يعد الروائي الفرنسي غيوم ميسو واحد من أشهر المؤلفين الفرنسيين المعاصرين، وله العديد من المؤلفات التي أصبحت الأكثر مبيعًا في فرنسا، حيث بيع أحد كتبه أكثر من 11 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، وترجمت رواياته إلى 34 لغة، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة غيوم ميسو ونشأته
هو كاتب فرنسي ولد في بلدية أنتيبس في منطقة نيس الحضرية في 6 يونيو عام 1974، وكانت والدته تدير مكتبة بلدية أنتيبس، أما والده كان يعمل أمينًا عامًا ومديرًا للشؤون المالية في دار البلدية.
هو شقيق مؤلف الروايات البوليسية فالنتين موسو، ولديه شقيقة اسمه جوليان موسو وهي أستاذ اللغة الفرنسية واللاتينية اليونانية في مركز فالبون الدولي.
بدأ غيوم الكتابة وهو طالب، وعندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا كان مغرمًا بالولايات المتحدة الأمريكية، لذا أمضى بضعة أشهر في نيويورك، وعمل هناك كبائع آيسكريم.
عاد بعد ذلك إلى فرنسا، ودرس الاقتصاد في جامعة نيس وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم تابع دراسته العليا في الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في بلدية مونبلييه.
عمل غيوم أستاذَا للاقتصاد والعلوم الاجتماعية في مدرسة إركمان شاتريان الثانوية في فالسبورغ من الفترة ما بين 1999 إلى 2003، ثم عمل مدربًا في المعهد الجامعي لإعداد المعلمين في لورين.
في سبتمبر عام 2003 التحق بمركز فالبون الدولي، ودرس فيها الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في المدرسة الثانوية لمدة 5 سنوات.
أعماله الأدبية
أصدر غيوم ميسو أول رواياته عام 2001، وهي رواية Skidamarink، وهي رواية إثارة تتحدث عن قصة سرقة لوحة موناليزا من متحف اللوفر، ولكن لم تحقق هذه الرواية نجاحًا كبيرًا، لذا صرح أنه يرغب في إعادة كتابتها مرة أخرى.
تعرض غيوم إلى حادث سيارة، فأصبح بعد ذلك مهتمًا بتجارب الاقتراب من الموت، وتخيل قصة عن رجل يعود إلى الحياة بعد أن لمس الموت، فألف روايته الثانية "وبعد" التي صدرت عام 2004.
تعتبر هذه الرواية أول رواية له تترجم إلى اللغة العربية، كما ترجمت إلى أكثر من 20 لغة، وتحولت إلى فيلم بالاسم نفسه صدر عام 2008 من إخراج جيل بوردوس وبطولة جون مالكوفيتش ورومان دوريس.
تتحدث الرواية عن الحب والعلاقات الإنسانية، حيث يتحدث عن ناثان الذي نجا بأعجوبة من الموت، وتغيرت حياته بعد ذلك.
في عام 2005 أصدر روايته الثالثة "أنقذني"، وهي رواية تتحدث عن جولييت وسام اللذين يلتقيان خلال عطلة نهاية الأسبوع في نيويورك، وكذب كلاهما على الآخر، حيث ادعى سام بأنه متزوج، وادعت جولييت بأنها محامية.
وحينما همت جولييت بالعودة إلى باريس رافقها سام إلى المطار، وبعد نصف ساعة انفجرت الطيارة التي تقل جولييت، وكان هذا الخبر كفيلًا بأن يغرق سام في اليأس، ولكن لم تنتهي القصة بعد.
وفي عام 2006 أصدر روايته الرابعة "هل ستكون هنا" وهو العمل الذي تحول إلى فيلم كوري صدر عام 2016. تحكي الرواية عن العودة بالزمن، حيث يعود إليوت 30 عامًا إلى الوراء ويقابل حبيبته.
وفي عام 2007 أصدر رواية "لأني أحبك"، وفي عام 2008 أصدر رواية "سأعود من أجلك" ثم أصدر رواية "ماذا سأكون بدونك" عام 2009.
أصدر غيوم بعد ذلك رواية "فتاة من ورق" تتحدث هذه الرواية عن كاتب مشهور يدعى طوم بويد يعاني من قلة الإلهام، فإذا ببطلة روايته التالية تظهر بغتة في حياته، وهي فتاة جميلة وبائسة يتهددها الموت إن هو كف عن الكتابة.
سيعيش طوم مغامرة غريبة يمتزج بها الواقع بالخيال، وهي رواية تشع حيوية وإثارة وتشوق رومانسي وعجيب.
وفي عام 2011 أصدر رواية "نداء الملاك"، وبيع من هذه الرواية أكثر من 50 ألف نسخة. وتتحدث الرواية عن جوناثان ومادلين اللذين بدلا هاتفيهما دون إدارك منهما، وعندما يقرران استعادة هاتفيهما يعرفان مزيدًا من الحقائق المخفية.
أصدر غيوم بعد ذلك روايته التالية "بعد سبع سنوات" ويتحدث عن زوجين ينفصلان عن بعضهما البعض، ويشتركان في تربية توأمهما بشكل مختلف، ولكن فجأة سيختفي ابنهما جيريمي، لذا يتحد الزوجان من جديد للبحث عن ابنهما.
وفي عام 2013 أصدر رواية "غدًا" وتم بيع أكثر من 1.7 مليون نسخة من هذه الرواية، وتحكي عن إيما وهي فتاة من نيويورك تبحث عن رجل حياتها، وماثيو هو أرمل يعيش مع ابنته البالغة من العمر 4 سنوات.
يتعرف الاثنان على بعضمها من خلال الإنترنت ويتفقا على مقابلة بعضهما البعض، ولكنهما لن يلتقيا أبدًا، وذلك لأن إيما تعيش في 2010 بينما ماثيو يعيش في عام 2011. يدرك ماثيو بعد ذلك أن لديه فرصة لإنقاذ زوجته المتوفاة.
في عام 2014 أصدر غيوم ميسو روايته "سنترال بارك"، وبيع من هذه الرواية أكثر من 74 ألف نسخة في ثلاثة أيام فقط، وبيع بعد ذلك ما يزيد عن 570 ألف نسخة من الرواية.
تحكي الرواية عن قصة أليس شيفر وهي نقيبة شرطة في فرقة الجريمة في باريس، وغابرييل كين عازف بيانو أمريكي اللذين يجدان أنفسهما فجأة مكبلي الأيدي على مقعد في سنترال بارك في نيويورك.
لا يعرف الاثنان أي منهما ولا يتذكران لقاءهما، ففي الليلة السابقة كانت أليس تحتفل مع صديقاتها في باريس، بينما غابريل كانت يعزف البيانو في نادي لموسيقى الجاز في أيرلندا، لذا يحاولان اكتشاف كيف انتهى بهما الأمر في هذا المكان.
أصدر بعد ذلك رواية "اللحظة الراهنة" التي تتحدث عن ليزا التي تقع في حب آرثر طبيب الإسعاف الشاب التي تنجذب إليه فورًا، ولكن آرثر ليس رجلًا كسائر الرجال، حيث أفشى لها بحقيقة مرعبة عنه تمنعه من حبها.
ثم أصدر رواية "فتاة من بروكلين" عام 2016، وبعدها بعام أصدر رواية "شقة في باريس" تتحدث الرواية عن مادلين وغاسبار الذي ينتهي بهما الأمر يعيشان في نفس المنزل بسبب خطأ في عقد الإيجار، ليكتشفا وجود شبح المالك السابق في هذه الشقة.
في عام 2018 أصدر رواية "الفتاة والليل"، ثم أصدر رواية "الحياة السرية للكتاب" عام 2019.
بيع أكثر من مليون وخمسمائة ألف نسخة من روايات غيوم ميسو في عام 2017، وأصبح للسنة السابعة على التوالي الروائي الأكثر مبيعًا في فرنسا. ترجمت رواياته إلى أكثر من 40 لغة، وتجاوز إجمالي مبيعات رواياته إلى 32 مليون نسخة.