واحدة من أبرز المناضلات خلال الثورة في سوريا، ونجمة دافعت عن بلدها داخل سوريا وخارجها، إنها الفنانة السورية فدوى سليمان صاحبة المسيرة الفنية المميزة والتي تركت بصمة في المسرح والدراما السورية، والتي تحولت إلى أيقونة للنضال السلمي منذ بداية الأحداث في سوريا، ووقفت بجرأة للتعبير عن قيم الحرية والعدالة، لتصبح رمزًا للنضال والفن في وقت واحد، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي فدوى سليمان؟
هي ممثلة وناشطة وشاعرة سورية، ولدت في 17 مايو عام 1972 في حلب، وهي واحدة من أبرز نجمات التمثيل في سوريا، وأشهر المناضلات في الثورة خلال الأحداث في سوريا.
بدأت فدوى سليمان مسيرتها الفنية من خلال المسرح، وقد نجحت في تقديم أعمال فنية لامست قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق، وبعدها انتقلت إلى التلفزيون، واشتهرت بأعمال مختلفة، منها مسلسل "أبناء القهر".
لمع اسمع فدوى بشكل كبير مع انطلاق الأحداث في سوريا عام 2011، حيث قررت أن تصبح صوتًا للحرية والسلام، وشاركت في المظاهرات السلمية، وبرزت كواحدة من الشخصيات العامة التي رفضت الطائفية، ودعت إلى وحدة الشعب السوري.
وبسبب مشاركاتها السياسية، تعرضت للضغط الشديد، وغادرت بلدها سوريا، لكنها واصلت النضال ودعم بلدها في المهجر حتى رحيلها عام 2017 بعد صراع مع المرض.
نشأتها وتعليمها
ولد الممثلة السورية فدوى سليمان في حلب، وقد درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ثم سافرت إلى فرنسا، وحصلت على دورة إخراج مسرحي هناك.
ديانة فدوى سليمان
الفنانة فدوى سليمان علوية.
زوج فدوى سليمان
الفنانة فدوى سليمان لم تتزوج.
مسيرتها الفنية
بدأت الفنانة فدوى سليمان مسيرتها الفنية في مجال الدبلجة، فقد انضمت إلى فريق مركز الزهرة خلال التسعينات، وشاركت في دبلجة العديد من كراتين الأطفال، ومنها أبطال الديجيتال، وبيدا بول، وأنا وأخي.
شاركت فدوى في الدبلجة مع كبار نجوم الدبلجة في سوريا، منهم فاطمة سعد، وإنجي اليوسف، ومأمون الرفاعي، ومروان فرحات ونجوم آخرين.
وبجانب عملها في الدبلجة، شاركت فدوى في العديد من المسرحيات المميزة، ومن مسرحياتها سفر برلك، وبدون تعليق، واحتمالات وصوت ماريا، والعنزة العنوزية، وبيت الدمى، وميديا.
شاركت كذلك في مسلسلات إذاعية، منها شخصيات روائية، ومجلة التراث، وبانوراما القرن، وهن في عيون الأدب، والفاكهة تقول، وحزورة رمضان.
شاركت فدوى سليمان في العديد من المسلسلات التلفزيونية منذ التسعينات، ومنها الحصاد، والشقيقات، ويوميا أبو عنتر، هوى بحري، وعيلة 7 نجوم، وهو أشهر مسلسلاتها. شاركت كذلك في صرخة ليل طويل، والطويبي، ونساء صغيرات، ودنيا، وجواد الليل، وأبطال الديجيتال، والمسلوب، ودمتم سالمين، وأنشودة المطر.
شاركت كذلك في مسلسلات النورس، وأبو العصافير، والصمت، وقرن الماعز، ومن غير ليه، ومسلسل فدوى سليمان الأخير في سوريا كان مسلسل قلوب صغيرة مع يارا صبري وسلوم حداد، وأمل عرفة ومنى واصف. شاركت فدوى في عدة أفلام أيضًا، منها حكاية كل يوم، وخارج التغطية، ونسيم الروح.
نضالها الثوري
مع بداية الأحداث في سوريا في مارس عام 2011، كانت الفنانة السورية فدوى سليمان من أوائل المشاركين فيها، ورغم أن الانتفاضة الشعبية كانت غالبيتها من السنة، إلا أن فدوى كانت من أوائل المشاركين في الثورة من الطائفة العلوية، وهي الطائفة التي كانت تحكم سوريا لسنوات.
شاركت فدوى في المظاهرات السلمية في حمص، وتنقلت بين عدة مدن سورية، وهتفت في المظاهرات السلمية، وقد ارتبط اسم فدوى سليمان والساروت، الذي يلقب بحارس الثورة، حيث وقفت بجانب بعضهما البعض وهتفا في المظاهرات.
ورغم أن فدوى كانت على علم بأن مشاركتها في تلك المظاهرات سيجعل مصيرها السجن أو الموت أو الهرب خارج البلاد، إلا أنها واصلت المشاركة، وأصرت على أن الشعب السوري واحد، ولا يجب أن تصبح الطائفية هي المتحكمة في البلاد، كما فندت مزاعم النظام في ذلك الوقت بأن المتظاهرين إسلاميين ومسلحين.
وبسبب مشاركتها في المظاهرات، أصبحت فدوى هدفًا للنظام، لذا قصت شعرها مثل الرجال، وانتقلت من بيت إلى آخر لتجنب الاعتقال، وقد ذكرت في رسالة مصورة عام 2012 أن قوات الأمن تمشط أحياء حمض بحثًا عنها.
وبحلول نهاية عام 2012، تمكنت فدوى الفرار من سوريا إلى لبنان، واستقرت في النهاية إلى باريس، وهناك واصلت نضالها الثوري، وشاركت في العديد من المظاهرات الداعمة للثورة والمنددة للنظام.
وبسبب نشاطها الثوري، تبرأ عدد كبير من العلويين منها، وعلى رأسهم شقيقها محمود، الذي ظهر في التلفزيون السوري وأكد أن "وحدة سوريا أهم من شقيقته"، ورغم ذلك، لم يقلل هذا الأمر من عزيمتها.
وفي فرنسا، شاركت سليمان في دعم الأعمال الفنية والإبداعية للسوريين بالتنسيق مع دار الفنانين، كما شاركت في عدة أعمال مسرحية، ومنها "العبور" وهي المسرحية التي قدمتها ف يعدة مدن فرنسية.
سبب وفاة فدوى سليمان
توفيت الممثلة فدوى سليمان في 17 أغسطس عام 2017 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر 47 عامًا، حيث نقلت إلى إحدى المستشفيات في باريس بعد تدهور حالتها الصحية بسبب مرض السرطان.
وبعد وفاتها، نعاها العديد من النشطاء السوريين، والنجوم المعارضين، ومنهم الفنان فارس الحلو، الذي نعاها قائلًا: "الزميلة والصديقة البطلة فدوى سليمان. ننعي إليكم وفاة الفنانة السورية التي أجبرت العالم على رؤية الحقيقة"، كما نعاها الائتلاف الوطني السوري.
ديوان فدوى سليمان
نشرت فدوى سليمان عدد من الأشعار، ومنها ديوان "كلما بلغ القمر" الذي صدر عام 2013، وتم ترجمته إلى اللغة الفرنسية على يد المسرحي اللبناين نبيل الأظن، ومن أشعار هذا الديوان:
لِي قُوَّةُ الفَرَاشَةْ
وَضعْفُ ثَورْ
وَلِي هَشَاشَةُ الجِبَالْ
وَصَلابَةُ خَيْطِ العَنكَبُوتْ
وَلِي ضَجِيْجُ أَرْجُلِ النَّمْلَةْ
وَصَمْتُ البَحْر
وَلِي مَوتُ الحَياةِ في الشَّرْنَقَةْ
وَحَيَاةُ المَوتِ فِي السَّائِرِينْ
وَخُضْرَةُ أَوْرَاقِ الخَرِيفِ
وَاصْفِرَارُ العُشْبِ فِي آَذَارْ
وَلِي تَـمُّوزُ
لَنْ يَعُودَ بِتَمُّوزْ
وَلِي مِنَ الأيَّامِ لَحْظَةْ
حِيْنَ يَأخُذُ القَلْبُ اسْتِرَاحَتَهُ الأبَدِيَّةْ
لِيَنْتَهِيَ كُلُّ شَيءْ
لِيَكُونَ لِي
مَا لَـمْ يَبْدَأْ بَعْدْ
أَو بَدَأ.َ