فنان وشاعر ومونولوجوست وأول ممثل يظهر في التلفزيون السعودي عام 1965، إنه الفنان لطفي زيني الذي كانت له بصمة في كل نوع فني، فأبدع شاعرًا ومغنيًا وممثلًا وترك خلفه أعمالا فنية خالدة يتذكرها محبوه حتى الآن، تعرف على مسيرته الفنية في السطور التالية.
حياة لطفي زيني ونشأته
عبد اللطيف عقيل زيني هو ممثل ومغنٍ وشاعر سعودي ولد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في عام 1939، وبدأ مسيرته الفنية في الستينيات.
والده هو عقيل زيني شيخ دلالي طائفة العقار في مدينة جدة، وبعد وفاة والده رشحه أفراد قبيلته في جدة ليخلف والده، فقبلها، وافتتح مؤسسة زيني العقارية وفي هذه الفترة كانت فترة تشهد طفرة في العقار.
حصل زيني على شهادة الكفاءة المتوسطة، وعمل في البريد عندما كان عمره 18 عامًا ثم انتقل للعمل في جريدة المدينة.
أحب زيني الفن منذ صغره، فبدأ حياته الفنية من خلال الصحافة، حيث عمل كمحرر في جريدة "المدينة المنورة" وفيها التقى بالفنان طلال مداح وبدأت صداقتهم.
ربطت علاقة قوية بالعديد من الفنانين العرب والخليجيين منهم محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وعادل إمام، وصباح، ورشدي أباظة، ونادية الجندي، فوزي محسون، وطلال مداح، وعبادي الجوهر وغيرهم.
تزوج الفنان لطفي من السيدة قمر بالقاضي ولديه منها 6 بنات و4 أولاد ويحبهم جميعًا، وحرص على تعليمهم وأن يكونوا شخصيات نافعة في المجتمع.
عمله بالتجارة
بعد نجاحه في المجال الفني كشاعر وممثل انتقل للعمل في التجارة، وتحديدًا في مجال العقارات وهو العمل الذي كان يقوم به والده، ليصبح من أهم رجال الأعمال في جدة.
اتجه بعد ذلك إلى الاستثمار في الفن، فأنشأ في الثمانينيات شركة "زيني فيلم" للإنتاج التلفزيوني ومقرها ألمانيا الغربية، ثم انتقل مقر الشركة بعد فترة قصيرة إلى تونسي وبدأ في الإنتاج الفني بتقنيات غربية حديثة.
وفاته
توفي الفنان لطفي زيني في 19 سبتمبر عام 2001 بعد تعرضه لجلطة دماغية في أحد مشافي مدينة جدة عن عمر يناهز 61 عامًا.
مشواره الفني
دخل الفنان الراحل لطفي زيني باب الفن من خلال الصحافة، حيث انضم للعمل كمحرر وصحفي في جريدة المدينة المنورة، وأجرى حوارات عدة وكانت أهمها مع الفنان طلال مداح، وهو أول صحفي يجري حديثًا فنيًا مع طلال، ومنها بدأت صداقتهما.
أدت الصداقة بين زيني وطلال مداح لبداية مسيرة فنية بينهما، حيث ألف زيني العديد من القصائد الغنائية التي غناها طلال.
قصائده الغنائية
كتب الفنان الراحل أكثر من 80 أغنية حوالي 70 منها لصديقه الفنان الراحل طلال مداح، وقام مداح بتلحينهم، ومن الأغاني التي كتبها "اسمع حياتي"، و"العيون التونسية"، و"أنا غلطان ومتأسف"، و"عيني علينا علينا"، و"ما دام معايا القمر"، و"يا مسافر ع الرياض".
كان زيني هو من اكتشف الفنان عبادي الجوهر وقدم له بعضًا من أشعاره منها "يا حلاوة"، و"ما قلتلك"، و"يا غزال"، كما شجع الفنان السعودي فوزي محسون.
ومن أشعاره التي غناها طلال مداح أغنية "اليوم يمكن تقولي" وبعض كلماتها:
اليوم يمكن تقولي يا نفسي إنك سعيدة
يشهد على صدق قولي دقات قلبي الجديدة
تسعة وعشرين عام ضاعت وسط الزحام
ليلي نهاري وقلبي أصبح يحب الظلام
وأنا في درب الهلاك ظهرت لي يا ملاك
غيرت مجرى حياتي شفت السعادة معاك
مرت عليا ظروف الحب فيها تجاري
وكنت أسمع واشوف وغصب عني أداري
من أغانيه الشهيرة أيضًا أغنية "أحبك لو تكون حاضر" التي غناها طلال مداح، ومن كلماتها:
أحبك لو تكون حاضر أحبك لو تكون هاجر
ومهما الهجر يحرقني راح أمشي معاك للآخر
سنين وسنين وأنا صابر وراح أصبر كمان وكمان
وبحر الشوق يلعبي الين أوصل لشط أمان
أحبك لو تحب غيري وتنساني وتبقى بعيد
عشان قلبي بيتمنى يشوفك كل لحظة سعيد
عُرف عن الفنان لطفي بأنه شخص رقيق الإحساس ولطيف المشاعر ورومانسي وذكرت زوجته قمر أنه حصل زعل بينهما فكتب لها أغنية "ما دام معاي القمر" التي غناها مداح، ومن كلماتها:
ما دام معايا القمر
مالي ومال النجوم
مالي ومال السهر
مالي ومال الهموم
ما دام معايا القمر
ما أخاف غدر الليالي
ما أخاف سكة سفر
ما شيل همٍ في بالي
مادام معايا القمر
عمله في التلفزيون
كان الفنان الراحل لطفي زيني أول ممثل سعودي يظهر في التلفزيون السعودي مع بداية إنشائه في عام 1965، حيث شارك في تمثيلية "المجنون" وفي العام نفسه شارك في الفيلم الدرامي المصرية "ولدت من جديد" من بطولة محرم فؤاد، ونزهة يونس، وملك سكر.
في عام 1966 عاد زيني إلى المملكة وشارك في مسلسل سعودي اسمه "العيادة" وشارك لأول مرة التمثيل مع الفنان حسن دردير، وبعدها شكلًا ثنائي تمثيلي ناجح شارك في عدة أعمال فنية.
في عام 1967 شارك زيني في أول عمل مسرحي له وهي المسرحية السعودية "أنا أخوك أمين" بجانب صديقه حسن دردير، وهي من تأليف الفنان طلال مداح، وإخراج سعد الفريح، وفي هذا العام كتب أغنية "يا غزال" للفنان عبادي الجوهر التي كانت بداية انطلاقته الفنية.
في عام 1968 عاد زيني إلى مصر مرة أخرى وشارك في فيلم "لقاء الغرباء" الذي كان من بطولة العديد من الفنانين منهم مريم فخر الدين، وفريد شوقي، وأحمد مظهر، والفنان السوري الراحل رفيق السبيعي.
في عام 1969 شارك زيني في المسلسل السعودي "أغاني في بحر الأماني" وكان من ضمن المشاركين في كتابته وتأليفه، فضلًا عن مشاركته في مسلسل "عمارة العجائب في تونس".
في عام 1971 شرك في مسلسل "فندق المفاجآت"، وبعدها بعامين شارك في مسلسل "الأصيل" مع الفنان طلال مداح والفنان حسن دردير، وفي عام 1974 شارك في مسلسل "تحفة مشقاص في كفر البلاص"، وحقق هذا العمل نجاحًا كبيرًا، حيث جسد زيني شخصية مشقاص وأصبح هذا الاسم أشهر من اسمه الحقيقي.
في عام 1983 شارك في مسلسل "الناس لبعض"، وبعدها بعامين شارك في بطولة المسلسل السعودي المصري "إنها مجنونة مجنونة" ولاقى المسلسل شهرة كبيرة في مصر والسعودية.
في عام 1986 شارك في مسلسل "زائر من الفضاء"، وفي عام 1992 شارك في مسلسل "ليلى زمانها جاية"، وبعدها بعام شارك في آخر أعماله الفنية كممثل وهو مسلسل "المحاكمة" وجسد فيها شخصية رئيس التحرير عزمي.
