فريدة فهمي أو "أمينة" في الفيلم الشهير غرام في الكرنك، ذلك الفيلم الذي عرف الجمهور على فرقة الرقص الشعبي الشهيرة فرقة رضا التي حققت نجاحات كبيرة في داخل مصر وخارجها، ورغم نجاحات الفرقة إلا أن الجهات المسؤولة في مصر أغفلت تكريم مؤسسي تلك الفرقة الشهيرة، مسيرة "فريدة" الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
نشأة فريد فهمي وحياتها
ولدت فريدة حسن فهمي في القاهرة، يوم 29 يونيو عام 1940، كان والدها أستاذا جامعيا أما والدتها فكانت إنجليزية، تعرف والديها أثناء سفر والدها لبعثة تعليمية في إنجلترا، فنشأت بينهم قصة حب وأشهرت إسلامها وتزوجوا وعادت معه إلى مصر.
أنجب والدها "ميلدا" التي أصبحت اسم الشهرة لها فريدة فهمي، وابنة أخرى هي "ديدة" وهي والدة الفنانة شيرين رضا. كان الدكتور حسن فهمي مثقفاً، زرع في بناته حب العلم والمعرفة، والفنون، وكان يحرص على اصطحابهم إلى السينما، والمسرح، وعلى أن يمارسوا الرياضة.
التحقت "فريدة" بمدرسة الباليه، وكانت شديدة التعلق بالرقص منذ صغرها، فوضع والدها لها شرط واحد ألا تقصر في دراستها من أجل الرقص، وبالفعل حصلت على ليسانس الآداب وهي راقصة شهيرة.
أحبت "فريدة" المخرج الراحل علي رضا وهي فتاة صغيرة عمرها 18 عاما، وتزوجوا رغم فارق السن الكبير بينهم فكان يكبرها بـ 16 عاما، فكان عمره وقت زواجهم 34 عاما، ولكن كما قالت في لقاء لها فإنها لم تشعر بفارق العمر لأنها كانت ناضجة ومثقفة، أما هو فوصفته بأنه كان رجل عظيماً.
شاركت "فريدة" مع المخرج علي رضا وشقيقه الفنان محمود رضا في تأسيس فرقة رضا للفنون الاستعراضية، وحققوا نجاحاً كبيراً خاصة الثنائي الفني بينها وبين الفنان محمود رضا.
وقالت "فريدة" إنها وزوجها كانوا يستمعون لشائعات زواجها من شقيقه محمود رضا، خاصة أن الجمهور أحب الثنائي معا. وكان الأمر بالنسبة لهم من باب المزحة فقط. ظلت قصة حب فريدة وعلي رضا حتى وفاته في عام 1993 بعد صراع مع مرض السرطان، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة بعد وفاته وقالت إنها لم تذق طعم الفرحة منذ رحيله.
أما عن أولاد فريدة فهمي، فهي ليس لديها أولاد، وقالت إنها اتفقت مع زوجها علي رضا على عدم الإنجاب وكان قرار شخصياً لهم.
أصبحت فريدة فهمي واحدة من أشهر راقصات الفن الاستعراضي في مصر والعالم العربي، تألقت في العديد من الأعمال في السينما من أشهرها فيلمها الشهير غرام في الكرنك، هذا إلى جانب تقديمها العديد من الاستعراضات داخل مصر وخارجها.
وفجأة حينما أتمت "فريدة" عامها الـ 43 أعلنت اعتزال الرقص، وقررت أن تكمل دراستها بالخارج، فسافرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وظلت 5 سنوات هناك حتى حصلت على شهادة الماجستير في علم الأجناس البشرية أو "الأنثروبولوجي" وذلك بعدما أتمت عامها الـ 48.
مسيرتها الفنية
في عام 1957 ظهرت فريدة فهمي لأول مرة على شاشة السينما من خلال دور صغير في فيلم فتى أحلامي مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والفنان عبد السلام النابلسي. وفي العام التالي 1958 ظهرت كراقصة في فيلم غريبة مع النجوم نجاة الصغيرة، أحمد مظهر، عقيلة راتب، أحمد رمزي وزوز ماضي.
وفي نفس العام شاركت كراقصة في فيلم ساحر النساء، ولعبت دور "سيمون" في الفيلم الشهير جميلة مع النجمة ماجدة الصباحي والذي عرض في نفس العام أيضا. وفي عام 1985 تألقت في دور "دولت" في فيلم الأخ الكبير مع النجوم فريد شوقي، هند رستم، وأحمد رمزي.
وفي نفس العام لعبت دور البطولة مع النجم إسماعيل ياسين في فيلم إسماعيل يس بوليس حربي. ابتعدت "فريدة" عن السينما 4 سنوات وعادت في عام 1958 من خلال المشاركة في بطولة فيلم إجازة نص السنة مع النجوم ماجدة الصباحي ومحمود رضا.
وفي عام 1967 قدمت أشهر أعمالها وهو دور "أمينة" في الفيلم الشهير غرام في الكرنك مع النجوم محمود رضا، عبد المنعم إبراهيم، وأمين الهنيدي، ومن إخراج زوجها علي رضا.
في عام 1970 لعبت بطولة فيلم حرامي الورقة مع النجم عادل أدهم ومن إخراج زوجها علي رضا. وفي عام 1978 شاركت لآخر مرة في السينما من خلال دور "سعاد" في فيلم أسياد وعبيد.
معلومات عن فريدة فهمي
عملت "فريدة" مصممة أزياء لفرقة رضا لفترة بعد وفاة شقيقتها التي كانت تتولى هذه المهمة، وحققت نجاحات في تصميم الأزياء جعلت المخرج حسين كمال يطلب منها تصميم أزياء مسرحية ريا وسكينة الشهيرة التي قدمها النجوم، شادية، سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي.
اعتزلت "فريدة" وهي في قمة شهرتها، وقالت إنه لم يطلب منها أحد الاعتزال، ولكنها فضلت أن تعتزل وهي في قمة مجدها، لأن والدها كان يقول لها دائما الصحة والشباب لا يدوموا.
في عام 2022 وبعد سنوات كثيرة بعيدا عن الأضواء كرم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فريدة فهمي في حفل "تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2022"، وتسبب ظهورها في حالة كبيرة من الترحاب من جانب الجمهور الذي انقطعت أخبارها عنه منذ سنوات.
في يونيو 2023 كرم قصر السينما برئاسة الفنان تامر عبد المنعم الفنانة فريدة فهمي، وفي أثناء حفل التكريم تحدثت عن زوجها الراحل علي رضا وكيف لم يتم تكريمه في مصر من قبل أي الجهات المسؤولة عن صناعة السينما رغم إسهاماته الكبيرة سواء في السينما أو في المسرح، وهو ما دفع الفنان تامر عبد المنعم إعطاءها درع تكريم باسم زوجها الراحل.
قالت "فريدة" إن تقديم فرقة رضا للفنون الشعبية استعراضا أمام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان مرحلة تحول في مشوار فرقة رضا، وبعدها انهالت الطلبات من داخل مصر وخارجها على الفرقة.
أشادت "فريدة" بقيام المملكة العربية السعودية بإعادة ترميم فيلم غرام في الكرنك، وعبرت عن حزنها الشديد لعدم التفات الجهات في مصر لتراث الفن الاستعراضي الذي قدمته فرقة رضا والموجود في التلفزيون.
