تعتبر السياسية والمحامية الأمريكية كامالا هاريس واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ السياسية الأمريكية، فهي أول امرأة وأول شخص من أصول أفريقية وآسيوية يتولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وبفضل خلفيتها المهنية القوية لعبت دورًا محوريًا في إدارة بايدن، وساهمت في صياغة سياسات عدة، وهي الآن مرشحة بأن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكي، في هذا المقال نستعرض رحلتها ومسيرتها السياسية.
من هي كامالا هاريس؟
كامالا ديفي هاريس، هي سياسية ومحامية أمريكية، ولدت في 20 أكتوبر عام 1964، وتشغل حاليًا نائبة الرئيس جو بايدن، وهي أول نائبة للرئيس، وأول أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي تعمل نائبة للرئيس، وقد تولت هذا المنصب منذ يناير 2021.
هاريس مرشحة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 عن الحزب الديمقراطي، وتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب على مقعد الرئاسة، وفي حالة نجاحها في هذا المنصب يكون لحظة تاريخية في أمريكا، حيث تكون أول امرأة من أقلية عرقية تصل إلى أعلى منصب قيادي في الولايات المتحدة الأمريكية.
عملت هاريس قبل دخولها البيت الأبيض كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا، وبعدها أصبحت عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، وقد اشتهرت بجهودها في محاربة الفساد، وركزت على قضايا مختلفة، منها حماية المستهلكين وقضايا الاحتيال.
أصول كامالا هاريس
أصل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من الهند وجامايكا. والدتها اسمها شيامالا جوبالان، وهي عالمة أحياء هندية، انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1958 للالتحاق بكلية الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا، وقد كان لوالدتها الفضل في تقدم أبحاث سرطان الثدي، بعد مسيرة بحثية استمرت لأكثر من 40 عامًا، درست فيها دين مستقبل البروجسترون.
والدها هو دونالد جيه هاريس، وهو جامايكي جاء إلى الولايات المتحدة الأمريكي عام 1961، والتحق جامعة كاليفورنيا، وتخصص في اقتصاديات التنمية، وأصبح أول باحث أسود يحصل على وظيفة دائمة في قسم الاقتصاد في جامعة ستانفورد، وهو الآن يحمل دكتوراه فخرية من الجامعة نفسها.
نشأتها وتعليمها
تزوج والد كامالا هاريس ووالدتها عام 1963، وعاشت هاريس في العديد من المدن الجامعية؛ بسبب دراسة والديها وعملهما، إلا أن زواجهما انتهى سريعًا، وعاشت كامالا مع والدتها بداية من عام 1970، حيث كانت تبلغ من العمر 7 سنوات فقط.
بعد 5 سنوات، حصلت والدتها على منصب بحثي في كلية الطب في جامعة ماكجيل في كندا، وانتقلت الأسرة إلى مونتريال، وهناك درست كامالا، والتحقت بكلية فانييه في مونتريال، ثم درست في جامعة هوارد في واشنطن، وتخرجت عام 1986 بدرجة في العلوم السياسية والاقتصاد.
التحقت كامالا بعدها بكلية هاستينجز للقانون في جامعة كاليفورنيا، وحصلت على درجة الدكتوراه في القانون عام 1989. في عام 2015، حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة جنوب كاليفورنيا، وفي عام 2017، حصلت على درجة الدكتوراه في الآداب الإنسانية من جامعة هوارد.
زوج كامالا هاريس
تزوجت كامالا هاريس من المحامي دوك إمهوف، وهو محام من عائلة يهودية متخصص في مجال الترفيه، وأصبح شريكًا مسؤولًا في مكتب شركة فينابل إل إل بي في لوس أنجلوس، وكان الزواج عام 2014.
لم تنجب كامالا أطفالًا من زوجها، ولكنها زوجة أب لطفلي زوجها كول وإيلا من زواجه السابق من منتجة الأفلام كيرستن إمهوف.
ديانة كامالا هاريس
نشأت كامالا هاريس في عائلة مسيحية، وهي معمدانية وعضوة في الكنيسة المعمدانية الثالثة في سان فرانسيسكو.
مسيرتها المهنية
بدأت كامالا هاريس مسيرتها المهنية كنائبة المدعي العام عام 1991، وقد وُصفت حينها بشجاعتها وقدرتها على تولي مناصب أعلى. في عام 1994 شغلت منصبا في مجلس استئناف التأمين ضد البطالة، وبعدها في عام 1998 شغلت منصب مساعدة المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو، وحينها شغلت منصب رئيس قسم الجرائم المهنية.
تولت كامالا بشكل خاص قضايا القتل والسرقة والاعتداء الجنسي، وفي عام 2000، عملت لدى المحامية لويزرين، وهناك تولت قسم خدمات الأسرة والطفل، واهتمت بقضايا إساءة معاملة الأطفال.
في عام 2002 ترشحت لمنصب المدعي العام في منطقة سان فرانسيسكو، وتمكن من الفوز في الانتخابات، لتصبح أول امرأة من بشرة ملونة تحصل على هذا المنصب، كما ترشحت لولاية ثانية عام 2007.
اشتهرت هاريس خلال عملها كمدعية عامة بقراراته الصارمة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا القتل وجرائم السلاح، كما أنشأت وحدة لجرائم الكراهية ضد الأطفال والمراهقين والمثليين، وأنشأت وحدة الجرائم البيئية.
اهتمت هاريس بخفض الجريمة في سان فرانسيسكو، وأطلقت عددًا من المبادرات لخفض معدل جرائم القتل.
توليها منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا
في عام 2010 ترشحت كامالا في انتخابات المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وتمكنت من الفوز على منافسها ستيف كولي، لتصبح في عام 2011 أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي تتولى منصب المدعي العام في الولايات، وقد أعيد انتخابها عام 2014، وفازت في الانتخابات مرة أخرى أمام منافسها رونالد جولد.
خلال توليها هذا المنصب، من عام 2011 إلى عام 2017، حققت كامالا هاريس العديد منا لإنجازات، وأهمها محاربة الاحتيال المالي وحماية المستهلكين، حيث قادت جهود الولاية للحصول على تسوية وطنية بقيمة 25 مليار دولار مع أكبر البنوك الأمريكية المتورطة في ممارسات احتيال في مجال الرهن العقاري، وقد ساعدت آلاف الأمريكيين الذين فقدوا منازلهم خلال الأزمة المالية في عام 2008.
وسعت هاريس نطاق مكتب المدعي العام لمحاربة الجرائم المالية، وخاصة التي تستهدف كبار السن، والمجتمعات الضعيفة، كا اهتمت بإصلاح نظام العدالة الجنائية، وأطلقت عدة مبادرات منها "العودة إلى الطريق الصحيح" التي تهدف إلى إعادة تأهيل الجناة الذين ارتكبوا جرائم بسيطة لتقليل معدل عودتهم إلى الجريمة مرة أخرى.
اهتمت كامالا كذلك بقضايا حقوق المرأة والعنف الأسري والمساواة، وقادت عدة مبادرات لتعزيز حماية النساء من العنف الأسري، ودعم الناجيات، كما عززت التشريعات التي تحمي المرأة من التمييز في الأجور، واهتمت بالقضايا البيئية، ومنها وضع قوانين للحد من انبعاثات الكربون، وتشجيع الطاقة المتجددة.
كافحت هاريس أيضًا الجرائم الإلكترونية، وأسست مكتبًا متخصصًا لمكافحة الجرائم الإلكترونية لحماية المواطنين من الاحتيال والجرائم السيبرانية.
دخولها مجلس الشيوخ الأمريكي
في عام 2016، وبعد سنوات من العمل كمدعية عام، قررت كامالا هاريس أن تترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، وقد فازت بنسبة 78% من أصوات الحزب الديمقراطي، وتولت منصبها في يناير عام 2017.
خلال فترة عملها في مجلس الشيوخ، ركزت هاريس على العديد من القضايا، وأهمها إصلاح العدالة الجنائية، وقدمت تشريعات تهدف للحد من العنف المسلح، وتقليل الفوارق العنصرية في النظام القضائي.
دافعت هاريس كذلك عن حقوق المهاجرين، وكانت معارضة لسياسات ترامب القمعية ضد المهاجرين، كما دعمت التشريحات التي توفر حماية للأطفال المهاجرين في الولايات المتحدة.
وسعت هاريس جهودها توسيع نطاق الرعاية الصحية للأمريكيين، وواصلت جهودها فيما يتعلق بتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز حقوق المرأة في مكان العمل.
تعيينها نائبة للرئيس الأمريكي
في 20 يناير عام 2021، تولت كامالا هاريس منصب نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأصبحت أول امرأة، وأول شخص من أصول أفريقية آسيوية تتولى هذا المنصب.
لعبت كامالا دورًا بارزًا في سياسات بايدن، وقد برزت بشكل كبير بفضل ظهورها البارز مع الرئيس، أو جهودها لمواصلة سياساته. شاركت هاريس في الجهود الوطنية لمكافحة جائحة كورونا، كما أنها تولت قضايا الهجرة، وقامت بجولات دبلوماسية وزارت عدة بلدان لمناقشة الاستثمارات الاقتصادية وبرامج الدعم. ظلت هاريس قوتًا قويًا في الدفاع عن الحقوق المدنية.
ترشحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024
بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الانتخابات الرئاسية 2024، ترشحت كامالا هاريس للانتخابات عن الحزب الديمقراطي، وتسعى لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة، وهي تنافس الرئيس السابق دونالد ترامب على المنصب.
وضعت هاريس خطة انتخابية شملت عدة محاور، أهمها الاقتصاد، حيث تهدف إلى دعم الطبقة الوسطة، وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام من خلال الاستثمار في التعليم والبنية التحتية.
تهتم هاريس في حملتها الانتخابات بقضايا التغير المناخي، والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية، وقد تمكنت من حصد شعبية كبيرة، والتغلب على ترامب في استفتاءات الرأي التي تجرى كل فترة.