لماذا فشلت شرائط بيتا ماكس من سوني رغم تفوقها التقني؟

رغم توقع نجاحه، حقق ابتكار بيتا ماكس الخاص بشركة سوني فشلاً ذريعاً، بعد أن شهدت حقبة السبعينيات في القرن الماضي حرباً قوية بين شركتي سوني وفي إتش إس.

فكيف دارت رحاها؟ ولماذا فشلت شركة سوني رغم تفوق شرائط بيتا ماكس التقني؟.. تعرفوا على السبب في هذا الموضوع.

سوني تطرح شرائط بيتا ماكس

بيتاماكس Betamax والذي أطلق عليه أيضاً اسم "Beta"، هو صيغة للتسجيل المرئي على شريط كاسيت مغناطيسي من المستوى الاستهلاكي، تم تطويره من قبل شركة Sony، وطُرح في اليابان في العاشر من مايو عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين ميلادياً، والذي قدم في ذلك الوقت دقة تحديد لا بأس بها بمعايير هذا الوقت، وكانت نسبة الضوضاء والشوشرة قليلة نسبياً، لكن كان هناك به عيب قاتل وهو أن الشريط الواحد يكفي لتسجيل ما مدته ساعة واحدة من الفيديو.

منافسة سوني مع جي في سي

وبعدها بعام ونصف تقريباً، وفي خريف عام ألف وتسعمئة وستة وسبعين ميلادياً، أعلنت شركة جي في سي JVC – اليابانية، عن معيار جديد ومشغل فيديو جديد أسمته في إتش إس.

وعلى الرغم من أن المواصفات التقنية المقدمة من جهاز سوني كانت الأفضل، لكنها كانت أغلى ولا تسمح بأكثر من ساعة تسجيل، في حين أن مشغلات في إتش إس على الناحية الأخرى جاءت بسعر أرخص، ولديها شرائط تكفي لمدة ساعتين وثلاثة.

فشل سوني في التفوق على شراط جي في سي

حاولت سوني بعد ذلك أن تقوم بزيادة زمن شرائطها، لكن هذا أدى إلى زيادة حجم الشريط، وكذلك مشاكل تقنية عند بلوغ نهاية الشريط، حيث يتداخل ويتشابك.

بعدها جاءت سوني بفكرة جديدة، وهي تقليل سرعة دوران الشريط داخل المشغل للنصف، ما جعل زمن الشريط ساعتين لا واحدة.

لكن سرعان ما تبعتها جي في سي، ليصبح شريطها الذي يكفي ساعتين أو ثلاثة، يكفي لأربع أو ست ساعات.

وقد أدى ذلك إلى ازدياد انتشار شراسة المنافسة، إلا أن المستخدم العادي فضل الشرائط التي تتيح له وقت التسجيل الأطول بسعر أقل، دون اهتمام كبير بالجودة التقنية.

سوني تعلن انتهاء عصر شرائط بيتا ماكس

وفي مارس من عام ألفين وخمسة عشر ميلادياً، أعلنت شركة سوني عن التوقف عن بيع شرائط الفيديو Betamax، وذلك بعد مرور أربعين عاماً على إطلاقها، والذي رجحت عديد من التوقعات أنه عائد إلى إدراك الشركة لانقراض زمن استخدام الشرائط، وأنها لا تحتاج إلى عناء الإنتاج.