فيسبوك تتخلى رسمياً عن عملتها الرقمية المثيرة للجدل

أعلنت مجموعة ميتا، المالكة لشركة فيسبوك، عن تخليها بشكل رسمي عن مشروع العملة الرقمية، الذي أعلنت عنه قبل أعوام قليلة، وأثار وقتها جدلاً واسعاً.

لماذا تخلت فيسبوك عن عملتها الرقمية دييم؟

وبحسب ما ذكرته تقارير اقتصادية، فإن مؤسسة دييم، المسؤولة عن مشروع عملة فيسبوك الرقمية التي تحمل اسم دييم Diem، ستقوم بالانسحاب تماماً من هذا المشروع، وذلك بسبب فشلها في إقناع الهيئات الناظمة به.

وأوضحت أن دييم ستقوم ببيع أصولها الرئيسية في عملة دييم الرقمية، كما ستبيع حقوق الملكية الفكرية والأصول الأخرى للشركة، إلى مصرف سيلفرغيت كابيتال كوربوريشن المتخصص في العملات الرقمية، وذلك في صفقة ستبلغ قيمتها 182 مليون دولار.

ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى المدير العام لمؤسسة دييم، ستيوارت ليفي، قال فيها إن عملة دييم الرقمية، التي كانت تحمل سابقاً اسم ليبرا، كانت ستقدم طريقة دفع جديدة خارج الدوائر المصرفية التقليدية.

وتابع قائلاً إنه بسبب مخاوف من الهيئات الناظمة بشأن عملة تديرها شركة خاصة مثل فيسبوك، فقد قررت المجموعة الأمريكية أن تعهد إدارة عملتها الرقمية إلى كيان مستقل مقره في مدينة جنيف السويسرية.

وأضاف ليفي أن هذه المبادرة كانت في البداية على المسار الصحيح، إلا أنه أشار إلى أنه من خلال المناقشات مع السلطات الأمريكية، فقد اتضح لهم أن هذا المشروع لا يمكن أن يتقدم أكثر من ذلك.

وقال خبراء في الاقتصاد إن فكرة صنع فيسبوك عملة مشفرة أصابت الجميع بالخوف الشديد، موضحين أنه بالنسبة إلى الهيئات الناظمة، فقد ذهب الأمر بعيداً جداً، حيث أعلنوا صراحة أنهم لا يقفون في شركة فيسبوك في هذا المشروع.

كما أبدت هذه الجهات الناظمة تخوفات بشأن المخاطر التي تهدد استقرار النظام المالي، ومكافحة تبييض الأموال أو حماية البيانات الشخصية، إلى جانب أن فكرة سعي شركة فيسبوك إلى سك النقود بالطريقة المعتمدة نفسها من البنوك المركزية، لقيت اعتراضاً شديداً من قبلهم.

وكانت شركة فيسبوك قد أعلنت في منتصف عام 2019 عن خطتها لإطلاق عملة رقمية جديدة، والتي أطلقت عليها حينها اسم ليبرا Libra، والتي تهدف لدفع المزيد من التجارة الإلكترونية على خدماتها، وتعزز الإعلانات عبر منصاتها المختلفة.

وبحسب ما أعلنه مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، فإن هذه العملة الرقمية تقف ورائها منظمة غير هادفة للربح تحمل نفس الاسم، ليبرا، والتي شارك في تأسيسها العديد من الشركات العالمية الشهيرة مثل فودافون باي بال وماستر كارد وأوبر وغيرها، مشيراً إلى أن هناك ميزة مهمة في الدفع عبر الهاتف الذكي، وهي عدم الحاجة إلى حمل الأموال النقدية، أو دفع رسوم إضافية مقابل التحويلات، مما يعزز من أهمية استخدام العملة الرقمية الجديدة المدعومة بتقنية بلوك تشين.

وأضاف مؤسس فيسبوك إلى أن الهدف من إطلاق هذه العملة الرقمية هو التسهيل على الجميع بإرسال واستلام الأموال، مثلما تفعل تطبيقات الشركة بالنسبة لمشاركة الرسائل والصور.

وبالإضافة إلى تلك العملة الرقمية، فقد أعلن مارك زوكربيرغ حينها أيضاً عن تأسيس شركة فرعية مستقلة اسمها كليبرا Calibra، والتي ستتولى عملية بناء الخدمات التي ستتيح للمستخدمين إرسال وإنفاق ليبرا، وستكون البداية بمحفظة إلكترونية ستكون متوفرة على تطبيقات فيسبوك ماسنجر وواتسآب.

وأضاف زوكربيرغ أن شركة كليبرا ستركز خدماتها في البداية على إرسال الأموال، ثم ستتوسع بعدها في خدمات أخرى، مثل دفع الفواتير وغيرها، لافتاً إلى أن المعلومات التي سيشاركها المستخدمون مع شركة كليبرا ستكون منفصلة تماماً عن المعلومات التي يشاركونها مع فيسبوك.