أم النسوية وجدة الشيوعية وأحد أهم رموز المرأة الثورية حول العالم إنها الناشطة النسوية الشيوعية الألمانية كلارا زيتكن التي لها تاريخ طويل في الدفاع عن حقوق المرأة كونها من أوائل النساء اللاتي ناضلن من أجل حرية المرأة العاملة وكان لها دور بارز بالاحتفال بالمرأة سنويًا حتى يومنا هذا، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وقصة حياتها ونضالها.
من هي كلارا زيتكين؟
كلارا جوزفين آيسنر هي مناضلة وناشطة نسوية شيوعية ألمانية ولدت في 5 يوليو عام 1857 في بلدية فيديروا في ألمانيا وهي واحدة من أشهر الناشطات النسويات الشيوعيات في العالم المدافعات عن حقوق المرأة.
كان لزيتكن دور بارز في النضال السياسي والنسوي، فقد كانت ناشطة في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني ودافعت طوال حياتها عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
بسبب نشاطها السياسي والثوري واجهت زيتكن صعوبات ومطبات شديدة في حياتها وأولها نفيها من بلادها بسبب نشاطها الاشتراكي إلا أن هذا لم يمنعها من مواصلة نشاطها للدفاع عن المرأة وضمان حقوق المرأة وخصوصًا النساء العاملات.
نشأته وتعليمها
ولدت كلارا زيتكن في قرية فلاحية في ألمانيا، والدها كان مديرًا في المدرسة كما كان يعزف في الكنيسة وقد نشأت في عائلة بروتستانتية متدينة، أما والدتها فهي ألمانية من جذور فرنسية وحصلت على تعليم عالِ.
انتقلت الأسرة عام 1872 إلى مدينة لايبزيغ الألمانية وهناك تلقت كلارا تعليمها في كلية المعلمين للنساء وهناك كانت تعرفت على حبيبها وزوجها لاحقًا الاشتراكي الروسي اليهودي أوسيب زيتكين التي حصلت على اسمه فيما بعد.
بداية نشاطها الاشتراكي
بدأت كلارا زيتكن نشاطها الاشتراكي ومسيرتها السياسية بعد أن تعرفت على حبيبها وزوجها أويب زيتكن، وبعد شهور من تعرفها عليه بدأ تحضر الاجتماعات الاشتراكية وأصبحت ملتزمة بمبادئ الحزب الذي كان يقدم نهجًا ماركسيًا للمطالبة بتحرير المرأة وضمان حقوقها.
في عام 1880 وبسبب الأوضاع السياسية في ألمانيا غادرت زيتكن بلادها لتعيش في المنفى في زيورخ في سويسرا ثم انتقلت بعدها إلى فرنسا وخلال سنوات المنفى تعرفت على الكثير من النساء وتمكنت من قيادة حركة نسائية دولية.
تزوجت زيتكن فيما بعد من الناشط أوسيب زيتكين أنجبت منه ابنها الأول مكسيم وابنتها كوستيا وقد عاشت مع زوجها وأولادها في ظروف صعبة وسيئة في غرفة صغيرة في مونتمارتر.
لم يمنعها الفقر وصعاب الأمومة من مواصلة جهودها الثورية فقد تعرفت في فرنسا على الاشتراكيين الألمان والفرنسيين البارزين وأكمل دورها كناشطة وأم ومدرسة كذلك.
في عام 1898 تقريبًا تعرف زيتكن على الناشطة الثورية البولندية روزا لوكسمبورغ وأصبحا حليفين قويين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
طوال مسيرتها السياسية كانت زيتكن عضوة في الأحزاب الشيوعية والعديد من اللجان المركزية في الحزب، كانت أيضًا عضوة في اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية، وترأست الأمانةا لدولية للمرأة، كما كانت جزءا من فريق الادعاء في محاكمة الثوريين الاشتراكيين في موسكو.
في عام 1932 ورغم مرضها وإصابتها بمرض خطير في موسكو إلا أنها واصلت كفاحها ونضالها الثوري، وعادت إلى برلي لتترأس افتتاح مبنى البرلمان الألماني السابق الرايخستاغ
كفاح كلارا زيتكن من أجل حقوق المرأة وألقت فيه خطابًا ثوريًا دعت فيه إلى الوحدة والنضال ضد الفاشية.
وقالت زيتكن في خطابها: "إن المهمة المباشرة الأكثر أهمية هي تشكيل جبهة موحدة لجميع العمال من أجل صد الفاشية من أجل الحفاظ على قوة وسلطة تنظيمهم للمستعبدين والمستغلين وكذلك الحفاظ على كيانهم المادي".
دفاعها عن حقوق المرأة
اهتمت كلارا زيتكن بحقوق المرأة وسياسية المرأة بشكل كبير، وقد ناضلت طوال حياتها من أجل تكافؤ الفرص وحق المرأة في التصويت وكان لها دور بارز في تطوير الحركة النسائية الديمقراطية الاجتماعية في ألمانيا.
وفي سبيل تحقيق أهدافها النسوية أسست الجريدة النسائية للحزب الديمقراطي الاشتراكي وشاركت تحريره، كما أصبحت زعيمة "مكتب المرأة" الذي تأسس عام 1910 وباقتراح منها تم تنظيم مؤتمر دولي للمرأة في لوكسمبورغ.
ساهمت أيضًا في الاحتفال بالمرأة وتخصيص يوم عالمي لها مع نسويات أخريات منها كيت دنكر، وقد تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1911 في العديد من الدولة بدعوة منها ومن الكثير من الناشطات الاشتراكيات.
رغم دفاعها عن حقوق المرأة إلا أنها كانت معارضة لمفهوم النسوية البرجوازية التي رأت بأنها أداة تهدف إلى تقسيم الطبقات العاملة، حيث رأت أن الحركة النسوية في هذا الوقت كانت حكرًا على الطبقة العليا والطبقة المتوسطة للاتي لديهن مصالحهن الطبقية ولكنها لا تلتفت لمشاكل وقضايا النساء في الطبقة العاملة.
كانت ترى كلارا زيتكن أن الاشتراكية هي الحل الوحيد لإنهاء كل مشكلات المرأة والوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافها والتقليل من اضطهاد المرأة.
معارضتها للحرب العالمية الأولى
كانت كلارا زيتكن من أشد المعارضات للحرب العالمية الأولى وكانت ضمن المشاركات في المؤتمر الدولي للسلام النسائي في سويسرا وألقت فيه خطابًا قويًا أكدت فيه أن المستفيد من الحرب هم أقلية صغيرة في البلاد العالمين في تصنيع البنادق وآليات الحرب من أجل تحقيق أرباحهم الخاصة.
وفي سبيل دعمها للسلام نظمت زتيكن مؤتمرًا دوليًا للنساء الاشتراكيات المنهاضات للحرب في برلين عام 1915 من أجل الدعوة إلى وقف الحرب ونشر السلام.
وفاتها وتكريمها بعد الوفاة
في عام 1933 وبعد تولي أدولف هتلر وحزبه النازي السلطة تم حظر الحزب الشيوعي الألماني والكثير من الأحزاب المعارضة في ألمانيا وتعرض الكثير من الاشتراكيين لاضطهاد ومنهم الثورية كلارا زيتكن التي سافرت إلى المنفى للمرة الأخيرة قبل وفاتها وهذه المرة إلى الاتحاد السوفيتي.
لم تعش زيتكن طويلًا بعدها فقد توفيت في نفس العام في موسكو عن عمر 76 عامًا، وقد وضع رمادها في مقبرة جدارة الكرملين بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو.
حضر جنازتها كبار الشيوعيين في أوروبا منها جوزيف ستالين، وبعد وفاتها بسنوات أصبحت منضالة مشهورة في جمهورة ألمانيا الشرقية وكان كل مدينة في الدولة بها شارع يحمل اسمها.
بعد وفاتها حصلت على العديد من الأوسمة منها وسام كلارا زيتكين عام 1954 في ألمانيا الشرقية، كما تم وضع صورتها على الأوراق النقدية والعملات المعدنية في ألمانيا الشرقة.
في عام 1987 من إنشاء طابع يحمل صورتها، ومنذ عام 2011 يصدر الحزب الألماني مجلة سنوية بعنوان كلارا زيتكن يحكي فيها إنجازاتها. في عام 1967 تم نصب تمثال لها في ألمانيا الديمقراطية.