يعد المغني الكويتي الراحل غريد الشاطئ واحد من أبرز نجوم الغناء في الكويت والخليج، ويعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الفني الخليجي منذ أوائل الستينيات. أدخل غريد العديد من التجديدات في الموسيقى الخليجية وأدى ألونًا موسيقية مختلفة بعيدًا عن القوالب الغنائية الخليجية المعتادة، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو غريد الشاطئ؟
اسمه الحقيقي عيسى عبد الله خورشيد عوض واسم الشهرة هو غريد الشاطئ هو مغني كويتي ولد عام 1941، وهو ابن عم الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا وزوج شقيقته أيضًا.
بدأ غريد مشواره الفنية في نهاية الخمسينيات من خلال الغناء المسرحي، وفي الستينيات أصبح من أبرز الأصوات الفنية في الكويت والخليج، وتعاون مع كبار الملحنين في الخلجي، ومنهم بدر بورسلي، وإبراهيم الصولة وغيرهم.
يعد الفنان غريد من النجوم الخليجيين الأقلة الذين جربوا الغناء باللهجة اللبنانية، وذلك من خلال أغنية "بتروحلك مشوار" التي قدمها بإيقاعات كويتية وحققت نجاحًا كبيرًا وقتها.
انتمى غريد إلى مدرسة غنائية مستقلة وقد سار على دربه العديد من النجوم من بعدها، ولا تزال أغنياته خالدة حتى يومنا هذا، وقد قدم طوال مسيرته الفنية مئات الأغنيات الوطنية والدينية والعاطفية.
بدايته الفنية
أحب الفنان غريد الشاطئ الغناء منذ طفولته، فقد كان يغني ولم يتجاوز عمره الثامنة، وكانت هوايته المفضلة وهو طفل سماع الراديو ومشاهدة الأفلام، وخاصة أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان غريد مغرمًا بصوته وألحانه.
في المدرسة كان في الحفلات المدرسية ومناسبات عدة، وقد دخل مجال الغناء من خلال صديق له اسمه عمر كان يدرس الموسيقى في فرقة المسرح الشعبي، فطلب منه غريد مرافقته.
وهناك غنى غريد أمام إبراهيم الصلال ويوسف قاسم ومحمد التتان وصالح النافع، وقد نال إعجابهم وشجعوه على الغناء، وبالفعل بدا الغناء في فرقة المسرح الشعبي، وقدمه آنذاك عدد من النجوم منهم الفنان الراحل محمد النشمي، الذي كان مديرًا للمسرح آنذاك.
شارك حينها في مسرحية "تقاليد" من تأليف صقر الرشود، وكان هذا أول نص مسرحي كويتي مكتوب، وقد غنى غريد في مشهد الزفاف أغنيتين وهما "أحب حبيبي"، و"حبيبي راح".
تلقى غريد دعمًا كبيرًا من عدد من الشخصيات الهامة منهم مساعد بورسلي وعبد الرزاق العدساني وعبد الكريم مراد، وفي عام 1959 غنى في حفلة غنائية لدائرة الصحة العامة أمام الشيخ صباح السالم بمناسبة عودة أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم.
غريد الشاطئ ومركز الفنون الشعبية
بعد نجاحه في المسرح الشعبي انتقل إلى مركز الفنون الشعبية التابع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكان المركز يضم عددًا من الفنانين منهم حمد الحبيب وأحمد العدواني وأحمد الزنجباري وسعود الراشد وشادي الخليج، ومحمد التتان وعبد الحميد السيد وغيرهم.
وقد قدم غريد نفسه إليهم وغنى لهم أغنية "يا من هواه" وأعجب الحضور بالأغنية وشجعوه على الاستمرار في المركز، وقد تردد فيه غريد لمدة عام، وفيها سجل أول أغنياته من تأليف ابن الصحراء وألحانه بعنوان "يا مرحبًا بالعيد يا محلا أيامه" بمناسبة عيد الفطر.
المطرب غريد الشاطئ والتألق في الإذاعة
بعد صدور أغنيته الأولى بحثت الإذاعة في الكويت عن اسم فني لعيسى خورشيد حتى تُذاع أغنياته في الإذاعة، وقد تم طرح عدة أسماء منها بلبل الشاطئ وسمير ولكن اختار له الراحل حمد الرجيب، أحد أعضاء لجنة الإذاعة، اسم "غريد الشاطئ" وهو الاسم الذي استمر معه حتى وفاته.
في العام نفسه سجل غريد أغنية "جودي لا تهجريني" من كلمات منصور الخرقاوي وألحان حمد الرجيب، وتعد هذه الأغنية انطلاقته الفعلية في عالم الفن.
أهم أغاني غريد الشاطئ
بعد نجاح أغنيته الأولى "جودي لا تهجريني" غنى غريد العديد من الأغنيات الناجحة، ومنها أغنية "يا ساحل الفنطاس" من ألحان حمد الرجيب وتأليف أحمد العدواني، وتعد هذه الأغنية أشهر أغاني غريد الشاطئ التي حققت جماهيرية كبيرة، ولا تزال تذاع الآن على الساحة الغنائية، ومن كلمات الأغنية:
يا ساحل الفنطاس
يا ملعب الغزلان
يا متعة الجلاس
يا سامر الخلان
رمالك النشوى
والبحر ساقيها
قدم بعدها أغنية "أيا معشر العشاق" وهي أغنية صدرت بصوت أكثر من مغني منهم الفنان البحريني عبد الله أحمد، ومن كلماتها:
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع
أما أبرز أغنياته فكانت أغنية "ليالي الوفا" من ألحان أحمد الزنجباري وتعد هذه الأغنية من الأغنيات الخالدة التي نهضت بالموسيقى الكويتية، وتم استخدام آلات غربية فيها، مثل البيانو.
تعاون غريد خلال مسيرته الفنية مع كبار الملحنين في الخليج، ومنهم ابن الصحراء، وأحمد عبد الكريم ومحمد التتا، وإبراهيم الصول وسليمان الملا، ويوسف المهنا، وعبد الله بو غيث وغيرهم من الملحنين.
تعاون كذلك مع عدد كبير من الشعراء، ولعل أبرز الشعراء الذي تعاون معهم الشاعر عبد المحسن الرفاعي الذي كتب له أغنية "ريم المطبة"، كما تعاون مع الشاعر فهد بورسلي في أغنية "سلموا لي على اللي سم حالي فراقه". تعاون كذلك مع الشاعر عبد المحسن الخراز في أغنية "يوم الخميس اللي مضى مريت".
المطرب الكويتي غريد الشاطئ والغناء باللهجة اللبنانية
حققت أغنية "بتروح لك مشوار" لعملاق الأغنية اللبنانية وديع الصافي واحدة من أشهر الأغنيات اللبنانية في الخليج، وذلك بعد أن أداها المطرب الكويتي غريد الشاطئ بإيقاعات كويتية، وقد استعان غريد بفرقة معيوف الشعبية من أجل تسجيل الأغنية.
قدم غريد أيضًا أغنية "حلوة وكذابة" من ألحان وكلمات فيلمون وهبة وهي أغنية لبنانية أداها بنفس الطريقة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا.
سبب وفاة غريد الشاطئ
توفي الفنان الكيتي عيسى خورشيد الشهير بغريد الشاطئ في أواخر عام 2005 عن عمر 64 عامًا بعد تعرضه لازمة قلبية مفاجأة. وقد نعاه العديد من النجوم في الخليج منهم يوسف ناصر، وبدر بورسلي ونبيل شعيل وإبراهيم الصولة وغنام الديكان، وأنس الرشيد، وفيصل الحمود الملك الصباح وغيرهم.