كوني جونسون.. قصة نجاح سويدية في عالم ريادة الأعمال

اشتهر رجل الأعمال السويدي كوني جونسون برؤيته المبتكرة وقدرته على تحويل الأفكار إلى نجاحات مذهلة، وهو ما جعله من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في مجال ريادة الأعمال، وصاحب واحدة من أكبر شركات الاستثمار في السويد بمحفظة استثمارية ضخمة في عدة دول حول العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.

من هو كوني جونسون؟

هو رجل أعمال سويدي ولد في عام 1961، وهو المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة  EQT Partners AB للاستثمار، والتي أسسها عام 1994، وواحد من أبرز رجال الأعمال في السويد وأوروبا.

نشأ كوني جونسون في عائلة ريفية بسيطة تعمل في الزراعة، وقد كان مقررًا له أن يدرس العلوم الزراعية لإكمال أعمال العائلة، إلا أن القدر خطط له شيء آخر، فدرس المحاسبة والتمويل، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل في إحدى شركات الأسهم الخاصة.

وخلال عمله في تلك الشركة، برزت موهبة جونسون المالية، وتدرج في المناصب، حتى قرر تأسيس شركته الخاصة للاستثمار، وأصبح جونسون على قمة أكبر شركة استثمار خاصة في أوروبا.

لم تكن رحلة جونسون في عالم المال والأعمال سهلة، بل واجه عدة تحديات، إلا أن شخصيته المحبة للمغامرة والجريئة ساعدته على تحقيق النجاح في هذا المجال الذي يندرج على الكثير من المخاطر والاستثمارات غير المضمونة.

واليوم، يعتبر كوني جونسون من أبرز رموز ريادة الأعمال في السويد، ويواصل تقديم إسهاماته في تطوير الأعمال في شركته.

نشأة ريفية متواضعة

نشأ رجل الأعمال كوني جونسون في ريف السويد، حيث كانت عائلته تملك مجموعة من الأراضي، وخلال نشأته عمل على حلب الأبقار ورعاية الحقول والاهتمام بها.

خططت عائلته أن يدرس العلوم الزراعية في جامعة ستوكهولم، والتي تعد من أفضل الجامعات في البلاد، بهدف إكمال عمل العائلة وتوسيعه، إلا أنه لم يحصل على الدرجات الكافية للالتحاق بتلك الجامعة.

التحق جونسون بدلًا من ذلك بجامعة لينكوبينغ، ودرس في قسم المحاسبة والتمويل، ليبدأ رحلته في عالم التمويل وريادة الأعمال بعد التخرج في عام 1987.

بداية مسيرته المهنية

بعد التخرج من الجامعة، بدأ كوني جونسون رحلته المهنية بالعمل في إحدى شركات الأسهم في السويد، وهي شركة  Investor AB، والتي تملكها عائلة والينبيرغ السويدية، واحدة من العائلات الثرية المعروفة في السويد، والتي يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر.

نجح جونسون في إثبات مهاراته في الشركة، لذا في عام 1989، انتقل للعمل في مكتب الشركة في نيويورك لمدة عام، وهناك عمل على توطيد علاقاته مع المصرفيين في وول ستريت، كما درس طرق وأساليب الاستحواذ على الشركات، وخلال تلك الفترة، آمن بفكرة تأسيس شركة استحواذ مماثلة في السويد.

تأسيس شركة EQT

بعد عودته إلى السويد، قرر كوني جونسون إقناع عائلة والينبيرغ بتأسيس شركة استحواذ مماثلة للشركات المتواجدة في أمريكا، وعلى رأسها شركة AEA Investors، وشركة Warburg Pincus، وذلك بمساعدة من الرئيس التنفيذي للشركة كلايس دالباك.

ورغم تردد العائلة في البداية، إلا أن شركة العائلة Investor AB وافقت في النهاية على تأسيس شركة EQT، وذلك في عام 1994، وتملك حاليًا 15% من أسهم الشركة، والتي تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار تقريبًا، بينما يمتلك جونسون ما يقرب من 5% من أسهم الشركة، وقد شغل منصب الرئيس التنفيذي لعدة سنوات، ثم شغل منصب رئيس مجلس الإدارة منذ عام 2014، لكنه لا يزال يعمل كشريك إداري في الشركة.

التوسع والبحث عن آفاق جديدة

ركزت أعمال شركة EQT، لمؤسسها كوني جونسون، في البداية وعدوة دول في شمال أوروبا، وبعدها بدأت في أخذ خطوات مغامرة أكثر بالتوسع في دول أكبر، ومنها ألمانيا.

توسعت شركة EQT في ألمانيا في عام 2006، حينما قررت شراء شركة Tognum، وهي شركة تصنع محركات الديزل الثقيلة، مقابل 1.9 مليار دولار مكونة من الديون والأسهم.

نجحت الشركة في غضون 16 شهرًا فقط من إعادة هيكلة الشركة وإصلاح فريق الإدارة، ثم طرحت أسهمها للاكتتاب العام في عام 2007، وتمكن من جمع 2.8 مليار دولار من الاكتتاب، ثم باعت حصتها في الشركة، والتي كانت 22% إلى شركة Daimler في عام 2008 مقابل 900 مليون دولار، أي أن الشركة حققت ربحًا بأكثر من 15 ضعف أموال الصفقة خلال عامين فقط.

ويعود بالفضل إلى هذا النجاح إلى جرأة كوني جونسون وقدرته على المغامرة، حيث واصل في تحقيق المزيد من الأرباح والإيرادات للشركة، وامتلكت الشركة في عام 2024 صندوقاً استثمارياً قيمته 22.5 مليار دولار، فيما تدير نحو 248 مليار دولار من الأصول.

تحت قيادته، نجحت شركة EQT في أن تصبح من أكبر شركات الاستثمار الخاصة في أوروبا، وقاد جونسون الشركة للعديد من عمليات الاستحواذ الناجحة، ومنها الاستحواذ على شركة تطوير العقارات الأمريكية Exeter Property Group عام 2021 مقابل 1.9 مليار دولار، والاستحواذ على شركة Baring Private Equity Asia عام 2022 مقابل 7.5 مليار دولار.

التوسع في السوق الآسيوية

وبعد سنوات من عمليات الاستحواذ في أوروبا والولايات المتحدة، بدأت شركة EQT مؤخرًا، بقيادة كوني جونسون، في التركيز على السوق الآسيوي، وخاصة الهند، التي تعد من أسرع الاقتصادات الآسيوية نموًا، وكونها من الأسواق العامة الأكثر نشاطًا وأكثر الدول اكتظاظًا بالسكان كذلك.

استحوذت EQT على شركة تكنولوجيا المعلومات الهندية  Coforge، ثم باعت حصتها من الشركة عام 2023 مقابل 2.2 مليار دولار، كما نجحت في إدراج شركة التكنولوجيا الصحية  Sagility India Limited في طرح عام أولي، وجمعت من هذا الطرح حوالي 250 مليون دولار.

ثروة كوني جونسون

تقدر ثروة رجل الأعمال السويدي كوني جونسون 1.8 مليار دولار وفقًا لفوربس، وهو يحتل المرتبة 1797 في قائمة أثرياء العالم. يشغل جونسون منصب رئيس مجلس إدارة شركة EQT للاستثمار، والتي أسسها في التسعينات، ويملك 5% من أسهم الشركة التي تبلغ أصولها حوالي 62 مليار دولار. وبجانب أرباحه من الشركة، فهو يستثمر بأمواله الخاصة في عدد من الشركات، ومنها شركات الرعاية والإسكان والمسنين.