طوال مسيرتها الفنية التي وصلت إلى ربع قرن تمكنت الفنانة فايزة أحمد من إسعاد محبيها بأغاني طربية رائعة استحقت بسببها لقب أيقونة الطرب الجميل وكروان الشرق، وعلى الرغم من نجاحها في حياتها الفنية، ولكنها واجهت العديد من التحديات، وخاصة في حياتها الشخصية، تعرف على حياتها وسيرتها في السطور التالية.
حياة فايزة أحمد ونشأتها
فايزة أحمد بيكو الرواس هي مغنية سورية حاصلة على الجنسية المصرية ولدت في لأب سوري في صيدا بلبنان وأم لبنانية في 5 ديسمبر عام 1934، وانتقلت إلى دمشق مع عائلتها عندما كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، وانفصل والداها وهي في التاسعة من عمرها.
عشقت فايزة الغناء والفن في سن مبكرة، فتركت المدرسة واتجهت للغناء في الحفلات والأفراح، حتى اكتشفها الملحن محمد النفاجي واقترح عليها التقدم على اختبار الإذاعة في سوريا ولكنها لم تجتزه.
انتقلت إلى لبنان وقبلت في الإذاعة اللبنانية، ثم تقدمت إلى الإذاعة في حلب وبدأت الغناء فيه، كما سافرت إلى العراق وغنت غدة أغانِ باللهجة العراقية.
في عام 1956 سافرت فايزة إلى مصر وتقدمت للإذاعة المصرية، وهناك بدأت مسيرتها الفنية الناجحة وحققت شهرة كبيرة من مصر.
زيجاتها
تزوجت الفنانة الراحلة فايزة أحمد 5 مرات، المرة الأولى وهي في عمر الثالثة عشر من الموسيقي عمر النعامي، وأنجبت منه ابنتها فريال. بعدها تزوجت من مختار العابد وأنجبت منه أكرم وأماني، واكتشفت أنه تزوج منها لجني الأموال.
تزوجت بعد ذلك من عازف الكمان عبد الفتاح خيري، ثم تزوجت من الملحن والموسيقار المصري محمد سلطان.
زواجها من الموسيقار محمد سلطان
كانت هذه الزيجة هي الأطوال طوال حياتها حيث استمرت لمدة 17 عامًا أسفرت عن توأم وهما طارق وعمرو ويعملان حاليًا في مجال الطب ويعيشان في فرنسا.
تعرفت فايزة على الموسيقار محمد بالصدفة في منزل فريد الأطرش، وكانت فايزة وقتها في أوج شهرتها، بينما كان محمد سلطان عازف عود وملحن مبتدأ، وأعجب بها سلطان من النظرة الأولى.
بعد مرور 6 أشهر على اللقاء الأول التقت فايزة محمد سلطان بالصدفة لمرة الثانية في مطعم فندق دي روز في شارع سليمان باشا، وكانت فايزة وقتها بصحبة صحفي من مجلة الكواكب، وفي هذا اللقاء السريع منحت فايزة رقم هاتفها لسلطان.
بعدها بفترة طلبته فايزة لسماع أغنية "هان الورد" من ألحان محمد عبد الوهاب، وطلبت منه أن يلحن لها أغنية، وبمساعدة فايزة تم اعتماد سلطان كملحن في الإذاعة المصرية وساعدته في طريق شهرته.
بعد تواجد الاثنين في أكثر من مكان بحكم عملهما انتشرت شائعات حول وجود علاقة بينهما، وطلبت فايزة الزواج منه، ووافق وتم الزواج في عام 1963 في الشهر العقاري، وشهد على العقد موظفين بالمصلحة.
على الرغم من الزواج لمدة 17 عامًا أعلنا الطلاق في 22 مايو عام 1981 بسبب المشاكل، حيث اتهمته فايزة بالخيانة والإهمال وتركت له المنزل.
بعد الانفصال تزوجت فايزة مرة أخرى لمدة قصيرة ثم انفصلت وعادت إلى محمد سلطان مرة أخرى بناءً على طلبها، وذلك بعد أن اشتد عليها المرض لتموت بين أحضانه.
بعد وفاتها لم يتزوج الفنان محمد سلطان حتى الآن، حيث قال في تصريحات صحفية إن فايزة حي هبه الأول والأخيرة، وأنها غنت له أغنية "أيوه تعبني هواك" وهي على فراش الموت.
زواجها من الضابط عادل عبد الرحمن
بعد انفصال فايزة من الموسيقار محمد سلطان بعد زواج استمر 17 عامًا تزوجت سريعًا من ضابط يدعى عادل عبد الرحمن الذي كان يصغرها ب10 سنوات لتبدأ قصة معاناة وعذاب لا تنسى معه.
بعد زواجها منه اكتشفت فايزة وجهه الحقيقي، إذا اعتاد على ضربها وإهانتها، وفي إحدى المرات حاول رمى ابنتها فريال من زوجها الأول من الدور السابق، لولا تدخل حماتها ورفضت تصرفات نجلها.
لم تجد فايزة مفرًا سوى الطلاق لإنهاء هذه المأساة، ولكنه رفض تطليقها بسهولة، وطلب منها أن تمنحه سيارتها المرسيدس ومقبل 35 ألف جنيه مقابل حريتها لتصاب بانهيار عصبي وتوافق على الفور للتخلص من هذا الكابوس.
وفاتها
عانت الفنانة فايزة من محطات صعبة في حياتها، ولكن أكثر صعوبة هو معاناتها مع مرض سرطان الثدي، حيث سافرت على الفور إلى الخارج لإجراء جراحة ولكنها لم تكن ناجحة.
بعد مرضها طالتها العديد من الشائعات، حيث قيل إنها عانت من السرطان لإجرائها جراحة نفخ الهدود بسبب نحافتها الشديد، وقيل إنها أجرت عملية تكبير للثدي وكانت هذه العملية سبب إصابتها بالسرطان.
قررت الاعتزال ولازمت الفراش وطلبت من الفنان محمد سلطان أن تعود لعصمته تحقيقًا لآخر أمنياتها، وتوفيت في 21 سبتمبر عام 1983 عن عمر ناهز 49 عامًا.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة فايزة أحمد مشوارها الفني في الإذاعة اللبنانية، وبعدها تقدت للإذاعة في دمشق ولكنها رفضت، ثم سافرت إلى حلب وتقدمت إلى إذاعة حلب وتم قبولها وغنت بضع أغان ذاع صيتها بسببها.
بعد هذه الشهرة البسيطة طلبتها إذاعة دمشق وغنت فيها عدة أغاني، وسافرت إلى العراق لتقديم عدة أغانٍ باللهجة العراقية مع الموسيقار رضا علي.
بعد ذلك قررت فايزة السفر إلى مصر وتقدمت إلى الإذاعة هناك، وقدمها الموسيقار صلاح زكي في أغنية من لحن محمد محسن، وبعدها التقت بالموسيقار محمد الموجي، وقدمت معه العديد من الأغنيات الناجحة، ومنها أغنية "أنا قلبي ليك ميال" وحققت بسببها شهرة واسعة.
تعاونت فايزة مع العديد من الملحنين، منهم محمود الشريف، ومحمد عبد الوهاب التي قدمت معه أغنية "هان الود" وحققت شعبية كبيرة في مصر بسببها واستطاعت إن توصل موهبتها وصوتها المميز إلى الجمهور.
خلال مشوارها الفني قدمت فايزة 320 أغنية للإذاعة، و800 أغنية تلفزيونية، فضلًا عن عدد كبير من الحفلات الفنية، واشتهرت بغنائها لجميع أفراد الأسرة، فهي أشهر من غنت للأم في أغنيتها "ست الحبايب".
غنت فايزة أيضًا إلى الأخ، والأب، والأسرة، وقدمت أغاني ناجحة منها "تمر حنة"، و"بيت العز"، و"يا حلاوتك يا جمالك"، و"أنا قلبي ليك ميال"، و"ياما القمر على الباب"، و"حيران"، و"يا ليلة بيضة"، و"بكرا تعرف"، و"رسالة من امرأة"، وغيرها.
حصلت فايزة على إشادة العديد من الفنانين في زمانها، حيث حضرت أم كلثوم أكثر من حفل لها، وهي سابقة لم تحدث من قبل، ويعد أكبر وسام وشهادة لموهبة هذه الفنانة الراحلة، كما وصف صوتها الفنان عبد الوهاب بالكريستال المكسور، وقال عنها رياض السنباطي أنها أفضل من غنت في العالم.
خلافها مع عبد الحليم حافظ
في عام 1957 قدمت الفنانة فايزة أحمد أغنية "أسمر يا أسمراني" في فيلم "الوسادة الخالية" لعبد الحليم حافظ، وقد سجل عبد الحليم هذه الأغنية بصوته، وهو ما أغضب فايزة فقررت أن ترد له الموقع فغنت "هاتولي وابور الحريقة" على وزن أغنية "قولوا له الحقيقة".
ظل الخلاف بينهما قائمًا لفترة طويلة ووصل أن الاثنين رفضا أن يتشاركا الغناء في حفل واحد، ولكن تم الصلح بينهما في النهاية عام 1973.
مشوارها في السينما
شاركت الفنانة فايزة في 7 أفلام سينمائية، أولها كان عام 1957 في فيلم "تمر حنة" مع رشدي أباظة، ونعيمة عاكف، وأحمد رمزي، وغنت فيها أغنياتها الشهيرة "تمر حنة".
في العام التالي شاركت في فيلم "امسك حرامي" وظهرت فيه بشخصيتها الحقيقية، وفي عام 1959 شاركت في فيلم "ليلى بنت الشاطئ" من بطولة ليلى فوزي، وثريا فخري، ووداد حمدي، كما شاركت في فيلم "عريس مراتي" مع إسماعيل ياسين وفيلم "المليونير الفقير".
في عام 1961 شاركت في فيلم "أنا وبناتي"، وكان العمل من بطولتها، وفي عام 1963 شاركت في فيلم "منتهى الفرح" الذي جمع عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وشادية، وصباح، كما شاركت في فيلم "القاهرة في الليل".
آخر أفلامها كان عام 1975 في فيلم "مين يقدر على عزيزة" من بطولة سهير رمزي، وحسين فهمي، وظهرت في مشهد صغير في هذا الفيلم.
على الرغم من شهرتها الكبيرة ولكنها لم تكن تحب السينما ولا تحب شكلها على الشاشة بسبب نحافتها، فقد كان وزنها 40 كيلو غرامًا وكانت تضطر إلى ربط قماش على خصرها لتبدو أكثر وزنًا، وكانت تقول دائمًا "كرهت التمثيل ولا أحب رؤية الأفلام التي ظهرت فيها".