كاميليا كانت واحدة من ألمع نجوم الأربعينات في مصر والوطن العربي، فنانة جميلة ذات أصول إيطالية اكسبتها ملامح مميزة، لتلفت بجمالها أنظار الجميع بما فيهم ملك مصر في ذلك الوقت الملك فاروق، ولكن حياتها انتهت سريعا نهاية مأساوية وهي في الثلاثين من عمرها في حادث سقوط طائرة، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية....
نشأة كاميليا وحياتها
ولدت ليليان فيكتور ليفي كوهين أو كاميليا في محافظة الإسكندرية، يوم 13 ديسمبر عام 1919، ووالدتها إيطالية وهي أولجا لويس أينور، أما والدها فكثرت حوله الأقاويل حيث إن والدتها حملت بها سفاحا.
وترددت عدة روايات حول هوية والدها، فقالت إحدى الروايات إن والدها مهندس يعمل في قناة السويس فرنسي الجنسية، وقيل إنه تاجر إيطالي ترك والدتها بعد الخسائر المادية التي تعرض لها، أما الرواية الثالثة فهي أن والدها توفي بعد ولادتها، أما فيكتور ليفي كوهين فهو زوج والدتها الذي حملت اسمه.
وزوج أمها صاغ يوناني ثري كان يحمل الديانة اليهودية، لتحمل كاميليا الديانة اليهودية على الورق بينما كانت تنتمي للديانة المسيحية مثل والدتها.
تميزت ليليان بجمال لافت حتى شاهدها المخرج والمنتج أحمد سالم، فلفت نظره جمالها، وواعدها أن يجعلها نجمة، وبدأ يحضر لها مدرسين ليؤهلها في كل شيء سواء اتيكيت، تمثيل، والرقص، واختار لها اسمها الفني، ولكن مع علاقات أحمد سالم المتعددة، وخروجه من علاقة لأخرى، لم ينفذ وعده لها يجعلها نجمة.
قررت كاميليا خوض الطريق الذي رسمه لها أحمد سالم، واستطاع الوصول للنجم يوسف وهبي، الذي اقتنع بموهبتها وضمها لفريق فيلمه القناع الأحمر.
سريعا ما لفت جمالها أنظار الكتاب والصحفيين، وبدأت تتصدر عناوين الصحف وأغلفة المجلات، وأصبحت واحدة من أشهر نجوم الأربعينات رغم أن رصيدها الفني فقط هو 21 عمل فقط.
ارتبط اسم كاميليا بالنجم رشدي أباظة الذي كان يحبها بشدة وقيل إنهما اتفقا على الزواج، كما طاردتها الكثير من الشائعات عن وجود علاقة بينها وبين الملك فاروق الذي أعجب بها حينما شاهد صورها على أغلفة المجلات، وأصبحت علاقتها بالملك حديث الصحف الصفراء في ذلك الوقت.
وقيل إن أول لقاء بينهم كان في حفل يحضره الملك وحينما علمت بحضوره أصرت على الرقص في الحفل أمام الملك، ولم تكن شائعات الملك الوحيدة التي طاردت الفنانة الراحلة فقد طارتها شائعات الجاسوسية أيضا.
مسيرتها الفنية
كان أول أعمالها في عام 1947 حينما قدمها النجم يوسف وهبي وشاركها في بطولة الفيلم كل من النجمة فاتن حمامة والنجم فاخر فاخر، وفي نفس العام شاركت في فيلم الكل يغني مع المخرج عز الدين ذو الفقار مع النجوم عز الدين ذو الفقار، أميرة أمير ونجاة علي.
في عام 1948 شاركت في 4 أفلام وهي فتنة مع المخرج محمود إسماعيل والنجم يحيى شاهين، ومن تأليف كلا من أحمد بدرخان ومصطفى أمين، وأيضا فيلم خيال امرأة ويشاركها البطولة النجم كمال الشناوي وهو من إخراج وتأليف حسن رضا.
وفي نفس العام قدمت بطولة فيلم الروح والجسد مع المخرج حلمي رفلة، وهو من تأليف يوسف جوهر، وشاركها البطولة النجم محمد فوزي، في عام 1949 تألقت وقدمت بطولة 7 أفلام.
وهم فيلم أرواح هائمة مع المخرج كمال بركات، وشاركها البطولة النجوم لولا صدقي وكمال حسين، كما قدمت فيلم الستات كده مع النجم محمد أمين والمخرج حسن حلمي ومن تأليف عبدالفتاح السيد وحسن حلمي.
كما قدمت في نفس العام فيلم ولدي، وأيضا فيلم القاتلة مع المخرج حسن رضا، وتألقت في فيلم نص الليل مع المخرج حسين فوزي والنجوم كارم محمود وعزيز عثمان.
وقدمت كاميليا أيضا بطولة فيلم صاحبة الملاليم مع النجم محمد فوزي، وأيضا فيلم شارع البهلوان، وكان آخر أعمالها في السينما في عام 1950 وفي هذا العام قدمت 7 أفلام وهي امرأة من نار، فيلم العقل زينة مع المخرج حسن رضا والنجم نور الدمرداش.
كما تألقت في نفس العام في أفلام، بابا عريس مع النجوم نعيمة عاكف وحسن فايق وهو من إخراج حسين فوزي، وهو أول فيلم مصري بالألوان، كما قدمت مع النجم إسماعيل ياسين فيلم المليونير وشاركهم البطولة النجوم فريد شوقي، ستيفان روستي، زينات صدقي، وداد حمدي، سعاد مكاوي، سراج منير، ومحمد رضا بكر، ومن إخراج حلمي رفلة وتأليف أبو السعود الإبياري.
كما قدمت كاميليا في نفس العام وهم، قمر 14 مع المخرج نيازي مصطفى وشاركها البطولة النجم محمود ذو الفقار، وتألقت مع فريد الأطرش أيضا في فيلم آخر كدبة وشاركهم البطولة النجوم إسماعيل ياسين، فريد شوقي، سامية جمال، وعبد السلام النابلسي وهو من تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج أحمد بدرخان.
وفاة كاميليا
توفيت كاميليا يوم 31 أغسطس عام 1950 في حادث مروع وهو سقوط طائرة ستار أوف ماريلاند، وكانت أول حادثة سقوط طائرة مصرية مدنية، في الساعة الرابعة فجرا بمحافظة البحيرة، وكانت الرحلة تحمل رقم 903، وكانت متجه إلى روما.
وعثر على جثمان الفنانة الراحلة متفحم في رمال الصحراء بمحافظة البحيرة بدلتا مصر، وترددت الكثير من الشائعات عن سبب سقوط الطائرة التي كانت تقل 48 راكبا، وقيل إن الملك فاروق هو من أسقطها انتقاما منها، وقيل إن الأمر له علاقة بشائعات كونها جاسوسة، وأجرت والدتها صلاة المسيحيين الكاثوليك عليها في كنيسة القديس يوسف.
سبب وفاتها صدمة كبيرة وحزن شديد للفنان رشدي أباظة، الذي كشف فيما بعد في حوار لإحدى المجلات أنه عانى من اكتئاب لفترة طويلة بسبب رحيلها، وأنه طلب من والدته أن تشتري شقة كاميليا بكل ممتلكاتها وألا تدع شخص يدخل شقتها بأي ثمن، وكان في ذلك الوقت خارج البلاد.
ولكنه فوجي بها تتصل به وهي تبكي لتخبره أن والدتها أصرت على بيع كل شيء في المزاد العلني حتى ملابسها الداخلية.