قبل عطلة عيد الفصح.. كم بلغ ارتفاع أسعار النفط عالميًا؟

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا حادًا تجاوز 3%، مدفوعة بقرارات أمريكية جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، الأمر الذي زاد من القلق حيال نقص محتمل في الإمدادات العالمية خلال الفترة المقبلة.

عقوبات أمريكية جديدة تزيد الضغوط على إيران

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء حزمة جديدة من العقوبات، شملت هذه المرة مصفاة صينية مستقلة، في خطوة تهدف إلى تشديد الخناق على صادرات النفط الإيرانية، بالتزامن مع تصاعد التوترات حول البرنامج النووي لطهران.

وبحسب محللين، فإن هذه الإجراءات ساهمت بشكل مباشر في دعم أسعار الخام، وسط تزايد المخاوف من تراجع الإمدادات في الأسواق العالمية.

ارتفاعات قوية في أسعار الخام

سجل خام برنت ارتفاعًا بقيمة 2.11 دولاراً، أي بنسبة 3.2%، ليغلق عند 67.96 دولارًا للبرميل.

كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.21 دولاراً، بنسبة 3.54%، ليستقر عند 64.68 دولارًا للبرميل.

وتُعد هذه المكاسب الأسبوعية الأولى للنفط منذ ثلاثة أسابيع، حيث سجل كلا الخامين ارتفاعًا يقدر بنحو 5%، بالتزامن مع آخر جلسة تداول قبل عطلة عيد الفصح، والتي ستشهد أخلاق للأسواق العالمية بداية من يوم الجمعة 18 أبريل ليوم الأحد 20 أبريل الجاري.

أوبك تتحرك لخفض الإنتاج وتعويض الفائض

في سياق متصل، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن تلقيها خططًا محدثة من دول مثل العراق وكازاخستان لخفض إنتاجها، بهدف تعويض تجاوز الحصص الإنتاجية خلال الأشهر الماضية، مما يزيد من احتمالات تشديد الإمدادات في السوق.

أشار محللو الأسواق إلى أن ارتفاع أسعار النفط لا يعود فقط إلى العقوبات الأمريكية، بل هناك عوامل أخرى لعبت دورًا، من بينها ضعف الدولار الأمريكي الذي يجعل شراء النفط أرخص، بالإضافة إلى عمليات تغطية المراكز المكشوفة من قبل المستثمرين.

رغم هذه الارتفاعات، أبدى بعض المحللين حذرهم بشأن استمرار النمو في أسعار النفط، حيث توقعوا أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا نسبيًا خلال الربعين القادمين، في حين يُنتظر أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني إلى ما بين 3% و4%، وهو ما قد يضعف الطلب على الطاقة عالميًا.

كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن ارتفاع في مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تراجعت فيه مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مما يعكس تغيرات في مستويات الاستهلاك والإنتاج.

خفضت مؤسسات كبرى، من بينها أوبك والوكالة الدولية للطاقة، بالإضافة إلى بنوك مثل غولدمان ساكس وجي بي مورغان، توقعاتها بشأن أسعار النفط ونمو الطلب، متأثرة بتوترات تجارية عالمية ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية وردود الفعل الانتقامية من دول أخرى.