كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

  • تاريخ النشر: السبت، 22 يونيو 2024
كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

هل تريد أن تتحول من شخص كثير الحديث إلى الحصول على فوائد الصمت؟ إذا يجب أن تعرف كيف تتعلم فن الصمت وتستخدمه في الوقت المناسب، لأن الصمت والحديث وجهان لعملة واحدة ويجب أن، تستخدم كلًا منهما بحذر شديد حتى لا تفقد بوصلتك وتتحول إلى شخص ينفر من تواجده الجميع، كما يمكنك التدرب على الصمت والاستفادة منه في بيئة العمل مما يساعدك على تحقيق. المزيد من الإنجاز.

كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

كيف أدرب نفسي على الصمت؟

يعرف الكثيرين الصمت على إنه لغة العظماء، وبالفعل يحصل الفرد على هالة من الغموض تجعل له مقام أعلى كلما صمت أكثر، ولكن كيف أدرب نفسي على الصمت وهل هذا الأمر صعب ولا يمكن العمل على تنفيذه.

قد يبدو الأمر سهلًا بالنسبة لمعتادي الصمت، لكن إذا كنت من كثيري الكلام وتسعى إلى التراجع عن تلك العادة والتزام الصمت لبعض الوقت سيكون الأمر أكثر مشقة، وهنا من الطبيعي ألا تلم نفسك على عدم القدرة على التحول بسهولة إلى النقيض، فالأمر يحتاج منك إلى الكثير من الوقت والجهد المبذول.

احذر من توبيخ نفسك أو وصفها بالفشل لأم ذلك لن يفيد، بل على العكس سيعيدك خطوات إلى الخلف مرة ثانية، لذلك استخدم سبل أخرى للحصول على ما تريد.

تعزيز العادات

إذا أردت أن تجعل الصمت عادة من عاداتك، سيكون عليك القيام بتعزيز العادات والذي يعني ممارسة الأمر مرات لا تنتهي في اليوم حتى يصبح عادة لا يمكنك الاستغناء عنها، ففكر في عدد الأشياء التي اعتدت على فعلها دون أن تدري لمجرد القيام بها كل يوم، وتأتي السجائر كمثال حي على ذلك، لأن الفرد المدخن يستخدمها لأكثر من مرة في اليوم فتتحول إلى عادة لا يمكنك عيش يومك بدونها.

ساعة الإيقاف

استخدم التدريب بأسلوب ساعة الإيقاف لقياس مستوى تقدمك ومتابعة عدد المرات التي تقوم خلالها بعادتك الجديدة، ويكون على النحو التالي، قم بضبط الساعة على ثانيتين قبل أن تتحدث في أمر ما، لا تسارع إلى الرد على الفور واستخدم قاعدة الثانيتين، وقد يبدو هذا الوقت قليلًا، لكن يمكنك القيام به في البداية، وعندما تعتاده تزيد من المدة.

يتطلب الحصول على الصمت الكثير من الصبر والممارسة، وعادة ما لا يملك صبر يكون أكثر تحدثًا من غيره، لذلك ربما تكتسب الصبر مع الصمت، كي تحصل على أداة قوية للتواصل والتفكير الذاتي، وتعزز السلام الداخلي والهدوء.

كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

كيف اعتاد الصمت؟

لن تتمكن من اعتياد الصمت أو إجبار نفسك على السير في اتجاه عدم الكلام إلا إذا كنت مدركًا لبعض النقاط المهمة التي من أهمها:

التعرف على فوائد الصمت

إذا تعرفت على الفوائد التي تنتظرك عند تعلمك الصمت لن تفرط فيه مرة أخرى ومن هذه الفوائد ما يلي:

  • يتمكن الفرد الذي يتمتع بنعمة الصمت من التحكم بمشاعره ويوجهها كيفما يشاء، ولا يدل ذلك فقط على تحكمه في علاقاته بالآخرين، بل على تمكنه من التحكم في المشاعر السلبية مثل الغضب أو الحزن، وتحويلها إلى إيجابية بفضل الحصول على فرصة جيدة للتفكير قبل التحدث.
  • ستلاحظ تمرنك على ما يعرف بالاستماع النشط وهو من المهارات التي يسعى الكثير من الراغبين في العمل في المجالات الحديثة في تعلمها بسبب قدرتها على منحك مظهر المهتم بالآخرين والمستمع الجيد لمشاعرهم.
  • يقلل الصمت من الحديث الخارجي لكنه يزيد من ازدهار الأفكار بداخلك مما يحفز لديك الحس الإبداعي وخاصة ما يتعلق بالتخلص من المشكلات أو إيجاد الحلول الفعالة والسريعة لها.
  • يحصل الفرد الذي يتمتع بالقدرة على الصمت على المزيد من الثقة بالنفس، فهو يعلم جيدًا أنه ليس عليه التحدث مع الآخرين لإثبات قوة شخصيته أو إبراز صفاته الإيجابية، كما يمنحه الصمت هالة من الغموض الجذاب.
  • يساعد الصمت على بناء علاقات أقوى مع الآخرين لأن كثرة الحديث عادة ما توقع صاحبها في مشكلات كان في غنى عنها.

كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

التدرج في ممارسة الصمت

لا تجبر نفسك على الصمت المفاجئ وذلك لأنه من شأن هذا التصرف أن يقيض مشاعرك ويتركك تشعر بالسوء والغضب، لكن ابدأ بفترات قصيرة محاولًا الالتزام بالصمت لفترات قصيرة خلال اليوم، مثل 5 دقائق في الصباح أو قبل النوم.

تحدى نفسك من أجل الصمت في المواقف الصعبة فإن نجحت في ذلك ستكون قد اجتزت الكثير من الخطوات دفعة واحدة، لذلك التزم بالصمت في حالات الغضب أو الانزعاج، ويمكن لبعض من تمارين التنفس مساعدتك على التجاوز سريعًا وتهدئة نفسك قبل الرد.

اعتد الذهاب إلى الأماكن الهادئةواقضِ بعض الوقت فيها حتى وإن كانت مجرد غرفة منعزلة في منزلك لممارسة تمارين الصمت، لأن الانعزال والهدوء يساعدان على تصفية الذهن وعدم الشعور بالحاجة إلى الكثير من التحدث، وخلال ذلك يمكنك استغلال الفرصة لممارسة التأمل وتحسين التركيز والوعي الذاتي.

ثقف نفسك حول المهارة التي تسعى إلى اكتسابها حتى تستطيع التعود عليها والاستفادة منها وكذلك تقصير المسافات عليك لتصل إلى النتيجة في أسرع وقت ممكن.

الصبر

لا تتوقع أن تصبح خبيرًا في الصمت على الفور حيث يتطلب تعلم فن الصمت الصبر والممارسة ففي البداية سيكون الأمر أصعب مما تتخيل، خاصة مع التركيز على ممارسة الصمت في الأوقات المختلفة، فمن الطبيعي أن تفلت منك بعض الكلمات من حين لآخر.

ذكر نفسك دائمًا بفوائد الصبر ولماذا تسعى إلى الاستمرار في التعرف على قوة.

كيف تتعلم فن الصمت وتحوله إلى عادة مفيدة

الصمت ليس علامة على الضعف

على العكس من ذلك، فإن الصمت يمكن أن يكون علامة على القوة والثقة بالنفس، فلا تدع أي شخص يجعلك تشعر بالسوء لأنك تفضل الصمت أو تسعى للوصول إلى تعلمه مهارة حياتية مهمة.

كيف أعرف متى أتكلم ومتى أصمت؟

إن معرفة متى تتكلم ومتى تصمت من أهم مهارات التواصل الفعال فالحديث في غير محله من الأشياء التي تتسبب في الكثير من الأزمات، أما الكلام في الوقت المناسب قد يساعدك على إيصال أفكارك ومشاعرك بوضوح دون التعرض لسوء الفهم أو الإحراج، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على القيام بذلك.

انتبه إلى لغة الجسد

دائمًا ما تعبر لغة الجسد عما بداخلك حتى وإن كنت صامتًا فوجهك يتحدث عنك، لذلك استغل هذه النقاط في قراءة الآخرين معرفة انطباعاتهم عن حديثك، وهل يبدو ما تقوله معقولًا أم يعملون على تجاهلك عن عمد لأنك تتسبب في إزعاجهم.

إذا كان الشخص الذي تتحدث إليه مائلًا نحوك، فسوف تدرك أنه مرحب بالحديث معك أما من يقف مبتعدًا فهو يسعى إلى مغادرة المكان وعليك الصمت الآن.

انتبه إلى تواصل الشخص بالعين، فإذا أشاح بنظره عنك توقف عن الحديث، ولا تكن لحوحًا.

الاستماع بعناية

قبل أن تتحدث تأكد من أنك قد فهمت ما يقوله الشخص الآخرفلالآخر فلا، وانتبه إلى مشاعره واحتياجاته حتى يبادلك الأمر نفسه عند حديثك، وتحصلان على محادثة مثمرة، وفكر في هل ما تتحدث فيه من أشياء مثمرة وقيمة أم لا فائدة منها.

تقييم الموقف

حاول أن تشاهد الموقف من الخارج، وتقيمه وسوف تتعرف على مدى إمكانية الحديث من عدمه وهل قد يكون لدى الشخص الآخر أشياء أكثر أهمية للتفكير فيها بدلًا من الانتباه إلى كلامك.

فكر في مدى تقبُل الفرد لكلماتك وهل يمكنه الانتباه لك في الوقت الحالي أم لا، مع مراعاة الحالة النفسية للفرد عد الاستماع لك حتى لا ينسب بينكما خلاف أو صراع.

ثق بحدسك ففي بعض الأحيان، ستعرف ببساطة ما إذا كان الوقت مناسبًا للتحدث أم لا.

لا تخف من الصمت

كيف تمارس الصمت؟ لا يعتبر الصمت دائمًا من الأشياء السيئة لكنه قد يكون الخيار المناسب لك ولغيرك، لذلك اختر الصمت عندما تريد توفير التواصل الفعال من خلال الاستماع، كما يمكن أن يساعد الصمت على خلق مساحة للتفكير.

الصمت وقوة الشخصية

يعتبر الصمت من اللغات العميقة التي تضع الفرد في مكانة عالية لم يكن يتوقعها فهي ليست مجرد غياب الكلام، بل القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل أفضل من الكلمات.

فن الصمت والتجاهل أحيانًا ما يرتبطان بقوة الشخصية وقد اشتهر الكثير من الفلاسفة القدامى والحكماء بالقدرة على الصمت لفترات طويلة، فما هي علاقة الصمت بالشخصية؟،فيما يلي بعض النقاط التي توضح كيف يُمكن أن يعزز الصمت قوة الشخصية:

التحكم

يُساعد الصمت على التحكم في المشاعر السلبية مثل الغضب أو غيرها من المشاعر التي تجعلك تندم في النهاية، لكن مع الصمت يتاح لك الوقت للتفكير قبل التحدث بردود فعل غير مدروسة قد تندم عليها لاحقا، والشخص القوي هو من يستطيع التحكم في مشاعره ولا يسمح لها بالسيطرة عليه.

زيادة الثقة بالنفس

يُساعد الصمت على الشعور بالثقة بالنفس من خلال ما يمنحك من غموض وقوة الشخصية، وهو ما يجعلك شخص مؤمن بذاته وقدراته.

إثارة الفضول

يُثير الصمت الفضول لدى الآخرين ويجعلهم يرغبون في معرفة المزيد عنك، وذلك لقدرتك على جذب انتباه الآخرين دون الحاجة إلى بذل الكثير من الجهد.

التأثير على الآخرين

يمكن استخدام الصمت للتأثير على الآخرين وإقناعهم بوجهة نظرنا من خلال الأفعال التي تصدر منا بعد الصمت والتفكير العميق وهو ما يجعلها على الأرجح أفعالًا صحيحة.

كيف يؤثر الصمت على الشخص

لا توجد أي مهارة تتميز بالإيجابيات فقط، ولكن هناك بعض السلبيات أيضًا التي يتسبب فيها الصمت ومن هذه السلبيات ما يلي:

  • الإحساس بالوحدة الشديدة بسبب عدم التحدث في الكثير من الموضوعات وينتج هذا لدى العديد من الأفراد الذين يمارسون الصمت المفرط، مما يؤدي إلى الانعزال عن المجتمع ككل.
  • يسيء البعض فهم الأشخاص الذين يصمتون لأوقات كبيرة، وذلك لأنهم يظنونهم متكبرين أو يصدون الآخرين ولا يريدون التفاعل معهم، خاصة عند استخدام الصمت في المواقف الخاطئة.
  • على الرغم من أن الصمت مريح للحالة النفسية إلا أنه يتسبب في بعض الأحيان في الشعور بالقلق الشديد والتوتر خاصة لمن لم يعتد ممارسته ولا زال في البدايات.
  • يشعر البعض بالخوف والتهديد عند الصمت ويلجأون إلى الحديث مع الآخرين لسد هذا الفراغ.
  • يشعر كذلك الصامتون بأنه لا أحد يريد التعامل معهم وأنهم مهملون.
  • الشعور بعدم الاهتمام: قد يُفسّر الصمت المفرط على أنه عدم اهتمام أو عدم احترام.

لا ينبغي استخدام الصمت لإيذاء الآخرين أو تجنب مسؤولياتنا، بل اجعل الصمت الغتك عند الغضب أو عندما لا تريد الوقوع في الخطأ، كما يجب أن يكون الصمت ناتجًا عن وعي واختيار، وليس عن خوف أو ضعف.

لا توجد قواعد صارمة عندما يتعلق الأمر بالحديث والصمت ولكن عليك أن تختار متى وأين يمكنك ممارسة كلا منهما، وأفضل طريقة هي استخدام حكمك الجيد والانتباه إلى الإشارات التي يقدمها لك الشخص الآخر.

بالإضافة إلى النصائح التي ذكرناها، يجب أن تتعرف على بعض الأشياء الأخرى التي يجب مراعاتها خلال الحديث مع الآخرين:

  • في بعض الثقافات، يُعتبر التحدث بكثرة علامة على الاحترام، بينما الصمت علامة على الوقاحة.
  • تؤثر الشخصية كذلك على قدرتك على الصمت والحديث فبعض الشخصيات يمكنها الصمت أسرع من غيرها والعكس صحيح.
  • إذا كنت على علاقة قريبة مع من تتحدث معه سوف تجد أن طريقتك قد اختلفت وأصبحت أكثر سلاسة أكثر من عندما تتحدث مع رئيسك في العمل.

في النهاية نكون قد توصلنا إلى كيف تتعلم فن الصمتوما هي الفوائد التي ستعود عليك إذا أصبحت من الشخصيات الصامتة الغامضة بالإضافة إلى الوقت المناسب لممارسة الصمت.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة