-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
السيرة الذاتية
يعد الشاعر الألماني فريدريك شيلر واحد من أهم شعراء الأدب الكلاسيكي الألماني الذين اشتهروا بأعمالهم التي تمحورت حول الحرية والخلاص من الظلم والطغيان، لذا فهو يعد شاعر القومية الألمانية المدافع عن الحريات والثائر على الأمراء والبلاط، وقد حظيت أعماله بشهرة واسعة، هو ما جعله من أهم الشعراء وأبرزهم في ألمانيا خلال عصر التنوير في القرن الثامن عشر، تعرف في هذا المقال على مسيرته الأدبية وحياته أهم أعماله.
من هو الكاتب فريدريك شيلر؟
يوهان كريستوف فريدريش فون شيلر وكاتب وفيلسوف وشاعر ومؤرخ ألماني، وُلد في 10 نوفمبر 1759، وتوفي في 9 مايو 1805. يُعد شيلر من أبرز الشخصيات في الأدب الألماني، ومن الأسماء البارزة في حركة العاصفة والدفع والحركة الكلاسيكية في ألمانيا، التي تميزت بالجمع بين الكلاسيكية والأفكار الرومانسية.
اشتهر شيلر بأعماله التي ناضلت من أجل الحرية، وانتقدت الظلم والطغيان في البلاد، وكتب أشعارًا للفقراء والبسطاء، ورغم ذلك، فقد كان على علاقة صداقة وطيدة مع الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته، الذي يلقب بأنه "أمير الشعراء"، والذي ارتبط بالقصر الحاكم والملوك والأمراض، وتنعم بترف القصور.
أعمال شيلر الثورية حققت له نجاحًا أسطوريًا حتى يومنا هذا، فمسرحياته التي ألفها من مئات السنين لا تزال من بين المسرحيات الأكثر تمثيلًا، كما أن أعماله كانت بمثابة إلهام للحركة الطلابية في ألمانيا، وتستخدم أشعاره وكلماته بين الشباب الراغبين في التعبير عن تمردهم على جيل الآباء.
ورغم اهتمام العرب بشكل عام بالأدب الألماني، إلا أن أعمال شيلر لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا من المترجمين العرب، ولم تُترجم له إلا أعمال قليلة في فترة الخمسينات والستينات فقط، بينما ظهرت أول ترجمة عربية لمسرحياته عام 1900.
في أي عام ولد شيلر؟
ولد في 10 نوفمبر عام 1759
نشأته وتعليمه
ولد الشاعر فريدريك شيلرفي مدينة مباراخ في ألمانيا، وهو الابن الوحيد للطبيب العسكري يوهان كاسبار شيلر، والدته إليزابيث دوروثيا شيلر، وهي ابنة صاحب فندق في ألمانيا.
كان لدى شيلر 5 أخوات بنات، منهم شقيقته كريستوفين، وكانت فنانة ألمانية عملت في تدريس الرسم لفترة من الزمن. نشأ شيلر في عائلة مسيحية بروتستانتية متدينة جدًا، وكان ينوي أن يصبح كاهنًا، وقضى معظم شبابه في دراسة الكتاب المقدس، وقد أثرت نشأته الدينية على كتاباته المستقبلية بشكل كبير.
عندما ولد شيلر، كان والده مشاركًا في حرب السنوات السبع، وتواجد والده في المنزل كان قليلًا ونادرًا جدًا بسبب الحرب، حيث كان يزور عائلته بين الحين والآخر، وبعد انتهاء الحرب أصبح والده ضابط تجنيد، وانتقلت الأسرة معه إلى مدينة شفيبيش جموند، ثم انتقلوا مرة أخرى إلى بلدة روش، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
بعد انتقال العائلة إلى لورش، اقترب شيلر من والده بشكل أكبر، حيث كان والده يصطحبه معه في كثير من الأحيان إلى الأعمال، وفي لورش تلقى شيلر تعليمه الأساسي، إلا أن والديه ركزا على تعليمه الدينية، رغبة منهم بأن يصبح ابنهم كاهنًا، فدرس على يد كاهن القرية اللاتينية واليونانية.
في عام 1766 غادرت العائلة لورش، وانتقلت مجددًا إلى مدينة لودفيغسبورغ، وكانت العائلة تعيش ظروفًا مادية صعبة، حيث لم يتلق والده راتبه لمدة 3 سنوات، وكانت الأسرة تعيش على مدخراتها فقط.
وفي المدينة الجديدة، لفت شيلر انتباه دوق المدينة كارل يوجين، فألحقه بمدرسة كارلشول شتوتغارت، وهي أكاديمية عسكرية نخبوية، وفيها درس الطب، وخلال تواجده في المدرسة بدأ شيلر في قراءة الأدب الكلاسيكي مثل أعمل روسو وجوته، وكتب أول مسرحية له، وهي مسرحية "اللصوص" التي تعد واحدة من أشهر مسرحياته وأعماله الأدبية على الإطلاق.
مسيرته المهنية
بعد التخرج من الأكاديمية، بدأ الشاعر فريدريك شيلر العمل كطبيب في شتوتغارت منذ عام 1780، ولكنه لم يحب هذه المهن، وانجذب أكثر إلى كتابة الشعر والتأليف، وبسبب ذلك غادر مقر عمله، فتم القبض عليه، وحكم عليه بالسجن لمدة 14 يومًا، ومُنع من نشر أي أعمال أدبية أخرى.
وبسبب ذلك، فر شيلر من شتوتغارت عام 1782، واستقر في النهاية في مدينة فايمار، وخلال رحلته كان على علاقة غرامية مع شارلوت فون كالب، وهي زوجة ضابط في الجيش، ولكي يتخلص من وضعه المالي الصعب، وعلاقته بامرأة متزوجة، طلب المساعدة من عائلته.
بعد استقراره في فايمار عام 1789، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ والفلسفة في مدينة جينا الألمانية، وواصل كتابة الكثير من الأعمال التاريخية. في عام 1799 عاد شيلر مع عائلته إلى مدينة فايمار من يينا، وبدأ في كتابة المسرحيات، كما أسسر هو والشاعر جوته مسرح "فايمر" الذي أصبح من المسارح الرائدة في ألمانيا، وتعاونا معًا في نهضة الدراما والأدب في ألمانيا.
زوجته وحياته الشخصية
تزوج الشاعر فريدريك شيلر من شارلوت فون لينغفيلد عام 1790، وزوجته هي ابنة أمير شوارزبورغن، ولديه منها ولدان، وهما فريدريش لودفجي، وإرنست فريدريش فيلهلم، وابنتان، وهما كارولين لويز هنرييت، ولويز هنرييت إميلي.
مسرحيات فريدريك شيلر
ألف شيلر العديد من المسرحيات التي حققت نجاحًا كبيرًا، ولا تزال أعماله تُقدم على المسارح الألمانية والعالمية، فيما ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات حول العالم، ومنها اللغة العربية.
قدم شيلر العديد من المسرحيات الناجحة، وأول مسرحياته كانت مسرحية "اللصوص"، التي ألفها خلال دراسته الطب، وهي مسرحية تصور العنف الجسدي، وتعتبر أول ميلودراما أوروبية، وتتناول المسرحية صراعاً بين شقيقين حول المال والسلطة، وتنتقد المسرحية نفاق الطبقة الأرستقراطية والدين، والتفاوت الاقتصادي في المجتمع الألماني، كما قدم فيها شاملًا حول طيعة الشر، وقد استوحى هذه المسرحية من مسرحية "يوليوس تارانتو" للكاتب الألماني يوهان أنطون.
من مسرحياته الأخرى الناجحة مسرحية "المؤامرة والحب"، وفي هذه المسرحية يواصل شيلر انتقاده للاستبداد والنفاق البراجوازي في هذه المسرحية، التي تصور مأساة وموقفًا كارثيًا مثل مأساة "روميو وجولييت" لشكسبير.
من أعمال شيلر المسرحية الناجحة مسرحية "دون كارلوس" وهي تعتبر من أوائل أعماله في الدرامة التاريخية، وتستند المسرحية بشكل كبير على الأحداث الحقيقية لملك إسبانيا دون كارلوس، والذي يعتبر شخصية جمهورية، ويعلن شيلر بهذه المسرحية إيماناً بالحرية الشخصية والديمقراطية.
من أعماله كذلك "ثلاثية والينشتاين" وهي ثلاث مسرحيات تحت قصة الأيام الأخيرة للقائد العسكري ألبرشت فون والينشتاين خلال حرب الثلاثين عامًا، وهي من ضمن أعماله التاريخية التي ركز عليها في السنوات الأخيرة من حياته.
من مسرحياته الناجحة، والتي لاقت رواجًا عربيًا كبيرًا، مسرحية "ماري ستيوارت" وتصور المسرحية تاريخ الملكة الاسكتلندية ماري ستيوارت، التي كانت منافسة للملكية إليزابيث الأول، وقد صوّرها في هذه المرحلة بأنها بطلة مأساوية، أسيء فهمها.
مسرحيته "عذراء أورليانز" تعد واحدة من أكثر أعماله إثارة للجدل، حيث استخدم فيها عناصر من المأساة اليونانية، وجميع فيها بين المسرح القديم والحديث، وتدور أحداث المسرحية في صقلية حيث تلتقي الوثنية والمسيحية. من مسرحياته الناجحة أيضًا مسرحية "ويليام تيل".
قصائد فريدريك شيلر
اشتهر فريدريك شيلر أيضًا بفضل قصائده المميزة، وقد كتب العديد من القصائد الناجحة، منها "قصيدة الفرح"، وهي القصيدة التي لحنها الموسيقار بيتهوفن في السيمفونية التاسعة عام 1785.
من قصائده أيضًا قصيدة "الغواص"، وقد لحنها الموسيقار النمساوي شوبرت، وقد لحن شوبرت لشيلر العديد من القصائد منها قصيدة "الرهينة". وقود أعجب العديد من الملحنين بقصائد ومسرحيات فريدريك شيلر، ومنهم الملحن الإيطالي جوزيبي فيردي الذي عدل الكثير من مسرحياته لتتناسب مع أوبارته. أيضًا لحن الملحن يوهانس برامز حوالي 44 قصيدة لشيلر.
من هم أشعاره "المساء"، و"الفاتح"، و"آلهة الإغريق"، و"نزهات"، و"مرثية لموت شاب"، والفانون" وأعمال أخرى.
علاقة فريدريك شيلر وغوته
العلاقة بين فريدري شيلر ويوهان فولفغانغ فون غوته كانت واحدة من أبرز العلاقات الأدبية والفكرية في تاريخ الأدب الألماني، حيث جمعتهما صداقة قوية وتأثير متبادل، وكانت لهما مساهمات كبيرة في حركة الكلاسيكية في فايمار، التي سعت إلى دمج العناصر الكلاسيكية والرومانسية في الأدب والفن.
التقى شيلر وغوته لأول مرة في عام 1788، وكان غوته حينها شخصية بارزة في الأدب الألماني، بينما شيلر كان لا يزال في بدايته يبحث عن مكان له في الوسط الأدبي.
توطدت العلاقة بين الشاعرين عندما انضم شيلر إلى جامعة ينا للتدريس عام 1789، حيث بدأ الاثنان يلتقيان ويتبادلان الأفكار حول الأدب والفلسفة.
صداقة قوية بين شيلر وغوته مع تبادل الرسائل التي تناولت مواضيع أدبية وفلسفية، تلك الرسائل تعتبر اليوم من الكنوز الأدبية لما تحويه من عمق فكري وتبادل مثمر للأفكار، ثم تعاون الشاعرين في العديد من المشاريع الأدبية والفكرية. شجع غوته شيلر على متابعة الكتابة والنشر، وكان لدعمه أثر كبير في تعزيز ثقة شيلر بنفسه ككاتب.
كان لأسلوب غوته الفلسفي والناضج تأثير كبير على شيلر، مما ساعده على تطوير نهجه الأدبي والتعمق في معالجة القضايا الإنسانية والفكرية، وعلى الجانب الآخر، أضاف شيلر بعدًا من الحماس والعاطفة إلى أعمال غوته، مما أثر على نهجه الأدبي، وفتح له آفاقًا جديدة في الكتابة.
وقد أصبحت العلاقة بين شيلر وغوته أساسًا لحركة الكلاسيكية في فايمار، التي كانت تسعى إلى الجمع بين الجمال الكلاسيكي والعمق الفكري. هذه الحركة أسهمت في تشكيل الأدب الألماني وتأثيره على الأدب العالمي.
وقد استمرت العلاقة بين الشاعرين، رغم التباين الكبير في أسلوب حياتهما، فالشاعر غوته كان قريبًا من القصر الحاكم والأمراء، ويتنعم في قصورهم، بينما شيلر كان يعيش حياة متواضعة وفقيرة، ويدافع عن الفقراء والبسطاء، وينتقد الأرستقراطيين والطبقة البرجوازية في البلاد.
حياته الأخيرة ووفاته
عاش فريدريك شيلر حياة بسيطة ومتواضعة، وقد عانى في آخر حياته من مرض السل، ومات في 9 ايو عام 1805 عن عمر 45 عامًا في مدينة فايمر.
وقد ألف الشارع كونارد فرديناند ماير قصيدة كتبت على شاهد قبره، كتب فيها:
شعلتان باهتتان تافهتان
تهدد العاصفة الهائجة والمطر بإطفائهما في أي لحظة.
قبة تلوح. نعش عادي مصنوع من خشب الصنوبر
بلا إكليل، ولا حتى أفقر الناس، ولا ذيل -
وكأن جريمة قد حُملت بسرعة إلى القبر!
سارع الحاملون إلى الأمام. شخص مجهول وحده،
يلوح حوله عباءة ذات طيات عريضة ونبيلة،
يتبع هذا النعش. كانت روح البشرية.
جوائز وتكريمات
أصبح فريدريك شيلر القطب الآخر للأدب الكلاسيكي الألماني بجانب غوته، وقد تم تكريمه في ألمانيا بعد وفاته، فقد نشرت أول سيرة ذاتية له عام 1830، بعنوان "حياة شيلر" من تأليف أخت زوجته كارولين فون.
في عام 1839 تم صنع تمثال لشيلر تخليدًا لذكراه في ساحة تم تسميتها على اسمه، وقد تم كشف النقاب عن النصب التذكاري له في برلين عام 1871. في عام 1859 تم صنع تمثال برونزي لشيلر في سنترال بارك في نيويورك، كما تم صنع تمثال له في حديثة لينكولن في شيكاغو.
تم تسمية أيضًا عددًا من الحدائق على اسمه في الولايات المتحدة، ويوجد عدة تماثيل له في أمريكا، منها تمثال في ديترويت تم صنع بتكلفة حوالي 12 ألف دولار في أمريكا من تصميم هيرمان ماتزين.
ظهرت صورة شيل كذلك على العملات المعدنية والورقية في ألمانيا، وتم اختياره عام 2008 كثاني أهم كاتب مسرحي في أوروبا بعد ويليام شكسبير، فيما احتفلت جوجل بالذكرى 260 لميلاده عام 2019.
في عالم الأفكار النيرة يقف عملاق الأدب فريدريك شيلر تاركًا بصمة خالدة في صفحات التاريخ، فأعماله أضاءت سماء الأدب الألماني ببريق عبقريته، وافتتح حقبة ذهبية عرفت باسم "حركة فايمار الكلاسيكية".
لم يكن شيلر مجرد كاتب وشاعر يطرب الآذان، بل كان ثائرًا ضد الظلم والطغيان، ونابغة يلهم العقول، فجسد قيم الحرية والجمال والصداقة وخلد مبادئ إنسانية سامية في أعماله، ولم تقتصر أعماله في مجال واحد، فرع في التاريخ والفلسفة وعلم النفس، وترك في كل مجال خاضه بصمة مميزة.