تعد الروائية والناقدة المصرية لطيفة الزيات رائدة من رائدات النشاط النسائي في مصر والوطن العربي، وواحدة من أهم الروائيات أيضًا، فقد أصدرت العديد من الأعمال الأدبية المميزة وأهمها رواية "الباب المفتوح" فضلًا عن دورها البارز في العمل الأكاديمي ومجال العمل النسائي، تعرف أكثر على مسيرتها الأدبية وحياتها في هذا المقال.
من هي لطيفة الزيات؟
هي كاتبة وروائية وناقدة مصرية ولدت في 8 أغسطس عام 1923 في مدينة دمياط في مصر وتعد واحدة من أهم الكاتبات الرائدات في مصر والتي برزت بشكل كبير في العمل النسائي.
حققت لطيفة نجاحًا مصريًا وعربيًا كبيرًا بفضل رواياتها وأعمالها الأدبية البارزة، ولعل أهم هذه الأعمال هي رواية "الباب المفتوح" والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه من بطولة الفنانة فاتن حمام وصالح سليم.
تنوعت أعمالها الأدبية بين رواية ومسرحية وسيرة ذاتية، كما أنها برزت في مجال النقد الأدبي وأصدرت العديد من الكتب النقدية والمقالات النقدية التي نشرت في صحف مصرية وعربية، كما أنها برزت في مجال القصة القصيرة والترجمة كذلك.
نشأتها وتعليمها
ولدت الكاتبة لطيفة الزيات في مدينة دمياط خلال الحقبة الملكية في مصر، وقد نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة أولت اهتمامها لتعليم الأبناء والبنات. كانت الزيات طالبة متفوقة، فقد التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة وحصلت على ليسانس اللغة الإنجليزية وآدابها عام 1946.
بعد التخرج بدأت عملها في الجامعة منذ عام 1952 حيث عملت كمحاضر في كلية البنات جامعة عين شمس، بعدها حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة القاهرة عام 1957.
ما هي ديانة لطيفة الزيات؟
الكاتبة لطيفة الزيات مسلمة، ولكنها ماركسية.
حياتها الشخصية
ارتبط اسم الكاتبة لطيفة الزيات بأكثر من رجل خلال حياتها، فقد كانت مخطوبة لعبد الحميد عبد الغني وقد اشتهر باسم "عبد الحميد الكاتب". كانت هذه الخطبة مثار تساؤلات الكثيرون في هذا الوقت، فلم يكن عبد الحميد ماركسيًا مثل لطيفة بل كان رجلًا متدينًا يلتزم المساجد ويهتم بالتاريخ الإسلامي.
كانت لطيفة لها أثر كبير على شخصية عبد الحميد، وقد سجل هذه التأثيرات خلال مقال نشره في جريدة "اخبا راليوم" بعنوان "خاتم الخطوبة" ولكن لم تنجح هذه الخطبة وانتهت علاقتهما.
تزوجت لطيفة فيما بعد من الدكتور أحمد شكري سالم، والذي كان متوافقًا فكريًا معها، فقد كان أول شيوعي يحكم عليه بالسجن في مصر وحصل على حكم بالسجن لمدة 7 سنوات.
اعتقلت لطيفة وزوجها أحمد عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية، ولما تحكم الحكم على أحمد بالسجن انفصلت عنه بعدما خرجت من القضية.
كان زواجها الأكثر إثارة للجدل زواجها الثاني من الكاتب المسرحي رشاد رشدي، فقد كان يمين الفكر والسلوك، بينما كانت هي يسارية ماركسية، وقد عارضها الكثيرون ولكنها ردت على هذه المعارضات قائلة بأن رشاد أوقظ فيها الأنثى التي بداخلها.
مسيرتها المهنية
لطيفة الزيات كانت شخصية بارزة في الأدب والنقد، وعضوًا مؤثرًا في العديد من الهيئات الثقافية والأدبية، وقد شغلت مناصب عديدة منها عضو مجلس السلام العالمي، وعضو شرف اتحاد الكتاب الفلسطيني، وعضو في المجلس الأعلى للآداب والفنون.
شاركت في لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجالي القصة القصيرة والرواية. كما كانت عضوًا منتخبًا في أول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين، وترأست لجنة الدفاع عن القضايا القومية عام 1979. مثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية.
كانت للسيدة لطيفة الزيات العديد من المساهمات الأدبية في الإعلام المسموع والمقروء، فقد عملت في إصدار وتحليل الملحق الأدبي في مجلة الطليعة، كما عملت في الإذاعة المصرية في الفترة ما بين 1960 و1970 وركزت على الإنتاج الأدبي في مصر.
بالإضافة إلى ذلك فقد عملت كأستاذة في كلية البنات بجامعة عين شمس، وكانت رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحية بين عامي 1970 و1972، ثم أصبحت مديرة لأكاديمية الفنون من عام 1972 إلى 1973
.
كتب لطيفة الزيات
أصدرت الكاتبة لطيفة الزيات العديد من الأعمال الأدبية ما بين الرواية والمسرح والقصص القصيرة بجانب الكتب والمقالات النقدية وأعمالها في الترجمة.
ومن أهم وأنجح روايات لطيفة الزيات رواية "الباب المفتوح" التي صدرت عام 1960، وقد ترجمت الرواية إلى اللغة الإنجليزية وفازت بسببها عن جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1996، وهو نفس العام الذي توفيت فيه، وقد تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي.
من أعمالها الأدبية الأخرى رواية "صاحب البيت" عام 1994، ومسرحية "بيع وشرا"، و"حملة تفتيش: أوراق شخصية" وهو كتاب سيرة ذاتية صدر عام 1992.
من أعمالها القصصية مجموعة "الشيخوخة"، و"الرسالة"، و"على ضوء الشموع"، و"الممر الضيق"، و"الرجل الذي عرف تهمته". أما أعمالها في النقد فقد صدر لها كتاب بعنوان "من صور المرأة في القصص والروايات العربية"، و"نجيب محفوظ: الصورة والمثال"، و"أضواء"، و"فورد مادوكس فورد والحداثة".
رواية الباب المفتوح
كانت رواية الباب المفتوح للكاتبة لطيفة الزيات من أهم أعمالها الأدبية على الإطلاق وأكثرها شهرة، وقد صدر الكتاب عام 1960 وتحول إلى فيلم سينمائي من بطولة فاتن حمامة وصلاح سالم وإخراج هنري بركات.، ولكن لم يحقق الفيلم نجاحًا تجاريًا.
عرض الفيلم في مهرجان جاكرتا السينمائي وحصل على جائزة أفضل فيلم في المهرجان، كما صدرت لها ترجمة باللغة الإنجليزية.
الرواية تحكي عن قصة فتاة اسمها ليلى من الطبقة المتوسطة في مصر، وتعرض الرواية تجربة البطلة النفسية والسياسية والاجتماعية أثناء التغيرات السياسية التي طرأت على مصر في الفترة ما بين 1946 إلى عام 1956.
تُعتبر الرواية بمثابة ثورة جديدة في شكل الرواية العربية، حيث تجمع بين الحقيقة الشاعرية والأدب الملتزم. تناولت لطيفة الزيات في روايتها قضية الآمال المتفائلة للشعب المصري في التغيير بعد الثورة التي شارك فيها الجميع، وهي قضية لا يزال الشعب المصري يعاني منها حتى الآن.
وفاة لطيفة الزيات
توفيت الكاتبة لطيفة الزيات في 11 سبتمبر عام 1996 عن عمر 73 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، وقد توفيت بعد فترة قصيرة من حصولها على جائزة الدولة التقديرية للأدب.
في عام 2015 احتفى جوجل بذكرى ميلادها ونشر صورة لها وهي ممسكة بورقة مكتوب علهيا "اسم ليلى" وهي اسم بطلة روايتها الأشهر على الإطلاق "الباب المفتوح".