يعد الفنان فوزي منيب أحد عمالقة التمثيل في الفرق المسرحية، وأحد أهم نجوم السينما الصامتة في مصر، تفرغ منيب للمسرح بعد الحصول على الثانوية وعمل مع فرقة علي الكسار، وكان يقدم دور النوبي بسبب سمرة بشرته، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة فوزي منيب ونشأته
هو ممثل ومخرج مسرحي مصري ولد في 4 ديسمبر عام 1898 في القاهرة، ودرس في مدرسة الخديوية الثانوية، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية تفرغ للعمل في المسرح.
تزوج فوزي من الممثلة ماري منيب، وكانت وقتها في الـ14 من عمرها، حيث قابلها داخل عربات أحد القطارات المتجهة إلى الشام، وكانت ماري متوجهة إلى الشام للعمل في إحدى الفرق الغنائية هناك.
أعجب بها فوزي وطلب يدها للزواج، وتم الزواج في القطار، وقدما معًا غالبية مسرحياتهم الناجحة على مسارح روض الفرج.
في بداية الثلاثينات وبعد زواج دام لسنوات انفصل فوزي عن ماري بسبب قلة الإقبال الجماهيري على عروض فرقتهم المسرحية.
توفي فوزي في 17 يوليو عام 1947 عن عمر يناهز 49 عامًا، وقد قدم طوال مسيرته عددًا من الأفلام السينمائية الصامتة، والكثير من المسرحيات الناجحة.
قصة زواجه من ماري منيب
حكت الفنانة ماري منيب قصة زواجها من المونولوججيست فوزي الذي كان زوجها الأول، فقد تزوجها رغمًا عن والدتها وبتبدير من الفرقة المسرحية التي تعمل فيها، والسيدة دولت أبيض.
كانت والدة ماري رافضة زواج ابنتها من فوزي، وفي إحدى زيارات فوزي للفندق الذي تعيش فيه ماري وأمها وأختها طردته والدته، فقرر الاثنين الزواج في حيفا بشرط إذا تزوج عليها أو طلقها يدفع مبلغ ألف جنيه.
عاش فوزي سعيدًا مع ماري وأنجب منها ولدين وعما فؤاد وبديع، وقد أسلمت ماري بعد زواجها منه، ولكن انتهت قصة زواجهما بالغدر، حيث تزوج فوزي إحدى عضوات الفرقة واسمها نرجس شوقي، وهاجر إلى لبنان وتم الطلق بينهما.
بعد فترة طويلة من الطلاق تقابلا صدفة وكان فوزي مهمومًا بعد أن تركته زوجته وهربت مع أحد أعضاء فرقتها، وحينها ضحكت ماري وقالت له: "اعمل زيي، دعيت إن ربنا يحرق قلبك عليها زي ما حرقت قلبي عليك".
مشواره الفني
بدأ الفنان فوزي منيب مشواره الفني بعد تخرجه من مدرسة الخديوية الثانوية، حيث تفرغ للمسرح، وعمل في البداية مع فرقة علي الكسار، وكان منيب ينافسه في دوري النوبي بسبب بشرته السمراء.
عمل منيب كذلك في عدد من الفرق المسرحية، منها فرقة صدقي، وفرقة "المصري" في الإسكندرية، ثم كون فرقة مسرحية أخرى مع الفنانة ماري منيب وحملت الفرقة اسمه، وقدما معًا العديد من الأعمال المسرحية الناجحة في مسرح روض الفرج.
تميزت منيب بتمصير العديد من المسرحيات العالمية، وقد شارك في بطولة بعض المسرحيات بفرقة أمين صدقي التي كونها بعد انفصاله عن النجم علي الكسار، وخلال الفترة ما بين 1926، و1930 كون فرقته المسرحية "كشكش البربري".
من خلال فرقته المسرحية كشكش البربري قدم العديد من الأعمال المسرحية الناجحة، منها "القرش الأبيض"، و"ألف ليلة"، و"عريسة الغفلة"، و"بيت الهاوي"، و"سر الليل"، و"غرايب الدنيا"، و"ابن الشمس"، و"الأمير الهندي"، و"السر في السبت"، و"دولة الحظ".
قدم كذلك مسرحيات "مملكة العجايب"، و"وراه ليتجوز"، و"اللي فيهم"، و"عثمان هايخش دنيا"، و"بغداد في الليل"، و"كنز القبطان"، و"بوريه من حماتي"، و"أما لبخة"، و"كوهين وكيلي" وغيرها من المسرحيات.
وشاركه في التمثيل في هذه المسرحيات ماري منيب، وفردوس محمد، وجبران نعوم، ومحمد إدريس، ورغم كل هذه المسرحيات يعد فوزي منيب من الأسماء المسرحية التي لا يعرف عنها الكثير وعن دوره الريادي في المسرح.
علاقته بعلي الكسار والريحاني
مع بداية المسرح في مصر لم يكن هناك حقوق ملكية للأعمال الفنية والإبداعية على خشبات المسرح، فكان من السهل سرقة إبداعات الآخرين وتمثيلها في مسارح أخرى، وهذا ما كان يقوم به فوزي مع مسرحيات علي الكسار.
رغم أنه أحد عمالقة الفرق المسرحية، ولكنه سرق شخصية البربري التي اخترعها وأبدعها علي الكسار، فقد كان الكسار معروفاً بشخصية بربري مصر الوحيد، بينما اشتهر فويز بشخصية بربري مصر العصري.
كان منيب يشاهد مسرحيات علي الكسار، ثم ينقل هذه المسرحيات على مسارح روض الفرج، ويقدمها بنفس لهجة الكسار.
لم يكتفِ منيب بنسب أعمال الآخرين لنفسه، فقد قلد شخصية كشكش بك التي اخترعها الريحاني وقدمها في مسرحياته، وكان يكتب في إعلاناته في بلاد الشام "جوق كشكش البربري".
فوزي منيب والسينما الصامتة
قدم فوزي طوال مسيرته الفنية 4 أفلام سينمائية، وقدم الفنان علي الكسار لأول مرة في السينما المصرية، ففي عام 1920 قرر منيب مع الفنان علي الكسار تقديم الفيلم الصامت "الخالة الأمريكانية".
حقق الفيلم حينها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وكان الفيلم مدته قصيرة 32 دقيقة فقط، والفيلم من إخراج المخرج الإيطالي بونفيللي، ومأخوذ من المسرحية الإنجليزية خالة تشارلي، وقد شارك في الفيلم ألفريد حداد، وأمين صدقي، وشهد الفيلم الظهور الأول للفنانة كوكا.
بعدها بعامين شارك في فيلم "خاتم سليمان" من إخراج ليونارد ريتشي، ويحكي الفيلم قصة رجل رأى في المنام أنه عثر على خاتم سليمان، وكلما حاول تحقيق ما يتمناه يحدث عكس ما يرغب.
في عام 1936 شارك في فيلم "الأبيض والأسود" وشارك فيه محمد إدريس، ورياض القصبجي، وزوزو لبيب، ومصطفى سامي، ومحمد الديب، والعمل من إخراج ألفيس أورفانيللي.
وآخر عمل سينمائي قدمه فوزي هو فيلم "أصحاب العقول" عام 1940 مع المخرج ألفيس أورفانيللي، وشارك في بطولة الفيلم بهيجة المهدي، وبشارة واكيم، وسليمان نجيب.
يحكي الفيلم عن فلفل وسفروت اللذين يتهامن بسرقة مجوهرات، ويحاولان إثبات براءتهما من خلال أحداث الفيلم الكوميدية.
يحكي الفيلم عن أحد المستشكفين الأوربيين الذي كتب إلى صديقه أنه وجد قبور لمومياء في الإسكندرية، ويدعوه للحضور ومعه بعض أصحابه، فيحضر 13 شخصًا، وهو رقم يتشاءم منه الأوروبيون فطلب من أحد الخدم أن يقوم بتمثيل درو سلطان بلد خيالية.