كريستيان ديور.. الفرنسي صاحب إمبراطورية الأزياء

ولد كريستيان ديور في فرنسا، وحمل معه منذ صغره شغفاً بالفن والجمال. وبعد مسيرة مهنية حافلة بالتحديات، تمكن من تحقيق حلمه بإنشاء دار أزياء تحمل اسمه. ومن خلال تصميماته التي كانت تعكس رؤيته الفنية، أصبح ديور أيقونة في عالم الموضة، وترك إرثاً لا يمحى في تاريخ الأزياء.

اشتهر ديور بأسلوبه الأنثوي الرقيق والخطوط الناعمة التي كانت تبرز جمال المرأة. وقد قدم العديد من الابتكارات التي غيرت شكل الأزياء النسائية، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته في هذا المقال.

من هو كريستيان ديور؟

كريستيان إرنست ديور هو مصمم أزياء فرنسي ولد في 21 يناير عام 1905 في جرانفيل على ساحل نورماندي في فرنسا، وهو ومؤسس دار الأزياء العالمية "ديور"، ويُعتبر أحد أهم وأبرز الشخصيات في عالم الموضة، وقد أسس دار الأزياء الخاصة به في عام 1946.

أحدث ديور ثورة في عالم الموضة بعد الحرب العالمية الثانية بتصميمه المشهور "نيو لوك" الذي قدمه في عام 1947. هذا التصميم كان يتميز بتنورات واسعة وأكتاف ضيقة، وعاد بشكل كبير إلى الأنوثة والترف في التصاميم بعد فترة من التقشف خلال الحرب.

حتى اليوم، دار ديور لا تزال واحدة من أبرز دور الأزياء في العالم، وتستمر في الابتكار والإبداع في صناعة الموضة. خلال مسيرته، فاز ديور بالعديد من جوائز أفضل تصميم، وعند وفاته أشادت به أيقونات الموضة المعاصرة.

ما هي قصة كريستيان ديور؟

ولد كريستيان ديور في جرانفيل، وهي بلدة ساحلية على ساحل نورماني، وقد نشأ في عائلة مكونة من 5 أطفال. والده اسمه موريس ديور، كان صانع أسمدة، أما والدته مادلين مارتن، وقد نشأ في عائلة ثرية.

لدى ديور عدد من الإخوة المشهورين، فشقيقه رايموند، هو والد سيدة المجتمع الفرنسية فرانسواز ديور التي عرفت بأنها ممولة سرية للنازيين الجدد، أما شقيقته الأخرى هي كاثرين ديور، وهي مقاتلة في المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.

انتقلت عائلة ديور إلى باريس عندما كان كريستيان يبلغ من العمر 5 سنوات، وفي باريس بدأ اهتمامه بالفن، رغم أن عائلته أملت في أن يصبح دبلوماسيًا في المستقبل. بدأ ديور في بيع رسومات الأزياء الخاصة به لكسب المال، وكان يبيع كل رسمة بحوالي 10 سنتات.

في عام 1928 ترك ديور المدرسة من أجل الاستمرار في مشواره الفني، حيث تلقى تمويلًا من والده لبدء معرضه الفني الصغير، وفي المعرض باع أعمالًا فنية لعدد من الفنانين المشهورين مثل بابلو بيكاسو، إلا أن المعرض أغلق بعد 3 سنوات.

خلال فترة الكساد الأعظم في أوروبا، خسر والده الكثير من الأعمال، وفقد السيطرة على أعمال العائلة، لذا اضطر ديور للبحث عن مصدر آخر لدعم نفسه ماديًا بدلًا من والده، لذا كان يرسم ويبيع رسومات الأزياء التي كانت سببًا في بدأ مسيرته كواحد من أشهر مصممي الأزياء في العالم.

حياته الشخصية

لم يتزوج كريستيان ديور أبدًا، وقد كان مثلي الجنس، ولكنه أخفى مثليته، وقد كان أحد عشاقه المغني جاك بنيتا.

هل كريستيان ديور يهودي؟

لا، ولد كريستيان ديور في عائلة مسيحية.

بداية مسيرته المهنية

اتجه كريستيان ديور في بيع رسومات الأزياء الخاصة به من أجل كسب المال، بعدما تعرضت أعمال والده لأزمة مالية كبير، وكانت هذه الرسومات سببًا في لفت أنظار مصمم الأزياء السويسري روبرت بيجيه، الذي قرر توظيف ديور معه، ومنحه فرصة تصميم 3 مجموعات.

كان لبيجيه الفضل على ديور في تعليمه البساطة والأناقة الحقيقية في التصميم، وبسبب تصميماته لبيجيه حقق شهرة واسعة، وخاصة فستاناً نهارياً صممه بتنورة قصيرة في مجموعته للأزياء التي أطلق عليها اسم "كافيه أنجليه".

وبجانب التعاون مع بيجيه، عمل ديور أيضًا مع مصممين آخرين منهم بيير بالمان، ومارك بوهان، واستمر ديور في العمل مع بيجيه حتى دخوله الجيش، حيث تم استدعاؤه للخدمة العسكرية.

في عام 1942، وبعد إنهاء خدمته العسكرية، عمل كريستيان ديور مع دار أزياء لوسيان ليلونج، وكان هو وبالمان الممصين الرئيسيين للعلامة الجارية، وخلال هذه الفترة صمم العديد من فساتين زوجات الضباط النازيين.

في تلك الفترة زادت شهرة ديور، وزادت معه الأقاويل عن حياته الشخصية، فقد كان معروفًا بإيمان بالخرافات، ودائمًا ما يستشير المنجمون، كما كانت مجموعاته تحتوي على رمز تعويذية، ويحب أن يحمل معه التعويذات معتقدًا أنها ستجلب له الحظ.

تأسيس دار ديور للأزياء

وبعد عدة سنوات من العمل مع عدد من دار الأزياء في باريس، قرر كريستيان ديور افتتاح دار أزياء باريسية خاصة به باسم "ديور"، حيث حصل على دعم مالي من رجل الأعمال الفرنسي مارسيل بوساك، وذلك في عام 1946.

كانت أول مجموعة قدمها عام 1947 باسم "كورول"، وتضمنت 90 قطعة ملابس، ثم تم صياغة عبارة "نيو لوك" بعد انتشار تصميمات ديور، وتحقيقها نجاحًا كبيرًا.

تميزت تصميمات ديور بأنها أكثر إثارة، وقد أحدث نمط "النيو لوك" ثورة في ملابس النساء في ذلك الوقت، وجعل باريس مركز الموضة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، فيما جعلت من ديور حكما افتراضيًا للموضة في ذلك الوقت.

أصبحت مجموعات ديور للأزياء مصدر إلهام للعديد من النساء بعد الحرب، وبعد مجموعته الأولى الناجحة، واصل ديور إطلاق العديد من المجموعات الناجحة، التي لاقت رواجًا كبيرًا في باريس والعالم.

في عام 1955، اختار ديور، المصمم إيف سان لوران، الذي كان يبلغ من العمر 19 عامًا آنذاك، مساعدًا للتصميم لدى ديور، واختاره ليخلفه في تصميم الأزياء.

وفاة كريستيان ديور

توفي مصمم الأزياء كريستيان ديور في 24 أكتوبر عام 1957 عن عمر 52 عامًا بشكل مفاجئ في إيطاليا، حيث كان يقضي عطلته في مدينة مونتيكاتيني، وتوفي أثناء لعب الورق، حيث أصيب بنوبة قلبية.

بعد وفاته تم نقل جثمانه إلى قصره الخاص في باريس، وتم تحويل جزء من القصر إلى كنيسة صغيرة، حيث دفن فيها.