كل ما تريد معرفته عن محطة براكة للطاقة النووية بالإمارات

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن بدء التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في مشروع براكة للطاقة النووية

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 سبتمبر 2024
كل ما تريد معرفته عن محطة براكة للطاقة النووية بالإمارات

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن بدء التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في مشروع براكة للطاقة النووية، هذا الإنجاز الضخم يضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الطاقة النووية السلمية، ويفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة ليس فقط في الدولة، بل في المنطقة بأكملها.

نظرة عامة على المشروع

تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على بعد 53 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الرويس، يعد هذا المشروع الطموح ثمرة رؤية استراتيجية بدأت في عام 2008، عندما أصدرت القيادة الإماراتية سياسة شاملة لتطوير الطاقة النووية السلمية في البلاد.

تضم المحطة أربعة مفاعلات متطورة من طراز APR1400، وهي قادرة على توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل الكامل.

وبحسب المسؤولين، فإن المحطات الأربع تنتج الآن 40 تيراواط/ساعة من الطاقة الكهربائية سنوياً، مما يجعلها مساهماً رئيسياً في شبكة الطاقة الوطنية.

كل ما تريد معرفته عن محطة براكة للطاقة النووية بالإمارات

 مراحل التطور والإنجازات الرئيسية

مر مشروع براكة بعدة مراحل حاسمة منذ بدايته:

  • يوليو 2012: بدء الأعمال الإنشائية بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي.
  • فبراير 2020: إصدار رخصة تشغيل الوحدة الأولى لصالح شركة نواة للطاقة، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
  • أغسطس 2020: نجاح ربط المحطة الأولى بشبكة الكهرباء الوطنية، مع بدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.
  • مارس 2021: إصدار رخصة تشغيل الوحدة الثانية.
  • يونيو 2022: إصدار رخصة تشغيل الوحدة الثالثة.
  • سبتمبر 2024: اكتمال التشغيل التجاري للمحطة الرابعة والأخيرة، مما يمثل تحقيقاً كاملاً لرؤية الإمارات في مجال الطاقة النووية السلمية.

كل ما تريد معرفته عن محطة براكة للطاقة النووية بالإمارات

يقول معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "في عام 2008، اتخذت القيادة الرشيدة نهجاً مدروساً من خلال إصدار سياسة شاملة لتطوير الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز جهودها في الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، والآن مع التشغيل التجاري للمحطة الرابعة في براكة، تحققت هذه الرؤية".

الأثر البيئي والاقتصادي

تلعب محطة براكة دور محوري في استراتيجية الإمارات للتنويع الاقتصادي وخفض البصمة الكربونية، وما أبرز ما تحققه هو التالي:

1. خفض الانبعاثات: تسهم المحطة في خفض 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 4.8 ملايين سيارة من الطرقات. هذا يشكل 24% من التزامات الدولة بخفض البصمة الكربونية في عام 2030.

2. تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري: خفضت المحطة استهلاك الغاز الطبيعي في إنتاج الطاقة بأبوظبي إلى أدنى مستوياته منذ 13 عاماً.

3. دعم الصناعات الخضراء: توفر المحطة 85% من شهادات الطاقة النظيفة لشركة الإمارات للمياه والكهرباء، مما يساعد شركات مثل "أدنوك" و"الإمارات العالمية للألمنيوم" و"حديد الإمارات أركان" في إنتاج منتجات صديقة للبيئة.

4. تعزيز الاقتصاد المحلي: شارك أكثر من 2,000 من الكفاءات الإماراتية في تطوير المشروع، كما تم منح عقود للشركات المحلية بقيمة تجاوزت 22.5 مليار درهم (6.7 مليارات دولار).

يؤكد ناصر الناصري، الرئيس التنفيذي لشركة براكة الأولى: "تنتج محطات براكة اليوم ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء على نحو موثوق وفعال، ما يوفر إمدادات مستقرة من الطاقة لمدة 60 عاماً، ويحد من تقلبات الأسعار".

كل ما تريد معرفته عن محطة براكة للطاقة النووية بالإمارات

الأمان والرقابة

تخضع محطات براكة لرقابة صارمة ومعايير أمان عالية، فيوحد 496 عملية تفتيش من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية و84 مراجعة من المنظمة الدولية للمشغلين النوويين و15 مهمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

يقول المهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة: "نحن ملتزمون بمواصلة الالتزام باللوائح والمعايير كأولوية قصوى، مع التركيز بالكامل على التشغيل والصيانة على نحو موثوق وآمن سعياً لتحقيق التميز التشغيلي".

المستقبل والتطلعات العالمية

مع اكتمال تشغيل المحطات الأربع، تتطلع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى آفاق أوسع إلى المساهمة في تحقيق أهداف الإمارات المناخية لعام 2030.

بالإضافة إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للطاقة النووية السلمية واستكشاف فرص لتطوير مشاريع طاقة نووية جديدة محلياً وعالمي.

في سياق عالمي، يأتي هذا الإنجاز في وقت يتزايد فيه الإدراك لأهمية الطاقة النووية في مواجهة تحديات تغير المناخ، في مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته الإمارات العام الماضي، تعهدت 25 دولة، بما فيها الإمارات، بالعمل على مضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات على مستوى العالم بحلول عام 2050.

يقول سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "أصبحت محطات براكة نموذج عالمي جديد، يؤكد على أن الطاقة النووية مجدية اقتصادياً، ويمكن تطويرها بكفاءة... وبفضل الخبرات التي لدينا الآن، أصبحت المؤسسة في وضع يمكنها من المضي قدماً نحو المرحلة التالية من النمو لتحقيق أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي".

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة