كيف تستخدم سرد القصص لبناء ثقافة شركتك الناشئة؟

  • تاريخ النشر: منذ يوم
كيف تستخدم سرد القصص لبناء ثقافة شركتك الناشئة؟

يحلم الكثيرون بأن يبدأوا شركتهم الخاصة، لكن القليل منهم يصبحون رواد أعمال، ومن بين الذين يبدأون بالفعل، قلة منهم من ينجح في تطوير منتج قوي، ومن بينهم قلة من يستطيعون أن ينالوا ثقة العملاء المميزين والمستثمرين المرموقين، وتقديرات رفيعة في القطاع.

وخلال هذه الرحلة، قد تتحول بعض الشركات إلى شركات يونيكورن (شركات تزيد قيمتها عن مليار دولار)، أو سونيكورن (شركات مرشحة لتصبح يونيكورن قريبًا).

وحتى خلال نجاح هذه الشركات، يواجه العديد من رجال الأعمال قلقًا مشتركًا يتمثل في ما إذا كانت هذه الشركات ستتمكن من التحول إلى مؤسسات مستدامة طويلة الأمد؟

وفي محاولة لفهم هذه المشكلة، نجد غالبًا أن العديد من الشركات الناشئة في بدايتها يقوم المؤسس فيها بتأسيس فريق العمل لشركته، وينقل لموظفيه الرؤية والهدف والقيم بشكل مباشر، وغالبًا ما يعمل الموظفون في مكتب واحد، ويكون لديهم تواصل يومي مباشر.

ومع اتساع الشركة، ينشغل المؤسس بمسؤوليات متعددة، ويفوّض مهمة التوظيف لشخص آخر، وتبدأ طبقات الغدارة بالتشكل، فتبتعد المسافة بين المؤسس والموظفين، ويقل التواصل اليومي المباشر بين الإدارة والفريق الجديد.

تواجه الشركات مشكلة أخرى تتمثل في معدلات الاستنزاف الوظيفي، أو الاستقالات، فمع تزايد عدد شركات اليونيكورت والسونيكورن، تتوسع الفرص أمام الكفاءات، مما يؤدي إلى انتقالهم من شركة لأخرى.

وانتقل الموظف لشركة أخرى، يعني انتقال الخبرة والمعرفة الفنية والتجارية، ويحمل أيضًا معه فهمًا لثقافة العمل والقيم وطرق التنفيذ داخل الشركة، وهو ما قد يسبب غياب الثقافة القوية في الشركة مع قدوم الموظفين الجدد، وتصبح أحد الأسباب الرئيسية لمغادرة الموظفين.

ومن هنا، تتجلى أهمية سرد القصص لتشكيل ثقافة الشركة ورؤيتها، وإليك أهمية سرد القصص خلال تأسيس الشركات:

  • إعداد كتاب الثقافة

رسائل القيمة والرؤية والأهداف الخاصة بالشركة لا تساعدك على تعريف منتجاتك وقيمك للمستهلكين والعملاء فحسب، بل تساعد الموظف على فهم ما هو صواب أو خطأ في سياق العمل.

لكن بسبب اختلاف الخلفيات التعليمية والتجارب الحياتية، قد يفسر كل موظفة هذه الرسائل بطريقة مختلفة. وفقًا لأبحاث صادرة عن Gallup أن ارتباط الموظفين برسالة الشركة يؤدي إلى انخفاض بسنبة 8.1% في معدلات الاستنزاف، زيادة نسبة الأرباح 4.4%.

لذلك، من الضروري توثيق المبادئ التي توجه قرارات وسلوكيات الموظفين في "كتاب الثقافة" الذي يمكن للموظفين الجدد والقدامى الرجوع إليه. ويُفضّل أن يحتوي هذا الكتاب على شرح مفصل للسياق والقصص التي توضح المعنى التطبيقي لهذه القيم.

اقرأ أيضًا:  ما هو الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

  • مشاركة قصص نماذج في الشركة

من التحديات التي يواجهها المؤسسون هو تكرار الحديث عن القيم، وهو ما يجعل الموظفين يشعرون بالملل. ولحل هذه المشكلة، يمكن تسليط الضوء على قصة نموذج عم ناجح في الشركة، أو ما يعرف ب "أبطال الثقافة" وهم موظفون يجسدون قيم الشركة.  هذه القصص تساعد على توصيل معنى القيم بصورة واقعية، وتلهم الآخرين كذلك.

  • حوّل كل موظف لراو للقصص

رغم اختلاف المناصب والمهام، كل موظف هو راوي قصص بطريقته. في المقاهي أو الاجتماعات غير الرسمية، يتم تداول قصص سلبية على الضغوطات وسلوك المديرين والمسحوبيات وغيرها.

هذه القصص تؤدي إلى تآكل الثقافة، ولحمايتها، على المؤسسين معرفة هذه القصص ومحاولة تغييرها. من الأفضل أن يشارك القادة قصة التأسيس، حيث تم الوصول إلى السوق، وجذب العملاء، وإقناع المستثمرين. هذه القصص تلهم وتنتقل بسهولة من شخص لآخر، وتجعل الموظفين سفراء حقيقيين لعلامة الشركة.

اقرأ أيضًا: إن كنت تدير شركة ناشئة لا تتصرّف وكأنها شركة كبرى

  • ضمّن قصتك ضمن الإعلانات والتقارير

غالبًا ما يتولى قسم الموارد البشرية مسؤولية تنفيذ الاستراتيجيات ومواكبة التغيير، ولكن عند غياب السياق، يواجه الموظفين صعوبة في فهم الرسائل والتفاعل معها، وهو ما يضعف التأثير المتوقع.

ولكن لكي تكون القصة فعالة، يجب أن تكون مفهومة لجميع المستويات، وخاصة إذا تم تضمينها ضمن الإعلانات والتقارير، بحيث يسهل فهمها.

  • نشر قصص المسؤولية الاجتماعية

الكثير من الكفاءات اليوم تأخذ بعين الاعتبار تأثير الشركات على المجتمع والبيئة قبل الالتحاق بها. ومن خلال عرض قصص حقيقية عن مبادرات المسؤولية الاجتماعية، ومساهمات الموظفين في خدمة المجتمع، تستطيع الشركة أن تبني الثقة مع المجتمع، وتُشعر الموظفين بالفخر، وتتميّز عن الشركات التي تركّز فقط على الربح.

المصدر: فوربس

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة