شاعر سعودي مميز، يمتلك أعمالا أدبية شهيرة كما حقق نجاحا في العمل الأكاديمي من خلال التدريس في الجامعة، وشارك أيضا في عدد كبير من المهرجانات واللقاءات الأدبية في السعودية وخارجها، إنه الشاعر فواز اللعبون.
نشأة فواز اللعبون وحياته
ولد فواز بن عبد العزيز بن محمد اللعبون في يوم 27 أكتوبر من عام 1975 في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، والتحق بالمدرسة في الرياض ثم التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود.
وبعد تخرجه تم تعيينه معيدا بقسم الأدب في الكلية التي تخرج منها في عام 1998، وبعدها أصبح محاضرا في الكلية في عام 2001 ثم أستاذا مساعدا في عام 2005.
واستكمل فواز مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة الماجستير من قسم الأدب في عام 2001 وحملت رسالته عنوان: "شعر عبد الله شرف: دراسة موضوعية وفنية"، وحصل بعدها على درجة الدكتوراه في عام 2005 وكانت رسالته بعنوان: "شعر المرأة السعودية: دراسة في الرؤية والبنية"، كما تولى رئاسة قسم الأدب بكلية اللغة العربية في الفترة من عام 2016 وحتى عام 2018.
طوال مسيرته الأدبية المميزة تولى فواز عددا من المهام على الساحة الأدبية منها رئاسة لجنة التحكيم في مؤسسة سعود البابطين الخيرية، كما كان عضوا في عدد من اللجان العلمية والثقافية داخل الجامعة وخارجها.
مسيرة فواز اللعبون
وقام فواز بتأليف عدد من الأعمال النقدية والإبداعية منها كتاب فائت الأمثال: مقاربة أدبية ساخرة، وكتاب شعر المرأة السعودية، وكتاب الخالديات، بالإضافة إلى ديوان تهاويم الساعة الواحدة، وديوان مزاجها زنجبيل، كما قام بإعداد عدد من الأبحاث العلمية في المجالات الأدبية والنقدية.
كما قام فوز بإحياء أمسيات شعرية في السعودية وخارجها وشارك في عدد من الندوات والمؤتمرات الأدبية والثقافية منها الندوات التي أقيمت ضمن فعاليات ملتقى إصدار معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في عام 1995، وندوات ملتقى الشاعر محمد بن لعبون في عام 1997.
وشارك فواز أيضا في ندوات ملتقى دورة معجم البابطين للشعراء العرب في القرن 19 والقرن 20 في عام 2008 في الكويت، كما شارك في ندوات ملتقى المؤرخ حمد بن لعبون في عام 2009، ومؤتمر السرديات الذي أقيم في مدينة الإسماعيلية بمصر في عام 2008، بجانب الأمسيات الشعرية في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال عام 2005، وعدد من الأمسيات الثقافية في اليمن خلال عام 2009.
كما شارك فواز في أمسيات شعرية بمهرجان الجنادرية، وفعاليات ثقافية أخرى في مصر والكويت والإمارات والبحرين واليمن، وبالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والأدبية شارك فواز في المجال الإعلامي من خلال إعداد وتقديم البرامج الإعلامية منها برنامج الملتقى الأدبي وبرنامج ناسجات القوافي، كما ظهر في لقاءات صحفية وإذاعية وتلفزيونية على القنوات السعودية والعربية.
وفي أغسطس 2021 أشاد فواز بملتقى الأدباء الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في منطقة عسير، وقال إنه يمثل إضافة للمشهد الأدبي والثقافي كما يمثل نقلة نوعية في تاريخ الحراك الأدبي السعودي بجانب حركة النشر والترجمة ويواكب رؤية السعودية 2030، وأضاف فواز أن الملتقى تضمن أفكار وخططا لتطوير الحياة الأدبية في السعودية ويمثل بداية لعمل ثقافي جاد ومميز.
كما قدم فواز عددا من القصائد المميزة منها:
لله أشكو غادرا علّمتُهُ
رميَ السهام فكنتُ أولَ من رمى
وبدا لقلبي جَنةً حتى إذا
نال الذي يرجوه عاد جهنّما
وبكيتُ من جرحٍ شكاه وحينما
لاحت جراحي النازفاتُ تبسّما
وشكا إليّ عذابَه فرحمتُهُ
وشكوتُ مثل شكاتهِ فتهكّما
ومن أشعاره أيضا:
سلامٌ على العشاقِ ما سالَ مَدمَعُ
وما الْتَهَبَتْ بالشوقِ والنارِ أضلُعُ
تَراهُمْ يُعانونَ الذي يكتمونَهُ
وغيرُهُمُ في لذةِ العيشِ يَرتَعُ!
أَحَبوا فخافوا اللهَ في خَلَواتِهم
ولم يُغْوِهِمْ عن مسلكِ الطهرِ مَطمَعُ
إذا نزوةٌ نادت بهمْ أعرَضُوا، وإن
دعاهمْ منادي المتقِين تجمّعوا
يقومونَ جُلَّ الليلِ لا يَرقُدُونَه
ولائمُهُمْ فوقَ الأرائكِ يَهْجَعُ
وفي ثُلُثِ الليلِ الأخيرِ تَرَاهُم
يُناجونَ مَن يحنو عليهم ويَسمَعُ
أمانِيهِمُ أن يَجمَعَ الطيفُ بينَهُم
بمجلِسِ حُلْمٍ والخلائقُ هُجّعُ
أقول لمن لم يَرْحمِ الشوقُ قلبَه
ينامُ وفي لُقيا المناماتِ يَطمَعُ؟!
سلامٌ عليهمْ ما أرقَّ شجونَهُم
وما أعذبَ الآهاتِ والعينُ تَدمَعُ
سيرحمُهمْ ربي ويَجْمَعُ بينَهُم
ويَهدَأُ مُشتاقٌ ويَبْرَأُ مُوجَعُ
وقال أيضا:
جاءَ الشتاءُ وروحي في حرائقِها
وما أزالُ أُداري سرَّ إحراقي
الناسُ تُوقدُ في بَرْدِ الدجى حطباً
وإن قسا البَرْدُ بي أوقدتُ أشواقي!
وقال فواز أيضا:
أَتَخَيَّلُ الأحبابَ حولي كلَّما
طالَ الغيابُ على فؤادي الوالِهِ
وأظلُّ أَرسِمُ بالخيالِ عوالِمي
ما حيلةُ المضطَرِّ غيرُ خيالِهِ !
كما قال أيضا
مُتَيّمٌ صامتٌ لم يَحْكِ لوعتَهُ
لعاذِلِيهِ ولكنّ الشحوبَ حكى
يُبدي تبسمَهُ زُوراً وقوّتَهُ
وإن خلا في ظلامِ العاشقِينَ بكى
زوجة فواز اللعبون وأولاده
الشاعر فواز اللعبون متزوج ولكنه لا يتحدث عن تفاصيل حياته الخاصة في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، كما يعتبر نشطا من خلال حساباته على مواقع التواصل ويمتلك قناة على موقع يوتيوب تنشر قصائده والأمسيات واللقاءات التي يشارك بها.
وفي منتصف عام 2020 قام الشاعر الكبير بموقف شهير مع إحدى طالباته حيث نشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر طلبا من إحدى طالباته تعرضت لأزمة مالية.
حيث قالت له بما أنه قام بمساعدة أحد طلابه فليساعدها من أجل المساواة بين الرجل والمرأة وقدمت له دليلا على وجود أزمة مالية، وأضاف فواز أنه تحدث إليها هي ووالدها للتأكد من أزمتها المالية التي نتجت عن مساعدتها لوالدها المسن وسددت دينه تجنبا لدخوله إلى السجن.
وقال فواز إن الفاتوة المطلوب سددها بقيمة تصل إلى 45 ألف ريال حيث تراكم عليها المبلغ بعد تخلي زوجها عنها ومساعدتها لوالدها بمفردها، وخلال ساعة واحدة من تغريدة الشاعر الكبير تم جميع المبلغ وقال فواز إن الفتاة ووالدتها في سعادة كبيرة بعد سداد الدين، وأضاف: "أعظم رجل في حياة الفتاة القوية أبوها، لا ولد ولا أخ ولا زوج".
مرض فواز اللعبون
تعرض الشاعر السعودي الكبير لأزمة صحية قبل نهاية العام الماضي، وقال في تصريحات تلفزيونية إن حب المتابعين كان سببا بعد الله في شفائه، وأضاف أنه قام بقضاء يوم واحد في المستشفى وخرج.
وكان فواز قد ظهر في فيديو من داخل المستشفى ونشره على حسابه الرسمي بموقع تويتر وألقي فيه أبياتاً شعرية قال فيها:
إلهي أمدُّ إليك الأيادي
وأشكو إليك ظلامي الكثيفْ
لك الأمرُ مُرْ يحتضنّي مرادي
ليشرقَ فيّ سناكَ الشفيفْ
خبا نُورُ روحيَ قبلَ اتقادي
ونَوري تساقطَ قبلَ الخريفْ
إلهي -وأنت مجيبُ المنادي
على بابِ لطفِكَ عبدُ اللطيفْ
ألستَ المنادي: اسألوني عبادي
إذَنْ مُرْ يَعُدْ لي شبابي الكسيفْ
