• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      فيودور دوستويفسكي

    • اسم الشهرة

      فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

    • الفئة

      أديب,فيلسوف,كاتب

    • الزوجة

      ماريا ديميتريفنا إيسافياآنا دوتسويفسكايا

السيرة الذاتية

واحد من أهم رواد الأدب العالمي، وأعظم الكتّاب في تاريخ البشرية، إنه الروائي والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي، الذي اشتهر بأعمال روائية حققت نجاحًا عالميًا، وترجمت إلى أكثر من 170 لغة، والذي تناول في كتاباته موضوعات عميقة منها الوجود، والدين، والنفس البشرية، والحرية، والعدالة، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.

من هو فيودور دوستويفسكي؟

فيدور ميهايلوفيتش دوستويفسكي هو أديب، وروائي، وفيلسوف روسي يعد من أعظم الكتّاب في الأدب الروسي، ولد في عام 1821 في موسكو، واشتهر برواياته العميقة التي تستكشف الطبيعة البشرية، الأخلاق، والموضوعات الفلسفية والدينية.

كان لديه قدرة فائقة على الغوص في أعماق النفس البشرية، مما جعله رائدًا في التحليل النفسي قبل فرويد، وتميز أسلوبه بالتعقيد والعمق، مع تركيز على الحوارات الداخلية والصراعات النفسية للشخصيات.

تأثير دوستويفسكي على الأدب العالمي هائل، فقد ألهم العديد من الكتاب والفلاسفة مثل نيتشه، فرويد، سارتر، وكافكا، ولا تزال أعماله تُدرس وتُقرأ على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ويعتبر واحدًا من الكتاب القلائل الذين استطاعوا التفاعل مع الجمهور عبر الأجيال والثقافات.

حياة دوستويفسكي المبكرة

ولد فيودور دوستويفسكي في عام 1821، وقد اختلفت الأقاويل حول تاريخ مولده الدقيق، فذكرت بعض المصادر أنه ولد في 11 نوفمبر، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه ولد في 30 أكتوبر، وقد ولد في موسكو.

نشأ دوستويفسكي في عائلة ثرية تنحدر أصولها من عائلة نبيلة روسية من المسيحيين الأرثوذكس، كان والده، ميخائيل، يعمل طبيبًا في مستشفى ماريانسكي للفقراء، وقد تم ترقيته، وحصلت على منصب مقيم جامعي، وهي المكانة التي رفعته إلى مرتبة النبلاء.

تزوج والده من ماريا فيدوروفنا، ورزق منها ب8 أطفال، وهم فارفارا، وأندريه، وليوبوف، وفيرا، ونيكولاي، وألكسندرا، وفيودور.

نشأ دوستويفسكي في منزل العائلة في أراضي المستشفى التي يعمل فيها والده، ومنذ طفولته التقى بالمرضى من الفقراء، وكان يلعب معهم في حدائق المستشفى. تعرف دوستويفسكي على الأدب منذ سن مبكرة، فكانت مربيته تقرأ له الملاحم والأساطير والحكايات الخيالية، وكانت لها تأثير كبير على شخصيته وحبه للقصص والرواية.

عندما كان في الرابعة من عمره، بدأ دوستويفسكي تعلم القراءة والكتابة من خلال الكتاب المقدس، كما اهتم والده بتعليمه مجموعة واسعة من الأدباء الروسيين، وبدأ في قراءة الحكايات البطولية والملاحم والأساطير بنفسه.

كانت الكثير من الحكايات التي ألفها دوستويفسكي مستقبلًا مستلهمة أو مستوحاة من مواقف عاشها في طفولته. في عام 1883 أرسله والده للدراسة في مدرسة فرنسية داخلية، وبعدها درس في مدرسة تشيرماك الداخلية، وقد كان والده متدينًا جدًا وصارمًا، وأثر ذلك على شخصيته.

في عام 1837 توفيت والدته بسبب مرض السل، وبعدها بعامين توفي والده بشكل مفاجئ بسبب سكتة دماغية، وقيل إنه مات مقتولًا، وخلال هذا الوقت بدأ علامات الصراع عند دوستويفسكي.

فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

دراسته

في عام 1838 التحق فيودور دوستويفسكي بمعهد نيكولاييف للهندسة العسكرية، وقد كره الدراسة في الأكاديمية؛ حيث كره العلوم والهندسة والرياضيات، وكان يفضل الرسم والهندسة المعمارية.

كان دوستويفسكي مشهورًا في الأكاديمية، فرغم أنه كره الدراسة فيها، إلا أنه أظهر شجاعة وشعورًا قويًا بالعدالة، فقد انتقد الفساد بين الضباط، وكان يحمي الوافدين الجدد من المضايقات، وساعد المزارعين الفقراء، ورغم عيشه في عزلته الأدبية، إلا أنه حظي باحترام كبير من زملائه، لذا حصل على لقب "الراهب فوتيوس".

بعد وفاة والده، واصل دوستويفسكي الدراسة، وحصل على رتبة مهندس متدرب، لذا خرج من الأكاديمية، وفي عام 1843 حصل على وظيفة ملازم مهندس، ونشر أول عمل أدبي له خلال هذه الفترة، وهي ترجمة لرواية "أوجيني جرانديت" وتلا ذلك عدد من الترجمات الأخرى التي لم تنجح، وواجه صعوبات مالية.

ما هي ديانة دوستويفسكي؟

كان فيودور دوستويفسكي مسيحيًا أرثوذكسيًا متدينًا، وقد كانت ديانته لها تأثيراً كبيرا على كتاباته وفلسفته، وعلى الرغم من فترات من الشك والأزمات الروحية في حياته، إلا أن الأرثوذكسية الروسية بقيت جزءًا أساسيًا من هويته الثقافية والفكرية.

تتناول روايات دوستويفسكي بشكل متكرر الموضوعات الدينية مثل الخير والشر، الخلاص، التوبة، والإيمان، فرواياته مثل "الأخوة كارامازوف" و"الجريمة والعقاب" تستكشف هذه الموضوعات بعمق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من شخصياته تُجسد الصراع الروحي، وتبحث عن الخلاص الروحي. على سبيل المثال، شخصية الأمير ميشكين في "الأبله" تُعتبر تجسيدًا للمسيح، وقد تناول القضايا الأخلاقية من منظور مسيحي، وغالبًا ما كانت رواياته تحمل رسائل أخلاقية وروحية.

مرّ دوستويفسكي بفترات من الشك والصراع الروحي، خاصة بعد وفاة زوجته الأولى وأخيه، وأيضًا خلال فترة سجنه ونفيه. هذه الأزمات جعلته يتعمق أكثر في البحث عن معنى الحياة والإيمان.

بعد عودته من المنفى، أصبحت أرثوذكسيته أكثر وضوحًا في أعماله، كانت تجربته في السجن نقطة تحول كبيرة في حياته، حيث أعاد اكتشاف إيمانه، وبدأ في دمج العناصر الدينية بشكل أكثر وضوحًا في كتاباته.

كم عدد زوجات دوستويفسكي؟

تزوج الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي مرتين، المرة الأولى من ماريا ديميتريفنا إيسافيا، والتي التقى بها لأول مرة في فترة التجنيد الإجباري، وكانت متزوجة حينها، وبعد وفاة زوجها انتقلت للعيش مع دوستويفسكي، ثم تزوجا في عام 1857.

لم يكن زواجه الأول سعيدًا بسبب كثرة الخلافات بينهما، فضلًا عن المشكلات الصحية التي عانى منها دوستويفسكي، والتي قادته في النهاية إلى إعفائه من الخدمة العسكرية عام 1859.

تزوج للمرة الثانية في عام 1867 من سكرتيرته آنا دوستويفسكايا، والتي كانت تصغره بـ 25 عامًا، ولديه منها ابنة اسمها سونيا، ولدت في عام 1868، وتوفيت بعد 3 أشهر فقط من ولادتها. ابنته الثانية منها اسمها ليوبوف، ثم رزق منها بطفلين آخرين، وهما فيودور، وأليكسي.

من هي حبيبة دوستويفسكي؟

بجانب زوجاته، كان لدى فيودور دوستويفسكي على علاقة مع عدد من النساء خارج نطاق الزواج، وكانت أول علاقة معروفة له مع سيدة  اسماه أفدوتيا ياكوفليفنا، وهي امرأة وصفها بأنها متعلمة ومهتمة بالأدب والجذابة، وقد قيل إنه عرض عليها الزواج، ولكنها رفض.

كان أيضًا على علاقة قصيرة مع بولينا سوسلوفيا، وانتهت العلاقة بسبب المقامرة، وتقدمه في السن، وقد وصفها دوستويفسكي بأنها أنانية ولديها غرور هائل، وقد ذكر أنه لا يزال يحبها، ولكنها لا تستحق هذا الحب. كان دوستويفسكي على علاقة مع الممثلة الكوميدية ألكسندرا إيفانوفنا شوبرت.

فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

روايات دوستويفسكي المبكرة

في عام 1845 نشر فيودور دوستويفسكي أول رواية له بعنوان "الفقراء"، والتي وصفت لاحقًا بأنها أول رواية اجتماعية في روسيا، وحققت الرواية نجاحًا تجاريًا كبيرًا.

بعد نجاح روايته الأولى شعر دوستويفسكي أن حياته العسكرية تعرض حياته الأدبية للخطر، لذا طلب الاستقالة من منصبه، وتفرغ للكتابة، لينشر روايته الثانية "المزدوج"، إلا أن الكتاب تلقى مراجعات سلبية، وخلال هذا الوقت تراجعت صحته، وعانى من نوبات متكررة من الصرع.

واصل دوستويفسكي الكتابة، وفي الفترة من عام 1846 إلى عام 1848 نشر مجموعة من القصص القصيرة في مجلات مختلفة، وفي عام 1849 نشر الجزء الأول من روايته الشهيرة "نيتوشكا نيزفانوفا" إلا أن نفسه خارج البلاد حالت دون إكمال روايته تلك.

فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

نفيه إلى سيبيريا

تم نفي فيودور دوستويفسكي إلى سيبيريا؛ بسبب تورطه في أنشطة سياسية معارضة للنظام القيصري، وهذه التجربة الصعبة أثرت بشكل كبير على رؤيته الأدبية والفلسفية، مما جعله واحدًا من أعظم الكتاب في التاريخ الأدبي العالمي.

كان دوستويفسكي عضوًا في جمعية بيتراشيفسكي، وهي مجموعة فكرية وسياسية سرية اجتمعت لمناقشة الأفكار الليبرالية الإصلاحية في البلاد، وضمت مجموعة من المثقفين والشباب الذين عارضوا نظام الحكم القيصري.

ناقشت الجمعية الفلسفة والأدب والسياسة، وأعمال اشتراكية ممنوعة، منها بيان الحزب الشيوعي لكارل ماركس، وفريدريك إنجلز، وقد اعتبرت هذه النقاشات تهديدًا للنظام القيصري.

وفي أبريل عام 1849 تم اعتقال دوستويفسكي مع أعضاء آخرين في الجمعية بتهمة التآمر ضد الحكومة، وقضى أشهرًا في سجن بيتروبافلوفسك، ثم  تم محاكمته، وصدر بحقه حكم الإعدام، ونقل إلى ساحة الإعدام في سانت بطرسبرغ لتنفيذ الحكم.

إلا أن القيصر نيكولاس الأول خفف حكم الإعدام إلى النفي والعمل الشاق في سيبيريا في اللحظات الأخيرة، وقد كانت هذه المحكمة الصورية والإلغاء المفاجئ للإعدام تهدف إلى تخويف المعارضين، وإظهار قوة الحكومة.

نُفي دوستويفسكي إلى سيبيريا، وقضى 4 سنوات في معسكرات العمل الشاق في أومسك، وأربع سنوات أخرى في الخدمة العسكرية القسرية في سميبالاتنيسك، وقد كانت تجربة النفي شاقة وقاسية، ولكنها أثرت على كتاباته، وأفكاره الفلسفية، والدينية كذلك.

تفاعل دوستويفسكي كذلك مع السجناء الآخرين، وتعرف على ظروف حياتهم، هذا عمّق فهمه للطبيعة البشرية، والمعاناة، وخلال فترة النفي بدأ التأمل في قضايا الإيمان، والمعاناة، والخلاص، وانعكست تجاربه تلك بوضوح في أعماله المستقبلية، منها "مذكرات من بيت الموتى"، و"الجريمة والعقاب".

فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

روايات دوستويفسكي بعد المنفى

أطلق سراح دوستويفسكي في عام 1854، وفور عودته بدأ في محاولة البحث عن تمويل من أجل نشر رواية "بيت الموتى"، وهي الرواية التي كتبها استنادًا إلى تجربته في السجن، وكانت أول رواية منشورة عن السجون الروسية، وفي عام 1866 نشر الجزءان الأول والثاني من "الجريمة والعقاب".

في عام 1867 بدأ في كتابة رواية "الأبله"، كما نشر رواية "الشياطين"، ثم نشر رواية "المراهق" في نهاية عام 1875، وتروي الرواية قصة حياة طفل غير شرعي لمالك أرض من فلاحة، وتناولت الرواية العلاقة بين الأب والابن، وهو موضوع متكرر في أعمال دوستويفسكي.

كيف كانت نهاية دوستويفسكي؟

بداية من عام 1876 بدأ دوستويفسكي في كتابة مذكراته، وخلال هذه الفترة واصل كتابة المقالات والقصص القصيرة عن الدين والمجتمع والسياسة والأخلاق، وخلال هذه الفترة بدأ يعاني من ضيق في التنفس، وانهارت صحته بشكل أكبر.

في عام 1877 تدهورت صحة دوستويفسكي، وأصيب بأربع نوبات صرع، وخلال ذلك الوقت تم انتخابه لعضوية اللجنة الفخرية للجمعية الأدبية والفنية الدولية، وفي عام 1879 تم تشخيصه بمرض الانتفاخ الرئوي، ولكن في مرحلة مبكرة، واعتقد الأطباء أن حالته جيدة، لذا لم يتم علاجه.

كيف مات فيودور دوستويفسكي؟

في فبراير عام 1881 أصيب دوستويفسكي بنزيف رئوي حاد استمر لفترة طويلة حتى توفي في منزله، ودفن في مقبرة تيخفين في دير ألكسندر نيفسكي، وحضر جنازته أكثر من 100 ألف شخص، ونقش على شاهد قبره "الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض، وتمت فهي تبقى وحدها. لكن إن ماتت تأتي بثمار كثيرة".

فيودور دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي وفيلسوف الرواية

ماذا قال دوستويفسكي قبل موته؟

خلال معاناة فيودور دوستويفسكي من النزيف الرئوي، طلب من أسرته أن يقرأوا له جزءًا من الكتاب المقدس، ومن بين كلماته الأخيرة اقتباس من الكتاب المقدس من متى: "لكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إليّ؟ فأجابه يسوع وقال له: اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر".

أما كلمته الأخيرة لزوجته آنا: "تذكري، لقد أحببتك دائمًا بشغف ولم أكن مخلصًا لك أبدًا، حتى في أفكاري".

أجمل ما كتب فيودور دوستويفسكي

يعد فيودور دوستويفسكي أحد أعظم الكتاب في الأدب العالمي، وقد أنتج العديد من الأعمال الأدبية الخالدة التي استكشفت أعماق النفس البشرية والقضايا الفلسفية والدينية والأخلاقية، ومن أشهر رواياته رواية "الجريمة والعقاب"، والتي تركز على راسكولينكوف، طالب فقير في سانت بطرسبرغ يقتل عجوزًا مرابية ليختبر نظريته حول الإنسان العظيم والأخلاق.

تعد رواية "الأبله" من أجمل ما كتب فيودور دوستويفسكي، وتحكي الرواية قصة الأمير ميشكين، رجل طيب وبريء يعود إلى روسيا بعد علاج طويل في سويسرا.

أما روايته "الشياطين" فتناولت التوترات السياسية والاجتماعية في روسيا من خلال قصة مجموعة من الثوار والناشطين السياسيين، وتستعرض الرواية تأثير الأيديولوجيات الراديكالية على الأفراد والمجتمع.

أما روايته "الأخوة كارامازوف" تُعتبر واحدة من أعظم روايات دوستويفسكي، وتستكشف الرواية قضايا دينية وفلسفية من خلال قصة عائلة كارامازوف. تتناول الرواية موضوعات مثل الإيمان، الشك، الحرية، والمسؤولية.

من مؤلفاته أيضًا رواية "بيت الموتى"، والتي تستند الرواية إلى تجربة دوستويفسكي في السجن السيبيري. تقدم الرواية نظرة عميقة على حياة السجناء ومعاناتهم، وتستكشف قضايا مثل الفقر والظلم والحرية.

أقوال دوستويفسكي

"النظرات الحقيقية للحب والعشق لا تتجلى إلا عند أبواب المستشفيات، أعتاب المقابر، فإننا لا نقر بالحب، ونؤمن به إلا لحظة النهاية"

ومن أشهر أقوال فيودور دوستويفسكي: "الحب هزيل للغاية إذا غابت عنه الصداقة والرفقة الحقيقية؛ يصل إلى التفاهة المنمقة للغاية".

من أقواله أيضًا: "الاكتئاب موت القدرة على مجرد الشعور بالسعادة أو تخيلها، إن موت الأمل ودفنه تمامًا، فإنه شعور مخالف نهائيًا للحزن".

أهم الأعمال

  • الجريمة والعقاب

  • الإخوة كارامازوف

  • الليالي البيضاء

  • رسائل من أعماق الأر

  • الشياطين

  • المقامر

  • المساكين

  • بيت الموتى

  • المراهق

  • مذلون مهانون

  • المزدوج

  • حلم رجل مضحك