يعد الداعية الإسلامي الفلسطيني عمر سليمان الأشقر من رواد العمل الإسلامي في فلسطين والوطن العربي ومن أبرز علماء السنة الذين أثروا المكتبة العربية الدين بدرر من المؤلفات الدينية والدعوية، وقد تلقى علمه على كبار العلماء وعلى رأسهم بن باز، تعرف أكثر على مسيرته المهنية والدعوية.
من هو عمر سليمان الأشقر؟
عمر سليمان بن عبد الله الأشقر هو داعية إسلامي وعلّامة فلسطيني ولد في عام 1940 في قرية برقة التابعة لمحافظة نابلس الفلسطينية، وهو من أهم علماء السنة في الوطن العربية وعمل أستاذًا عدد من الجامعات العربية.
تلقى الشيخ عمر العلم على يد كبار العلماء في الوطن العربي، وأولهم شقيقه الأكبر محمد الأشقر والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والألباني وغيرهم.
ألف الأشقر مجموعة من الكتب الدينية والإسلامية التي حققت رواجًا كبيرًا واشتهر بسببها، وقد اهتم في مسيرته الدعوية بالقضية الفلسطينية التي كانت من أهم أهدافه.
نشأته وتعليمه
نشأ الشيخ عمر سليمان الأشقر في عائلة متدينة في فلسطين، وقد تأثر بشكل كبير بشقيقه الأكبر محمد الأشقر الذي كان من علماء الشريعة، وتربة في بيئة سلفية محافظة.
انتقل الأشقر إلى المملكة العربية السعودية مغادرًا فلسطين وهو ابن الثلاثة عشر عامًا وأكمل دراسته في السعودية، وتحديدًا في الرياض، حتى حصل على الشهادة الثانوية.
التحق بعدها بكلية الشريعة في جامعة الإمام في الرياض وحصل على درجة البكالوريوس، وبعد التخرج عمل أمينًا في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
في منتصف الستينيات غادر إلى الكويت عمله لفترة، ثم ارتحل إلى مصر لإكمال دراسته العليا وبالفعل حصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر عام 1980 وكانت رسالته عن "النيات ومقاصد المكلفين".
أهم شيوخ عمر سليمان الأشقر
تلقى الشيخ عمر سليمان الأشقر دينه على يد عدد من العلماء، وأولهم هو شقيقه الأكبر محمد الأشقر الذي وجهه إلى دراسة الدين. في السعودية التحق الأشقر بمجالس كبار العلماء هناك، فتتلمذ على يد الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ناصر الدين الألباني، وفي الأزهر تتلمذ على يد كبار العلماء، وأبرز شيخ الأزهر الجليل الشيخ عبد الجليل القرقشاوي أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر.
مسيرته المهنية
عمل الشيخ عمر سليمان الأشقر بعد تخرجه من كلية الشريعة أمينًا لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد مكث في هذه الوظيفة لفترة ثم قرر الانتقال إلى الكويت عام 1966 وعمل هناك في التدريس لفترة.
بعد إنهاء دراسة الماجستير والدكتوراه في الجامع الأزهر انتقل إلى الكويت مجددًا وعمل أستاذَا للشريعة في جامعة الكويت حتى عام 1990، ثم سافر إلى الأردن وعمل أستاذًا في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، وشغل منصب عميد كلية الشريعة في جامعة الزرقاء أيضًا، وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته.
أهم كتب عمر سليمان الأشقر
اشتهر الأشقر بمؤلفاته الدينية المهمة وقد ألف عشرات الكتب الدينية، بما في ذلك "القياس بين مؤيديه ومعارضيه"، و"فقه الاختلاف"، و"القواعد والضوابط الفقهية عند ابن تيمية"، و"نظرة في الإجماع الأصولي"، و"مسائل في الفقه المقارن"، و"أحكام الزواج في الفقه الإسلامي"، و"مواقف ذات عبر".
كما كتب عدة كتب حول العقيدة، بما في ذلك سلسلة "العقيدة في ضوء الكتاب والسنة"، و"مقاصد المكلَّفين في ما يُتعبَّد به رب العالمين"، و"أصل الاعتقاد"، و"أسماء الله وصفاته في ضوء اعتقاد أهل السنة والجماعة".
وقد كتب أيضًا عن مواضيع أخرى مثل "خيار الشرط في البيوع وتطبيقه في معاملات المصارف الإسلامية"، و"الصوم في ضوء الكتاب والسنة"، و"جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة"، و"المدخل إلى دراسة المدارس والمناهج الفقهية".
نبذة عن كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرا
ومن أبرز الكتب التي ألف الشيخ عمر سليمان الأشقر كتاب "وليتبروا ما علوا تتبيرا"، ويتحدث هذا الكتاب عن الأحداث التي ألمت بالأمة الإسلامية في العصر الحديث، حيث كانت الدول الغربية تدبر لها المؤامرات، وأسست لليهود دولة في أراضي المسلمين، وطردت أهل فلسطين من ديارهم، واحتلت موطن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومسراه.
يهدف الكتاب إلى التوجيه والتحذير لأهل الإسلام، يكشف لهم حقيقة اليهود ومخاطرهم، وأن الأمة الإسلامية ستظل قوية ومنتصرة، وأن الضعف الذي تعانيه سيزول ويندثر، وسيعود أبناء الإسلام إلى عزتهم وسيمحون الظلم ويهزمون المعتدين، وذلك عندما يعودون وينصرون دينهم ويرجعون إلى الله.
مسيرته الدعوية
اهتم الداعية عمر سليمان الأشقر في مسيرته الدعوية بالقضية الفلسطينية، وقد كان يبحث في حياته عن شخصيات تحمل فهمًا دينيًا وسلفيًا واقعيًا، فعمل على نشر الفكر السلفي المعتدي وترشيد تياره الديني وإعطاء فكره الديني روحًا منفتحة.
يعد الأشقر من رواد الصحوة الإسلامية في الكويت، ففي عام 1965 ساهم مع صديقه عبد الرحمن عبد الخالق في نشر العمل الدعوي في مساجد ومدارس الكويت والعديد من الفعاليات الثقافية، وقد برز عمله الدعوي بشكل متميز بضم الفعاليات والتمثيليات والأناشيد والرياضة بجانب تقديم دروس دينية للشباب.
تميز الأشقر بطرح أفكار ورؤى دينية معتدلة وخاطب عقول الشباب في الكويت، لذا كان له الكثير من المريدين، وفي سبيل ذلك ألف عدد من المؤلفات الدينية التي ناقشت موضوعات معاصرة مثل "حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية"، و"المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم"، و"نحو ثقافة إسلامية أصيلة"، و"الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية".
كتب كذلك كتب أخرى مثل "الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني"، و"معالم الشخصية الإسلامية"، و"دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة"، وغيرها من المؤلفات.
تأسيس هيئة علماء فلسطين
كان الشيخ عمر سليمان الأشقر أبرز علماء الدين الفلسطينيين الذين ساهموا في تأسيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، وقد سافر إلى عدة بلدان للاطلاع على التجربة الإسلامية فيها ومنها السودان، كما اطلع على تجربة منظمة التحرير الفلسطينية.
في عام 1983 شارك في مؤتمر تأسيس للعمل الإسلامي في فلسطين ثم وضع عددًا من الأسس الفكرية والمنهجية لهذه الهيئة، ثم أنشئ جهاز فلسطين.
وفاة عمر سليمان الأشقر
رحل عن عالمنا الشيخ عمر سليمان الأشقر في يوم 10 أغسطس 2012، الموافق 22 من رمضان لعام 1433 هـ بعد صراع مع المرض عن عمر 72 عامًا في العاصمة الأردنية عمان.
وبعد وفاته نعاه العديد من علماء وشيوخ السنة في الوطن العربي، كما نعته هيئة علماء فلسطين في بيان ووصفته بأنه معلم ومربي قضى حياته كلها مجاهدًا في سبيل وطنه وعمل على مشروع التحرير الفلسطيني والمسجد الأقصى.