يعد رجل الأعمال اللبناني الأردني فادي غندور من أهم رجال الأعمال في الوطن العربي، فهو مؤسس شركة "أرامكس" للبريد والتي تعد أنجح شركات الخدمات اللوجستية في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.
من هو فادي غندور؟
فادي علي غندور هو رجل أعمال أردني من أصل لبناني ولد في عام 1959، وهو الرئيس التنفيذية لمجموعة ومضة، والمؤسس المشارك وعضو مجلس إدارة شركة أرامكس، إحدى الشركات الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية ومقرها في دبي.
أمضى غندور 30 عامًا من حياته كرئيس تنفيذي لشركة أرامكس، والتي بناها لتصبح واحدة من أهم الشركات اللوجستية الرائدة في الأسواق الناشئة، كما نجح في أن يجعلها أول شركة في العالم العربي يتم إدراجها في بورصة ناسداك.
شارك غندور في العديد من المشروعات الاستثمارية، ومنها شركة مينا فينتشر إنفستمنت، كما أنه يشغل عضوية مجالس إدارة عدة شركات منها مجموعة أبراج ومجموعة ومضة وشركة مكتوب وغيرها.
نشأته وتعليمه
نشأ رجل الأعمال فادي غندي في عائلة عريقة في عالم البيزنس، فوالده رجل الأعمال اللبناني الأردني علي غندور رئيس شركة آرام للتجارة والتكنولوجيا الذي ساهم في تأسيس الخطوط الجوية الملكة الأردنية، أما والدته هي ألطاف ضاهر.
ولد فادي في بيروت، وقد درس في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة وتخرج فيها عام 1981، وبعدها بدأ مسيرته المهنية بأسيس شركة "أرامكس" التي أصبحت واحدة من أكبر شركات توصيل الطرود والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من هو مؤسس شركة أرامكس؟
في بداية الثمانينات تأثر فادي غندور بنموذج شركة "فيديكس"، وخلال هذه الفترة كانت شركة DHL واحدة من أهم شركات البريد السريع في منطقة الشرق الأوسط وباكستان، لذا فكّر غندور في إنشاء شركة بريد سريع أخرى تغطي الشرط الأوسط كله.
في عام 1982 أنشأ بالفعل تأسيس شركة "أرامكس" مع شريكه بيل كينغسون، وكان مقر الشركة في عمّان بالأردن، ورغم صعوبة الأوضاع السياسية والأزمات الاقتصادية والحروب الأهلية خلال هذه الفترة إلا أن الشركة نجحت في تحقيق إيرادات اقتربت من مليون دولار بحلول عام 1984.
كانت شركة أرامكس، متمثلة في رئيس تنفيذها السيد فادي غندور، تهدف إلى إقناع الشركات الكبرى بأن تصبح أرامكس هي خيارهم المثالي بدلًا من التركيز على استحواذ شركة DHL الألمانية على خدمات التوصيل السريع.
تمكن غندور من توقيع عقد شراكة مع شركة "إيربورن إكسبريس الأمريكية" وتولت أرامكس إدارة أعمالها في المنطقة، وكانت هذه نقطة تحول في مسيرة نجاح الشركة.
انتقال مقر الشركة إلى دبي
في عام 1985 تقرر نقل مقر الشركة إلى دبي لتبدأ مرحلة جديدة، ففي عام 1987 وقعت شركة أرامكس عقد شراكة مع فيديكس العالمية، والتي كانت الشركة التي ألهمت فادي غندور في البداية، وأصبحت أرامكس المشغل لفيديكس في الشرق الأوسط.
في العام الأول من الشراكة حصلت أرامكس على 30% من إيراداتها من خلال شحن البضائع باسم شركة فيديكس، وقد ساهمت هذه الشراكة في رفع القيمة السوقية للشركة، لتقرر شركة إيربورن للشحن لشراء حصة 9% مقابل مليوني دولار.
نجح رجل الأعمال فادي غندور في إدراج شركة أرامكس في بورصة "ناسداك" لتصبح أول شركة عربية يتم تداولها في البورصة الأمريكية، وقدرت قيمة الشركة آنذاك 24 مليون دولار، وبلغت إيراداتها 66 مليون دولار، وكان وقتًا ضخمًا في التسعينات.
عمل غندور على تطوير الخبرات والكفاءات في شركته، فنقل أطقم كاملة من أرامكس للتعلم في أوروبا وأمريكيا، لتبدأ أرامكس حملاتها بالاستحواذ على شركة صغيرة في منطقة مثل مصر والسعودية، وعقد المزيد من الصفقات الإقليمية والدولية.
إمبراطورية أرامكس
بحلول عام 2001 تمكنت شركة أرامكس بأن تغطي خدماتها 33 دولة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وقد تمكنت الشركة كذلك على الاستحواذ على مجموعة أبراج كابيتال.
في عام 2005 تم طرح الشركة للاكتتاب العام في سوق دبي المالي، وبهذه الخطوة تحولت من كونها شركة شحن إقليمية إلى شركة عالمية، وبدأت في الاستحواذ على شركات الشحن السريع في عدة دول في أفريقيا وأمريكيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا.
من أبرز وأنجح الصفقات استحواذ أرامكس على شركة MyUS الأمريكية وقدرت قيمة الصفقة 265 مليون دولار. أطلقت الشركة أيضًا عدداً من الميزات لتطوير خدماتها مثل التعاون مع شركات عدة لتسهيل عمليات الدفع والمتابعة.
الاستقالة من منصبه كرئيس تنفيذي لأرامكس
في عام 2012 اتخذ فادي غندور خطوة فاجأت الكثيرين بإعلانه الاستقالة من منصب كمدير تنفيذي لشركة أرامكس، وذلك خلال المؤتمر السنوي للشركة، إلا أنه أعلن مواصلة شغله منصب رئاسة مجلس إدارة ومضة.
وخلال إعلان استقالته قال فادي غندور:" لا يوجد وقت أفضل لكي أعلن بأننا على استعداد لوثبة أخرى، من هذه الذكرى الثلاثين لأرامكس، التي تتوج رحلة مذهلة من التحديات والإنجازات. وأنا أقول دائماً إن أفضل جزء من بناء الشركة هو بناؤها للآخرين ومعهم لجعلها منبرا للطموح الجماعي والابتكار".
في عام 2016 باع فادي غندور حصته بالكامل في الشركة لمستثمرين في الخليج منهم رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، وقدرت قيمة هذه الصفقة 142 مليون دولار.
تحت إدارته استطاعت شركة أرامكس من تحقيق العديد من الإنجازات، فقد أصبحت أول شركة في العالم العربي تدخل بورصة ناسداك، وأصبحت أكبر شركة شحن وخدمات لوجستية في الوطن العربي.
تأسيس شركة ومضة
في عام 2015 أسس رجل الأعمال فادي غندور شركة "ومضة كابيتال" في دبي وهي شركة رأس مال استثماري تستثمر في الشركات الناشئة وتخدم العملاء في الأردن والإمارات العربية المتحدة بشكل أساسي وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضًا.
نجحت شركة ومضة في ترأس استثمارات بملايين الدولارات، ومن أنجح استثماراتها شركة "خرابيش" التي قدرت قيمتاه 18.3 مليون درهم.
في عام 2018 صرح فاي غندور أن شركة "كريم" لخدمات التوصيل من أنجح استثمارات الشركة. نجحت شركة ومضة تحت رئاسة فادي غندور في أن تجمع تمويلًا بقيمة 3.5 مليون دولار لشركة ألعاب الهواتف المحمولة "طماطم" وذلك في عام 2020.