لماذا لا نستطيع مقاومة الحلويات حتى بعد الشبع؟

دراسة علمية تكشف: لماذا نشتهي الحلوى حتى بعد تناول وجبة مشبعة؟

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
لماذا لا نستطيع مقاومة الحلويات حتى بعد الشبع؟

يجد كثير من الناس أنفسهم غير قادرين على مقاومة تناول الحلوى حتى بعد تناول وجبة مشبعة، فما السبب وراء ذلك؟

دراسة علمية تكشف: لماذا نشتهي الحلوى حتى بعد تناول وجبة مشبعة؟

أظهرت دراسة حديثة، أجراها علماء من معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي، أن الشعور بالشبع لا يمنع الدماغ من الرغبة في تناول السكر، بل على العكس، قد يعزز هذه الرغبة.

اعتمدت الدراسة على تجارب أجريت على الفئران، حيث لاحظ العلماء أن الفئران التي تناولت طعامها حتى الشبع، لم تكن مهتمة بتناول المزيد من الطعام العادي، لكنها استهلكت كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر، تصل إلى 6 أضعاف السعرات الحرارية المعتادة.

وكشفت الفحوصات العصبية أن منطقة في الدماغ، تعرف باسم المهاد البطيني، تصبح أكثر نشاطاً عند تناول السكر، ما يؤدي إلى تحفيز خلايا عصبية تسمى POMC، التي تطلق إشارات تؤدي إلى إفراز الإندورفين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمكافأة والسعادة. ونتيجة لهذا التأثير، يصبح تناول السكر أكثر جاذبية حتى في حالة الشبع.

وأشار الباحثون إلى أن التأثير لم يكن مرتبطاً فقط بالتناول الفعلي للسكر، بل حتى مجرد رؤية الحلويات أو شم رائحتها كان كافياً لتحفيز النشاط الدماغي، وهو ما يفسر سبب شعور الكثيرين برغبة مفاجئة في تناول الحلوى عند رؤيتها، حتى بعد وجبة كبيرة.

ولم تقتصر الدراسة على الفئران فقط، بل أجريت اختبارات على البشر باستخدام مشروبات سكرية أثناء خضوعهم للتصوير بالرنين المغناطيسي.

وأظهرت النتائج أن نشاط الدماغ كان مشابهاً لما لوحظ عند الفئران، حيث استجابت خلايا POMC بالطريقة ذاتها، ما جعل الأشخاص يشعرون بالمكافأة عند تناول السكر، رغم شعورهم بالشبع.

يعتقد العلماء أن هذا السلوك موجود في التطور البشري، حيث كان الإنسان القديم يسعى لاستهلاك السكر كلما توفر، نظراً لندرته في الطبيعة، وقدرته على توفير طاقة سريعة، مما عزز ميل الدماغ إلى تفضيله.

وقد بينت الدراسة أيضاً أنه يمكن كبح هذا النشاط العصبي، موضحة أن تعطيل إشارات الإندورفين التي تطلقها خلايا POMC، قد أدى إلى انخفاض استهلاك السكر لدى الفئران.

أما في البشر، فإن هناك أدوية معينة تعمل على كبح هذه الإشارات، لكن العلماء يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، لتطوير أدوية أكثر دقة تستهدف هذه المنطقة في الدماغ، دون التأثير على وظائف أخرى.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة