كيف تتخلص من الكذب وتتوب منه

يبدأ الأمر بكذبة بيضاء وتجر خلفها العشرات من المواقف التي يجب أن تكذب بها لتدعم كذبتك الأولى وهكذا حتى تجد نفسك باحثًا عن كيف تتخلص من الكذب وذلك بعد أن تحول إلى عادة وصفة أصيلة بك، وبسبب ما يقوم به الكذب من تدمير للشخص وسمعته وجعل الآخرين لا يثقون به، يجب أن يكون الحل سريع ومنجز قبل أن تلتصق بك صفة الكذب إلى الأبد ولا تستطيع حينها تغيير وجهة نظر الآخرين عنك.

كيف تتخلص من الكذب

يعتبر الكذب من أسوأ الصفات التي يمكن أن تجدها في أي شخص، فمن يكذب في أقواله يكذب في مشاعره، ويعتبر الكذب من العادات المستمرة التي يقوم بها البعض عادة دون وعي منهم، لذلك يجب عليهم البحث سريعًا عن طريقة تخلصهم من هذا الداء.

الاعتراف بوجود مشكلة الكذب

إذا أردت التخلص من صفة سيئة لديك يجب أن تعترف بها أولًا، فقف أمام نفسك وحاسبها واعترف أنك كاذب وتوجد مشكلة لديك في قول الصدق، فالكذب سلوك سيء يؤثر على علاقتك بالآخرين وسمعتك بينهم.

ما الدافع وراء الكذب

ابحث جيدًا عن الدوافع التي تجعلك تكذب واعمل على حل المشكلة من جذورها، فإذا اختفى دافعك للكذب انتهى الكذب من حياتك.

تدرب على قول الحقيقة

يحتاج قول الصدق في كل وقت إلى شجاعة كبيرة، لذلك يلزمه الكثير من التدريبات مثل البدء بقول الحقيقة في المواقف الصغيرة وتجنب الكذب حتى مزحًا.

استخدم الصدق مع نفسك فواجهها دائمًا بصدق ولا تلجأ إلى الكذب على نفسك مهما كانت الحقيقة موجعة، ومع الوقت سيتلاشى الكذب وسيتحول الصدق إلى عادة.

تحديد العواقب

تحدث بوضوح مع نفسك عن العواقب السيئة التي تنتج عن الكذب المستمر، وكيف يؤثر عليك وعلى من حولك، وكيف يمكنه أن يدمر حياتك على كافة الأصعدة.

العلاج النفسي

إذا كان الأمر مرضي وخارج عن السيطرة يجب أن تستشير الطبيب النفسي لمساعدتك على تخطي الكذب بكل أنواعه.

كيف أتوب إلى الله من الكذب؟

يعتبر الكذب من الأشياء التي تتطلب منك التوبة إلى الله عز وجل والتخلص من الفعل بعد التوبة، وإليك الطريقة:

أولا أظهر ندمك على فعلتك واعتزم عدم العودة إلى الكذب مرة ثانية مع الاعتراف بينك وبين نفسك بأن ذلك الذنب يغضب الله تعالى ويجب أن تتوقف عنه.

يجب أن تكون أقوالك متماشية مع أفعالك وتتوب بالفعل عن قول الكذب وتتخلى عن أصغر الكذبات حتى خلال المزاح.

توقف على الفور عن الكذب لأن تأجيل تلك الخطوة يؤخر توبتك.

إذا كان كذبك قد أضر أحد الأشخاص فيجب أن تذهب إليه وتعتذر عما بدر منك من سوء وتحصل على سماحه من خلال إخباره بالحقيقة وطلب العفو منه.

أدعو الله كثيرًا أن يتقبل توبتك واستغفر لذنبك.

لا تيأس من رحمة الله واستعن به للتخلص من الكذب نهائيًا.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: وملك كذّاب).

أضرار الكذب

يتسبب الكذب في العديد من الأضرار إلى أصحابه ومن أخطرها ما يلي:

هدم الثقة

يهدم الكذب الثقة بينك وبين الآخرين ويجعلهم لا يصدقون أي كلمة تتفوه بها فالشخص الكاذب لا يفضل الآخرين تواجده في محيطهم أو على مقربة من عملهم؟

إفساد العلاقات

يُفسد الكذب العلاقات بين الناس وخاصة العلاقات المقربة كالمتزوجين أو الأخوة وذلك لأنه يدمر حبال الثقة بينهم.

الشعور بالذنب

سيظل الشعور بالذنب يطاردك لأيام طويلة دون أن تتمكن من التخلص منه وهو أمر مؤلم للغاية ويسبب الكثير من القلق والتوتر.

ضعف الشخصية

مع الوقت لن تثق أنت أيضًا في قراراتك أو في نفسك بشكل عام وستحتاج إلى الكذب دائمًا لتجميل مواقفك، ومع الوقت ستفقد احترامك في أعين الآخرين مما يؤثر عليك بالسلب.

الأمراض النفسية

قد يُسبب الكذب الإصابة بالأمراض النفسية، مثل القلق والاكتئاب، فالشخص الذي يكذب يعيش في حالة من الخوف والتوتر بسبب خوفه من انكشاف كذبه.

السقوط في المعاصي

يؤدي الكذب إلى الوقوع في المزيد المعاصي مثل الاضطرار إلى الشهادة الزور أو السرقة للتغطية على كذبه والكثير من المعاصي الأخرى التي تكون بدايتها الكذب.

يتسبب ذلك كله في غضب الله عليك، حيث حرم على المسلم أن يكذب بالقول أو الفعل أو حتى مازحًا، أما الصدق فهو من أهم الصفات الجيدة التي تحسن العلاقات وتجهلك مصدر ثقة لدى الآخرين.

الصدق هو صفةٌ حميدةٌ تُقوي الشخصية وتُحسّن العلاقات بين الناس.

أسباب الكذب

والكذب سلوكٌ شائعٌ بين الكثيرين وله العديد من الأسباب التي منها:

الخوف من العقاب خاصة الصغار في السن.

الهرب من المواقف الصعبة من خلال الكذب بدلًا من البحث عن الطريقة المناسبة للقيام بالأمر.

قد يكذب الشخص لجذب انتباه الآخرين من خلال طرح إنجازات لم يقم بها أو أشياء لم فعلها للحصول على إعجاب الآخرين.

عدم الثقة بالنفس والإحساس بالنقص وعدم القدرة على مواجهة الآخرين بشخصيته الحقيقية.

في بعض الحالات، قد يكون الكذب علامة على اضطراب نفسي، مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب الشخصية النرجسية.

في بعض الثقافات يُعتبر الكذب مقبولًا في بعض المواقف لذلك لا يتم التعليق على الأمر ويسير بشكل طبيعي.

تؤثر العوامل البيئية على الفرد وتجعله أكثر كذبًا إذا كان يعيش في مكان أو أسرة تشجع على الكذب.

يجب أن تعلم أن كل تلك الأسباب لا تعتبر مبررًا للكذب، بل هي أول خطوة للتعرف على السبب وتجنبه.

كيف تتخلص من الكذب ليس بالسؤال الصعب، فكل ما تريده هو إرادة صادقة والتنفيذ على الفور، ويجب أن تكون متأكدًا أن الصدق ينجي في كل الأحوال ويكفي أنه يريح قلبك ولا يتركك مهمومًا مذمومًا من قبل الآخرين، بل يصبح مرحب بك في أي وقت ووسط أي تجمعات.