كريستالينا جورجيفا.. مديرة صندوق النقد الدولي

من إحدى دول الأسواق الناشئة جاءت الخبيرة الاقتصادية البلغارية كريستالينا جورجيفا التي أظهرت مهارات قيادية رائعة وقدرة كبيرة على حل المشكلات والتعامل مع الناس والجمع بين التقييمات والإجراءات المحددة لتحقيق النتائج المرجوة، وكل هذه المهارات أهلتها بأن تصبح أول مديرة لصندوق النقد الدولي من دول الاقتصادات الناشئة.

من هي كريستالينا جورجيفا؟

كريستالينا إيفانوفا جورجييفا-كينوفا هي خبيرة اقتصادية بلغارية تشغل منصب مديرة صندوق النقد الدولي منذ عام 2019، وشغلت سابقا منصب الرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي.

اشتهرت كريستالينا بقدرتها على تقديم حلول للأزمات والمشكلات الاقتصادية، وقد عملت في البنك الدولي لسنوات وأعطتها هذه الخبرة منظورًا عالميًا كما أصبحت أقرب من واشنطن وعمل كخبير قُطرية في روسيا.

عملت كريستالينا كخبيرة اقتصادية بيئية لسنوات وقد تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة، وخاصة خلال أزمة فيروس كورونا حيث كان يعاني الاقتصاد العالمي من انهيار وارتفاع ديون وسياسيات نقدية غير عادية ومعارك  تجارية مكلفة، وقد تمكنت من مواجهة هذه التحديات.

قدمت جورجيفا خططًا لتعزيز التعافي الاقتصادي الشامل بعد أزمة كورونا، وأعطت الأولوية للإنفاق على الصحة وإعادة هيكلة الديون للاقتصادات الفقيرة، وقد برزت كونها أول مديرة لصندوق النقد دول من دول الاقتصادات الناشئة.

نشأتها وتعليمها

ولدت كريستالينا جورجيفا في مدينة صوفيا في 13 أغسطس عام 1953 لعائلة من البيروقراطيين، فقد كان والدها مهندسًا مدنيًا أشرف على الكثير من مشاريع بناء الطرق في الدولة، وجدها كان ثوريًا بلغاريًا بارزًا اسمها إيفان كارشوفسكي.

كانت كريستالينا طالبة متفوقة، فقد حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع من معهد كارل ماركس العالي للاقتصاد في صوفيا، كما حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

كانت أطروحتها حول "سياسية حماية البيئة والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية"، وقد عرفت جورجيفا بأبحاثها العلمية التي وصل عددها إلى أكثر من 100 بحث أكاديمي نشر في عدد من الدوريات العلمية في أوروبا وأمريكا.

قامت جورجيفا بأبحاث ودراسات عليا في اقتصاديات الموارد الطبيعية ف يكلية لندن للاقتصاد وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ألفت كتابًا مدرسيًا عن الاقتصاد الجزئي.

تتقن جورجيفا الكثير من اللغات منها البلغارية والإنجليزية والروسية بطلاقة، كما أنها تتحدث الفرنسية.

ديانة كريستالينا غورغييفا

هي مسيحية أرثوذكسية وتتحدث عن دينها علنًا للصحافة كما شاركت في فعاليات دينية مسيحية أكثر من مرة، ففي عام 2021 زارت بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، كما حضرت قداس عيد الميلاد في عام 2022.

مسيرتها المهنية في مجموعة البنك الدولي

عملت كريستالينا جورجيفا في مجال التدريس وقدمت محاضرات ودروسا في عدد من الجامعات حول العالم منها كلية لندن للاقتصاد وجامعة تيسنغهوا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والجامعة الوطنية في أستراليا وغيرها. كما شغلت عددًا من المناصب الأكاديمية والاستشارية في كل من بلغاريا والولايات المتحدة.

بجانب عملها الأكاديمية بدأت جورجيفا عملها في مجموعة البنك الدولي عام 1993 كخبير اقتصادية بيئية لأوروبا وآسيا الوسطى، وقد شغلت عدة مناصب هامة ومختلفة في البنك، حتى ترقت لتشغل منصب مديرة إدارة البيئة المسؤولة عن استراتيجية البنك الدولي.

خلال شغلها هذا المنصب أشرفت جورجيفا على أكثر من 60% من عمليات الإقراض لمجموعة البنك الدولي، وفي الفترة ما بين عام 2004 إلى عام 2007 شغلت منصب مديرة المؤسسة والممثلة المقيمة في الاتحاد الروسي في موسكو.

بعد سنوات من العمل في موسكو ذهبت إلى الولايات المتحدة وتحديدًا في واشنطن لتشغل منصب المديرة الاستراتيجية والعمليات للتنمية المستدامة، كما أنها شغلت مناصب أخرى منها نائب الرئيس وأمين سر الشركة، وقد عملت خلال هذه الفترة على إصلاح حوكمة البنك زيادة رأس المال.

في عام 2010 قررت الاستقالة من هذا المنصب لكي تستعد للترشح إلى عضوية مفوضية الاتحاد الأوروبي، إلا أن اسمها ظل مرتبطًا بالبنك الدولي، فقد رشحتها بلغاريا لتشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وفي عام 2016 اختارها البن كالدولي لتصبح أول رئيس تنفيذي للبنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولة للتنمية بدءًا من عام 2017. وفي عام 2019 شغلت جورجيفا منصب الرئيس المؤقت لمجموعة البنك الدولي.

عملها في المفوضية الأوروبية

تم اختيار الاقتصادية البلغارية كريستالينا جورجيفا إلى منصب المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات من قبل الحكومة البلغارية عام 2010، وقد حظيت جورجيفا بدعم واستجابة جيدة من أعضاء البرلمان الأوروبي، وأشاد بها العديد من الأعضاء، ومنهم رئيس المفوضة خوسيه مانويل باروسو الذي قال إنها تتمتع بخبرة ومعرفة دولية قوية.

أيضًا وصفها بعض الأعضاء بأنها ذات عقل مستقل، وقد أذيع خطابها الأول في المفوضية بشكل واسع في بلغاريا. بعد  توليها هذا المنصب ضاعفت تمويلها لأزمة اللاجئين في أوروبا 3 مرات، وقد نسقت المساعدات بعد الكوارث الطبيعية في تشيلي وباكستان وزلزال هايتي وفيضانات جنوب شرق أوروبا كذلك، وقد وصلت المساعد إلى 1.4 مليار دولار سنويًا.

في عام 2014 تم اختيارها نائبًا لرئيس المفوضية الأوروبية وقد نجحت في وصول ميزانية الاتحاد الأوروبية إلى 159 مليار دولار. في عام 2015 تم تعيينها رئيسة مشاركة في اللجنة رفيعة المستوية المعنية بتمويل المساعدات الإنسانية.

من هي مديرة صندوق النقد الدولي؟

في سبتمبر عام 2019 تم اختيار كريستالينا جورجيفا مديرة إدارية لصندوق النقد الدولي خلفًا لكريستين لاجارد، وكانت المرشحة الوحيدة لهذا المنصب أول شخص يشغل هذا المنصب من الاقتصادات الناشئة.

رغم أن تقاليد صندوق النقد الدولي ألا يتجاوز عمر المرشحين لمنصب المدير لا يتجاوز 65 عامًا في بداية فترة ولايتهم إلا أنه تم التنازل عن هذه القاعدة من أجل جورجيفا.

استمرت ولايتها لمدة 5 سنوات، وقد تمكنت من إدارة جائحة كورونا بكفاءة، وانضمت إلى فريق عمل القادة المعني علاجات كورونا في البلدان النامية.

في عام 2024 أعيد تعيين جورجييفا في هذا المنصب لولاية ثانية مدتها 5 سنوات وكانت المرشحة الوحيدة لهذا المنصب أيضًا.