فورست لي.. رائد الأعمال مبتكر لعبة فري فاير

واحد من أبرز رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية في آسيا والعالم، إنه رجل الأعمال فورست لي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sea Limited، والتي أسست العديد من المنصات الرائدة في ألعاب الفيديو والتجارة الإلكترونية، وتمكن من تحويل شركته إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا، ليصبح من أغنى الشخصيات في شرق آسيا، في السطور التالية تعرف على مسيرته وقصة نجاحه.

من هو فورست لي؟

فورست لي شياونغ، هو رجل أعمال وملياردير سنغافوري من أصول صينية، ولد عام 1978 في مدينة تيانجين في الصين، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sea Limited والشركات التابعة لها.

درس لي الهندسة في الصين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، وحصل على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، وخلال دراسته في الولايات المتحدة تأثر بالتكنولوجيا وريادة الأعمال، وهو ما دفعه لإطلاق مشروعه الخاص.

في عام 2009، أسس شركته Sea Limited في سنغافورة، والتي بدأها كشركة للألعاب الإلكترونية، وسرعان ما حققت الشركة نجاحًا كبيرًا، وخاصة بعد تطوير ألعاب إلكترونية شهيرة أبرزها فري فاير، التي أصبح واحدة من أكثر ألعاب الهاتف المحمول تحميلًا في العالم.

أدرك فورست لي بعدها أهمية سوق التجارة الإلكترونية، فأطلق منصة Shopee، والتي سرعان ما نافست كبرى منصات التجارة الإلكترونية في شرق آسيا.

ولم يقتصر نجاح لي على جنوب شرق آسيا فقط، بل قاد شركته لتحقيق نجاح في أمريكا اللاتينية، وبفضل نجاحاته المتتالية، أصبح مليارديرًا، ودخل قائمة أغنى الرجال في سنغافورة وآسيا.

نشأته وتعليمه

ولد رجل الأعمال فورست لي في مدينة تيانجين، وهي مدينة مجاورة لبكين، وقد درس الهندسة في جامعة شنغهاي جياو تونج. بعد التخرج، انضم فورست إلى شركة موتورولا كمدير للموارد البشرية.

قرر فورست فيما بعد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته، حيث حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، وهناك نمى لديه الرغبة في بدء مشروعه الاستثماري الخاص.

ما هو دين فورست لي؟

لا يوجد معلومات عن ديانة فورست لي.

بداية رحلته في ريادة الأعمال

بعد تخرج فورست لي من الجامعة في الصين، عمل في شركة موتورلا في قسم الموارد البشرية، إلا أنه بعد 4 سنوات قرر ترك الراتب الجيد والوظيفة المستقرة لإكمال دراسته في الولايات المتحدة.

وخلال دراسته في جامعة ستانفورد، ألهمه ستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة أبل، الذي قدم خطاب التخارج في جامعة ستانفورد عام 2005، وكان فورست من بين الطلاب الحاضرين للحفل.

تأثر فورست بخطبة جوبز كثيرًا التي شجعته على أن يخوض غمار ريادة الأعمال، فبعد إنهاء دراسته في الجامعة، انضم إلى شركة ناشئة اسمها GGgame أسسها مع زميله في الجامعة تشين أو، وهي شركة للألعاب الإلكترونية.

أدرك فورست وزميله مستقبل الألعاب الإلكترونية، وكانت شركته الأولى عبارة عن منصة ألعاب عبر الإنترنت تسمع للاعبين من أوروبا وآسيا بالمشاركة في اللعب معًا والتواصل مع بعضهم البعض.

اختلف فورست وتشين حول كيفية إدارة الأعمال، ووقع خلاف بينهما، لذا قرر تشين فيما بعد بيع حصته في الشركة البالغة 35%، مقابل 700 ألف دولار، فيما واصل فورست لي إدارة المشروع.

عاش فورست لي في سنغافورة، وحصل على جنسيتها، وقد عاش في البداية في ظروف بسيطة، حيث استأجر مع زوجته غرفة نوم في شقة مكونة من 3 غرف في مدينة براديل.

من هو صاحب شركة غارينا؟

في عام 2009، غيّر فورست لي اسم الشركة إلى Garena، وركز بشكل خاص على سوق الألعاب الإلكترونية والألعاب عبر الإنترنت. في عام 2010، وبعد عدد من الاجتماعات مع رجل الأعمال بوني ما، الرئيس التنفيذي لعملاق الألعاب تينسنت، نجح لي أخيرًا في تأمين نشر أول لعبة عالمية لشركته، وهي لعبة  League of Legends في جنوب شرق آسيا.

بعد فترة، حصلت شركته على حقوق نشر 3 ألعاب أخرى  اشتهرت بشكل كبير في جنوب شرق آسيا، وهي ألعاب Honor of Kings، Crossfire، وWeFire.

في عام 2017، وسّعت شركة تينسنت استثماراتها في شركة Gerena، وأصبحت مستثمرة استراتيجية في الشركة، حيث تملك 39.8% من أسهمهما، فيما يملك لي 20.7% من أسهم الشركة.

وفي عام 2019، قرر رجل الأعمال فورست لي تغيير اسم جارينا إلى اسم Sea Group، وبعدها طرح الشركة في بورصة نيويورك. في عام 2020، ارتفع سعر سهم شركة Sea إلى 180 دولارًا، وهو ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 98 مليار دولار، وفي نوفمبر من الشهر نفسه، وصل سعر السهم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث بلغ 358 دولارًا.

التوسع في التجارة الإلكترونية

قرر فورست لي أن يتوسع في عالم التجارة الإلكترونية، بينما كان نجاحه في عالم الألعاب يتصاعد، وفي عام 2015، أطلق منصة للتجارة الإلكترونية اسمها Shopee، والتي سمحت للبائعين ببيع مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية، بداية من الإلكترونيات، ووصولًا إلى منتجات التجميل.

دخلت منصة Shopee في منافسة شرسة مع العديد من المنافسين، منها Lazada المدعومة من علي بابا، إلا أن Shopee تمكنت من تثبيت قدمها في السوق من خلال استراتيجيات تسويقية قوية، منها تقديم أسعار معقولة، وتقديم الشحن المجاني.

وبحلول الربع الأول من عام 2019، أصبحت منصة Shopee المنصة الأكثر زيارة في جنوب شرق آسيا، حيث نجحت في استقطاب مستخدمين من إندونيسيا وتايلاند، وتفوقت على منافسيها في ماليزيا وتايلاند والفلبين.

في عام 2019، وسعت Shopee عملياتها في أمريكا الجنوبية، واستهدفت سوقًا بقيمة 105 مليارات دولار أمريكي.

أزمات متفاقمة في شركاته بداية من 2022

على الرغم من النمو القوي لشركة Sea ومنصة التجارة الإلكترونية Shopee، واجهت استثمارات فورست لي وشركاته تحديات كبيرة بداية من عام 2022.

بدأت الأزمة عندما قررت شركة تينسنت، المساهم الأبرز في شركة سي، أن تخفض من حصتها في الشركة من 21,3% إلى 18.7%، وذلك في شهر يناير. بعدها بأسبوع، تعرضت وحدة الترفيه الرقمي في شركة Sea إلى دعوى انتهاء حقوق النشر من قبل شركة Krafton، المطورة للعبة PUBG، حيث ادعت أن لعبة فري فاير هي نسخة مقلدة من لعبة بابج.

في شهر فبراير، حظرت الهند لعبة فري فاير، وهو ما أدى إلى انخفاص سهم الشركة بنسبة 18% في يوم واحد، وخسرت أكثر من 16 مليار دولار من قيمتها السوقية، وقد جاء هذا القرار بعد تصاعد التوترات بين الهند والصين، حيث تم حظر نحو 54 تطبيقًا صينيًا بسبب مخاوف أمنية.

واجهت منصة Shopee عدة أزمات، أولها إعلان فرنسا إغلاق المنصة بعد 4 أشهر فقط من إطلاقها، فيما أعلنت الهند إغلاق المنصة أيضًا في أبريل عام 2022.

وبسبب الأزمات المتتالية، عانت الشركة من ضعف إيرادات واضح، ففي عام 2021،  تفاقمت الخسائر الصافية للشركة 2.04 مليار دولار.

كم ثروة فورست لي؟

في عام 2021، أصبح الملياردير فورست لي أغنى شخص في سنغافورة بثروة تقدر ب19.2 مليار دولار، وفقًا لبلومبرج، إلا أنه لم يتمكن من الحفاظ على هذا الصعود، ففي مايو 2022، خسر 80% من ثروته؛ بسبب تراجع أسهم شركة Sea، ووصلت إلى 8 مليارات دولار وفقًا لفوربس.

في عام 2024، قدرت فوربس ثروته بنحو 8.6 مليار دولار، ويحتل المرتبة 343 في قائمة أثرياء العالم.