حقق الدراج الأمريكي لانس أرمسترونغ نجاحات هائلة في عالم رياضة الدراجات وأصبح رمزًا للبطولة والإلهام للملايين من الناس حول العالم خاصة بعدما قصته مع السرطان وأصبح نموذجًا يحتذى به للناجين من السرطان والرياضيين حول العالم إلا أن عالمه الناجح انهار فجأة بعد سلسلة من الفضائح أنهت مسيرته الرياضية وجردته من جميع ألقابه، تعرف أكثر على مسيرته الرياضية وقصة انهيار أسطورته في هذا المقال.
من هو لانس أرمسترونغ؟
لانس إدوارد أرمسترونج هو دراج أمريكي محترف سابق فاز في 7 بطولات متتالية في سباق فرنسا للدراجات ولد في 18 سبتمبر عام 1971 في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
بدأ أرمسترونغ مسيرته الرياضية في سن 16 عامًا حيث شارك في العديد من البطولات الوطنية حقق فيها نجاحًا هائلًا وقد شارك في أول بطولة عالم له عام 1993 وواصل المشاركة في هذه البطولات.
تقاعد أرمسترونغ من الراضة عام 2005 ثم عاد للمنافسة مرة أخرى عام 2009، وبعدها اعتزل عام 2011 للمرة الثانية، إلا أن هذه البطولات انتهت وانهارت تمامًا بعد مزاعم تناول المنشطات طوال حياته الرياضية.
زوجة لانس أرمسترونغ وأطفاله
تزوج لانس أرمسترونغ أول مرة عام 1997 من كريستين ريتشارد ولديه منها 3 أطفال وقد رزق بهما عن طريق التلقيح الصناعي بسبب إصابته بسرطان الخصية، وانفصلا في عام 2003 وقد ظهر أولاده معه على منصة التتويج عام 2005.
في نفس العام الذي انفصل فيه عن زوجته أعلن عن علاقته مع المغنية شيريل كرو ثم أعلنا خطوبتهما عام 2005 ولكنهما انفصلا في عام 2006. في عام 2008 بدأ علاقة مع آنا هانسن.
في ديسمبر من عام 2008 أعلن أرمسترونغ أن حبيبته حاملًا رغم أنه كان يعتقد أنه لا ينجب الأطفال بسبب خضوعه للعلاج الكيميائي لسرطان الخصية، وقد رزق بابنه الأول منها عام 2009 ثم رزق بابنته الثانية عام 2010 وتزوجها في عام 2022.
مسيرته الرياضية
بدأ لانس أرمسترونغ مسيرته الرياضية في سن مبكرة حيث أصبح رياضيًا محترفًا في سن 16 عامًا، وعندما بلغ سن 18 عامًا أصبح بطلًا وطنيًا في سباقات السرعة ولمدة عامين على التوالي في 1989 و1990.
في عام 1992 أصبح أرمسترونغ محترفًا في فريق موتورولا للدراجات، وقد فاز في العام نفسه ببطولة العالم لسباق الطرق في النرويج، كما فاز بسباق فرنسا للدراجات. منذ بداية التسعينيات حقق أرمسترونغ العديد من البطولات.
من البطولات التي حققها سباق فرنسا للدراجات سبع مرات على التوالي من عام 1999 إلى عام 2005 وهو رقم قياسي في ذلك الوقت. فاز أيضًا بثلاثية ميداليات برونزية في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1992 في برشلونة.
شارك أرمسترونغ أيضا في بطولة العالم للدراجات على الطرق في بلجيكا وفاز بها، فضلًا عددًا من سباق إيطالي للدراجات وسباق إسبانيا للدراجات. في عام 2005 أعلن أنه سيتقاعد بعد سباق فرنسا للدراجات ولكنه عاد إلى الرياضة الاحترافية مرة أخرى عام 2008 وشارك في عدة منافسات، ثم أعلن اعتزاله مرة أخرى عام 2011.
معاناته مع السرطان
عندما كان لانس أرمسترونغ يبلغ من العمر 25 عامًا وفي عام 1996 تم تشخيصه بسرطان الخصية في المرحلة الثالثة، وكان السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية والرئتين والدماغ والبطن.
قبل التشخيص كان أرمسترونغ يعاني من الصداع وسعال الدم وتورم الخصية وعدم وضوح الرؤية، وبعد التشخيص خضع لعملية جراحية لاستئصال الخصية المريضة وكانت نسبة تعافيه من المرض من 20 إلى 50%، ثم خضع بعدها لعملية أخرى لإزالة الورم من دماغه.
كان أمل الأطباء في شفائه ضعيفاً جدًا ولكنه تلقى رسالة من المركز الطبي في جامعة إنديانا تعلن رغبتها في علاجه وبالفعل بدأ العلاج هناك وتضمن علاجه دورة علاج كيميائي أولي وقد خضع بعدها لعدة جلسات وحصل على عدة أدوية.
في ديسمبر عام 1996 خضع أرمسترونغ لآخر جلسة كيماوي له وفي يناير 1997 ظهر لأول مرة في المعسكر التدريبي ليعلن شفاءه من السرطان ويستأنف مسيرته الرياضية.
قضية لانس أرمسترونغ
واجه لانس أرمسترونغ اتهامات بتعاطي المنشطات طوال مسيرته الرياضية ولكنه كان ينفي هذه الادعاءات دائمًا وأكد أنه لم يكن لديه أي اختبار إيجابي في اختبار المخدرات التي أجراها خلال مسيرته الرياضية في ركوب الدراجات.
بدأت هذه الاتهامات تأخذ منحنى جادا وخطير بداية من عام 2010 حينما اعترف الرياضي الأمريكي فلويد لانديس أنه يتعاطى لمنشطات واتهم أرمسترونغ ورياضيين آخرون بنفس الشيء وحينها بدأ الادعاء الفيدرالي يحقق في جرائم محتملة ارتكبها أرمسترونغ والفريق.
رغم أرمسترونغ كل الادعاءات في البداية وعين محامي دفاع لتمثيله في التحقيق وفي عام 2012 تم اتهامه رسميًا بتعاطي المنشطات بناء على عينات دم تم الحصول عليها من 2009 و2010، كما تم اتهامه بالضغط على زملائه في الفريق من أجل تناول المنشطات لتحسين أدائهم أيضًا.
في أكتوبر من نفسه العام تم تجريده من كل الألقاب الرياضية التي حصل عليها بداية من عام 1998 بما فيها ألقابه السبعة في سباق فرنسا للدراجات، كما منع مدى الحياة من ممارسة كل الرياضات التي تتبع القانون العالمي لمكافحة المنشطات.
وفي عام 2013 وبعد سنوات من الإنكار التام قدم أرمسترونغ اعترافًا محدودًا خلال مقابلة له مع أوبرا وينفري وأقر فيها بارتكاب مخالفات، ولكنه نفى أن يكون قد حصل على المنشطات عام 2009 أو 2010 وإنما آخر مرة حصل فيها على المنشطات كانت عام 2005، كما نفى الضغط على زملائه في الفريق لتناول المنشطات.
بسبب هذه الأزمة خسر أرمسترونغ 75 مليون دولار من أموال الرعاية، وفي عام 2018 أعلنت نايكي أنها ستوقف تعاملاتها معه، كما أعلن أنه سيدفع مبلغ 5 ملايين دولار كتعويض إلى راعيه السابق للتخلص من محاكمة كانت وشيكة.
اعتراف صريح بتعاطي المنشطات
في عام 2020 ظهر لانس أرمسترونغ في فيلم وثائقي من إنتاج شبكة ISBN الأمريكية تحدث فيه عن مسيرته الرياضية، وفي الفيلم المكون من جزأين أكد أنه تعاطى المنشطات طوال مسيرته الرياضية منذ أن كان عمره 21 عامًا.