غرقت في 6 ثوان: صور حديثة تكشف اللحظات الأخيرة لـ "تيتانيك"

كشف بحث جديد أن تصادمًا دام ست ثوانٍ فقط هو ما أدى إلى غرق السفينة "تيتانيك"، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص. 

وتظهر الصور الجديدة التي التقطها خبراء من شركة "ماجيلان" للمسح البحري تفاصيل مدمرة لحطام السفينة، وتوضح كيف أن ثقوبًا بحجم ورقة A4 كانت السبب الرئيسي في غرقها السريع.

التصادم والجروح الصغيرة التي أحدثت الكارثة

وفقا للصور الحديثة التي تم التقاطها على عمق 12,500 قدم تحت سطح المحيط، أظهرت المسوحات أن تيتانيك اصطدمت بالجبل الجليدي بشكل غير مباشر، لكن الضرر الناتج كان كبيرًا. 

حيث أصيبت السفينة بثقوب بحجم ورقة A4 عبر ست مقصورات، وهو ما سمح للمياه بالتسرب تدريجيًا إلى داخل السفينة.

وقال سيمون بنسون، المهندس البحري من جامعة نيوكاسل، "المياه تسربت ببطء من هذه الثقوب الصغيرة، مما أدى إلى غمر المقصورات بالكامل وفي النهاية غرق السفينة".

غرق سريع بعد التصادم: ساعتان وأربعون دقيقة فقط

أدى التصادم إلى غرق "تيتانيك" في غضون ساعتين وأربعين دقيقة فقط، المسوحات أظهرت أن بعض الغلايات في السفينة كانت لا تزال تعمل عند تعرضها للمياه الجليدية، مما يدل على استمرار عمل نظام توليد الكهرباء في السفينة حتى اللحظات الأخيرة.

كشف البحث الجديد عن صمام مفتوح في السفينة، مما يثبت أن البخار كان لا يزال يتدفق إلى نظام الكهرباء، وهو ما يطابق التقارير التي تقول إن مجموعة من المهندسين استمرت في العمل حتى اللحظات الأخيرة، بقيادة المهندس جوزيف بيل، من أجل الحفاظ على إضاءة السفينة.

ورغم أن الفريق بأكمله لقي حتفه في الكارثة، إلا أن جهودهم أنقذت العديد من الأرواح من خلال توفير الوقت اللازم للطاقم لإطلاق القوارب.

وقد وصف باركس ستيفنسون، محلل "تيتانيك"، هذه الجهود بأنها "مثال على البطولة في مواجهة الكارثة".

الكشف الرقمي: إعادة بناء الحطام

تم استخدام المسوحات الرقمية لإنتاج فيلم وثائقي جديد من "ناشيونال جيوغرافيك" و"أطلسيك برودكشنز" بعنوان "تيتانيك: القيامة الرقمية".

يتناول الفيلم التفاصيل الدقيقة لهيكل السفينة المدمرة عبر إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للحطام. 

وقد أرسلت شركة "ماجيلان" غواصات لاستكشاف جميع أجزاء الحطام الذي يقع على عمق 13,000 قدم تحت سطح البحر.

تدهور الحطام: "تيتانيك" قد تختفي في 40 عامًا

رغم مرور أكثر من مئة عام على غرق "تيتانيك"، فإن الحطام يتدهور بسرعة كبيرة تحت الماء، يُتوقع أن تختفي السفينة تمامًا في غضون 40 عامًا، بسبب العوامل البيئية التي تؤثر على بقاياها.

انقسمت "تيتانيك" إلى نصفين قبل أن تغرق بالكامل في 15 أبريل 1912.

والآن، تقبع المؤخرة والمقدمة على بُعد 2600 قدم عن بعضهما البعض، وتظل المؤخرة عبارة عن كتلة معدنية مشوهة بعد ارتطامها بقاع المحيط، بينما تبقى المقدمة أكثر وضوحًا، رغم دفن جزء منها في الطين بسبب شدة الاصطدام.

"تيتانيك": الكارثة التي هزت العالم

تعد "تيتانيك" واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في التاريخ، وغرقت السفينة بعد اصطدامها بجبل جليدي أثناء رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك، مما أسفر عن مقتل حوالي 1517 شخصًا من أصل 2224 كانوا على متنها.

لم يتم العثور على الحطام إلا في عام 1985، ليظل هذا الاكتشاف واحدًا من أكثر الاكتشافات البحرية شهرة.