-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
يعد الشاعر الكويتي فهد بورسلي من أعلام الشعر الشعبي في الكويت، وقد اشتهر بشكل خاص بكتابة الشعر السامري، كما عرف في مؤلفاته الشعرية بالجرأة، حيث تحدث بكل صراحة عن مشكلات المجتمع الكويتي وعرف بحسه المرهف، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته في هذا المقال.
فهد بن راشد بن ناصر بن بورسلي هو شاعر كويتي ولد في عام 1918 في مدينة الكويت وهو واحد من أهم وأكبر شعراء الكويت ولقب بشاعر الكويت الأول نظرًا لأن أشعاره تعتبر جزءًا من التاريخ الفني للكويتز
يعد بورسلي علامة مضيئة في تاريخ الشعر الكويتي، ويعد من الشاعرين الأقلاء الذين اشتهرت لهم معظم أعمالهم الشعرية. تنوعت الموضوعات التي كتب عناه بورسلي في أشعاره بين الغزل والسياسية والنقد الاجتماعي.
نجح بورسلي بأسلوبه الفريد في كسب قلوب الناس، حيث عرفه أهل الكويت والجزيرة العربية، وترددت قصائده في كل مكان. تمكن بورسلي من تحقيق التميز في شعره من خلال براعة في كتابة القصائد التي تجمع بين السهولة والعمق.
يتميز شعره بالوضوح والإيقاع السريع والقوة، حيث يستمد كلماته من اللهجة العامية ويعيد صياغتها بأسلوب شعري محبوب وسهل الفهم، مما يجعله يخترق القلوب ولا يزال يردد أشعاره الكبار والصغار حتى الآن.
نشأ فهد بورسلي في أسرة ميسورة الحال اهتمت بالشعر والتعليم، وقد تلقى بورسلي تعليمه الأولي على يد علي المجرن فتعلم على يده القرآن والخط والحساب. نشأ بورسلي في أسرة محبة للشعر، فقد كان والده شغوفًا بالشعر النبطي وكان يحفظ الكثير منه.
كان لبورسلي العديد من الأقارب الذي برعوا في الشعر النبطي والشعبي ومنهم خاله ملا علي الموسى الذي كان من الشعراء الشعبيين المعدودين وقتها، أيضًا الشاعر العبيدي الذي كان من أقارب والدته.
كانت هذه البيئة الشعرية دور هام في تطور الموهبة الشعرية لدى بورسلي، فقد بدأ في نظم الشعر منذ طفولته وحتى شبابه المبكر وعرف بأسلوبه الشعري المميز وقدرته على كتابة الشهر باللهجة العامية. في شبابه انكب بورسي على القراءة الأدبية من الكتب والمجلات والصحف والإذاعة وقد ساهم ذلك في بناء ثقافته.
بدأ الشاعر فهد بورسلي كتابة الشهر في سن مبكرة، وبدأ بكتابة الشعر باللهجة العامية الكويتية، وعبر بشعره عن معاناة الكويتيين في أشعاره الشعبية، فقد تحدث عن حياة الرجل الكويتي في السابق وقد اختار في أشعار بحور شعرية سهلة وخفيفة مفهومة للجميع لذا أصبحت أشعاره تتردد على لسان الكبار والصغار وحققت نجاحًا لا حدود له.
كانت قصائد بورسلي النبطية مليئة بالمعاني الجميلة والعميقة كذلك، وقد كتب في قصائده عن موضوعات مختلفة ارتبطت بحياة الشعب الكويتي أو تحدث فيها عن أزمات في المجتمع سياسية واجتماعية.
تم النظر إلى أشعاره بأنها مرآة عكست الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الكويت، وخلال حياته كان بورسلي يسافر كثيرًا إلى الهند مع والده بغرض التجارة كما كان يسافر إلى دول أخرى منها السعودية والعراق والبحرين وكان يتقن اللغتين الإنجليزية والهندية ويتحدث أربع لهجات من اللغة الهندية.
تمكن فهد بورسلي من خلال إشعاره إلى إثبات موهبته كأبرع الشعراء النبطيين، وما يدل على براعته نظم قصيدة تبدأ كل أبياتها بحرف الحاء مع حفاظه على جزالة المعنى، وفيها يقول:
حل الفـراق وخافـي السـد باحـي
حاولت أصبر والصبر عـذّب الـروح
حالـي تـردى ومتكسـر جنـاحـي
حزين من كثـر الهواجيـس والنـوح
حامـي الوقايـد لح جسمـي لحاحـي
حسبي على الفرقـا بها السـد مبيـوح
حفظـت سـدٍ كـاتمـه لا يبـاحـي
حارت دموع العيـن والدمع مفضـوح
تناول بورسلي في قصائده الأوضاع والأزمات التي مر بها المجتمع الكويتي، ومن هذه الأزمات أزمة الماء التي حصلت فيه الكويت، فنجده يقول عنها:
شايبنا يمشي ويطيح.. نوبه يصوت نوبه يطيح
شـ زيد من هذا التصريح.. صوت ولاله حماي
وعجيزنا مثل البطه.. تشيل القوطي وتحطه
بذمه من دبر هالخطه.. خلا العالم رايح جاي
اهتم بورسلي أيضًا بالقضايا الوطنية والقومية، وقد تحدث عن القضية الفلسطينية في أشعاره وتحدث عن النكبة عام 1948 واستحث فيها همم العرب لتحرير فلسطين، ونجده يقول فيها:
ألف آه من الدهر وأيامه
ذلل معازيبة ورفع خدامة
الباء بعد ما ترجع ايام السعود
ولا ظن الماضي الأول يعود
من يظن تصير كلمة لاليهود
صارت الكلمة وحصل قسامة
التاء تحيرنا ولا يحصل دروب
في بلادين الأهل غروب
صاح تاريخ العرب ويــن العرب
يحيا مجد العرب وين أيامه
الثاء ثبت عندي خبر عندي خبر
الحـياة بعز وإلى للقبر
يا نسل قحطان إلي وين الصبر
ها المبادئ لي جاءتكم هدامة
الجيم جاءونا من أوروبا مشردين
شالعجب حنا نضيف التائهين
من قصائده القومية أيضًا قصيدة أشاد بها بموقف الرئيس جمال عبد الناصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956 وفيها يقول:
دام مـجدك للـعروبة يا جمـال
بالبطولة قمت ونقذت القنال
يا جمال الحر يا الشهم الفريد
صايرٍ عندالعرب رجلٍ وحيد
سوَ ما سوَاه خالد بن الـوليد
نفرح بيومك عسى يومك سعيد
نفتخر بك حيث عزمـك من حديد
العدو ما ينتصر هذا محال
طُبع شعر فهد بورسلي على مراحل، وكانت المرحلة الأولى في شكل كراسة صغيرة تضمنت بعض القصائد، صدرت تحت عنوان "السامريات والفنون" وطبعتها مجلة البعثة في مصر عام 1952م.
اشتملت هذه الكراسة على بعض الأغاني من السامريات والفنون المعروفة بالخماري. لم تعد هذه الطبعة موجودة، وحتى النسخة التي اشتريتها قديماً من مكتبة المرحوم محمد بن سيار لم أعد أجدها بين كتبي، ويئست من البحث عنها.
أما المرحلة الثانية، فكانت طبعة أكثر تنوعاً بعنوان "مقتطفات من ديوان بورسلي"، ويبدو أن الشاعر طبعها بنفسه في سنة 1955م، وتمت طباعتها في مطبعة مقهوي.
هذه الطبعة أيضاً نادرة، وقدم الشاعر لها بقوله: "هذه بضع قصائد وجدتها من مسودات شعري مبيضة، فراق لي أن أطبعها في كراس صغير ليطلع عليها محبو هذا النوع من الشعر بدلاً من أن أدعها بين الأوراق حتى يحين طبع ديواني الكبير، وأرجو أن تنال رضا القراء الكرام".
عرف الشاعر فهد بورسلي بغزارة إنتاجه الشعري فيما يتعلق بالفن السامري، فقد أحب حياة المرح والعيش في المجاس التي يتم فيها غناء القصائد السامرية، فرغم أنه كان يكتب عن الشكوى والحزن في أشعاره، إلا أن هذا لا يعني أنه لم يكتب السامريات التي عرفت واشتهرت عن طريق المغنيين.
ومن أشعاره السامرية الشهيرة قصيدة تحدث فيها عن معاناة العشق، حيث يقول:
جزا البارحة جفني عن النوم
جزا من غرابيل الزمان
صبرت امس مع قبل أمس واليوم
وأشوف العشر تصفي ثمان
عذاب على العشاق مقسوم
تولَّعت يوم الله بلاني
يلزِّم عليّ السوق تلزوم
وأنا لين لزمته عصاني
سجيم الهوى ما يسمع اللوم
حنين الجفاسد الأذان
شريف على التكيات مخدوم
ولا هو من الطراز الجباني
طريح من اللذات محرم
صوابه خطر بين المحاني
وقد تغنى العديد من المغنيين في الكويت من أشعار فهد بورسلي ومنهم املغني محمود الكويتي الذي غنى له "البارحة ساهر"، و"ما يفيد الصبر"، و"يا ناس دلوني"، و"الاثنين الضحى"، و"البوشية"، وغنت له المطربة الراحلة عايشة المرطة أغنية "يا ناس دلوني" أيضًا.
توفي الشاعر فهد بورسلي عام 1960، وبعد وفاتهجمعت ابنته وسمية قصائده وطبعته في ديوان يحمل اسم "ديوان شاعر الكويت" عام 1974 وقد كان لها فضل كبير في حفظ أشعاره من الضياع والاندثار.