كيف تقضي على الملل .. اكتشف نفسك من جديد

يتساءل الكثيرين عن كيف تقضي على الملل الذي يصيبك بشكل مفاجئ وكيف تتصرف إذا لم تستطع ملأ وقت فراغك، ثم ماذا لو امتد الملل إلى الضجر من حياتك كلها؟ لا تحتاج منك تلك الأسئلة إلى إجابة محددة بعينها، لكنها تتطلب منك التركيز على نفسك لاستكشافها من جديد والوصول إلى مصدر تتخلص من خلاله من الملل كليًا.

ماذا تفعل إذا كنت تشعر بالملل؟

يعتبر الشعور بالملل شعورًا طبيعيًا يُصيب الجميع من وقت لآخر، لكن إذا ازداد الأمر عن حده أصبح مشكلة تحتاج إلى العلاج والتدخل الفوري، لأنه عندما لا يجد الفرد ما يملأ به وقت فراغه يصاب بالضيق والقلق وربما الاكتئاب، فكيف يمكن التغلب على الملل واستغلال الوقت بصورة صحيحة.

اكتشف هوايات جديدة

عندما يشعر بالملل هو البحث عن هواياته القديمة أو محاولة اكتساب هواية جديدة، فهل هناك شيء لطالما أردت تجربته؟ حان الوقت لتخوض هذه التجربة، والتي من الممكن أن تغير حياتك بالكامل.

سواء كان ذلك تعلم لغة جديدة أو الرسم أو العزف على آلة موسيقية، فإن اكتشاف هواية جديدة هو طريقة رائعة لقضاء وقتك.

مارس الرياضة

تعتبر ممارسة الرياضة من الطرق المثالية التي يلجأ لها بعض السائلين عن كيف تقضي على الملل لأنها تعمل على تحريك الجسد وممارسة النشاط البدني المستمر للحصول على أعلى طاقة ممكنة وهو ما يحسن الحالة المزاجية فلا تتضرر من الشعور بالضجر بشكل كبير، فتصبح حالتك النفسية جيدة للغاية.

يمكنك ممارسة رياضة السير أو ركوب الدراجات أو السباحة أو أي رياضة تفضلها لبعض الوقت كل يوم.

قضاء الوقت في الطبيعة

يعتبر تأمل الأماكن الطبيعية من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لأنها من المهدئات القوية للإنسان وتعمل على منحه ما يحتاجه من ابتعاد عنالتوتر والقلق، كما تملأ روحه وتبعده ع قضاء وقت ملله في أشياء مضرة.

إذا كانت المنطقة التي تعيش بها لا تحتوي على الكثير من المناطق الخضراء، يمكنك أن تذهب إلى الحدائق العامة أو إلى الشاطئ إن كنت تسكن في بقعة ساحلية.

التواصل مع العائلة والأصدقاء

يمكنك اللجوء إلى العلاقات الأسرية والاجتماعية لتحسين مزاجك وقضاء وقتك في أشياء مفيدة، فالعائلة والأصدقاء هم الدواء الذي تحتاج إليه لتخطي آلامك والوصول إلى طموحاتك.

القراءة

يجب أن تكون القراءة هي الهواية الأولى التي تتبادر إلى ذهنك عندما تصاب بالملل، فهي تضمن لك قضاء وقت ممتع والاستفادة منه أيضًا.

تعمل القراءة على توسيع آفاقك وتعليمك الكثير عن المجالات المختلفة.

اكتب في دفتر يومياتك

تساعد كتابة اليوميات على التعبير عن النفس بصورة جيدة واستكشاف مواطن لم تكن تعلم عنها شيء كما تساعدك على تفريغ مشاعرك والتحدث عن أفكارك.

تعتبر أيضًا من وسائل العلاج النفسي الممتازة والتي تُحسن من الصحة النفسية والعقلية.

تطوع في قضية تهتم بها

إن اللجوء إلى التطوع طريقة رائعة لإحداث فرق في العالم والشعور بالرضا عن نفسك، لذلك ابحث عن منظمة في مجتمعك تدعم قضية وتهتم بها وتطوّع بوقت

تعلم مهارة جديدة

لا تتوقف مطلقًا عن التعلم واكتساب مهارات جديدة لأن ذلك يجعلك شخصًا جديدًا كل يوم ويُكسبك أشياء جديدة متعددة، ويمكنك التعرف على المهارات التي تفيدك من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو التعلم من مقاطع الفيديو.

ترتيب المنزل أو الحديقة

يمكن أن يكون تنظيم منزلك أو حديقتك طريقة رائعة للتخلص من الفوضى وتحسين شعورك بالراحة في منزلك، وهو الاستغلال الأمثل للملل وطريقة ممتازة للقضاء عليه والاستمتاع بالوقت.

الذهاب في رحلة

جهز للسفر في رحلة من خلال الاستمتاع باستكشاف مكان جديد أو زيارة مدن سمعت عنها من قبل وتريد رؤية معالمها.

اكتب قائمة بالأهداف

استغل وقت الملل للحصول على خلوة مع النفس لكتابة الأهداف ورؤية الأشياء التي تريد الوصول إليها في المستقبل، على أن تكون قائمة مُفصلة مقسمة ومرتبطة بخطة زمنية متتالية، يمكن العمل عليها؟

كافئ نفسك

استغل الوقت الذي تشعر فيه بالملل للعمل على مكافأة نفسك على المهام التي قمت بها في الفترات السابقة، والحصول على استراحة.

ما هو سبب الشعور بالملل؟

بعد أن عرفت كيف تقضي على الملل، تعرف على أسباب الشعور بالملل فعلى الرغم من أن هذا الشعور طبيعي يُصيب الجميع من وقت لآخر، إلا أنه هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالملل، منها:

فقدان الحافز

يشعر الأفراد بالكثير من الملل عندما يفقدون الحافز الذي يدفعهم إلى العمل وهذا الحافز قد يكون السعي إلى تغيير الوظيفة والحصول على أخرى أو تجربة شيء جديد أو ادخار المال لشراء شيء جديد.

قلة التنوع

إذا كانت حياتك روتينية ومملة، فقد تشعر بالملل، وذلك لأن النفس البشرية دائمًا ما تميل إلى التنوع والتجديد، وهو الأمر الذي يقضي الروتين عليها، لذا يجب أن تقضي على روتينك إذا كنت من الأشخاص سريعي الملل.

يجب ان تترك منطقة راحتك وتبدأ في البحث عن مغامرة جديدة والوصول إلى أهداف مبتكرة.

الشعور بالوحدة

بعض الأشخاص يعيشون حياة اجتماعية خالية وعلاقاتهم محدودة للغاية، مما يزيد من شعورهم بالوحدة، ويجعلهم يرون كل الأيام شبيهة إلى بعضها البعض، والبعض الآخر حتى وإن كان على مقربة من الكثيرين فإنه لا يستطيع أن يبوح بما بداخله لأي أحد مهما كان واثقًا فيه، لذلك يشعر بالملل والوحدة أيضًا.

الإجهاد

يتسلل الملل إلى الأفراد الذين يشعرون دائمًا بالإجهاد والتوتر والقلق، لأن ذلك يعني أنك تعاني من مجموعة من المشكلات التي لا حل لها والتي تؤرقك حتى في أوقات فراغك سواء كانت مشكلة في العمل أو على المستوى الشخصي.

الضجر

يظن البعض أن الملل هو الضجر، لكن الشعور بالملل يأتي من الفراغ الذي يحيط بك، أما الضجر فيعني النظر إلى حياتك بشكل سلبي والسأم منها ومن شخصيتك والحاجة إلى التغيير، وقد يحدث هذا إذا كنت تشعر بأنك لا تحقق أي شيء أو أن حياتك لا تسير في الاتجاه الصحيح.

ما هو علاج الملل والزهق؟

يكون الملل عرضًا من أعراض الأمراض النفسية في الكثير من الأحيان، ولذلك يحتاج إلى علاج فوري وفقًا إلى سوء الحالة التي لديك، وهناك العديد من سبل العلاج التي يمكن أن تساعدك على التخلص من الملل والزهق وتحسين حياتك للأفضل، ومن بينها:

تحديد أسباب الشعور بالملل

في البداية عليك أن تصل مع نفسك إلى السبب وراء شعورك بالملل، وذلك من خلال بعض الأسئلة مثل، هل تشعر بالملل لأنك لا تفعل ما يكفي؟ أم لأنك تضغط نفسك في العمل لساعات طويلة أو لسبب آخر.

عندما تُدرك السبب يمكنك البدء في علاجه والوصول إلى الطريقة المناسبة من خلال البحث في الأماكن المناسبة.

تغيير نمط الحياة

يأتي التغيير كعلاج فعال للشعور بالملل، حيث يمكنه أن يقضي على الملل تمامًا ويتركك تشعر بالراحة، وذلك من خلال تغيير أسلوب الحياة الذي اعتدته سواء الخاص بالعمل أو بالمنزل أو بالحياة الشخصية.

إن أي عملية تغيير ولو بسيطة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياتك وتجعلك أفضل ويمكنك استغلال وقت فراغك في ترتيب يومك وتنظيمه والحصول على الوقت الكافي من النوم والذي لا تستطيع الحصول عليه في أوقات أخرى.

يساعد التغيير على منحك الكثير من الطاقة للتقدم في الحياة، ومن خلال ذلك سوف تجد شغفك.

الدخول في علاقات جديدة

إذا كنت على مشارف الاكتئاب بسبب الشعور المتزايد بالملل، يجب أن تبدأ في إدخال آخرين جدد في حياتك ومحاولة رؤية الحياة من منظور جديد، ومن الممكن أن تكون تلك التجربة جيدة وتنتشلك من الإصابة بالاكتئاب.

تقديم المساعدة

استغل أوقات الملل في تمرير خبراتك وآراءك إلى الآخرين من خلال منحهم الدروس التعليمية في مجال عملك أو التدريس للأطفال وطلاب المدارس أو إنشاء قناة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبث من خلالها علمك وتقضي وقت فراغك في العمل عليها.

البحث عن المغامرة

أصبحت الآن الأنشطة التي تحتوي على المغامرة في كل مكان من حولنا، لذلك يمكنك العمل على تجربة تلك التحديات التي لم تخضها من قبل مع عدم تعريض نفسك إلى الخطر.

الاعتناء بالنفس

لا تُهمل نفسك واعمل على الاعتناء بها في كل الأوقات، وخاصة تلك التي تشعر خلالها بالملل من خلال العمل على تخصيص بعض الوقت لحل المشكلات التي تمر بها بشرتك أو شعرك أو الاهتمام بصحتك النفسية، من خلال الحصول على الراحة والاسترخاء وقراءة الكتب أو تجربة أشياء جديدة للعناية بالشكل الخارجي او الصحة الداخلية.

العلاج النفسي

إذا لاحظت أنك لا تمارس حياتك بصورة طبيعية عندما تشعر بالملل يجب أن تتوجه إلى الطبيب النفسي لمساعدتك على التجاوز.

أضرار الملل

يرى البعض أن الملل مجرد بعض الوقت الفارغ الذي لا يمكنهم ملأه بالكثير من الأشياء، لكن الحقيقة أن الملل يمكن أن يكون أخطر من ذلك، وهذا لأنه يتسبب في العديد من الأضرار التي من أهمها:

أضرار الملل على الصحة الجسدية

يتسبب الملل في العديد من الأمراض والأضرار الجسدية التي تفسد عليك حياتك ومن هذه الأضرار ما يلي:

• الحصول على زيادة غير مرغوبة في الوزن وذلك بسبب قضاء المزيد من الوقت في تناول الطعام، خاصةً الأطعمة غير الصحية التي تقوم بطلبها من الخارج في لحظات الملل ظنًا منك أنك بذلك تقوم بالعمل الصحيح، لكن في الحقيقة يؤدي تكرار هذا الأمر إلى الإصابة بالسمنة والأمراض المصاحبة لها من سكري وأمراض قلب.
• لا ينم البعض بشكل جيد عند الشعور بالملل فتبدأ الأفكار في التسارع بداخلك مما يجعلك تصاب بالأرق وصعوبات النوم أو الحصول على نوم متقطع وذو جودة سيئة.
• يتسبب الملل في ضعف المناعة، والامراض التي تنتج عن ذلك كثيرة للغاية، ويحدث ذلك بسبب الشعور بالملل والتوتر والقلق اللذان يدمران جسدك وصحتك.
• يزداد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عندما تصاب بالملل ومنها أمراض القلب والسكري.

أضرار الملل على الصحة النفسية

تتأثر صحة الفرد النفسية بالكثير من الأشياء وعلى رأسها الملل ونتائجه الضارة التي تقضي على ما تبقى من الدوافع النفسية لدى الإنسان للحياة وتتركه لتخيلاته وتشاؤماته بسبب الملل، ومن هذه الأضرار:

• يؤدي الإحساس المتكرر بالملل إلى الشعور المستمر بالضيق والقلق خاصةً إذا لم تجد طريقة لتوجيه طاقتك بشكل إيجابي والتخلص من الطاقة السلبية التي تستنزفك.
• يعتبر الشعور بالمللمن اعلى مسببات الاكتئاب، خاصةً إذا كنت تشعر بأنك لا تحقق أي شيء أو أن حياتك لا تسير في الاتجاه الصحيح، فتبدأ في التراجع وترى الحياة بعين سوداوية.
• ينسحب الشخص الذي يشعر بالملل من حياة الآخرين تدريجيًا لأنه يشعر أنه بلا قيمة أو هدف وليس لديه ما يشاركه مع الآخرين، خاصة إن كانوا أصدقائه الذين طالما شاركوه نفس الاهتمامات والأشياء ثم أصبحت لديهم تطلعات أكثر نضجًا.
• يشعر الأفراد بالملل ومن ثم عدم الرضا عن الحياة، ويعتبر الشعور بعدم الرضا من الأشياء التي تؤدي إلى تدمير الفرد وتركه يرى نفسه أقل من الآخرين فيعجز عن التقدم في حياته.

السلوكيات الضارة

من الأضرار التي لا يمكن إغفالها كذلك عن الملل هو لجوء الفرد إلى تفريغ طاقته في السلوكيات الخاطئة ومنها:

• تعاطي المخدرات.
• المقامرة.
• شرب الكحول.
• التدخين.
• ممارسة العنف.

وهنا نكون قد توصلنا إلى كيف تقضي على الملل والأسباب التي تؤدي إليه وكيف يمكنك التخلص من تلك الأسباب أيضًا بل والاستفادة من هذا الوقت في استعادة اكتشاف نفسك من جديد.