من قريته الصغيرة في جنوب سوريا إلى سماء النجومية في الوطن العربي، إنه الفنان السوري الراحل فهد بلان صاحب الصوت الجبلي القوي الذي جعله من عمالقة الطرب العربي، وحقق شهرة واسعة بسبب أغانيه، تعرف على مسيرته الفنية وحياته في السطور التالية.
حياة فهد بلان ونشأته
فهد حمود بلان هو مغني ومطرب سوري ولد في السويداء في جنوب سوريا في 22 مارس عام 1933، واشتهر بصوته الجبلي القوي وحققت أغانيه انتشارًا واسعًا في الوطن العربي.
ولد فهد لعائلة درزية سورية، واشتهر والده بالقوة الجسدية والكرم، ولكنه عاش طفولة صعبة، حيث عانى التشتت منذ صغره، بسبب عيشه مع والدته في قرية ملح بعيدًا عن والده الذي كان يعمل في عمان عاصمة الأردن.
عمل فهد منذ صغره بأعمال تتطلب قوة بدنية، ومنها أنه عمل كمعاون سائق في العاصمة الأردنية عمان مع والده، حيث عمل على خط السفر بين دمشق وعمان.
اشتهر فهد منذ صغره بصوته الجبلي القوي الرنان، وهو ما شجعه على التقدم إلى الإذاعة في دمشق في عام 1959، ولكنه رفض مرتين، وتم قبوله في المرة الثالثة وعمل في الإذاعة في دمشق لتبدأ رحلة صعوده إلى النجومية.
توفي بلان في 24 ديسمبر عام 1997 في مدينة السويداء في سوريا عن عمر 64 عامًا بعد تعرضه لنزيف دماغي حاد.
نساء في حياته
تعددت الأقاويل حول عدد زيجات الفنان الراحل فهد بلان، حيث ذكرت العديد من المجلات الفنية أنه تزوج 3 مرات، بينما ذكر ابنه إيهاب بأن والده تزوج 7 مرات، ومن الوسط الفني كانت الفنانة مريم فخر الدين، والفنانة آمال عفيش وأنجب منها ابنه الوحيد إيهاب.
وفقًا للعديد من التقارير الصحفية فإن بلان تزوج من الشحرورة صباح، ولكن نفى ابنه هذا الأمر، حيث قال بأن والده جمعته قصة صداقة ومحبة من الفنانة صباح، إلا أنه لم يتزوج منها على الإطلاق.
بلان ومريم فخر الدين
كانت قصة زواج بلان بالفنانة الراحلة مريم فخر الدين حديث الصحافة وقتها. تعرفت مريم على الفنان فهد في بيروت، حيث مثّلت أمامه في فيلم "فرسان الغرام" وصرحت الفنانة مريم بأنه طلب منها الزواج في أول لقاء جمعهما، وكانت مريم معجبة به وبأخلاقه الكريمة، وحبه لها ولابنتها.
في هذه الفترة كانت مريم تعاني من قصص زواج فاشلة، حيث تزوجت للمرة الأولى من المخرج والمنتج محمود ذو الفقار، ثم تزوجت من الدكتور محمد الطويل الذي خانها على سريرها.
لذا كان بلان هو المنقذ لها من الضربات والأزمات التي تعرضت لها واحدة تلوى الأخرى. تزوج بلان مريم فخر الدين في لبنان عام 1967، بعد انتهاء شهور عدة مريم مباشرة.
كان شرط زواج بلان من مريم ألا يقيما في الشقة التي عاش فيها زوجيها السابقين، لتوافق مريم على شرطه، ويعيشان في فندق نيل بالاس لمدة شهرين، ولكنهما لم يتمكنا من الإقامة في الفندق أكثر من ذلك لتراكم النفقات عليهم، ليوافق بلان في نهاية الأمر للعيش في شقتها في القاهرة.
تحدثت مريم عن بعض الصفات الكريمة في بلان، ومنها كرمه الشديد والمبالغ فيه على حد قولها، وذكرت أحد المواقف التي تثبت كرمه، حيث أحضر لها رجل وأمرها بتحضير الطعام له، واعتقدت أنه أحد أقاربه، لكنها اكتشفت في النهاية أنه سائق التاكسي الذي كان يركبه.
انفصل بلان عن مريم فخر الدين بسبب أولاد مري الذين عبرا لها عن عدم حبهما لفهد وعدم رغبتهما في استمرار هذا الزواج، وفي إحدى المرات خيرتها ابنتها مريم بينها وبين فهد، مبررة بذلك بأن زميلاتها في المدرسة يضايقونها بأغنية فهد الشهيرة "واشرح لها".
بسبب توتر العلاقة بين الأبناء والزوج نشبت خلافات كبيرة بين مريم وفهد أدت إلى انفصال الزوجين، وقد قالت مريم إن فهد قال لها حينما طلقها "صرماية قديمة وقلعناها" لترد عليه قائلة "متشكرين غيرك يتمنى يلبسها".
مشواره الفني
بدأ الفنان فهد بلان مشواره الفني من الإذاعة الدمشقية التي رفض فيها مرتين، وتم قبوله في المرة الثالثة، وقبل الاشتراك في الإذاعة كان قد اشترك في مسابقة فنية أدى فيها أغنية "تطلع يا قمر بالليل" للفنان فريد الأطرش.
بعد قبوله في الإذاعة عمل في كورس الإذاعة، وقدم أغنيته الأولى مع سحر "آه يا قليبي"، وبعدها أغنية "آه يا غزال الربى".
جاءت نجوميته الحقيقية بعد تعرفه على الملحن السوري الرائع عبد الفتاح سكر الذي لحنه له أشهر أغانيه، ومنها "واشرح لها"، و"جس الطبيب"، و"تحت التفاحة"، و"يا عيني لا تدمعي"، و"لا ركب حدك يالماتور"، و"هالأكحل العينين"، و"يا بنات المكلا"، و"يا سالمة" وغيرها.
استطاع فهد من خلال هذه الأغاني من تحقيق نجومية سريعة، حتى أصبح من بين المطربين المميزين في سوريا، وقدم العديد من الأغاني في الإذاعة السورية، ثم سافر إلى مصر وقدم العديد من الأغاني هناك.
بسفره إلى مصر قدم أغاني سجلها في إذاعة دمشق، ومنها "الموتور"، و"ألفين سلامة" وغيرها، وأصبحت حفلاته كاملة الحضور لأسابيع مقدمًا وحقق نجاحًا كبيرًا في مصر في فترة كان عمالقة الفن العربي جميعهم على قيد الحياة.
أصبح بلان في فترة قصيرة واحد من المطربين الأوائل في الوطن العربي، وبسبب نجوميته أصبح مطلوبًا في الأفلام السينمائية.
في سنواته الأخيرة في القاهرة قلت شهرته بشكل كبير، وأصبح ظهوره في سنواته الأخيرة مقتصرًا على الغناء في المناسبات الحكومية، حيث وصفته الصحافة وقتها ب"مطرب الحفلات الحكومية".
فهد بلان في السينما
قدم بلان في السينما ما يزيد عن 10 أفلام أغلبها كانت في الستينيات، وأولها كان فيلم "يا سلام عالحب" مع الفنانة نجاح سلام، وعبد السلام النابلسي، عام 1963، وفي العام التالي قدم فيلم "عقد اللؤلؤ" مع الفنانة صباح، ودريد لحام، ونهاد قلعي.
قدم كذلك فيلم "أنت عمري" كضيف شرف حيث غنى في هذا الفيلم، ثم شارك في بطولة فيلم "أفراح الشباب" مع صباح وعبد السلام النابلسي. في عام 1965 قدم فيلم "ليالي الشرق"، وفيلم "حبيبة الكل" مع صباح أيضًا، كما قدم فيلم "البنك".
في عام 1967 شارك في فيلم "لهيب الجسد"، و"عاريات بلا خطيئة"، و"القاهرون" مع سميرة توفيق، وفي العام التالي شارك في فيلم "فرسان الغرام" مع مريم فخر الدين وإسماعيل يس، وفيلم "أين حبي".
في عام 1970 شارك في فيلم "لسنا ملائكة"، وفي العام التالي قدم فيلم "عجيب أفندي"، وآخر أعماله الفنية كانت مسلسل "أنا وأنت" عام 1976.
