قطر تتصدر.. قائمة الدول العربية الأكثر شراءً للذهب منذ 2022

في ظل اضطرابات اقتصادية عالمية غير مسبوقة وتوترات جيوسياسية متصاعدة، كشفت أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي عن توجه لافت للبنوك المركزية العربية نحو تعزيز احتياطياتها من المعدن الأصفر.

فمنذ مطلع عام 2022 وحتى نهاية يوليو 2024، شهدت المنطقة العربية سباقًا محمومًا لشراء الذهب، مع تصدر قطر لهذا السباق بزيادة مذهلة بلغت 52 طنًا.

قطر تتألق ذهبًا

في خطوة استراتيجية واضحة، رفع مصرف قطر المركزي احتياطياته من الذهب بمقدار 52 طنًا خلال الفترة المذكورة، ليصل إجمالي رصيده إلى 108.8 طن.

وقد توزعت هذه الزيادة على مدار الفترة، مع ذروة الشراء في يوليو 2022 حيث تمت إضافة 14.8 طن دفعة واحدة، هذه الخطوة تعكس رؤية قطر الاستراتيجية لتنويع احتياطياتها وتعزيز مكانتها المالية العالمية.

العراق: عودة قوية لسوق الذهب

في المرتبة الثانية، جاء العراق بصافي شراء بلغ 51.9 طناً، ليرفع إجمالي احتياطياته إلى 148.3 طن.

وقد شهد شهر يونيو 2022 أعلى معدلات الشراء بـ 33.9 طن، في خطوة تعكس سعي العراق لتنويع أصوله الاستثمارية والتحوط ضد التقلبات الاقتصادية العالمية، هذه الزيادة الكبيرة نقلت العراق إلى المركز الرابع عربيًا من حيث حجم حيازات الذهب.

مصر: استراتيجية ذهبية في مواجهة التحديات

حلت مصر في المركز الثالث بإضافة 45.8 طن إلى رصيدها، ليصل إجمالي احتياطياتها إلى 126.7 طن.

اللافت أن 96.2% من هذه المشتريات تمت خلال شهر فبراير 2022، متزامنة مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، هذا التوقيت يشير إلى استراتيجية مصرية واضحة للتحوط ضد التداعيات الاقتصادية للصراعات الإقليمية والعالمية.

ليبيا: قفزة مفاجئة في سوق الذهب

في مفاجأة غير متوقعة، أضافت ليبيا 30 طنًا دفعة واحدة في يونيو 2023، لترفع إجمالي احتياطياتها إلى 146.7 طن.

هذه الخطوة الجريئة نقلت ليبيا إلى المركز الخامس عربيًا في حيازات الذهب، وتعكس رغبة البلاد في تعزيز استقرارها المالي وسط الاضطرابات السياسية المستمرة منذ عام 2011.

الإمارات والأردن وعُمان: خطوات متفاوتة نحو الذهب

جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الخامس بصافي شراء بلغ 19.3 طناً، متبعة استراتيجية متوازنة بين الشراء والبيع، الأردن أضاف 9.8 طن ليصل احتياطيه إلى 74.4 طن، بينما عادت سلطنة عُمان للاستثمار في الذهب بعد غياب طويل، مضيفة 6.71 طن إلى احتياطياتها.

الذهب يلمع في ظل الاضطرابات العالمية

على الصعيد العالمي، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات قياسية، حيث بلغت 2663.8 دولارًا للأوقية في 26 سبتمبر 2024، هذا الارتفاع يأتي متأثرًا بعدة عوامل، أبرزها:

قرارات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض معدلات الفائدة بنسبة 50 نقطة أساس في 18 سبتمبر 2024.

استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصة الصراع الروسي الأوكراني المستمر منذ فبراير 2022 والاضطرابات في منطقة البحر الأحمر، والتي أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس.

الجدير بالذكر أنه مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، من المتوقع أن يستمر توجه البنوك المركزية العربية نحو تعزيز احتياطياتها من الذهب.

هذه الاستراتيجية تهدف إلى تنويع الأصول الاستثمارية بعيدًا عن العملات التقليدية والتحوط ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية وتعزيز الثقة في الاقتصادات الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية.