لاعبين من الفريق في المنتخب الأول، وبعد انتهاء عقده مع أياكس حصل لويس على وسام أورانج واساو للفروسية.
تدريبه برشلونة
بداية من عام 1997 انتقل لويس فان جال لتدريب نادي برشلونة خلفًا لبوبي روبسون، وساعد الفريق في الحصول على لقب الدوري الإسباني لموسمين، وكأس الملك مرة واحدة.
على الرغم من نجاحه مع برشلونة إلا أنه اصطدم مع الإعلام وتعرض للنقد بسبب صعوبة تطبيق فلسفته الكروية في النادي بسبب الاختلافات الثقافية، وكان بعض اللاعبين غير راغبين في اتباع تعليماته.
ومن أمثلة خلافاته مع الفريق هو خلافه مع اللاعب ريفالدو، حيث أصر لويس أن يلعب كجناح أيسر، بينما أصر ريفالدو على اللعب في الوسط، وأدى ذلك إلى تنفيذ رغبات اللاعب رغمًا عن المدرب
في مايو عام 2000 ترك لويس الفريق الكتالوني بعد خسارة لقب الدوري أمام نادي ديبورتيفو ديلا كورنيا، ثم انتقل إلى تدريب منتخب هولندا استعدادًا لكأس العالم 2002.
تدريب المنتخب في كأس العالم 2002
تحت قيادة فان جال بدأت هولندا حملتها للتأهل إلى كأس العالم 2002 بشكل سيئ حيث تم اختياره مدربًا للفريق الرديف، ولم يتمكن الفريق المصاب من تحقيق التعادل على أرضه أمام جمهورية أيرلندا.
في عام 2001 تصدر المنتخب الهولندي صدارة المجموعة، ولكنها تراجعت بثلاث نقاط خلف أيرلندا بعد هزيمتها بهدف نظيف عندما التقى الفريقان في دبلن، وفشل المنتخب في التأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1986.
بعد هذه الخسارة الفادحة تنحى فان جال عن منصبه كمدير فني للمنتخب في يناير عام 2002 ليحل محله المدرب ديك أدفوكات، وعاد إلى برشلونة.
العودة إلى برشلونة
عاد فان جال مجددًا إلى نادي برشلونة في بداية موسم 2002- 2003 بعقد حتى عام 2005، ولكن لم تكن نتائج الفريق متسقة، على الرغم من فوز النادي في 10 مباريات متتالية في دوري أبطال أوروبا، ولكنه عانى في الدوري الإسباني.
بعد سلسلة من الخسائر غادر فان جال النادي مرة الأخرى بالتراضي في يناير 2003 وترك النادي في المركز الـ12 بفارق 3 نقاط فقط عن الهبوط، و20 نقطة خلف المتصدر ريال سوسيداد.
في عام 2004 عاد فان جال إلى أياكس كمدير فني ولكنه استقال في وقت لاحق بسبب صراع مع مدرب كرة القدم رونالد كومان.
تدريب نادي أريزونا
في يناير عام 2005 أعلن أن لويس فان جال سيدرب ناد أريزونا، وتحت قيادته احتل الفريق المركز الثاني في الدوري الهولندي موسم 2005- 06، الثالث في موسم 2006- 07، وقاد الفريق إلى المركز الثاني في دوري أبطال أوروبا 2007-08.
أعلن فان جال أنه سيغادر النادي في نهاية موسم 2007- 08 بسبب النتائج المحلية السيئة، ولكن اعترض لاعبو الفريق على هذا القرار فقرر إعطاءهم فرصة لإثبات أنفسهم.
في موسم 2008- 09 حصل النادي على أفضل سجل دفاعي في الدوري الهولندي وثاني أفضل سجل أهداف، وتوج النادي بلقب الدوري.
تدريبه بايرن ميونيخ
في عام 2009 تولى فان جال منصب مدرب بايرن ميونيخ، وبمجرد تعاقده ضم إلى الفريق مواطنه اللاعب روبن من ريال مدريد.
بدأ فان جال بداية سيئة مع بايرن، وكان على وشك الخروج من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، ولكن تحسن شكل النادي في الدوري بعد فوز رائع على يوفنتوس مما سمح لهم بالتقدم في مجموعتهم إلى المركز الثاني.
في عام 2010 توج بايرن ميونيخ بطلًا للدوري الألماني، مما جعل فان جال أول مدرب هولندي يفوز بالدوري الألماني، كما فاز النادي بكأس ألمانيا.
في نهاية الموسم تم التصويت على فان جال كأفضل مدير لهذا العام وفقًا لمجلة كيكر الألماني، وفي موسم 2010- 2011 بدأ الموسم بفوزه بكأس الدوري الألماني بعد غياب 14 عامًا، وأقيل فان جال في أبريل عام 2011 بعد خسارة المركز الثالث في الدوري الألماني.
تدريب منتخب هولندا للمرة الثانية
في عام 2012 تم اختيار لويس فان جال مديرًا فنيًا لمنتخب هولندا للمرة الثانية، وتمكن المنتخب تحت قيادته من تأمين التأهل إلى كأس العالم 2014.
على الرغم من حملتهم التأهيلية الناجحة، إلا أن التوقعات المحيطة بالمنتخب الهولندي كانت منخفضة نسبيًا بسبب الأداء الودي المتباين قبل البطولة وفشل الفريق الهولندي في يورو 2012، حيث عانى من ثلاث هزائم من أصل ثلاث في مراحل المجموعات في تلك البطولة.
ولكن تمكن المنتخب الهولندي بالحصول على المركز الثالث في البطولة بفوزه على البرازيل، وبعدها غادر فان جال المنتخب بتاريخ 12 يوليو عام 2014.
تدريبه نادي مانشستر يونايتد
في مايو 2014 تم تأكيد لويس فان جال مدربًا جديدًا لمانشستر يونايتد خلفًا لديفيد مويس في عقد مدته 3 سنوات. في أول موسم له مع النادي تعاقد فان جال مع عدة لاعبين منهم أنديرا هيريا مقابل 29 مليون جنيه إسترليني، ولوك شو مقابل 30 مليون جنيه إسترليني وغيرهم.
فاز مانشستر في كأس الأبطال الدولية وخسر في كأس الرابطة، وبعد 10 مباريات في الدوري احتل النادي المركز التاسع برصيد 13 نقطة وهي أسوأ بداية للموسم منذ عام 1986، وتعرضت فان جال للعديد من الانتقادات.
مع تقدم الموسم تحسن شكل النادي بعد سبعة انتصارات متتالية في الدوري ولكن اختتم الدوري بهزيمة، كما خسر كأس الاتحاد الإنجليزي أمام أرسنال، وانتهى الموسم الأول له بالمركز الرابع بفارق 3 مراكز و6 نقاط عن الموسم السابق.
في موسم 2015- 2016 تمكن مانشستر من التأهل إلى دوري أبطال أوروبا وتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن تم إقصاؤهم من كأس الدوري، ومن دوري أبطال أوروبا في دوري المجموعات.
في مايو 2016 فاز فان جال بكأسه الوحيد مع مانشستر وهو كأس الاتحاد الإنجليزي، وبعدها بيومين أقيل من النادي مع الموظفين الهولنديين العاملين معه.
في يناير عام 2017 أعلن فان جال التقاعد لأسباب عائلية، وفي مارس 2019 أعلن اعتزاله كرة القدم رسميًا، ولكنه تراجع عن قراره لتولي مسؤولية المنتخب الهولندي للمرة الثالثة.
تدريب المنتخب الهولندي للمرة الثالثة
في أغسطس عام 2021 تراجع لويس فان جال عن قرار الاعتزال لتولي مسؤولية المنتخب الهولندي للمرة الثالثة بعد المدرب فرانك دي بوير الذي غادر بنتيجة مخيبة للآمال في يورو 2020.
استعد فان جال مع المنتخب للعب في مونديال قطر 2022، وكانت أول مباراة له مع المنتخب هي مباراة التعادل مع النرويج في سبتمبر عام 2021.
في شهر أبريل عام 2022 فجر فان جال صاحب الـ70 عامًا مفاجأة بالكشف عن إصابته بسرطان البروستاتا، مؤكدًا أنه يخطط الاستمرار في عمله رغم مرضه.
بعد هذا التصريح من فان جال أعلن الاتحاد الهولندي لكرة القدم عن التعاقد مع المدرب رونالد كومان لتولي تدريب الطواحين في مطلع عام 2023 بعد كأس العالم 2022 في قطر.