فرانسواز بيتنكور مايرز.. أغنى امرأة في العالم

ورثت سيدة الأعمال الفرنسية فرانسواز بيتنكور مايرز جزءًا كبيرًا من ثروة عائلتها وهو ما جعلها من أغنى النساء في العالم، ولكن وراء هذه الثروة قصة نجاح، فقد تمكن من تطوير شركة لوريال، التي أسستها عائلتها، ولعبت دورًا حيويًا في توجيه الشركة نحو مستقبل أفضل، تعرف على مسيرتها وإنجازاتها.

من هي فرانسواز بيتنكور مايرز؟

هي سيدة أعمال فرنسية ووريثة ومليارديرة ولدت في 10 يوليو عام 1953 في نوي سور سين في فرنسا، وتعد أغنى امرأة في العالم، والطفلة الوحيدة ووريثة ليليا بيتنكورت، وحفيدة يوجين شويلر مؤسس شركة ولريال.

تمتلك عائلتها حوالي 33% من أسهم شركة لوريال، وهي واحدة من أكبر شركات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية في العالم. وبجانب عملها في عالم المال والأعمال فهي كاتبة مهتمة بالفلسفة، وألفت عددًا من الكتب الكثير منها يتعلق بالكتاب المقدس واليهودية.

تلعب فرانسواز دورا بارزاً في شركة ولريال، فهي عضوة في مجلس إدارة الشركة، وتلعب دورًا هامًا في توجيه الشركة وإدارة الثورة العائلية، كما تعمل على دعم المبادرات الخيرية والثقافية.

كم عمر فرانسواز بيتنكور؟

ولدت في عام 1953، وتبلغ من العمر 71 عامًا.

نشأتها وتعليمها

في عام 1909 أسس كيميائي فرنسي شاب اسمه يوجين شويلر شركة أصبحت فيما بعد تعرف باسم لوريال، وهي واحدة من أشهر شركات مستحضرات التجميل والعناية في العالم، وقد كانت أول منتجات صبغة شعر مبتكرة باعها للعديد من مصففي الشعر في باريس.

بعد وفاة شويلر، انتقلت ثروته إلى ابنته الوحيدة ليليان، التي تزوجت من أندريه بيتنكورت، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة فرانسواز بيتنكورت مايرز، والتي ورثت والدتها بالكامل بعد وفاة ليليا عام 2017.

نشأت فرانسواز بيتنكور مايرز في عائلة مسيحية كاثوليكية متدينة وصارمة، وقد كان لهذه التربية تأثير عميق على حياتها، وقد نشأت في حي فاخر في باريس، وعاشت طفولة مريحة وفاخرة.

 وبسبب تربيتها الدينية، نشأت فرانسواز على كتابة تعليقات حول الكتاب المقدس في سن مبكرة، وهو ما أكسبها شهرة كبيرة في وقت مبكر من حياتها، وسرعان ما تحولت إلى الكتابة عن الآلة اليونانية، وأصبحت مؤلفة مشهورة، وخبيرة في الأساطير الروحانيات، وكتبت عدة كتب لاقت رواجًا كبيرًا. وبجانب حبها للكتابة، فهي عازفة بيانو وألف العديد من المقطوعات، ومن المعروف أنها تعزف في منزلها لساعات متواصلة.

زواجها من رجل يهودي

قررت الفتاة الشابة فرانسواز بيتنكور مايرز الزواج من جان بيير مايرز، وهو حفيد حاخام يهودي قتل في أوشفيتز، وقد كان هذا القرار صادمًا للغاية، وخاصة أن جدها مؤسس شركة لوريال كان من أشد المؤيدين للنازية.

وقد تصدر خبر زواجها عناوين الصحف، وخاصة أنها اعتنقت الديانة اليهودية بعد الزواج، وربت أطفالها جان فيكتور ونيكولاس كيهود، كما أنها كتبت عددًا من الكتب عن اليهودية أيضًا.

ورغم شهرتها، إلا أنها تحاول الحفاظ على حياتها الشخصية بعيدًا عن الإعلام والصحافة، وتتجنب أضواء وسائل الإعلام، وتفضل قضاء معظم وقتها في ممتلكاتها الضخمة بعيدًا عن كاميرات المصورين والصحفيين.

اضطرابات حتى وصلت للقب أغنى امرأة في العالم

لم يكن طريق فرانسواز بيتنكور مايرز إلى لقب أغنى امرأة في العالم طريقًا ممهدًا، بل واجهت العديد من المواقف والاضطرابات والفضائح، وأبرزها فضيحة فرنسية حول محاكمة أدت إلى ظهور الخلاف العلني بين فرانسواز ووالدتها ليليان.

في عام 2007 رفعت فرانسواز دعوى قضائية ضد صديق العائلة مصور المشاهير الشهير فرانسوا ماري بانيير، واتهمته بأنه احتال على والدتها، وحصل منها على أكثر من مليار دولار في شكل أموال وعقارات وهدايا ولوحات فنية أيضًا.

وقفت المحكمة بجانب فرانسواز، وحكم  على المصور بالسجن لمدة 3 سنوات، ودفع تعويضاً يقدر بحوالي 150 مليار دولار. بعد المحكمة هدأت الأوضاع لفترة، وانقلبت مرة أخرى رأسًا على عقب حينما واجهت فرانسواز دعوى قضائية اتهمت فيها بأنها قدمت رشوة لأحد الشهود.

في عام 2011 عاد اسمها إلى الأضواء من جديد بعد خلاف مع والدتها، حيث أصبحت مايرز هي الوصية القانونية على والدتها بعدما تبين أنها تعاني من حالة متقدمة من مرض الزهايمر، وبعد تولي منصب والدها، واصلت مايرز في تنمية ثروة العائلة، واحتلت مكانة والدتها في قائمة أثرياء العالم.

ثروة فرانسواز بيتنكور مايرز

فرانسواز بيتنكور مايرز هي أغنى امرأة في العالم بثروة تقدر بنحو 99.5 مليار دولار، وحصة تبلغ نحو 35% من أسهم شركة مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة لوريال، التي تملكها مع زوجها وابنيها، حيث يشغل ابناها أعضاء في مجلس إدارة الشركة، بينما تشغل هي منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، وكانت عضوًا في الشركة منذ عام 1997.

في عام 2024 زادت ثروتها بحوالي 19 مليار دولار بعد ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 20%، وهو ما يجعلها أبر رابح من حيث القيمة الدولارية.

تحتل مايرز المرتبة أقل من 14 في نادي المليارديرات، وقد ظهرت في قائمة فوربس لأول مرة عام 2018، حيث قدرت ثروتها في ذلك الوقت 42.2 مليار دولار. بعد وفاة والدتها عام 2017 تضاعفت ثروتها بنسبة 150%.

حققت الشركة التي أسسها جدها إيرادات بلغت 38.2 مليار دولار في عام 2022، ويعمل في الشركة أكثر من 85 ألف شخص، وتأتي غالبية ثروتها من حصتها في مجموعة لوريال لمستحضرات التجميل.

تعد مايرز واحدة من 337 امرأة في قائمة فوربس للمليارديرات لعام 2023، حيث تضم القائمة 2640 مليارديرًا، ويشكل النساء 13% فقط من القائمة.

أعمالها الخيرية

عرفت فرانسواز بيتنكور مايرز بأعمالها الخيرية، فهي تشغل منصب رئيس شركة تيثيت إنفست، وتدعم الشركة العديد من المشروعات الخيرية منها تأسيس مستشفى فرنسية، كما قدمت العديد من الإسهامات الخيرية الضخمة.

تبرعت مايرز بالتعاون مع شركة لوريال بنحو 230 مليون دولار لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام عام 2019 بعد الحريق الضخم الذي دمرها.

منذ انضمامها إلى قائمة فوربس لأثرياء العالم، واصلت مايرز توسيع ثروتها، فهي ترأس شركة العائلةا لقابضة تيثيث إنفست، ودعمت العديد من المشاريع، بما في ذلك شركة تشغيل المستشفيات الخاصة الفرنسية إلسان، كما تشغل منصب رئيس مؤسسة بيتنكورت شويلر العائلية التي تشجع العلوم والفنون.