• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      صوفي فردريكه أوغسته فون آنهالت تسربست

    • اسم الشهرة

      كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

    • اللقب

      كاترين العظيمة

    • الفئة

      شخصية تاريخية

    • اللغة

      الروسية، الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      بروسيا

    • الوفاة

      روسيا

    • الجنسية

      روسيا

    • بلد الإقامة

      روسيا

    • الزوج

      بطرس الثالث

    • أسماء الأولاد

      بولسحنةأليكسيإليزابيث

    • عدد الأولاد

      4

    • سنوات النشاط

      1762 - 1796

السيرة الذاتية

لم تكن كاترين الثانية مجرد إمبراطورة حكمت روسيا لسنوات، بل تعد واحدة من أطول النساء الحاكمات عهدًا، فقد حكمت روسيا لمدة 34 عامًا، حققت خلالها العديد من الإنجازات، ووسعت حدود الإمبراطورية الروسية بشكل كبيرة، وقادت حملات عسكرية ناجحة ضمت فيها أراض جديدة.

تميز عصر كاترين العظيمة بإصلاحات إدارية وقانونية هامة، وقد اهتمت بالتعليم والثقافة، وعُرف عنها رعايتها للفنون والآداب، مما أدى إلى نهضة ثقافية كبيرة في روسيا، حيث جلبت العديد من المفكرين والفنانين من جميع أنحاء أوروبا إلى روسيا، واهتمت بنشر المعرفة، تعرف أكثر على إنجازاتها وحياتها في هذا المقال.

من هي كاترين الثانية؟

كاترين الثانية، المعروفة أيضًا بكاترين العظيمة، كانت إمبراطورة روسيا من عام 1762 حتى وفاتها في عام 1796. ولدت في 2 مايو 1729 باسم صوفيا فريديريكا أوغستا فون أنهالت-زيربست في مدينة شتيتن، في بروسيا، والتي أصبحت الآن جزءًا من بولندا.

تزوجت كاترين من الإمبراطور الروسي بطرس الثالث في عام 1745، وبعد انقلاب غير دموي في عام 1762، تولت العرش بعد عزل زوجها. خلال فترة حكمها، قامت كاترين بإصلاحات واسعة في الإدارة الروسية، وتوسيع الإمبراطورية بشكل كبير، وتعزيز الفنون والثقافة.

كانت كاترين الثانية مؤيدة قوية للتعليم والفنون، وقد أسست العديد من المدارس والمكتبات، وشجعت على البحث العلمي والفني. تعتبر كاترين العظيمة واحدة من أعظم الحكام في التاريخ الروسي والعالمي، وقد تركت بصمة دائمة على الإمبراطورية الروسية.

تعد كاترين الثانية أكثر الحاكمات عهدًا في التاريخ، وقد عُرف العصر الذي حكمت فيه الإمبراطورية الروسية باسم "العصر الكتريني"، وقد اعتبره المؤرخون واحد من العصور الذهبية للإمبراطورية الروسية، وأكثرها نبلًا.

أصولها وحياتها المبكرة

ولدت صوفي فردريكه أوغسته فون أنهالت تسربست في مدينة شتجين في بروسيا. والدها هو كريستيان أغسطس أمير آنهات تسربست، ويعود نسب عائلته إلى الملكية الألمانية القديمة، وقد كان والده يعمل قائدًا عسكريًا في الجيش البروسي، وتم تعيينه حاكمًا على مدينة شتجين تقديرًا لإسهاماته العسكرية.

أما والدتها اسمها حنة إليزابيث الهشوتاينية، ويعود نسبها إلى عائلة هولشتاين كوتورب الدنماركية، كما أنها سليلة الملك كريستيان الأول ملك الدنمارك، والنرويج والسويد.

تلقت كاترين تعليمها المبكر في قصر أهلها، وتتلمذت على يد مربيين ومربيات من فرنسا، وأتقنت اللغة الفرنسية، بجانب الإنجليزية والإيطالية ولغتها الأم الألمانية، وتعلمت أصول الرقص الصالوني، والعزف على آلات موسيقية مختلفة، كما تعلمت الدين، والتاريخ والجغرافية.

اشتهرت بأنها شخصية شجاعة جدًا، إلا أن تصرفاتها الصبيانية لم تعجب والديها، لذا عهدا إلى شقيقها الأكبر فريدريش مسؤولية تأديبها.

محاولات تزويجها من بطرس الثالث

وقع الاختيار على الأميرة صوفي، كاترين الثانية، لتكون زوجته لولي العهد الروسي بطرس الثالث، بعد جهود دبلوماسية استمرت لفترة طويلة، وقد شارك في هذه الجهود شخصيات بارزة في البلاط الروسي، منها الطبيب الفرنسي الكونت لستوق، وعمة الأمير بطرس الثالث، إليزابيث، التي سعت إلى تزويج ابن أخيها بطرس إلى الأميرة صوفي، كاترين، لتقوية نفوذه في السويد، وخاصة أن خال الأميرة صوفي أدولف فريدريك، وهو ملك السويد.

قابلت كاترين بطرس الثالث أول مرة وعمر 10 سنوات، بينما كان لم يتخط بعد فترة المراهقة، وكانت تمقته جداً، واستمر نفورها منه حتى بعد زواجهما، حتى إنها اختارت أن تعيش في طرق القصر المقابل للطرف الذي يعيش فيه حتى تبقى بعيدة عنه بقدر الإمكان.

فشلت الجهود الدبلوماسية في البداية لتزويج كاترين ببطرس الثالث، ولعل أحد هذه الأسباب هي والدتها، حيث كانت امرأة متعسفة ومتسلطة ومحبة للشهرة، وشعرت بالغيرة من ابنتها؛ لأنها ستتزوج من ولي عهد سيصبح إمبراطورًا لروسيا.

ورغم دسائس والدتها، إلا أن الأميرة صوفي، عمة بطرس الثالث، كانت معجبة بالأميرة صوفي، لذا تغاضت عن تصرفات والدتها، بعدما منعتها سابقًا من دخول روسيا، متهمة إياها بمحاولة التجسس لصالح الإمبراطورية البروسية.

كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

زواجها من بطرس الثالث

وصلت كاترين الثانية إلى البلاط الإمبراطوري الروسي عام 1744 بصحبة والدتها، وسرعان ما اكتسبت تقدير ومحبة الإمبراطورة وحاشيتها والنبلاء، حتى إن خطيبها بطرس أعجب بها كثيرًا، كما أحبها الشعب الروسي.

ويعود هذا التقدير والاحترام بفضل احترامها للعادات والتقاليد الروسية، واحترامها للإمبراطورة، التي عيّنت لها أستاذة لتعليمها اللغة الروسية وتاريخ روسيا، كما علّمتها تعاليم الأرثوذكسية الشرقية، والأعراف والعادات والتقاليد في البلاد.

ومن أجل التأقلم في روسيا، قررت كاترين الثانية التخلي عن مذهبها اللوثري البروتستانتي، وتحولت إلى المذهب الأرثوذكسي الشرقي، وهو ما أكسبها المزيد من الاحترام والمحبة في روسيا، إلا أنه في المقابل واجهت اعتراضًا شديدًا من والدها الذي كان لوثريًا متدينًا جدًا.

وبعد تحولها إلى المذهب الأرثوذكسي، حصلت على اسم "كاترينا"، والذي أصبح في المذاهب الأوروبية والعربية والعثمانية باسم "كاترين"، وقد جرى تعميدها في الكنيسة الأرثوذكسية قبل زواجها.

تم الزواج بين كاترين وبطرس الثالث في 21 أغطس عام 1745 في مدينة بطرسبرغ، وكانت كاترين تبلغ من العمر 16 عامًا، بينما بلغ زوجها 17 عامًا، وبعد الزواج حصلت على لقب "دوقة"، وتزامن مع ذلك محاولة والدتها التجسس لصالح بروسيا، وهو الأمر الذي وصل إلى مسامع الإمبراطورة إليزابيث، وغضبت كثيرًا، ولكن هذا لم يؤثر على موقع كاترين الثانية كعضوة جديدة في الأسرة الحاكمة، ولم توجه لها أي اتهامات.

حياتها كزوجة لولي العهد

لم تحظ كاترين الثانية بحياة زوجية سعيدة، فخلال سنوات الزواج الأول لم يهتم بها بطرس إطلاقًا، بل كان مغرمًا بمحظية الإمبراطورية إليزابيث الشخصية، حتى إنه تشاجر أمامها من أجل محظيته.

وبسبب ذلك قررت كاترين ألا تقع في حب بطرس، وكتبت ذلك في مذكراتها، حيث قالت: "أجبرت نفسي بدافع الكرامة فقط أن لا أشعر بشيءٍ تجاه رجلٍ لا يُحبني، وبنفس الوقت ألَّا أشعر بِالغيرة منه كونه محبوباً، لم يكن أمامي من خياراتٍ أُخرى إلَّا أن أقتنع بِهذا. لو رغب هو بِالحُب، ما كان من الصعب عليّ أن أُبادله إيَّاه، فقد تربيت على القيام بِواجبي المتوقع مني".

وخلال هذه الفترة قررت كاترين الثانية تثقيف نفسها، فقرأت في الفلسفة والتاريخ والقانون، كما رفهت عن نفسها بالصيد وركوب الخيل والرقص والمشاركة في الحفلات التنكرية، كما اتخذت لنفسها عدة عشاق، بسبب ابتعاد زوجها عنها.

وبعد ضغوط من الإمبراطورة إليزابيث، قرر بطرس إعادة التفكير في علاقته بزوجته، وأنجبت له أخيرًا ابنها البكر بولس بعد إجهاضها مرتين، وقد كان حملها صعبًا، وولادتها متعسرة، وبعد ولادة ابنها أخذ منها فورًا بناء على طلب الإمبراطورة كي يتربى في كنفها، فحرمت من ابنها أغلب الوقت، ولم يُسمح لها بزيارة ابنها إلا كل فترة، ويُقال إنها شاهدت ابنها لأول مرة بعد 40 يوما من ولادته.

في عام 1759 أنجبت كاترين للمرة الثانية ابنة اسمها حنة، وقد عاشت 4 شهور فقط، وخلال هذا الوقت انتشرت شائعات بأن كاترين الثانية زانية بسبب كثرة علاقاتها مع الرجال، وقد وصلت هذه الأقوال إلى مسامع زوجها، الذي شك في أبوته لابنيه بولس وحنة، وبسبب هذه الشائعات ساءت العلاقة بين الزوجين، وابتعد عن زوجته مرة أخرى.

كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

حياتها كزوجة للإمبراطور

توفيت الإمبراطورة إليزابيث في 5 يناير عام 1762، وبعد وفاتها تربع بطرس الثالث على عرش الإمبراطورية الروسية، وأصبحت كاترين الثانية إمبراطورة عقيلة، وانتقلت مع زوجها إلى قصر الشتاء في بطرسبرغ، الذي كان مقرًا للأباطرة في روسيا منذ عام 1732.

بعدما أصبح إمبراطورًا بدأ بطرس العيش علنًا في علاقة غرامية مع محظيته المفضلة، وترك زوجته في الطرف الآخر من القصر، وفي المقابل اتخذت هي لنفسها أيضًا عشيقًا، فحملت منه سفاحًا، وقد استفادت من ابتعاد زوجها عنها بتمكنها من إخفاء حملها، حتى أنجبت ابنها اللاشرعي الوحيد، وأطلق عليه اسم إسكندر بوبريسنكي.

فترة حكم زوجها

فترة حكم الإمبراطور بطرس الثالث كانت قصيرة ومعقدة، حيث تولى العرش الروسي لفترة قصيرة جدًا، من يناير إلى يوليو 1762 بعد وفاة عمته الإمبراطورة إليزابيث، وبعد تربعه على العرش انتهج سياسات غريبة الأطوار أثارت حقد القادة في الجيش، ورجال الدين.

ومن السياسات الغريبة التي اتبعها هو اتباع أساليب ودية في التعامل مع البروسيين، حيث كان يكن احترامًا كبيرًا للملك البروسي فريدريش الثاني، فعقد معه معاهدة كانت في صالح بروسيا أكثر، وكانت هذه المعاهدة سببًا في إنهاء حرب السنوات السبع بين روسيا وبروسيا.

كانت روسيا حينها متقدمة جدًا في الحرب، واستولت على العديد من الأراضي البروسية، وكانت على مقربة من برلين، ورغم ذلك نصت المعاهدة على إعادة روسيا كل الأراضي التي استولت عليها إلى بروسيا، وضرب بعرض الحائط جهود الجيش الروسي، والتضحيات التي قدمها.

هدف بطرس الثالث من خلال هذه المعاهدة تحقيق مصالح شخصية، حيث أراد التحالف مع بروسيا لحرب الدنمارك، واستعادة بعض الأراضي إلى ملكيته. من القرارات الأخرى التي كانت سببًا في زيادة الغضب عليه مصادر ممتلكات الكنيسة الروسية، وألغى الامتيازات الإقطاعية الممنوحة للأديرة، وكان ينوي إجراء إصلاحات دينية شاملة في البلاد.

في هذه المرحلة رأى النبلاء والعسكريون ورجال الدين أن بطرس غير مؤهل للحكم، وفي المقابل لمع نجم كاترين الثانية، والتي كانت تبلغ من العمر حينها 33 عامًا، ورأوها أنها أكثر شخص مؤهلاً للحكم بسب ذكائها وقوة شخصيتها وثقافتها، وبدأ الإعداد لانقلاب على بطرس وحاشيته في سبيل تنصيبها إمبراطورة للبلاد.

كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

الانقلاب على بطرس الثالث وتولي الحكم

خلال فترة حكم بطرس الثالث، كانت كاترين الثانية قد ضاقت ذرعا بزوجها، وكرهته كرهًا شديدًا، وبعد غضب النبلاء ورجال الدين على زوجها، رأت أنها فرصة جيدة لاستغلال الأمر لصالحها، وزادت مطامعها للسلطة، فوافقت على المشاركة في الانقلاب ضد زوجها.

بعد موافقتها، شرع قادة في الجيش إعداد الدعاية للانقلاب، وانشرت الأمر في صفوف الحرس الإمبراطوري، وقد تمكنت كاترين من الحصول على بعض الدعم المالي من الخارج، حيث طلبت من فرنسا وبريطانيا 60 ألف روبل، فوافقت بريطانيا، وحصلت منهم على 100 ألف روبل.

بعد 6 أشهر فقط من توليه الحكم، علم بطرس الثالث بمحاولة الانقلاب عليه، غادر في إجازة، وترك زوجته في بطرسبرغ، وحينها استغلت كاترين الثانية الأمر، وخطبت في الجيش والحرس الإمبراطوري لحمايتها، ومساعدة البلاد من الحاكم الذي أهان البلاد.

وصل الأمر إلى مسامع بطرس الثالث، وشعر أنه لا يوجد فائدة من الهرب، وقرر الاستسلام وعاد إلى بطرسبرغ، وهناك أرغمته زوجته على التنازل عن العرش مقابل سلامته.

إلا أنه بعد 8 أيام فقط من الانقلاب توفي بطرس الثالث في مقر إقامته في قصر روبشا في ظروف غامضة، وقيل إنه توفي بسبب إصابته بالمغص الكلوي الحاد، فيما أشارت زوجته كاترين نفسه أنه قُتل، إلا أن المؤرخين لم يجدوا دليلًا على تواطؤ كاترين في قتل زوجها.

توجت كاترين الثانية على عرش الإمبراطورية الروسية بشكل رسمي في 22 سبتمبر عام 1762 في مدينة موسكو، وبعد توليها العرش، اتهمت زوجها زورًا بأنه كان ينوي تحويل عقيدة الدولة من الأرثوذكسية إلى البروتستانتية، واختارت ابنها بولس وليًا للعهد، وقد استمرت في حكم البلاد حتى وفاتها.

فترة حكم كاترين الثانية

حكمت كاترين الثانية، المعروفة أيضًا بكاترين العظيمة، روسيا من 1762 حتى وفاتها في 1796، وقد شهدت فترة حكمها إصلاحات سياسية وإدارية كبيرة وتوسعًا إقليميًا هائلًا، لذا تعتبر واحدة من أعظم حكام روسيا.

قامت كاترين بإصلاحات جذرية في الإدارة الحكومية، مما أدى إلى زيادة الكفاءة وتقوية السلطة المركزية. أنشأت محافظات جديدة، ونظمت الإدارة المحلية بشكل أفضل.

قدمت كاترين الثانية ميثاق النبلاء الذي منح النبلاء مزايا كبيرة وأعفاهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، مما ساعد في تقوية تحالفها معهم، كما دعت لعقد مجلس تشريعي مؤلف من ممثلين عن جميع الطبقات الاجتماعية لمناقشة القوانين والإصلاحات، ولكن المجلس لم يحقق نجاحًا كبيرًا.

خلال فترة حكمها شهدت الإمبراطورية الروسية توسعًا إقليميًا ملحوظًا، فقد خاضت حربين ضد الدولة العثمانية (1768-1774 و1787-1792)، مما أدى إلى توسع كبير في الأراضي الروسية على حساب العثمانيين، بما في ذلك الحصول على مناطق من البحر الأسود وشبه جزيرة القرم.

شاركت روسيا في تقسيم بولندا في ثلاث مراحل (1772، 1793، 1795)، مما أدى إلى حصول روسيا على أجزاء كبيرة من الأراضي البولندية، كما واصلت التوسع الروسي في سيبيريا والمناطق الشرقية، مما ساهم في تعزيز النفوذ الروسي في تلك المناطق.

خلال فترة حكمها شهدت الإمبراطورية الروسية إصلاحات اقتصادية واجتماعية، فقد شجعت التجارة والصناعة، واهتمت بتحديث الزراعة، كما أدخلت تقنيات زراعية جديدة، وشجعت الاستثمارات في القطاع الزراعي.

اهتمت كذلك بالثقافة والتعليم، فأسست العديد من المدارس والمكتبات وشجعت على التعليم للفتيات والصبيان، وأسست أيضًا أكاديمية العلوم الروسية ودعمت العلماء والمفكرين.

كانت كاترين الثانية راعية للفنون والثقافة، ودعت العديد من الفنانين والمفكرين الأوروبيين إلى روسيا، وأسست العديد من المسارح والمتاحف، بما في ذلك متحف الإرميتاج الشهير في سانت بطرسبرغ.

أما فيما يتعلق بالإصلاحات القانونية، فقد حاولت تحديث القانون الروسي، مستوحية من الأفكار التنويرية الأوروبية، أصدرت عدة مراسيم لتحسين النظام القانوني وضمان العدالة.

أقامت كاترين أيضًا علاقات دبلوماسية قوية مع الدول الأوروبية الكبرى وسعت لتعزيز نفوذ روسيا في الساحة الدولية. كانت على تواصل مع العديد من المفكرين الأوروبيين مثل فولتير وديدرو.

ورغم ما حققته من إنجازات وإصلاحات طوال فترة حكمها، إلا أنها واجهت عدة تحديات، أهمها الثورات الفلاحية، أبرزها ثورة بوغاتشوف (1773-1775)، والتي كانت تمردًا كبيرًا للفلاحين والكوزاك ضد الحكم الروسي.

تميزت فترة حكم كاترين الثانية بالتسامح الديني، فقد أصدرت قانونًا ينص على احترام جميع العقائد والأديان، ويمنع الكنيسة الأرثوذكسية من التدخل في الديانات الأخرى غير المسيحية، ما سمحت للطوائف الأخرى إنشاء كنائسها وإقامة الصلوات بها.

كانت كاترين الثانية غير مبالية بالدين، وقللت من سيطرة رجال الدين في الدولة، وأجبرت الكهنة على العمل كمزراعين، كما لم تسمح لهم بممارسة أي أنشطة كنسية إلا الأنشطة البسيطة مثل تعميد الأطفال.

وقد أدت هذه السياسة إلى ابتعاد الناس عن الدين، بل جاهر الكثيرون بإلحادهم، وأعلن أخرون انشقاقهم عن الكنيسة الروسية.

كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

حماية الشعب الروسي من الجدري

قدمت الإمبراطورة كاترين الثانية حياتها من أجل حماية الشعب الروسي من مرض الجدري، الذي أفتك به، وتوفي بسببه حوالي 20 ألف روسي، بعدما تفشى المرض في سيبيريا.

حاولت كاترين التحرك لإنقاذ البلاد، ووقف سلسال الموت في البلاد، لذا لجأت إلى الطبيب الإنجليزي توماس ديميسديل، لمساعدتها في القضاء على الجدري، وقد كان هذا الطبيب أحد أبرز الأطباء في عصره، وأجرى أبحاثا عدة حول الجدري وطريقة تطعيمه.

عرضت كاترين مبالغ مالية ضخمة على الطبيب، وأكدت أنها مستعدة للتضحية بحياتها من أجل بلادها، كما وعدته بتوفير الحماية الكافية له، وبالفعل سافر توماس برفقة ابنه إلى روسيا، والتقى بالإمبراطورة، التي طلبت منه الحصول على التطعيم، وفي حال نجاح التطعيم سيقتنع بقية الشعب الروسي على تجربته ضد الجدري.

كان توماس خائفًا في البداية؛ بسبب اختلاف طبيعة حياة الروس عن الإنجليز، وكان يرغب في تجربة التطعيم أولًا على عدد من أفراد الشعب، لتجنب ظهور أي أعراض جانبية على الإمبراطورة قد تؤيد إلى وفاتها، وبالتالي إعدامه.

إلا أن الإمبراطورة كاترين قدمت له كل الضمانات، وأصرت على أن تكون أول من تحصل على التطعيم، وجهزت موكبًا من الأحصنة والعربات لنقل الطبيب خارج البلاد فورًا إذا تدهورت صحتها.

وبالفعل الإمبراطورة على التطعيم مع ابنها وأكثر من 100 فرد من أفراد القصر، وخلال الأيام التالي ظهرت عليها علامات طفيفة للمرض، ثم شفيت تمامًا، ليتم تعميم التطعيم في جميع أنحاء روسيا.

ولمكافئته على ذلك، قدمت كاترين الثانية مكافأة مالية قدرت بحوالي 10 آلاف جنيه، إضافة إلى نفقات بلغت قيمتها ألفي جنيه، ومنحته راتبًا سنويًا بحوالي 500 جنيه.

الجوائز والأوسمة

حصلت الإمبراطورة كاترين الثانية على عشرات الأوسمة والجوائز خلال حياتها، وأبرزها سام القديسة يكاترينا، ووسام القديس جيورجي، ووسام القديس أندريه برفوزفانوفه، كما أقيم لها العديد من التماثيل والنصب التذكارية في عدة مدن روسية، منها موسكو.

وفاة كاترين الثانية

قبل وفاتها، حاولت كاترين جعل حفيدها المفضل ألكسندر وريثًا لها بدلًا من ابنها بول صعب الشخصية، إلا أنها توفيت قبل تحقيق ذلك في 6 نوفمبر 1796 عن عمر 67 عامًا، وتعتبر فترة حكمها واحدة من أكثر الفترات ازدهارًا وتوسعًا في التاريخ الروسي.

توفيت كاثرين بسبب سكتة دماغية، حيث تم العثور عليها على الأرض وجهها أرجواني ونبضها ضعيف، ودخلت في غيبوبة، وتوفيت في مساء نفس الليلة، وأكد التشريح أنها توفيت بسبب سكتة دماغية. بعد وفاتها انتشرت العديد من الشائعات حول سبب وطريقة وفاتها.

مسلسل كاترين الثانية

أصبحت سيرة كاترين الثانية وحياتها مادة غنية للعديد من الكتب والأعمال الفنية، فقد تم تصوير حياتها في أكثر من عمل فني، منها مسلسل "العظيمة" عام 2020، والذي تم عرضه على 3 مواسم، وهو مسلسل كوميدي درامي مستوحى جزئيًا من حياة كاترين الثانية، وقصة صعودها على العرش، والمسلسل من بطولة إيل فانينغ، ونيكولاس هولت.

في عام 2019 تم إصدار مسلسل "كاترين العظيمة" من بطولة هيلين ميرين، ويصور المسلسل قصة حياة كاترين الثانية، وفي عام 2015 تم إصدار مسلسل آخر من موسمين يحكي قصة حياتها.

كاترين الثانية.. إمبراطورة روسيا وأيقونة عصر التنوير

تركت كاترين الثانية بصمة لا تُمحى على الإمبراطورية الروسية، حيث قادت البلاد عبر إصلاحات جذرية في الإدارة والاقتصاد والقانون، ووسعت حدود الإمبراطورية بشكل كبير. كانت كاثرين داعمة قوية للتعليم والفنون والثقافة، وعملت على تحديث روسيا بما يتماشى مع الأفكار التنويرية الأوروبية.

رغم التحديات والثورات التي واجهتها، إلا أن إرثها كقائدة مستنيرة ومصلح عظيم يستمر في التأثير على روسيا والعالم حتى اليوم. إن كاترين الثانية تجسد القوة والحكمة والرؤية التي جعلت من فترة حكمها واحدة من أعظم العصور في التاريخ الروسي.

أهم الأعمال

  • حكمت إمبراطورية روسيا لمدة 34 عاما

  • أجرت إصلاحات اقتصادية وقانونية واجتماعية وعسكرية في البلاد

جوائز ومناصب فخرية

  • وسام القديسة يكاترينا

  • وسام القديس جيورجي

  • وسام القديس أندريه برفوزفانوفه

معلومات أخرى

  • عرفت بتعدد علاقاتها غير الشرعية مع الرجال، وأنجبت ابنًا غير شريعًا من أحد عشاقها

  • عرفت بحبها الكبير للمال، وكانت تسرب معلومات للإنجليز مقابل المال حينما كان زوجها وليا للعرش

  • كانت كريمة جدًا وتنفق الكثير من الأموال على الأشخاص الذين تحبهم