اشتهر الباحث والمفكر السوري فراس السواح بأفكاره وآرائه المثيرة للجدل فيما يتعلق بالتاريخ والأديان، وقد أدلى بالعديد من التصريحات التي جعلت انتمائه الديني محلًا للشك، ولكن هذا لا ينفى كونه واحد من أهم المفكرين والباحثين في تاريخ الأديان وأثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب عن التاريخ والأساطير، تعرف أكثر عن مسيرته وحياته.
من هو فراس السواح؟
فراس أحمد نورس السواح هو كاتب وباحث سوري ولد في مدينة حمص في سوريا في عام 1941 ويعد من أشهر المفكرين والباحثين في شؤون الدين والتاريخ والأساطير، وله العديد من المؤلفات في هذه المجالات والتي زادت عن 25 مؤلفًا.
اشتهر السواح بآرائه وأفكاره المثيرة للجدل والتي تناقض العديد من الحقائق الدينية في الدين الإسلامي، وهذا ما عرضه للانتقاد من الكثير من الإسلاميين في الوطن العربي. عُرف السواح أيضًا بدعمه وتعاطفه للفكر الشيوعي، وقد اعتقل أكثر من مرة بسبب ذلك.
يعتبر السواح على نطاق واسع مؤرخ مميز يسلِّط الضوء على تطور الأديان، وفيلسوف يُغامر بأفكاره، ومن بين أبرز العقول العربية التي تجاوزت حدود التقليد الديني، مقدما رؤية مثيرة للجدل حول المعتقدات المعتادة.
نشأته وتعليمه
ولد المفكر فراس السواح في مدينة حمص لعائلة أزهرية متدينة، ولكنه اختار لنفسه طريقًا فكريًا مختلفًا عن فكر والده. كان والده صحفيًا وكاتبًا سوريًا شهيرًا، وقد شغل منصب رئيس تحرير جريدة الفجر السورية.
أما جده نورس السواح فقد كان شيخًا أزهريًا من أهم شيوخ الأزهر في الشام، وقد درس علوم الدين في الجامع الأزهر. لدى لسواح ثلاثة إخوة وهم وائل وسحبان وبشار، وأخت أخرى غير معروف اسمها.
درس السواح الاقتصاد في جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1965، ثم انتسبت بعدها إلى قسم الفلسفة في الجامعة نفسها ولكنه لم يكمل دراسته فيها.
مال السواح منذ شبابه إلى تاريخ الأديان والميثولوجيا، وقد كتب في العديد من الصحف والمجلات السورية ونشر الأبحاث فيها، ثم قرر التفرغ لدارسة التاريخ والميثولوجيا وتاريخ الأديان بشكل مستقل وألف العديد الكتب.
هل فراس السواح مسلم؟
نشأ فراس السواح في عائلة مسلمة أزهرية في حمص، ولكن ديانة فراس السواح مختلفًا، عليه نظرًا لأنه يملك فكرًا ومعتقدات دينية مختلفة عن الدين الإسلامي، فهو يؤمن بوجود الله والأنبياء جميعًا ولكن ينكر بعض الثوابت الدينية.
يرى السواح أن كل الأديان منذ سيدنا إبراهيم حتى سيدنا محمد هو الإسلام، ولكنه يؤمن بأن الدين الإسلامي ليس دين محمد، وإنما الإسلام هو دين التوحيد، لذا فهو يرى أن كل دين توحيدي هو الإسلام.
وقد قال السواح في أحد اللقاءات التلفزيونية أن الدين الإسلامي "هو من آمن بالله وعمل صالحًا"، لذا فبطريقة التفكير تلك يصنف السواح نفسه مسلمًا.
مسيرته المهنية
بدأ المفكر السوري فراس السواح مسيرته المهنية في الصحافة، فقد كتب العديد من المقالات في صحف ومجلات سورية منذ عام 1985، كما نشر أبحاثه الأولى في تاريخ الأديان والأساطير في المجلات والصحف اللبنانية بداية من عام 1976.
خلال مسيرته المهنية ألف السواح العديد من الكتب الفكرية التي ناقش فيها أفكاره حول الدين والتاريخ والميثولوجيا، وقد تفرغ لدراسة التاريخ والأديان بشكل مستقل. عمل السواح في جامعة بكين للدراسات الأجنبية منذ عام 2012 كأستاذ لتدريس الحضارة العربية وتاريخ الأديان في الشرق الأدنى ولكنه يعمل حاليًا كمحاضر في بلده سوريا.
خلال مسيرته المهنية تم تكريمه في أكثر من مناسبة ومن جهات مختلفة، منها الجمعية التاريخية السورية، والحزب الشيوعي السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن حزب المواطنة والانتماء.
تم تكريمه كذلك في مهرجان عمان الثقافي السنوي بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، حيث تم اختياره كشخصية العام الفكرية، كما تم اختيار بعض مؤلفاته ضمن المناهج التعليمية في جامعة الزيتونة في تونس والجامعة الأردنية في مدينة عمّان.
أفضل كتب فراس السواح
في عام ١٩٧٦، أصدر فراس السواح كتابه الأولى بعنوان "مغامرة العقل الأولى"، ثم في ١٩٨٥ألهب حواس القراء بكتابه الشهير "لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة".
انغمس السواح بعدها بشغف في دراسة التاريخ والأركيولوجيا والميثولوجيا وتاريخ الأديان، وصدرت له مجموعة من الكتب المميزة، من بينها "كنوز الأعماق: قراءة في ملحمة جلجامش" و"تاريخ أورشليم".
ولم يكتفِ بذلك، بل ساهم بكتب باللغة الصينية والعربية عن الحكمة الصينية، وبعد ذلك بكتب بالإنجليزية صدرت في بريطانيا تناولت قضايا مثل "أورشليم بين التوراة والتاريخ"، و"لاو تسي".
من أقوال فراس السواح المثيرة للجدل
اشتهر السواح بآرائه وتعليقاته المثيرة للجدل وخاصة فيما يتعلق بالأديان، ومن أبرز الآراء هو رفضه للحجاب، حيث يرى أنها ليست فريضة ويعتبرها ظاهرة قديمة ورمزًا للتخلف يجب إزالتها، كما أثار الجدل حينما نشر منشورًا على حسابه على فيسبوك برفض فيها قبول صداقة السيدات المحجبات.
من آرائه المثيرة للجدل أيضًا رأيه عن الجنة والنار، حيث قال إنها أمورًا رمزية وليست موجودة في الحقيقة. أثار كذلك الجدل بسبب حديثه عن أصول سيدنا محمد ثلى الله عليه وسلم، وقال إنه من أعظم الشخصيات الفكرية في التاريه ولكنه ينتمي إلى قبيلة قريش سورية الأصل.
يرى السواح كذلك أن السير النبوية المكتوبة في الكتب الدينية 90% منها مغلوطة، وأكد أنه تحتوي على إساءات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يرى أن حادثة الإسراء والمعراج خرافية ومليئة بالأساطير ويؤمن أن النبي محمد لم يعرج إلى السماء كما أنه ليس بحاجة إلى البراق للانتقال من مكان إلى آخر.
يرى السواح كذلك أن الدين الإسلامي لا يحتوي على شريعة خاصة به، وإنما شريعته الحالية مأخوذة عن الدين اليهودي، والدليل على ذلك أن الحديث لم يكن موجودًا في العصر الأموي وجاء ابتكاره اقتباسًا من الأساليب اليهودية في نهاية القرن الثاني.
فراس السواح ويوسف زيدان
أثار الكاتب والمفكر السوري فراس السواح جدلًا واسعًا بعدما أدلى تصريحًا في أحد المؤتمرات الثقافية قال فيها إنه هو والدكتور يوسف زيدان أهم من طه حسين عميد الأدب العربي، وهو الأمر الذي أثار انتقادات من الأدباء والمثقفين وتصدر اسمه محركات البحث.
وقد أوضح السواح أن ما قاله كان مجرد دعابة فقد جاء إلى مصر مخصوص لحضور مؤتمر لتكريم طه حسين، وقد سأله يوسف زيدان قائلًا: "أنت أفضل أم طه حسن" فرد عليه بشيء من الدعابة وقال إنه أفضل من طه حسين، ولكن تم اقتطاعه من السياق.
وقد صرح الوساح بأنه عاتب زيدان بعد المؤتمر وقال إنه لا يوجد كاتب عاقل يضع نفسه في مقارنة مع طه حسين.